#مسابقات_مكتبة_وهبان
#مسابقة_أفضل_مراجعة_لرواية_دار_خولة
دار خولة | بثينة العيسى.
دار النشر: منشورات تكوين.
عدد الصفحات: ١١٢ صفحة.
التقييم: ٣ نجوم.
❞ ونسيت أن تكون أمًّا. ❝
عَزيزي قارئ المُراجعة،
إن عَالم السوشيال ميديا أضحى هو المُسيطر الآن، فجميعنا عدا نُدرة منّا، أصبحنا نهتم بالشكل الذي نُريد لحياتِنا أن تظهر بهِ.
لا يهم إن كان هذا الشكل حقيقي أم مزيّف، المهم أننا سنتلقى التهاني، المباركات، المجاملات، الكلام الحلو.. دون نهاية.
سيحسدُنا العالم، وهذا يكفي.
لا يهُم ما نشعُر به حقًا، ولا يهم إن كانت حياتنا عبارة عن مرآة مكسورة، ولا يهُم إن كنا ننزفُ ألمًا.
المهم، أن نكذب أو نتجمل بكم أننا محظوظين.
خولة هي مُجرد امرأة فشلت في أن تكون أم، ولكنّها كأي إنسان تشعر بالاستحقاقية، وتتناسى كل ذنب آخر اقترفته في حقِ أبناءها.
فشّلت في أن تكون أمًا لطفل يحتاجها، وتركته وحده، وظلّت تنتظره ليأتي متناسيةً أنّها من يجب عليها الذهاب إليه، كما نسيت باقي أبنائها.. فظل إحساس الآخر أنه لن يكون كافيًا قط، وعامل الأخير المنزل على أنه فندق.
ولكنّها نجحت مجددًا في أن تكون امرأة ناجحة مستقلة، عاشت حياتَها حتى انقلبت الآية، وأصبحت "ترند" عالم السوشيال ميديا.
حينها فقط تذكّرت أن لها أبناء، مارسوا العقوق فلم يُدافعوا عنها، بل وحاولوا تجاهل ما حدث، فهي "الفضيحة" التي جلبت العار للعائلة.
تُركت، أو نُسيت.. لا تهُم الكلمة قدر الفعل، أضحت وحيدة في منزل يعيش فيه اثنان، ولا يزوره زائر.
مضّت السنين، وهي لا تفكّر في آثامها قدر ما تُفكر في استحقاقِها..!
حلِمت 'خولة' حلم سخيف، أرادت واقعًا مزيفًا على السوشيال ميديا، صورة يحتفي بها الأبناء، ويتفاخرون حيالها.
وكانت النتيجة أن أضحت دار خولة تضُم على مائدة عشاء شخصٌ بلا هويّة، ومُستغل في صورة مُهتم، ومقعد فارغ لشخصٍ يفضل الاختباء، وعلى رأس المائدة تجلس الكثير من الوعود المنقوضة.
ثم يأتي النَدم متأخرًا كعادته، لا ينفع معه شيء، فما كُسر لا يعود مجددًا.
أحببتُ فكرة وحبكة النوڤيلا، استقبلت مشاعرهم، واضطراباتهم بعناقٍ دافئ، ولكنّ لم أستطع التعلّق، فقد انتهت سريعًا..
جاء السرد سلسًا بلغة عربية فصيحة، أمّا عن الحوار فقد جاء ممزوجًا بالكويتية ما جعله صعبًا ومعقدًا على قارئ ليس على دراية باللهجة الكويتية، على الرغم من أنّها كانت مناسبة لطبيعة، وبيئة النص.
ثمة الكثير من أسماء الأطعمة الكويتية التي كانت غريبة عليّ، وكذلك الأمر بالنسبة للهجة الكويتية بشكل عام التي تخللت الكثير من أحداث الرواية تاليًا، صحيح أنّها متماشية مع الأحداث، لكن كنت أضطر أحيانًا للبحث عن معانيها لأفهم، كان من الأفضل لو كان هناك هامش بالمعاني في آخر كل فصل.
أحسستُ أيضًا بأنّ الحكاية بدأت فجأة، وانتهت فجأة، أين بافي التفاصيل، باقي الحكاية، تواريخ الأشخاص، تبعات النهاية..!
عرضت النوڤيلا موضوعات شتى كالهوية، علاقة الأبناء بالآباء، عالم السوشيال ميديا، والزيف الذي تطلقه، ولكن من منظور سطحي بلا أن تتعمق أكثر في كل موضوع على حدة، وكان هذا من عيوبها في رأيي.
كانت قراءتي الأولى لبثينة العيسي، وهي كاتبة متمكنة، لا أنكر، ورغم ما لم يعجبني بالعمل، لكنني سأحب أن أعود لأقرأ لها مرةً أخرى.
#ترشيحات_سلحفاة_قراءة 🐢📚