دار خولة
للكاتبة بثينة العيسى
صادرة عن منشورات تكوين
في مشهد ليلي داخلي بين يوسف وناصر وخولة والعشاء الأخير تدور الأحداث الرئيسة للرواية، هذا المشهد الذي أثبت لخولة أن _على حد تعبيرها_: "الصمغ الذي يجمع أفراد عائلتها هو الإدعاء لا الحب، ويليه مشهد النهاية لحمد الأخ الأصغر أمام سمكته الطافية على سطح الحوض في دار خولة التي تقادم عهدها فأصبحت طلل.
"متنَ واحدة بعد أخرى، فهي لم تحظ بالأهلية الكافية لتحافظ على أسماكها، واكتشفت، متأخرة جداً، أنّ بعضها قد التهم البعض الآخر، رغم أن البائع زعم أنها اختارت أنواعاً قادرة على التلاؤم. قررت أن تبقي على الحوض، وتملأه بالأحجار والنباتات المائية والطحالب القزحية، وأن تكون قنوعة بما يمنحه إياها الحوض الفارغ من إحساس مهدئ وفقاقيع، رغم كل ما يوخي به من هجران."
الإيجاز دوماً أصعب من الإطناب والإسهاب في التفاصيل، ها هي بثينة العيسى تكثف روايتها المكثفة بالفعل في بدايتها في مشهد حوض الأسماك الفارغ.
رواية بديعة تكشف لك موهبة بثينة وقدرتها على تكثيف المشاعر والأفكار في رواية قليلة الصفحات، ذات قطع صغير، لكنها قادرة بلا شك على شرح مشاعرها وأفكارها كاملة دون نقصان.
وأقتبس تلك الجملة التي اختارتها بثينة كإهداء لروايتها فأصابت هدفها بداخلي :
" إنّ أسوأ مايمكن أن يحدث للأطلال ألا يبكي عليها أحد."
التقييم ⭐ ⭐ ⭐ ⭐ ⭐ مستحقة.