لقد قصدت ذلك البيت من أجل بثينة، فلم أجدها تماماً، الأمر بيني وبين توقعاتي التي تُخالفني دوماً، لكني وجدت تداخلاً ثقافياً، كأنك تُعد المقلوبة بلحم الخنزير!
كل شيء مُقيت في عالمنا هذا ويُثير غيظي، قرأت القصة تحت أصوات المدفعية في غرفتي التي بلا أساسات لأن الاحتلال شل أقدام البيت فأصبحنا في بيت مبتور وفضلنا سكنه على الخيمة التي تُشبه الكفن! الساعة السابعة صباحاً، خولة تريد أن تحتضن ابنها التي أودعته للثقافة الأمريكية! تريد أن تسمعه يردد كلمة "يمه" كلما حاورها، تريده أن يُكّون فكرة خاصة عنه، لا مقتبسة من أدمغة الآخرين! تريد أن تجمع شمل الأخوة الثلاثة وتبوء فكرتها بالفشل، ولكننا لو نظرنا للمعادلة كاملة على كلا الطرفين فالهزيمة تأتي من القاع، مترسبة وخالدة كشعورنا بالنقص الدائم وتوقنا للهيمنة المستمرة، خولة انبهرت بالوجود الأمريكي على سطح دولتها، فأرادت للجيل الخارج من رحمها أن يتعلم منه ويستأنس بحضارة عالمية ولكنها وقعت في الفخ حين فرقتها الثقافة الأمريكية عن أبنائها!
خولة: عليك أن تدعي أمريكا تفضُّ النزاع بين أبناءك.
أنا من أعداء العولمة التي دعتها خولة لبيتها وأغرقت سمكاتها في حوض زجاجي مُبهرج لرؤية خارجية، خانق من الداخل!
يا بلاد تاهت في مسماها الأبجدية
"البلاد العربية- المتأمركة"
حسناً، هذه إجابة على هيئة قصة قصيرة محورية لسؤال "ماذا فعلت أمريكا في الأسرة العربية؟"