دار خولة
بثينة العيسى
112
2024
منشورات تكوين
⭐️⭐️⭐️⭐️
دار خولة .. محاكاة لحياة هوليوودية رديئة
تحكي لنا "بثينة العيسى"في عملها الأحدث "دار خولة" الصادرة عن منشورات تكوين عن الدكتورة "خولة سليمان" استاذة الفولكلور وأرملة الشاعر والأديب "قتيبة" تبلغ من العمر 55 عام وأم لثلاثة رجال وإن كانوا مازالوا أطفال حتى الآن وهم (ناصر - يوسف - حمد) تستعد خولة لمناقشة أمر هام مع أولادها الثلاثة بعدما دعتهم لتناول العشاء سويا حالمة بيوم مثالي لاسرة سعيدة برغم واقع يحكي العكس من ذلك آملة أن تكون 7سنوات كافية للتكفير عن خطأ غير مقصود تشتت على إثرة العائلة لتقوم الكاتبة بطرح العديد من القضايا خلال هذا العشاء المنتظر.
*أمومة معطلة:
تتحدث الكاتبة على لسان خولة عن حياة الأم بعد ان يكبر أطفالها ويستقل كل منهم بحياته لتجد نفسها تشعر بالوحدة وتدخل على حد تعبيرها في "متاهة الصمت" والتي تعني الصمت المحض بلا أي كلام والتي اصبحت تحدث الآن بالرغم من وجود ابناء في المنزل فنرى البيوت أصبحت فندقية الآن كل يعيش في وادي فالأبناء أصبحت حياتهم تنحصر في ملهيات الحياة ويستثنون عن أباءهم وكأنهم محض سراب فقط طلباتهم المادية من مأكل وملبس وغيرها بينما أُلفة البيوت أصبحت عملة نادرة حتى التجمع على طاولة واحدة لتناول الطعام أصبح أمر صعب المنال . ناهيك عن المشاكل الصحية المصاحبة للتقدم بالعمر والتي في رايي تزداد كلما زادت الهوة بين الابناء والاباء فبشعور الاباء بالوحدة تزداد المعاناة وتتفاقم الامراض تبعا لحالتهم النفسية فكثيرا ما تكون الراحة النفسية عامل هام للشفاء من الامراض وتجنبها احيانا. كما أنه تبعا لهذه البيئة تطرقت الكاتبة لفكرة الشخصيات المنtحلة على مواقع التواصل الاجتماعي للأباء والأمهات والتي يتتبعوا بها أخبار ابناءهم في ظل الجفاء المتعمد من الأبناء حيالهم.
*الخدعة الأمريكية:
خولة أم شأنها شأن جميع الأمهات تطمح في الأفضل لأبناءها ولما كانت الأمور على غير ما يرام في بلدها وحدثت الحrب بين الكويت والعراق وجاءت أمريكا حاملة لواء الفضيلة والحرية والديموقراطية كانت هي المنقذ في رأيها بالرغم من محاولات زوجها لاثناءها عن موقفها فكان القرار أن يتعلم ناصر في مدارس امريكية خالصة ليحيا حياة رائعة ولكنها لم تكن تعلم أن كل هذا شعارات زائفة ومحض خدعة فكانت أحد ضحاياها هي وناصر الذي اصبح مشوة لا رأي له ولا فكر مجرد غلاف براق من الخارج لخواء من الداخل ناهيك عن الشعور بفقدان الهوية والتخبط الذي لازمه طوال عمره.
*أخوة ولكن:
في حين انه من المتعارف ان الاخوة سند بعضهم البعض خاصة الرجال منهم نجد أن العكس ما حدث في دار خولة فها هم الاخوة كل ينهش في الاخر ويرى نفسه الاحق بان يكون مصدر فخر لامه بالطبع هذا بخلاف التناقض الواضح بين المتأمرك ذو العقل المنفتح والعربي المعتد بعروبته ولا نقاط مشتركه بينهم بخلاف الصبي الذي لا شأن له بالعائلة من الأساس. وبالطبع كل أثبت فشل منطقة فكانت النتيجة مشaجرة لم تتخيلها خولة في اسوأ كوابيسها ليتحطم حلمها في لم الشمل من جديد.
تطرقت الكاتبة لمشكلة العند بين الاباء والابناء وانتظار كل منهم الاعتذار من الاخر من منطلق تفكيره ورؤيته للأمور وللحقيقة الامر معقد للغاية ولا احسد عليه احد فكل منظوره صحيح والأزمة مازالت قائمة ولكن الأمر الذي لا خلاف عليه هنا أنه كما قال يوسف ان تصل متأخرا اسوأ من عدم الوصول.
ناقشت الكاتبة مشكلة السوشيال ميديا واثرها على المجتمع فها هو أحدهم يجعل حياته مشاع فلا يأكل او يشرب او يهم بأي عمل الا ويشاركه مع الناس، وهنا يتم عمل حسابات وهمية لمحaربة احدهم وقلب الرأي العام عليه، وهنا يتم تصدير صورة كاذبة لتغييب عقول الجميع وهنا يتم اختزال احدهم الى ميم ومقاطع مضحكة حتى وان كانت كاذبة او لا تعبر عن ما حدث ولكنها نكتة جيدة وفرصة لركوب الترند كما يُقال وكيف تقوم البرامج بنصب فخاخ ملغoمة للحضور من اجل الانتشار والمشاهدات فقط وبالطبع هناك من يلهث وراء الظهور والشهرة حتى وان كان بشكل سلبي كما اراد ناصر ان يحدث.
فكرة التماهي مع مصطلحات المجتمع الجديدة التي تظهر بمرور الوقت وغياب اللغة والهوية بسببها ومحاولة تخفيف بشsعة الواقع بماء الايجابية كما عبّرت الكاتبة من الأمور التي احببتها أيضا.
جاء العمل بلغة فصحى سردا وكويتيه حوارا كما عبر عن اصوات الشخصيات جيدا كل بطريقته حتى قتيبة على صغر دوره لم تغفل الكاتبه لسانه وسط الاصوات.
العمل مهم وناقش قضايا هامة وإن كان لم يتعمق فيها بالقدر الكافي او يطرح حلول ولكنها مساحة جيدة من التعاطي مع قضايا المجتمع من الممكن التوسع فيها بالنقاش والتي لا تتسع لها مساحة العمل بالتأكيد.