دار خولة > مراجعات رواية دار خولة

مراجعات رواية دار خولة

ماذا كان رأي القرّاء برواية دار خولة؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.

دار خولة - بثينة العيسى
تحميل الكتاب

دار خولة

تأليف (تأليف) 3.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    تطل علينا بثينة العيسى من جديد برواية قصيرة Novella، عن أستاذة الفولكلور "خولة سليمان" التي تحيا فى عذابات تناقض واقعها مع مُثلها وأفكارها، تلك العذابات التي تتجسد فى أولادها الثلاثة الذين، بينما يعاني كل منهم من عقدة نفسية مختلفة، لا يفكر أحدهم فى كيف كان وقع الحياة ومصائب الدهر على والدتهم المسكينة.

    حدث واحد، مقابلة تليفزيونية واحدة تغير مصير الأسرة، وتزيد على اضطرابها اضطراب. فحين تخرج الدكتورة خولة سليمان على الجماهير لتعلن بكل صراحة عن رأيها فيما وصلت اليه العقول من تدهور وانحطاط، وعن رأيها فى انمساخ الهوية وتأثير الحداثة على شباب الاجيال الجديدة، وان الجماهير لا تستطيع انقاذ نفسها ويجب ان تساق الى مصلحتها رغما عنها كالبهائم.. وبعد ان تم تكفيرها من الاسلاميين، واتهامها بالسلفية الفكرية من قبل الليبراليين، واختزال لقاء الساعة الى مقاطع فيديو لا تتعدى ال ٣٠ ثانية و"ميمزات" وملصقات كاريكاتيرية؛ تصبح الحياة بينها وبين أولادها لا تطاق.. فهم يشعرون بالعار من والدتهم، وهي تشعر بالخذلان من هروبهم منها وتخليهم عنها

    ابنها البكر يتنصل من كل ماهو ليس أمريكي او غربي

    وابنها الاوسط يشعر بالاستحقاقية لكونه لم يتنصل من أمه، و قام بالاضطلاع بمسئوليات البيت بعد وفاة أبيه، وهذه الاستحقاقية تحوله إلى مسخ أناني يحاول ترويض والدته الأستاذة الجامعية وانتزاع الامتنان منها انتزاعا.

    اما ابنها الأصغر، فهو خير مثال على الجيل الجديد، الذي نشأ وسط صراع بين الهويات، لا يعرف لنفسه أرضا فكرية ينتمي إليها ولا يشغل باله بمحاولة الانحياز، هو يريد استغلال لحظته الحاضرة بأي طريقة، والابتعاد عن كل ما يحاول جره إلى ساحة القتال.

    تصف بثينة العيسى مشاعر كل من الأم وأبنائها بلغة بديعة وجمل من قوتها تنفذ إلى القلب مباشرة. أجدني اقرأ الفقرات مرتين وثلاثة من اعجابي بها وببراعة وصفها للمشهد.

    لا تصف مشاعر خولة وحدها، ولا تعرض وجهة نظرها وحدها، بل وجهة نظر أولادها أيضا

    فتجد خولة إنسانة كغيرها من البشر، تعيد التفكير فى آرائها وتخطئ وتصيب، تعترف بكونها أخطأت فى تجربتها الأمومية الأولى، ولكنها لا تستطيع الاعتراف بذلك جهرا، لازال بها شئ من الكبر أن تركها ابنها وفضل العيش بعيدا عن حضنها عقابا لها على خطأها

    وتجد ناصر، ابنها البكر، برغم هيئته الضخمة وادعاؤه الثقة والعصرية، لا يزال طفلا متأثرا بجراحه التي أحدثها خروجه صغيرا من المدرسة التي يحبها بقرار أمه، بدون تفسير او محاولة لاقناعه بأسبابها.

    القصة فى مجملها عرض لصراع الأسرة التي تعيش فى وقتنا المعاصر، وتحتوي على ثلاثة أجيال لكل منهم طريقته فى رؤية الحياة، والتعامل مع واقعه

    ولكنها تحديدا تقوم بتركيز الضوء على مشكلة افتقار العقول الى الوعي بأهمية الثقافة والتراث، وما يؤدي له هذا النقص من تدهور لرقي الأخلاق والأفكار والاسلوب

    جماهير تقلب وجوهها عندما تسمع اسماء مثل "نيتشه" و "هيغل" و "الجابري" ، وتتبنى السخرية بدلا من محاولة فهم الفلسفة خلف هذه الأسماء، والتي أضافت الكثير للجنس البشري

    يتخذون من المصطلحات الفكرية مادة للاستهزاء والتندر، يدارون بها جهلهم وخوائهم الفكري.

    ما أسهل أن يسخر المرء مما يجهله، وما أسهل أن يعلو صوته حين يكون جاهلا متخلفا لا يملك حجة، ولا يملك سوى صوتا جهورا ولسانا فظا.

    هدية جميلة من بثينة العيسى، اوجزت فيها الفكرة والمعضلة، وأثارت السؤال لتتركه كعادتها، بلا إجابة.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    #مسابقات_مكتبة_وهبان

    #مسابقة_أفضل_مراجعة_لرواية_دار_خولة

    دار خولة | بثينة العيسى.

    دار النشر: منشورات تكوين.

    عدد الصفحات: ١١٢ صفحة.

    التقييم: ٣ نجوم.

    ❞ ونسيت أن تكون أمًّا. ❝

    عَزيزي قارئ المُراجعة،

    إن عَالم السوشيال ميديا أضحى هو المُسيطر الآن، فجميعنا عدا نُدرة منّا، أصبحنا نهتم بالشكل الذي نُريد لحياتِنا أن تظهر بهِ.

    لا يهم إن كان هذا الشكل حقيقي أم مزيّف، المهم أننا سنتلقى التهاني، المباركات، المجاملات، الكلام الحلو.. دون نهاية.

    سيحسدُنا العالم، وهذا يكفي.

    لا يهُم ما نشعُر به حقًا، ولا يهم إن كانت حياتنا عبارة عن مرآة مكسورة، ولا يهُم إن كنا ننزفُ ألمًا.

    المهم، أن نكذب أو نتجمل بكم أننا محظوظين.

    خولة هي مُجرد امرأة فشلت في أن تكون أم، ولكنّها كأي إنسان تشعر بالاستحقاقية، وتتناسى كل ذنب آخر اقترفته في حقِ أبناءها.

    فشّلت في أن تكون أمًا لطفل يحتاجها، وتركته وحده، وظلّت تنتظره ليأتي متناسيةً أنّها من يجب عليها الذهاب إليه، كما نسيت باقي أبنائها.. فظل إحساس الآخر أنه لن يكون كافيًا قط، وعامل الأخير المنزل على أنه فندق.

    ولكنّها نجحت مجددًا في أن تكون امرأة ناجحة مستقلة، عاشت حياتَها حتى انقلبت الآية، وأصبحت "ترند" عالم السوشيال ميديا.

    حينها فقط تذكّرت أن لها أبناء، مارسوا العقوق فلم يُدافعوا عنها، بل وحاولوا تجاهل ما حدث، فهي "الفضيحة" التي جلبت العار للعائلة.

    تُركت، أو نُسيت.. لا تهُم الكلمة قدر الفعل، أضحت وحيدة في منزل يعيش فيه اثنان، ولا يزوره زائر.

    مضّت السنين، وهي لا تفكّر في آثامها قدر ما تُفكر في استحقاقِها..!

    حلِمت 'خولة' حلم سخيف، أرادت واقعًا مزيفًا على السوشيال ميديا، صورة يحتفي بها الأبناء، ويتفاخرون حيالها.

    وكانت النتيجة أن أضحت دار خولة تضُم على مائدة عشاء شخصٌ بلا هويّة، ومُستغل في صورة مُهتم، ومقعد فارغ لشخصٍ يفضل الاختباء، وعلى رأس المائدة تجلس الكثير من الوعود المنقوضة.

    ثم يأتي النَدم متأخرًا كعادته، لا ينفع معه شيء، فما كُسر لا يعود مجددًا.

    أحببتُ فكرة وحبكة النوڤيلا، استقبلت مشاعرهم، واضطراباتهم بعناقٍ دافئ، ولكنّ لم أستطع التعلّق، فقد انتهت سريعًا..

    جاء السرد سلسًا بلغة عربية فصيحة، أمّا عن الحوار فقد جاء ممزوجًا بالكويتية ما جعله صعبًا ومعقدًا على قارئ ليس على دراية باللهجة الكويتية، على الرغم من أنّها كانت مناسبة لطبيعة، وبيئة النص.

    ثمة الكثير من أسماء الأطعمة الكويتية التي كانت غريبة عليّ، وكذلك الأمر بالنسبة للهجة الكويتية بشكل عام التي تخللت الكثير من أحداث الرواية تاليًا، صحيح أنّها متماشية مع الأحداث، لكن كنت أضطر أحيانًا للبحث عن معانيها لأفهم، كان من الأفضل لو كان هناك هامش بالمعاني في آخر كل فصل.

    أحسستُ أيضًا بأنّ الحكاية بدأت فجأة، وانتهت فجأة، أين بافي التفاصيل، باقي الحكاية، تواريخ الأشخاص، تبعات النهاية..!

    عرضت النوڤيلا موضوعات شتى كالهوية، علاقة الأبناء بالآباء، عالم السوشيال ميديا، والزيف الذي تطلقه، ولكن من منظور سطحي بلا أن تتعمق أكثر في كل موضوع على حدة، وكان هذا من عيوبها في رأيي.

    كانت قراءتي الأولى لبثينة العيسي، وهي كاتبة متمكنة، لا أنكر، ورغم ما لم يعجبني بالعمل، لكنني سأحب أن أعود لأقرأ لها مرةً أخرى.

    #ترشيحات_سلحفاة_قراءة 🐢📚

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    #مسابقة_أفضل_مراجعة_لرواية_دار_خولة

    #مسابقات_مكتبة_وهبان

    ✨️مراجعة رواية "دار خولة" للروائية "بثينة العيسى"

    والتي يصلح لها أن تكون بعنوان "الحداثة الغربية وأثرها على الأسرة العربية: الكويت مثالًا"

    تأخذنا الكاتبة في رحلة حياة إعلامية قديرة تحمل اسم الرواية "خولة" لها برنامجها التلفزيوني الواسع الانتشار ومدى تأثير مسيرتها العملية على أولادها الثلاثة:

    " ناصر "وهو أصغر الأبناء والذي ولد بعد حرب تحرير الكويت وأكثرهم من تأثر بغياب والدته لاهتمامها بمستقبلها العملي والأكثر استقبالًا لكل معطيات الحضارة الغربية وتحديدًا الأمريكية نظرًا لالتحاقه بمدرسة دولية أمريكية، والتأثر تعدى الملبس وطريقة الحياة بل وصل إلى الميول الجنسي أيضًا وهو ما ذكر مجازًا من بين سطور الرواية وهو ما يحسب للكاتبة حسن استخدامها لأسلوب التورية في كثير من جوانب وتفاصيل حياة الأسرة وأفرادها وحياة المحيطين بهم وهو ماجعل الرواية تكون نوفيلا قصيرة كوجبة سريعة التحضير والالتهام بطريقة التيك أواي المنتوج البارز والأكثر حضورا في الأثر الأمريكي على مواطني الدول العربية بمختلف أعمارهم وفي شتى مناحي الحياة لديهم، بما في ذلك خولة نفسها رغم أنها ويا لغرائب الأقدار أستاذة في الأدب الشعبي وزوجها"قتيبة" أستاذ اللغة العربية- المتمسك بعروبة القيم واللغة ومحاولاته الصمود أمام هذا التمدد الأمريكي المسرطن - ولم يتسطع أن يمنع انبهار زوجته بأفراد قوات التحالف كمثال وقس على ذلك كل ما فعله هذا الانبهار في وجدانها كحب موسيقى الجاز وروايات همنجواي واتباعها أسلوب التربية الإيجابية مع أبنائها والذي لم تجد له صدى مع الابن الأصغر لافتقاده لها هي كأم وماتحمله هذه الكلمة من معنى.

    يوسف وهو أوسط إخوته ولأن خير الأمورالوسط كان بمثابة رمانة الميزان في دار خولة -كما كان يطلق والدهم هذا الإسم على منزلهم- حيث كانت تستشيرخ والدته في شتى أمورها وأمور إخوته.

    " وحمد" الغائب والذي لم نر له حضورًا إلا في دموع والدته عندما يمر على ذاكرتها.

    نأتي إلى رمزية حوض السمك المرسوم على غلاف الرواية والموجود في وقائعها أيضًا حيث تبدأ أحداث الرواية بحوض سمك فارغ بعد وفاة قتيبة زوج خولة وهو الفراغ الذي خلفه في غيابه في حياة خولة أيضًا، وفي النهاية عندما يحضر ناصر سمكتين زينة للدلالة على وجوده هو وأمه فقط في آخر أينها ليفرغهما في حوض السمك وتطفو واحدة منهما الحياة كرمزية لوفاة خولة الهادئة في بيتها كما السمكة في حوضها.

    أعجبني استخدام اللهجة الكويتية المحببة لي حيث كانت سهلة الفهم والنطق بالنسبة لي وما سهلها هو مولدي ونشأتي ف المملكة العربية السعودية سهلت علي كثيرآ من فهم اللهجة خصوصا أنه كانت تعرض الأعمال الدرامية الكويتية بكثرة خصوصا في السباق الدرامي الرمضاني وهو ما يجعلني أصنف الرواية كسيناريو مسلسل كويتي رائع سأنتظره بشدة إن تم الإعلان عن ذلك على غرار رواية "ساق البامبو" للمبدع "سعود السنعوسي" والتي عرضت في سباق دراما رمضان عام ٢٠١٦م والذي حقق نجاحا باهرا عند عرضه.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    ❞ «أسوأ ما يمكن أن يحدث للأطلال ألا يبكي عليها أحد»، ❝

    أطلال امرأة وأطلال أم.. حسنًا اتضح أن دار خولة ليس دارًا بل أشبه بمجسم لبيت غير حقيقي!

    رواية قصيرة لن تستطيع الانحياز فيها لجانب دون الآخر.. لماذا؟.. لأن كل منهم محق ومخطئ في نفس الوقت على الأقل بالنسبة لي..

    الأم (خولة).. كأي أم كانت تريد الأفضل لأولادها وكأي أم يعتبر الابن أو الابنة البكر حقل تجارب الأمومة ( و يا صابت يا خابت 🙄)

    في وقت شيوع الحلم الأمريكي في الشرق قررت لما لا يكون ابني مثلهم مستقلًا مختلفًا متنورًا فقررت أن تعلمه تبعًا للنظام الذي كانت تراه الأفضل وقتها وهذا شيء طبيعي بالنسبة لدورها كأم..

    ولكن فجأة تكتشف أن ابنها (متأمرك) ولا يعجبها الأمر بل وتبدأ في لومه على كل أفعاله وكلامه تقريبًا!

    وتأتي القشة التي تهد علاقتها بابنها فيصل وقرارها بابعاده عن مدرسته فورًا في محاولة يائسة لتصليح الخلل (من وجهة نظرها) في شخصية ابنها..

    ومن هنا تخرب العيلة ويتحول الكل فيها لكلتلة مشاكل!

    الأم وحيدة ومهجورة رغم عيشها مع صغيرها.. تلقي اللوم على الأولاد في كل شيء تقريبًا.. فشلت في بناء جسور تواصل بينها وبين أبناءها والأمر كان مفتعل وأشبه بإدعاء طول الوقت..

    تخطأ في تربية الكبير ف تلومه وتنفر من اسلوبه وحياته وتفكيره وتحلم لو يعود لها صغيرها تحت جناحها ويبقى هناك كما تريده أن يكون لا أكثر ولا أقل..

    يتمحور عذابها وحياتها ودورها بعد ذلك لمحاولة لتصليح علاقتها مع ابنها الكبير.. فيتحول الثاني لمجرد جني يحقق لها أحلامها التي فقدتها مع فقدها ابنها البِكر.. كان نمطيًا كما تمنت ومع ذلك لم توله الاهتمام الكافي!

    شخصية خولة بتوضح مدى تنعت بعض الأباء في تربية أولادهم ورغبتهم المميتة في أن يصبحوا نسخة مكررة ونمطية من مجتمعهم..

    اضطرابها كأم طبيعي لكن في رأيي هي لم تحاول فعلا إصلاح علاقتها بابنها كانت لديها السنين الأولى من عمره التي يمكن التفاوض فيها أو الاعتذار أو حتى مجرد المحاولة.. ربما كان سيكبر ولدها وقتها متذكرًا لها محاولتها بدلًا من ان يعاني الاحباط والتنمر واضطراب هوية ومحاولته الدائمة أن يصبح شيئًا ما..

    والابن الثاني الذي شبَّ وهو يحاول باستماتة لأن يلقى منها استحسانًا لما يفعل.. أن تحبه لشخصه وليس كبديلًا عن الابن الأكبر.. أن يشعر دائما أنه بحاجة لبذل مجهود ليشعر بحبها أو ليشعر أنه كافي.. ولم يكف أبدًا.. ولم يحل محل أخوه في قلبها ولا كانت له المكانة الخاصة أيضًا.

    ما لا يدركه الأباء هو مدى تأثيرهم في حياة أبنائهم حتى بعد أن يصبح الأبناء شيوخًا.

    يمكن لموقف صغير أن يخلق إنسانًا سويًا وموقف آخر يخلق إنسانًا وحيدًا ومشوهًا.

    لا أعرف ما الشعور الذي يجب أن أشعر به الآن تجاه شخصيات الرواية.. ولكن ربما لو كانت أطول أو متشعبة أكثر لاستغرقت فيها أكثر وتعلقت بشخصياتها..

    تركتني هذة الرواية بمزيج من الغضب والتعاطف والشعور بالأسى على مظهر العائلة في ظل التناحر بين المتوارث والحداثة والصراع الأبدي بين الأجيال.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    الكتاب: دار خولة

    الكاتب: بثينة العيسى

    الصفحات: 79 (تطبيق أبجد)

    سنة النشر: 2024م

    الناشر: دار تكوين الكويتية

    التقييم : ⭐⭐⭐

    .

    📖 مابين الرواية والقصة القصيرة ما يُعرف أدبيًا بما يُسمَّى (نوڤيلا).. ودار خولة تعتبر نوڤيلا، وهذه هي أول تجربة لي مع قلم الكاتبة بثينة العيسى، وقد كانت تجربة دسمة رغم قِصرها، دسمة بقدر كل الوجبات والوصفات التي كانت تحلم خولة بإعدادها في ولائمها المُتَخيّلة..

    .

    .

    تبدأ النوڤيلا بـ (خولة) وأزمتها الانعزالية التي سبق وأن حدثت منذ مايقرب من سبع سنوات، حينما ظهرت ظهورًا إعلاميًا وعارضت الحكومة والشعوب، بل وثارت على نفسها ومعتقدات وتفكير ذويها، وكعادة الشعوب العربية أنه منذ ذاك الوقت وقد اتخذوا خولة كـ نُكتة، فالعرب لا يفرطون في النُكتة أبدًا ما دامت تزال مستساغة، استمرت النكتة لسبع سنوات..

    .

    .

    سبع سنوات عجاف، معطوبة، تفشّى العطب لكل ما فيها، بيتها، أبناءها، وحتى ماء حوض الأسماك الذي أضحى مقبرة لأسماكه..

    تُهاتفها مُعِدّة لبرنامج ما وتدعوها للظهور مرة أخرى كضيفة في حلقة على شاشات التلفاز، وهذا ما جعل بريق عينيها يشتغل، وجعل مخيلتها تأمل في كثير من الصور الأسرية والحديث عن أسرتها التي تم تفكيكها ولم تعد قادرة على جمعهم مرة أخرى، فقررت إعداد وليمة وتجميع الأبناء ليتناقشوا في الأمر، ومن هنا تتصاعد الأحداث..

    .

    .

    📖عن رأيي في الرواية: أكاد أرى أن أبطال الرواية ماهم إلا اسقاطات نعيشها حاليًا في أوطاننا العربية وليست الكويت وحدها..

    *فـ عن خولة* الأم الوحيدة المستوحَشة التي كانت في سابق عهدها ونسختها الأقدم منخدعة في الرجل الأبيض، والعدل المنسكب منهم، واستقلاليتهم وطرق تفكيرهم فتلقي _بكامل اقتناع_ أبنائها بين أيديهم، ظنًا منها أنها تضمن لهم حياة أرقى، وشخصيات أقوى.

    .

    *أما قتيبة* الذي لم يظهر في الرواية إلا بصورة الأب الراحل، رجل الأدب الذي يقدس الشعر واللغة، وتجرّه الرومانسية والقومية جرّا من فؤاده، يترحم عليه أبطال النوفيلا كما نترحم نحن عن الهوية المفقودة..

    .

    *أما عن الأبناء* فتنوعت مشكلاتهم ولكنها في النهاية أفضت إلى مصبٍّ واحدٍ، حيث أن كل واحد منهم مفتقد لذاته، فهذا يوسف الذي يتسلق فوق كتفي أمه ممارسًا لدور الأب، وظاهرًا بصورة الابن البار.. وذاك ناصر الابن المُتأمرِك الذي فقد هويته أو سُلِبَت منه رغمًا عنه، فهو لم يُلقِ نفسه في المدارس ولا المجتمع الأمريكي، الذي أفقده هويته ودينه.. أما عن حمد فقد فَقَدَ إنسانيته فلا يعد يهمه لا هوية ولا أسرة ولا صراع، ولا حتى مشاعر أمه واحتياجها، فكل مايشغله هو التكنولوجياو وألعاب الفيديو..

    .

    مع الانتهاء من النوفيلا تجد نفسك متشبعًا بالمشاعر، مُثقلًا بالوحدة والاضطراب، تعاني من مشكلة في الهوية، ومتخمًا بكره أمريكا..

    فكلنا خولة.. وكلنا دار خولة الخاوية.. وكلنا نريد أن نبكي على الأطلال، لأن "أسوأ مايمكن أن يحدث للأطلال ألا يبكي عليها أحد".

    .

    #دار_خولة

    #بثينة_العيسى

    #2024

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    عملًا بقولِ بثينة العيسى ”القراءة التي لا يتبعها حوار قراءةٌ ناقصة.“

    فإني هنا من جديد، أحاولُ أن أكتب مراجعةً تجعل من قراءتي قراءة كاملة وأديرُ حوارًا داخليا مع نفسي عن هذه النوفيلا ذي المائة واثني صفحة فقط.

    ❞ متنَ واحدة بعد أخرى، فهي لم تحظَ بالأهليةِ الكافية لتحافظ على أسماكها، واكتشفت، متأخرة جدًّا، أنَّ بعضها قد التهمَ البعضَ الآخر. ❝

    تبدأ النوفيلا ببطلتنا خولة وحوض السمك خاصتها الذي بات فارغًا، ولكنها تبقيه على أية حال، ربما تعزي به ذاتها كلما نظرت إليه أن كان ها هُنا ثلاثة أسماك صغيرة براقة تعتني بهم ويقاسمونها هذا الفراغ القاتل.

    ❞ لهذا السَّبب تمتلئ طاولاتها، طوال العام، بحاويات الشوكولاتة والفستق الحلبيِّ وحلوى راحة الحلقوم؛ «فخاخٌ منصوبة لأمومة معطّلة»، ❝

    عاشت خولة طُوال حياتها مسحورة بالحلم الأمريكي، ولم تكن أن ذلك الحُلم سيصبح كابوسها الممتد عما قريب. وأصابت عدوى السحر ابنها الأكبر -ناصر- فأخذت الفجوة تتسع بينهما يومًا بعد يوم منذرة بأنه لا سبيل لردمها، لا سبيل للبدء من جديد والعودة للمربع صفر. أما ابنها الأوسط -يوسف- فقد نما ونمت في قلبه غصةٌ تخبره دومًا أنه مهما فعل ومهما صار لن تنبهر به والدته التي صار شاغلها الأول والوحيد استرجاع ابنها البكريّ، ورغم أنها تعلم أن هذا شبه مستحيل إلا أنها كانت تتجرع من الأمل ما يكفي كل يوم لتحاول من جديد، وابنها الأخير -كرم- كبر ليصبح مدللا، لا يكترث إن كان العالم من حوله مقلوبًا رأسًا على عقب، يكفي أن عالمه الصغير لا يزال محتفظًا بهدوئه المؤقت.

    ❞ تكتشفُ خولة متاهة الصَّمتِ -وهي متاهة مؤلَّفة من غيابِ اللغةِ المحض، لا من قصورها- وتتحسَّسُ جدرانها كل صباحٍ وكل ليلةٍ.❝

    بينما تتحسس خولة خطاها داخل الفراغ الواسع، تتخبط بجدران الصمت الكثيف، وتجد فرصتها الذهبية لقطع هذا الصمت الكئيب في أن تظهر على الشاشة بمثابة دكتورة جليلة، تلقي ٱراءها حول هذا الجيل الذي وصفته بالمشوّه، وهي تعلم في قرارة نفسها أنها تقصد أبناءها الثلاثة ليس إلا، وتعلم أيضا أنها كانت السبب الأساسي في تشويههم وأنها أيضا السبب وراء طفو سمكاتها الثلاث وبقاء الحوض موحش.

    ❞ لقد حُسمت المعركة منذ زمن طويل، لأنَّها عندما انتبهت لوجود معركة، كان النظام مشغولًا بجمع الغنائم: أطفالها الثلاثة. ❝

    خولة ليست مجرد بطلة نوفيلا قصيرة، بل فكرةٌ تولّد من بعد طرحها ٱلاف الأسئلة، هل كانت خولة الجانية أم أنها مجرد ضحية أخرى لنظام يهيمن على كل شيء؟ ماذا سيحدث في اليوم المقبل؟ هل هناك احتمالية ولو ضئيلة أن تعود الحياة لحوض السمك من جديد؟ تتركك النوفيلا بأسئلتك الكثيرة المعلقة وتمضي، فقد أدت مهمتها بالفعل وأضاءت تلك الومضات -ببراعة ومهارة وخفة- داخل عقلك.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    في المساء، حين نلجأ إلى أسرتنا، غالبًا ما نواجه تساؤلات حول وجودنا في هذا العالم وإحساسنا بالغربة. رغم قضائي وقتًا في التفكير بمثل هذه الأسئلة، أرى أن البحث عن إجاباتها ليس بالأمر الضروري؛ فما ينتظرنا في الصباح يجعلنا نكتفي بتنهيدة ونعود إلى محاولة النوم. ولكن يبدو أن الكاتبة بثينة العيسى ستدفعنا لمواجهة هذه الأسئلة الوجودية التي لا إجابة موحدة لها.

    "البيوت أضحت فندقية"

    تبدأ القصة من البيوت، التي أصبحت موضوع اهتمام الدراسات النفسية نظرًا لأهميتها في تكوين شخصية الإنسان، كما أن الكاتبة رايلي ساجر تناولت هذه الفكرة في كتابها "المنزل قبل الظلام"، وفي قصتنا نجد خولة، أستاذة الفلكلور، التي تمثل المثقف الناقم على الحداثة والداعي للتمسك بالهوية. خولة، الأم لثلاثة أبناء "ناصر، يوسف، وحمد"، تنقل لنا خولة الصراع بين الأجيال، وتساؤلات حول إمكانية حل هذا الصراع أو التعايش معه.

    "تحول الهويات إلى مواد متحفية"

    عبر العصور، كان المتحف ملاذًا لحفظ التاريخ، سواءً للكائنات الحية أو المخطوطات والكتب. واليوم، باتت الهويات نفسها موضوعًا للنقاش حول إمكانية حفظها داخل المتاحف. ناصر تخلّى عن هويته العربية واعتنق الهوية الأمريكية، بينما يوسف تمسك بالهوية العربية. هذا الصراع يعكس الانفتاح على الثقافات الأخرى، ويؤكد على أهمية التعددية الثقافية.

    القصة تُظهر لنا تأثير حرب الكويت وما تبعها من سياسات أمريكية. خولة، التي انبهرت بهذه الثقافة الجديدة، حاولت أن تجمع بين القيم العربية والقيم الغربية، لكنها واجهت الفشل عندما بدأ ناصر في اتباع الثقافة الأمريكية، بينما تمسك يوسف بالبيئة العربية.

    "إنتي أصلًا ما تحبينّي"

    العشاء كان فرصة لاجتماع خولة مع أبنائها ناصر ويوسف، أما حمد فقد غاب بسبب انشغاله بألعاب الفيديو. هذا العشاء لم يكن عاديًا؛ فقد تفاقمت الخلافات بين خولة وأبنائها بسبب ظهورها في برنامج وثائقي تناولت فيه أفكارها بشكل استفزازي، مما جعلها "ترند" وتحولت تصريحاتها إلى "ميمات". هذا الموقف كشف لنا شخصية ناصر الصريحة ويوسف الذي بدا وكأنه يتحمل المسؤولية، لكن في داخله كان يرى أن ظهور والدته جلب لهم العار.

    في النهاية، القصة تعكس صراع الأجيال واختلاف الهويات، حيث يرى كل طرف أنه على حق ولا يقبل آراء الآخر. خولة أخطأت في الخلط بين دورها كأستاذة وبين دورها كأم، مما أدى إلى تفاقم الخلافات مع أبنائها، خاصة ناصر الذي كان يبحث فقط عن حب أمه واعترافها به.

    #مسابقة_أفضل_مراجعة_لرواية_دار_خولة

    #مكتبة_وهبان

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    في ليل يغلفه الصمت المتراكم؛ هلال آفل يحتضن بضوئه الزجاجي كل ما هو نابض ،حتى لو كان سمكة حمراء اختل توازنها فانقلبت؛ وبدت للرائي نافقة، أو تطفو على حدود الوجود؛ أكون أو لا أكون..

    إن كانت تلك رؤية يوسف العبدالله بريشته على غلاف نص كتبته الكاتبة والروائية بثينة العيسى؛ فإنها دعوة جذابة ؛ على بساطتها، للقارئ العابر ، أن يكون اللقاء في دار خولة .

    هي خولة سليمان أستاذة الفلكلور، زوجة قتيبة أستاذ الأدب العربي، وأم لثلاثة أبناء أكبرهم ناصر ،أوسطهم يوسف ، وأصغرهم حمد. عاشت بحب قتيبة وأشعاره لها ،حتى أنه ميز البيت باسمها، ومنحها مكانة وثقة سرعان ماتزعزعت بفقدانه، وعزاها الفقد إلى شيخوخة مفاجئة، تقف بالوحدة والضعف؛ تختبر أمومتها لأبنائها الثلاثة ، فعندما أرادت الإتكاء على بكرها ناصر ؛ هزمها منطقه وأفلت عباءتهاهارباً ،ما دفعها لجعل استرداده هدفاً غرقت فيه ،ولم تدرك معه جهد يوسف لملأ الفجوة التي تتسع بينها وبين أخيه، أما حمد فكان أصغر من إدراكه لما يدور .

    ربما اختصرت السطور السابقة حكاية خولة ،لكنها حكاية تستعصي على القراءة السريعة والقارئ الملول، فهذا النص أعمق مما يبدو ، تتكثف في كلماته المشاعر وتتراكم فوق سطوره القضايا الإجتماعية ، وتتجسد في تفاصيله النفس البشرية وصراعاتها المحمومة دائما بالتضاد.

    في دار خولة ؛ تحتفي الكاتبة بالهيمنة الغربية على المشرق العربي وتعاديها في آن، وبلغة الحلم ترسم صراعات الهوية بين الحب والمال من خلال قصة خولة وأبنائها الرمزية .

    إذا كانت الأم وطن لأبنائها ،تتملكهم وتسيطر عليهم في كل شيئ حتى في قراراتهم، تمنحهم الدفء والأمان والعلم، وتطمح بهم إلى أفق بعيد ينافس المتنافسون، فإن تلك الأم خولة .

    خولة التي أرادت لنا صرها مستقبلاً يؤهلهم معاً للمنافسة، فميّزته عن إخوته بالتعليم الأمريكي. ربما تعاظم الطموح، لكنه سقط بهما في هاوية الإختلاف، والخلاف قائم على الصواب والخطأ في ظل كل هيمنة دخيلة .

    حتى حوض الأسماك ؛ بدا رمزاً مركباً لدار خولة والأحداث التي دارت فيها، ولم تخرج منها إلا بخروج خولة في مشاهد الفلاش باك القصيرة ،فالحوض يمثل العائلة ، ومافيه يعكس أحوالها.

    لم بكن حلم بثينة إلا رسالة تنويرية لوعي الأجيال المشوهة بالإستعمار الناعم، ودعوة للحفاظ على الثراث واحترامه بما يكفل للهوية استقرارها واستقلالها واستمرارها في كتابة تاريخها الحديث .

    #مما_قرأت🌸

    #إيمان_بدر🌸

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    عمل أدبي غني بالقيم الإنسانية والاجتماعية، ويتناول مفاهيم الحرية، الهوية، القوة الداخلية، والتمسك بالأمل وسط المصاعب. تجسد العيسى من خلال قصتها البطلة خولة، التي تسعى إلى كسر القيود المفروضة عليها وإيجاد نفسها في مجتمع مليء بالتحديات. الرواية تتناول صراعات داخلية وخارجية للمرأة، ما يعكس قضايا اجتماعية متجذرة في المجتمع العربي.

    خلاصة الرواية:

    تدور أحداث الرواية حول خولة، التي تعيش في منزل قديم ورثته عن أسلافها. يمثل هذا المنزل، "دار خولة"، أكثر من مجرد مكان للسكن؛ إنه رمز للذكريات والتقاليد والأعباء التي تربطها بالماضي. تتعرض خولة لضغوط من المجتمع ومن داخلها لتحافظ على الدار، لكن في نفس الوقت، تشعر بحاجتها لتحرير نفسها من هذه الأثقال. مع مرور الزمن، تتحدى خولة القيود التي فرضتها على نفسها والمجتمع عليها، وتسعى لتحديد مسار جديد لحياتها، حيث تُفتح أمامها أفاق الحرية الشخصية والتحرر من القيود التقليدية.

    القيم والمفاهيم الأساسية في الرواية:

    الهوية الشخصية: تجسد الرواية صراع خولة مع هويتها، سواء من خلال علاقتها بمنزلها أو مواجهتها للضغوط الاجتماعية. تسعى البطلة إلى اكتشاف من هي حقًا بعيدًا عن التوقعات والقيود الاجتماعية.

    الحرية والتحرر: يعد التحرر من القيود المجتمعية والفكرية محورًا رئيسيًا في القصة. تسعى خولة إلى التحرر من الموروثات الثقيلة التي تمنعها من التقدم في حياتها وتحد من قدراتها.

    الصمود والقوة الداخلية: رغم التحديات التي تواجهها، تظهر خولة قوة داخلية تمكنها من الوقوف ضد الصعاب واتخاذ قرارات مصيرية في حياتها، مما يعكس إرادة الإنسان في مواجهة التحديات.

    التقاليد والتغيير: تتناول الرواية العلاقة المعقدة بين الماضي والحاضر، حيث يبرز دور التقاليد في تشكيل حياة الفرد، وفي نفس الوقت، كيف يمكن للفرد أن يتجاوزها لإيجاد طريق جديد.

    الأمل والتجديد: رغم الصعوبات، تظل الرواية مشبعة بروح الأمل والتجديد، حيث تتعلم خولة أن التغيير ممكن وأن هناك دائمًا فرصة لبداية جديدة.

    الخاتمة:

    "دار خولة" هي رحلة مليئة بالتحديات والاكتشافات، تجسد فيها بثينة العيسى صوت المرأة العربية التي تسعى إلى تحقيق ذاتها والتحرر من القيود الاجتماعية. الرواية تسلط الضوء على قضايا الهوية والحرية والمقاومة بأسلوب أدبي يجمع بين العمق والرمزية، مما يجعلها قراءة ممتعة ومليئة بالتأمل.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    ❞ وعرفت خولة أن الصَّمغ الذي يجمع أفراد عائلتها هو الادعاء، لا الحُب. ❝

    يحضرني سؤال مُلح بعد قراءة الرواية:

    هل الأبناء مسؤولون عن غباء الوالدين وعدم قدرتهما على اتخاذ قرارات سليمة في وقت مبكر؟

    كذلك تذكرت مثل كويتي رائع وبليغ ينطبق على حال الست خولة:

    "طبخ طبختيه يالرفله اكليه"

    انبهرت خولة بأمريكا والحلم الأمريكي في شبابها كحال الكثيرين من أبناء جيلها، وبناءًا عليه قررت أن يعيش ابنها البكر نمط حياة أمريكي وذلك بإلحاقه بمدرسة أمريكية بدلاً من مدرسة كويتية معتادة، لكنها بعد سنوات تداركت خطأها لتنهدم علاقتها بولدها ناصر.

    عزيزتي خولة يؤسفني ابلاغك بأنه على الرغم من ضحالة الحلم الأمريكي وتفاهة أمريكا وشعبها ورئيسها، إلا أن أمريكا لا شأن لها في سوء اختياراتك وضعف تربيتك لأبنائك.

    بطلة الرواية ليست سيدة أمية أو حتى بتعليم متوسط، بل هي امرأة حاصلة على شهادة الدكتوراه في التراث الشعبي.

    أما عن ابنيها يوسف وحمد فقد كانت إلى حد كبير أم تقليدية بعيدًا عن شهرتها التلفزيونية الساخرة، لكنها رغم كل شيء لم تعطي ليوسف ما يستحق من الحب والتقدير واكتفت بالبكاء على أطلال ابنها البكر الذي سنعلم مع مرور الوقت أنه أيضاً كان يحبها في صغره وكان يتمنى أن تأتي وتصالحه لكنها لم تأتي إلا متأخرًا، وكان هذا أسوأ من ألا تأتي.

    في رأيي خولة ليست ضحية بل جلاد نرجسي ظالم يعيش دور الضحية.

    الرواية مكثفة، والشخصيات رُسمت بإتقان. لكن السرد كان يشوبه بعض الأحيان المباشرة وكأن بثينة تلقن القارئ المعلومات بالملعقة.

    أخر رواية قرأتها لبثينة كانت قبل أربع سنوات تقريبًا "حارس سطح العالم" ولم تعجبني، أما هذه الرواية فهي أفضل بكثير ولكنها ليست الأفضل على الإطلاق لبثينة التي ابكتنا في "خرائط التيه" و"عروس المطر".

    ⭐⭐⭐

    اقتباسات:

    ❞ لهذا السَّبب تمتلئ طاولاتها، طوال العام، بحاويات الشوكولاتة والفستق الحلبيِّ وحلوى راحة الحلقوم؛ «فخاخٌ منصوبة لأمومة معطّلة»،. ❝

    ❞ ويبدو أنَّ يوسف على حق، الوصول المتأخِّر أسوأ من عدم الوصول. ❝

    ‏❞ «أسوأ ما يمكن أن يحدث للأطلال ألا يبكي عليها أحد»، ❝

    ❞ فالتعبير عن الألمِ، في سياقاتٍ بعينها، مرهون بوجود من يكترث. ❝

    #أبجد

    #دار_خولة

    #بثينة_العيسى

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    2

    قراءةٌ في نوفيللا "دار خولة "

    للروائية الكويتية بُثينة العيسى .

    بلغة رفيعة المستوى واسلوب سردي أخّاذ و حبكة غير مطروقة استطاعت بثينة أن تغزل من "غزو الكويت " عملاً ادبياً يُضاف إلى سلسلة السرديات والمقالات والاعمال الدرامية التي دارت احداثها حول الغزو وما تبعه من تداعيات .

    جاءت هذه المرة على شكل نوفيللا بعد روايتها الاخيرة "السندباد الاعمى " التي تدور بعض احداثها في تلك الحقبة .

    تقول خولة:

    "الأرجح أن الحكاية بدأت في فبراير ۱۹۹۱ ، عندما خرجت مع قتيبة إلى الشوارع لتقديم البسكويت المنزلي والقهوة العربية إلى عناصر قوات التحالف، ووقعت في غرام جنود الجيش الأمريكي، خاصة الشقر ذوي الأعين الملونة، الذين بدوا خارقين وفارعين ونبلاء على نحو غير مفهوم، وقد تكبدوا مشقة المجيء من قارة بعيدة جدا، لإنقاذهم"

    انطلقت بثينة من التواجد الامريكي في الخليج العربي( والذي تعتبره خولة فارسياً ) باعتباره نقطة تحول في تكوين الفرد الكويتي ، وما نتج عن التركيبة الفردية الجديدة من إعاقات اجتماعية وأعطاب وخلخلة في بناء الأسرة ، على الأقل أسرة "خولة " اذا ما أردنا تجنب التعميم .

    أمركة الفرد الكويتي "وربما العربي" التي جاءت بعد حرب الخليج الأولى نتجت نزعة التأمرك برأي "خولة "عن انبهار مجتمعي بالرجل الابيض الذي جاء من وراء المحيط لفك نزاع الاشقّاء .

    " آمنا كلنا بالرجل الأبيض، آمنا بأمريكا وسلمناها أطفالنا: خذوهم واجعلوهم بيضًا بقدر الإمكان بقدر الإمكان "

    حوض سمك فارغ ،وعائلة مفككة ،وام شبه مهووسة بكل ما هو أصيل ، جاءها الهوس بالأصالة بعد أن برأت من المس الامريكي الذي تلبسها عشية التحرير ، حين رأت البرامزات المحررة تجوب شوارع الكويت فتعهدت لنفسها أن يتلقى ولدها البكر تعليماً أمريكياً صرفاً ، ليصبح كهؤلاء المحررين ، لكن النتيجة كانت ان كان الولد من "الجيل الذي يسمي النزق تفكيرا نقدياً، ويتباهى بجهله المركب"

    فكان ما كان من قطيعة وهجر وجفاء وأسماك تقتات على بعضها البعض .

    النوفيللا على درجة عالية من النضج الفكري .

    د. رجاء صالح الجبوري

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    #مسابقة_أفضل_مراجعة_لرواية_دار_خولة

    دار خولة

    الكاتبة بثينة العيسى

    التقييم ⭐⭐⭐

    شخصيات الرواية

    خولة \ قتيبة \ ناصر \ يوسف \ حمد

    هنا هذه المرة تكتب بثينة عن الكويت وأزمة الهوية وفقدانها من بعد حرب*ها مع العراق وتدخل امر*يكا لفض الحر*ب ومن بعدها تدخل أمريكا في سياسات الكويت

    خولة :- هنا تمثل الهوية الكويتية من بعد الحداثة التي سعت إليها بنفسها انبهارا بها وكان نتيجة هذا انهيار علاقتها بأولادها بداية من ناصر التي سعت لإنتزاعه من عالمه او دراسته بالمدرسة وتحويله للمدرسة الحكومية وتبعها ذلك ليوسف ومن بعدها لقاءها التلفزيوني وما به من افكار خولة وتصريحاتها اللازعة . جفاء وقطيعة عانت منها خولة ولكن هي من وجهة نظرها لم تخطأ

    ناصر :- يمثل اغلب الجيل الحالي بفقدان هويته واندماجه مع ما يبثه الغرب لنا وعدم تفهمنا له وهنا ناصر يعاني من تهميش خولة له وأن كانت لم تقصد ذلك ولكن هي كذلك لم تفهمه ولم تحاول واعتبرته ابن عاق وان كانت تحاول استعادته وكادت ان تنجح لولا تدخل يوسف ليظل هو المسيطر على خولة

    يوسف :- حقيقة كما قيل عنه في الرواية هو الأكثر سميه منهم يحاول ارضائها لأغراض شخصية له وهي ان يبقيها تحت نظره ولما كان ناصر يحاول التقرب من خولة كان هو يخربه عليهم إلى أن طرده من المنزل إلى غير رجعة

    حمد :- لا أعلم لما أرادت الكاتبة لإخفاءه او تهميشه ولكن هذا هو ما يسمى بجيل الانترنت والتكنولوجيا وقته كله على النت وألعاب الفيديو ولا شيء يهمه . ودخوله بالسمكة في آخر الرواية وموتها دلالة على موت خولة

    مميزات الرواية

    بثينة لم تتحدث عن الكويت فقط ولكن هي أزمة على كل الأمة العربية واسقاطاتها على العرب ككل

    الرواية كلغه وسرد رائعين

    عيوب الرواية

    صغيرة جدا على موضوع الرواية كان ممكن تبقى اكبر ولأنها صغيرة فقد أرادت ان تتكلم عن كل شيء لدرجة انها فقدت كل شيء ولم تعطى المطلوب منها بإستفاضة للشخصيات وأولهم خولة لم يكن مفهوم ما هو تاريخها اهى أستاذة بالجامعة ام اعلامية ام ماذا ليختذل تاريخها باللقاء الفض*يحة

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    2

    القصة تحاول أن تقول الكثير في وقت واحد لكنها ليست عبثية

    وبالطبع هناك عمقا يلوح من كل حدب وصوب

    أنا لست من محبي النوفيلات بل أفضل الروايات الأطول واستمتع بتمهيد الطريق خلال السياق لقول كل شيء بهدوء وتعقل وبشكل أقل مواجهة ربما لأني حينها آخذ وقتي الكافي في الاستيعاب والهضم بل وأشارك الكاتب مجهوده بشكل ما

    _______________________

    مناقشة لبعض اقتباسات أعجبتني:

    ❞ تعرف خولة أنَّ المبالغة ليست اختراعًا أمريكيًّا، «لكنها قطعًا استفحلت هناك، منذ أن كانت هيروشيما هي الرد على بيرل هاربر» ❝

    ❞ وأن سوء الفهم حتميٌّ وعلى ما يبدو: أبديٌّ جدًّا، ❝

    ❞ وأحسَّ نفسه ابنًا لاثنين من المعاتيه، يخلطان الشعر بالحبِ، والحب بالزواج، والزواج بالسياسة، والسياسة بكل شيء.❝

    هذا الاقتباس يعطي فكرة عن أن تكون غريبا في أرض مألوفة لك لكنها لا تعرفك ولن تعرفك ناهيك عن أن تعترف بك!

    بعض الاقتباسات الحقيقة والموفقة جدا عن طبيعة شخصية كخولة؛ (سموها منفصلة عن المجتمع/ تعيش في عالمها الخاص/ مختلفة/ مضطربة/.....):

    ❞ ما زالت تتصرَّف كطفلة، وأنها «لا تعرف النَّاس» وتفترض إلى الأبد حسن الطويَّة وسلامة النيَّات، وتعاني قابلية مَرضيَّة لتكرار أخطائها، ❝

    ❞ ، وكان يمكن للأمور أن تتوقف عند هذا الحدِّ، لولا أن أمه لم تمتلك يومًا حاسة استشعار الخطر، ولم تنجح قط في تنظيم مشاعرها التي اختلط فيها الخاص بالعام، ❝

    ❞ وتساءلت ماذا عساها تفعل، إزاء ابنٍ بلا أفكارٍ تخصّه، في حين أن أفكارها «الفوضوية والمتطرفة» للبعض و«السلفية المتخشبة» للبعض الآخر كانت، في نهاية الأمر.. أفكارها. ❝

    كالعادة ندور بشكل أبدي بين تفضيل المجتمع للشخص قليل الدوشة بلا أفكار علي مولد الأفكار كثير التخبط... شعور جمعي موجه لوضع توفير الطاقة؛ ويا عزيزي دعنا نعمل أقل جهد ممكن بأقل عدد من المحاولات في هدوء

    في نهاية المراجعة اكتشفت بأني أشفق علي خولة... لأ شيء إلا ببساطة لأنها هي هي في وسط عالم لن ننجر إلي جدلية مخطيء أو مصيب لكنه هو هو

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    #مسابقة_أفضل_مراجعة_لدار_خولة

    مع آخر كلمة أمسكت بالهاتف متصلا بأمي !

    في دار خولة تسكب بثينة العيسى بعقلك أدوات الإستفهام وتتسلل بخفة غزال بين الصفحات ساحبة قارئها الباحث عن إجابات أسئلته.

    من؟ كيف ؟ لماذا ؟ هل؟

    من خولة؟

    مع اول فصل تشعر بوحدة أم وتشفق عليها تصلك وحدتها فتضطر أن تسرع وتيرة قرائتك علك تجد من يؤنسها.

    وما إن تطمئن لوجود أبنائها حتى تسرع بثينة لترميك بالإستفهام التالي وتركض متوارية تنتظرك في فصل جديد. كأنما يعز عليها أن تتركك لتهدأ.

    بمشرط جراح فتحت ثلاث قلوب تبدي خلاف ماتبطن، مؤكدة أن لا شيء يمحوه الزمن، الأمر كله أن ماحدث يتم دفنه هناك في أقصى مرامي القلب، منتظرا تلك اللحظة التي ينفجر فيها الكتوم، ويسطع فيها المتواري.

    تدق رأسك كيف فتسأل كيف وصل بهم الحال إلى الإنفجار ألم تكن الأمور دوما على مايرام؟

    ألا يكفي العتاب لرأب الصدع؟

    لكنها تصف لك حوض سمك بلا سمك، خاو وكأن الحوض اسم فقط لا يحوي مايحق أن يحويه، تماما كدار غرباء أهلها عن بعضهم.

    هل قصرت خولة؟

    أليس لها من يحمل عنها هذا الحمل؟ فلا تدري أذكرياتها مع قتيبة واقعا أم هي فقط تستمسك بذكريات تربت بها على قلبها.

    أخيرا جاء أملها الذي طالما انتظرته فتعاجلك بالقاضية حتى الأمل كان حلما لها، لم يكن مقبلا عليها بقدر إقبالها عليه وماظنته طوقا لنجاتها لم يكن الأمر ذا بال عنده.

    ظلت خولة هناك عند قتيبة، لكن الطوفان ابتلع أبناءها وقفت على الجودي تشير إليهم تتمنى أن تحتضنهم ولم يحدث.

    فقط لم يرسخ في عقلي سر الفجوة الكبيرة مع ناصر في الأخير كان طفلا عندما غضب، ودفعني عدم الفهم لمحاسبة نفسي أهذا الخلاف الصغير يكبر بقلوب الأطفال لهذا الحد؟

    وإن أخطأتُ في تربية أبنائي كأي بشري يخطيء أهذا يعني اتساع الفجوة لهذا الحد؟

    أرعبني رمزية السمكة في المشهد الأخير ودعوت الله أن يكون فهمي خاطئا.

    نص بديع كرصاصة موجهة بلا زوائد أصاب هدفه وفجر الأسئلة وتركك تنظر لحوض السمك وتسأل هل أنا في حوض السمك أم خارجه؟

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    مع نهاية كل رواية يظل السؤال الأهم قائم

    ماذا فعلت بي الرواية ❓

    هل ما أراد الكاتب أن يخبرنا به هو الهدف

    أم فتح باب لـ فيضان من الأسئلة لم تنتهى بعد

    ام تأخذني الرواية على جناح طائر العُقاب لأقصى قمم الجبال ...

    وأنا بصفتي القارئه والأم في نفس ذات اللحظة و عند منتصف الرواية وبدأت الأسئلة تراودني من كل اتجاه

    هل أنا أقوم بالتربية الصحيحة، ويأتي اليوم الذي اضع فيه قدماً على قدم واتفاخر بأني الأم التي كانت بمثابة الحصن المتين وهل يوماً أبنائي يمتنون بأني كوناً أم لهم في يوم من الأيام ، ام سأصبح مثل خولة أرى خيبة أملي في ذريتي....

    هذا ما فعلته الكاتبة بثينة العيسى في نوفيلا " دار خولة "

    لم ينتهي عتابي لحظة على أسلوب خولة التربوي ، القسوة بدافع حب الوطن ومشكلاتها في التأمرك وخصوصاً بعد حروب الكويت ،مثلها مثل مشاكل الوطن العربي والحفاظ على الهوية العربيه التائه وسط الظلام ..

    بالرغم من مستواها الثقافي إلا أنها لم تعي لحظة دورها گ ام في حياة ابنائها ظلت تهرول خلف السراب ظناً منها وهم الارتواء ....

    لم أتعاطف معها لحظة واحدة ولولا أنها بكلة رواية لا تمت بالواقع بـ صلة إلا أن صفعتها صفعة تفيق قبل فوات الأوان..

    أما البطل ناصر محور الرواية فهو حال معظم شباب بلادي ، ليتهم يعلمون ويفقهون أن الأمهات تحب ولكنها لا تعرف تمارس الحب كما يجب أن يكون .....

    ثلاث أبناء لأم واحدة كل منهم في وادي مختلف گ حال الأمة العربية ، هذا كافِ لمدى حزن وصراع الكاتبة ...

    نهاية الرواية كانت متوقعة لى من أولها ........

    رمز السمكة الشريرة ونهايتها بالموت إسقاط أخذته على محمل الجد والواقع المرير .....

    اقتباس ..

    * وساورها إحساس بالذنب لمجرد لكونها هي ..

    * وحقيقة أن الحب مشروط مشروط وأنهم كذبوا في هذا الشأن ..

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    في دار خولة تموت الأسماك، فخولة لم تتقن إحتضانها أبدا. قصرت الأعشاب البحرية عن منح سمكاتها الألفة ،كما عجزت ست الحسن عن الإحتفاظ بالأبناء داخل الدار.

    فقدت خولة مثل كثير منا بوصلتها ، ربما حين فقدت شاعرها وحارس ديوانها . اذا فقدت اللغة فقد المعني والمبتغى والإتجاه

    في أمسية واحدة ومكان واحد كثفت بثينة العيسي مشاعر التيه والحيرة والخذلان، الحب الذي كان وسيبقي مشروطا، والأمومة التي يبدو أنها تحتاج أن نتعلمها ونتقنها تماما كاللغة والتراث والانتماء .

    في عالم جديد غريب علي الخمسينية التي لاذت بتراث تواري خلف أساطير المستشرقين هرباً من نظام جديد يفرض شروطه وقيمه علي الجميع، فتصبح أمريكا هي البلد وباقي الدنيا هي الآخرين. لم يفت الكاتبة ان ترسم كيف تنهار حياتك تحت وطأة الشعبوية الجديدة المتسلحة بوسوم وميمات ونكات سريعة الإنتشار والإشتعال ، عند أي لحظة عضب أو فورة حقيقة أو رأي يخالف المسموح، أو قل يخالف المفروض

    في دار خولة لا يمكنك أن تنحاز لأي منهم كما لا يمكنك ان تنأي بنفسك عن ايهم ولا ان تكرهه

    دار خولة كبلادنا، لا يعرف ساكنيها أنفسهم، ولا يثقون بجدارتهم بالحب ولا بالسعادة

    من حاول منا أن يتمرد ويختار جلدا جديدا يشبه جلود قادة العالم الجدد، ومن لاذ واحتمي بخبائه وعباءة أبيه وديوانية قبيلته . كلاهما عاجز علي ان يجد مكانه هو في زمنه هو . كلاهما لم يحز القبول.

    رواية قصيرة مكثفة دسمة سلسة، لغتها محكمة ومشاعرها جياشة ومع ذلك ازدحمت بالأفكار

    رغم أني لست من هواة اللهجة الخليجية ، الا انني ا استمتعت بالحوار الدارج وسمعته بأصوات الشخصيات وابتسمت لعبارات يوسف البسيطة النزقة القريبة، خاصة في وصفه لأحاديث المثقفين الجدد.

    وجدت في خولة كثيرا من نفسي ورثيت لكلتينا .

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    #دار_خولة

    ليست قصة خولة وحدها وإنما قصة جيل شاخ من شعوره بالوحدة والاغتراب.. شاخ لقربه من الانقراض. جيل انبهر بأمريكا وديموقراطيتها وانسانيتها الزائفة وكل ما صدرته من شعارات ومشاهد هوليودية كاذبة.. ولم تكن أمريكا لتنكشف لخولة لولا (حادثة شخصية). فقد كانت لتظل أمريكا حُلم لولا أن الأمر طال خولة.

    خولة التي ترفعت بثقافتها عن أمومتها، وتمسكت بظاهر الأم الشرقية الحاسم السلطوي ونسيت أنها ألقت بابنها وسط ثقافة أخرى لتربيه، ثقافة تعتمد الحرية واللاسلطوية. لم أستطع أن أتعاطف مع خولة وإن رأيت نفسي فيه.. في بعض تصرفاتي كأم ولكن ما أنتجته تربية خولة مخيف.. جد مخيف.

    إن ما أنتجته خولة من أبناء، هو ما أنتجته بلداننا العربية التي ارتمت في حضن الثقافة الأمريكية من أجيال افترقت في كل شيء إلا أنها اجتمعت على الضحالة الفكرية وانعدام الشخصية. يحولون كل شيء إلى فكاهة وميمز، أجيال فارغة لا تريد الفهم ولا تعرف الاختلاف الذي لا يفسد الود. أجيال حُرمت من الحب والانتماء فلم يكن الاثنان من أولويات المربين أمثال خولة. ورغم ما اقترفته يداه؛ مازال جيل خولة يولول وينعي جحود الأجيال التي تليها وانسلاخها من الهوية.

    قلت سابقًا وأؤكدها، أنني فخورة أن بيننا بثينة العيسى أديبة عربية مهمومة بشئون الوطن، لم تلجأ في أدبها للقضايا الاستهلاكية للمرأة الشرقية لتشتهر، ولا للتفتيش في التاريخ لصنع وعي وهمي في هيئة رواية تاريخية.. بل هي أديبة معاصرة.. مهمومة بعصرها وتحدياته وقضاياه.

    ❞ ستعرفُ البلادُ أنَّ كل تصريحٍ صبّته في الحطِّ من الأجيال الجديدة منشؤهُ فشلها كأم ❝

    ❞ لقد خيبت أمريكا أملها، وأعطتها في المقابل: «كثير من البلادة، والإحساس الزَّائفِ بالتفوُّق، والغباءِ المطبقِ أمام التاريخ». ❝

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    في لحظة ما، على الإنسان أن يتوقف ليختبر قناعاته وأفكاره وما يؤمن به. مرّت هذه اللحظة بخولة منذ سنوات طويلة، وهي الآن تحمل أفكارًا تختلف تمامًا عما آمنت به في شبابها حين رأت قوات التحالف الأجنبية تحرر الكويت من الاحتلال العراقي.

    كانت الولايات المتحدة بالنسبة لخولة وغيرها من جيلها مثالًا براقًا لما يمكن للديمقراطية أن تحققه، وقد آمنت بهذه الفكرة لفترة قبل أن تتحطم هذه الصورة المثالية تدريجيًا أمام الواقع المرير الذي ترتكب فيه الولايات المتحدة الجرائم يمينًا ويسارًا بلا رادع.

    مؤسف أن أولادها الثلاثة لم يمروا بهذه اللحظة حتى الآن: ما يزال الأول، والذي درس في المدرسة الأمريكية، يرى أن كل ما هو عربي هو مخزٍ بالضرورة، لا قيمة له ولا وزن، وهو مؤمن بهذه الأفكار إيمانًا لا يتزعزع، وهذا بالطبع، وبصورة تلقائية، يضعه في موضع خلاف مع خولة. أما الثاني فهو تقليدي ومتحفظ حتى النخاع، يحب والدته ولكنه ذلك الحب الخبيث الذي يحمل في داخله رغبة في التحكم والتقييد. أما الولد الثالث فلا يكترث بكل هذا ولا يهمه من ذلك أي شيء.

    ذكرتني هذه الرواية برواية أخرى أحبها كثيرًا وهي رواية “أربطة” لدمينيكو ستارنونه والتي تطرح مأساة عائلية أخرى، وكما في الرواية الأخرى، يكمن ذكاء الروائي هنا في قدرته على طرح أفكار شخصياته دون انحياز فيضع القارئ في حيرة من أمره أمام هذه العلاقات المعقدة: مع من يتعاطف؟ من يصدق؟ ومن يلوم؟

    رواية، رغم صغر حجمها، دسمة للغاية وتحمل بين طياتها الكثير من الموضوعات المهمة كما تطرح الكثير من الأسئلة المحورية حول الهوية ودور التربية ومسئولية المثقف وغيرها.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    لماذا نقرأ الروايات؟

    نقرأها لأكثر من سبب

    يمكن للترفيه بعد يوم حافل

    يمكن للاستفادة اللغوية وتقوية مفردات اللغة العربية لو قرأنا للعقاد أو طه حسين

    يمكن الاستفادة التاريخية لأن بعض الروايات كانت توثق فترات حياتية في تاريخ أمة مثل نجيب محفوظ

    يمكن لمعرفة افكار جديدة واجتيار تجارب وحيوات مع أبطال لم يمروا بحياتنا الواقعية فالقراءة تؤثر احيانا في تعاطيك الاجتماعي مع من حولك وهذا ما استفدناه من القراءة لدكتور احمد خالد توفيق في سن صغيرة

    هذا السؤال قفز لعقلي وانا اقرا رواية دار خولة

    وعدد صفحاتها ١١١ صفحة وهو رقم يهاجمني كثيرا بلا هدف فانا لا أؤمن بهذه الأمور لكن من باب الترفيه يضحكني مصادفته كثيرا وفي هذه الروايه أظنه كان تحذيرا أن لا اهدر الوقت بها غالبا لم تكن لمن هم في عمري لعلها للاصغر سنا لا أعلم،

    حينما تقصيت عن الكاتبه وجدتها ماجستير فى إدارة الأعمال ولها العديد من الكتب والجوائز لا أعلم يمكن أنها كتبت ما هو أفضل من دار خولة،

    التي شعرت أن الكاتبة اتهمت يوما ما بقلة الثقافة فدفعت بالعديد من المسميات السياسية والبتنجانية لتثبت ثقافتها الفشنك !!

    ودخل الحابل في النابل لأتوه فلا أعلم في الأساس ما هي افكار خولة، أما عن معاناة خولة مع اولادها فهي تستحقه هذه أول رواية لن تجد نفسك مشفق فيها على أي بطل يمكن الأسماك التى تموت بين ايديهم فقط في حوضها ..

    بالمجمل نوفيلا دار خولة توثيق لطيف للاكلات الكويتية

    ما هي اكلة البلاليط يا رفاق؟!

    بالنهاية لم يمكن أن اقرا رواية لا تترك في نفسي سوى الضيق ؟!

    وليست رواية قصة قصيرة من مشهد واحد طويل فقط ..

    حصل خير..

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    لقد قصدت ذلك البيت من أجل بثينة، فلم أجدها تماماً، الأمر بيني وبين توقعاتي التي تُخالفني دوماً، لكني وجدت تداخلاً ثقافياً، كأنك تُعد المقلوبة بلحم الخنزير!

    كل شيء مُقيت في عالمنا هذا ويُثير غيظي، قرأت القصة تحت أصوات المدفعية في غرفتي التي بلا أساسات لأن الاحتلال شل أقدام البيت فأصبحنا في بيت مبتور وفضلنا سكنه على الخيمة التي تُشبه الكفن! الساعة السابعة صباحاً، خولة تريد أن تحتضن ابنها التي أودعته للثقافة الأمريكية! تريد أن تسمعه يردد كلمة "يمه" كلما حاورها، تريده أن يُكّون فكرة خاصة عنه، لا مقتبسة من أدمغة الآخرين! تريد أن تجمع شمل الأخوة الثلاثة وتبوء فكرتها بالفشل، ولكننا لو نظرنا للمعادلة كاملة على كلا الطرفين فالهزيمة تأتي من القاع، مترسبة وخالدة كشعورنا بالنقص الدائم وتوقنا للهيمنة المستمرة، خولة انبهرت بالوجود الأمريكي على سطح دولتها، فأرادت للجيل الخارج من رحمها أن يتعلم منه ويستأنس بحضارة عالمية ولكنها وقعت في الفخ حين فرقتها الثقافة الأمريكية عن أبنائها!

    خولة: عليك أن تدعي أمريكا تفضُّ النزاع بين أبناءك.

    أنا من أعداء العولمة التي دعتها خولة لبيتها وأغرقت سمكاتها في حوض زجاجي مُبهرج لرؤية خارجية، خانق من الداخل!

    يا بلاد تاهت في مسماها الأبجدية

    "البلاد العربية- المتأمركة"

    حسناً، هذه إجابة على هيئة قصة قصيرة محورية لسؤال "ماذا فعلت أمريكا في الأسرة العربية؟"

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون