#مسابقة_أفضل_مراجعة_لرواية_دار_خولة
#مسابقات_مكتبة_وهبان
✨️مراجعة رواية "دار خولة" للروائية "بثينة العيسى"
والتي يصلح لها أن تكون بعنوان "الحداثة الغربية وأثرها على الأسرة العربية: الكويت مثالًا"
تأخذنا الكاتبة في رحلة حياة إعلامية قديرة تحمل اسم الرواية "خولة" لها برنامجها التلفزيوني الواسع الانتشار ومدى تأثير مسيرتها العملية على أولادها الثلاثة:
" ناصر "وهو أصغر الأبناء والذي ولد بعد حرب تحرير الكويت وأكثرهم من تأثر بغياب والدته لاهتمامها بمستقبلها العملي والأكثر استقبالًا لكل معطيات الحضارة الغربية وتحديدًا الأمريكية نظرًا لالتحاقه بمدرسة دولية أمريكية، والتأثر تعدى الملبس وطريقة الحياة بل وصل إلى الميول الجنسي أيضًا وهو ما ذكر مجازًا من بين سطور الرواية وهو ما يحسب للكاتبة حسن استخدامها لأسلوب التورية في كثير من جوانب وتفاصيل حياة الأسرة وأفرادها وحياة المحيطين بهم وهو ماجعل الرواية تكون نوفيلا قصيرة كوجبة سريعة التحضير والالتهام بطريقة التيك أواي المنتوج البارز والأكثر حضورا في الأثر الأمريكي على مواطني الدول العربية بمختلف أعمارهم وفي شتى مناحي الحياة لديهم، بما في ذلك خولة نفسها رغم أنها ويا لغرائب الأقدار أستاذة في الأدب الشعبي وزوجها"قتيبة" أستاذ اللغة العربية- المتمسك بعروبة القيم واللغة ومحاولاته الصمود أمام هذا التمدد الأمريكي المسرطن - ولم يتسطع أن يمنع انبهار زوجته بأفراد قوات التحالف كمثال وقس على ذلك كل ما فعله هذا الانبهار في وجدانها كحب موسيقى الجاز وروايات همنجواي واتباعها أسلوب التربية الإيجابية مع أبنائها والذي لم تجد له صدى مع الابن الأصغر لافتقاده لها هي كأم وماتحمله هذه الكلمة من معنى.
يوسف وهو أوسط إخوته ولأن خير الأمورالوسط كان بمثابة رمانة الميزان في دار خولة -كما كان يطلق والدهم هذا الإسم على منزلهم- حيث كانت تستشيرخ والدته في شتى أمورها وأمور إخوته.
" وحمد" الغائب والذي لم نر له حضورًا إلا في دموع والدته عندما يمر على ذاكرتها.
نأتي إلى رمزية حوض السمك المرسوم على غلاف الرواية والموجود في وقائعها أيضًا حيث تبدأ أحداث الرواية بحوض سمك فارغ بعد وفاة قتيبة زوج خولة وهو الفراغ الذي خلفه في غيابه في حياة خولة أيضًا، وفي النهاية عندما يحضر ناصر سمكتين زينة للدلالة على وجوده هو وأمه فقط في آخر أينها ليفرغهما في حوض السمك وتطفو واحدة منهما الحياة كرمزية لوفاة خولة الهادئة في بيتها كما السمكة في حوضها.
أعجبني استخدام اللهجة الكويتية المحببة لي حيث كانت سهلة الفهم والنطق بالنسبة لي وما سهلها هو مولدي ونشأتي ف المملكة العربية السعودية سهلت علي كثيرآ من فهم اللهجة خصوصا أنه كانت تعرض الأعمال الدرامية الكويتية بكثرة خصوصا في السباق الدرامي الرمضاني وهو ما يجعلني أصنف الرواية كسيناريو مسلسل كويتي رائع سأنتظره بشدة إن تم الإعلان عن ذلك على غرار رواية "ساق البامبو" للمبدع "سعود السنعوسي" والتي عرضت في سباق دراما رمضان عام ٢٠١٦م والذي حقق نجاحا باهرا عند عرضه.