ابنة الديكتاتور : مستوحاه من أحداث حقيقية طمست عن عمد

ابنة الديكتاتور

الكاتب:مصطفى عبيد

ملاحظة مهمة:الرواية ليس لها علاقة بابنة أحد الزعماء وليست عن ابنة لأحد رؤساء مصر والاسم مخادع إلى حد ما

فى ست ساعات انتهيت من قراءة تلك الرواية التى استطاع الكاتب أن يشدنى حتى انهيها فى جلسة واحدة

قصة مستوحاة من شخصية حقيقية لم يذكر الكاتب اسمها لكن بالبحث والتقصى أدركت الشخصية المقصودة

تثير الرواية تساؤلا مهما :أصحاب السلطة الذين يظنون أنهم يحمون الوطن ولو باتخاذهم أحط الوسائل مثل الإيقاع بالمعارضين عن طريق دس سيدة ما وتهديدهم بما تحت أيديهم من صور هل هذه هى وطنية حقا؟هل غاية الحفاظ على الوطن تبرر الوسيلة القذرة؟هل مايفعلونه هو للحفاظ على الوطن أم الحفاظ على مناصبهم؟

تبدأ الحكاية فى عام( ألفان اثنان وعشرون )فيروز ،الطبيبة الشابة العاشقة للسيدة فيروز وللمتنبى ذات العلاقة الخاصة بجدها الذى رباها بعد وفاة أمها ،جدها المصاب بالزهايمر يردد جملة(سامحينى ياسناء)!!تتعجب الفتاة لأنها لاتعرف سيدة تسمى سناء ،ياخذنا الكاتب فى تشويق وإثارة للبحث عن المدعوة (سناء).يتضح أن سناء هى كاتبة فى خمسينات القرن الفائت كانت ذات صيت وشهرة كبيرين .تحصل فيروز بطريقة ما على مذكرات المدعوة سناء بكاش والتى يتضح منها انها كانت إحدى أيدى الأمن لفضح المعارضين أو إسكات صوتهم عن طريق تهديدهم بصور فاضحة .كانت سناء فى مذكراتها تخادع نفسها وتوهمها أنها لم تكن مخطئة وانها كانت تخدم الوطن!!

فى معرض الحديث عن نهايات سناء بكاش ذكر الكاتب أن سناء بعد تخلى المخابرات عنها بعد هزيمة يونيو وانفضاح أمر هذا القسم من المخابرات وتخلى الجميع عنها أغلقت مجلتها لكنها استمرت فى الكتابة وكتبت فى مجلة العربى الكويتية عن الشخصيات النسائية فى التاريخ العربى.هنا خطر ببالى اسم كاتبة كنت أقرا لها فى الاعداد القديمة من مجلة العربى وهى الكاتبة س. قراعة ولكننى استبعدت ذلك بسبب أن كتاباتها كانت إسلامية وكان فى ذهنى صورة متخيلة لها لا تتشابه مع هذه الشخصية لكن بالبحث اتضح أن معظم ما ذُكر يخص الكاتبة س .قراعة فعلا!!

التقييم ****

الرواية تستحق القراءة

الرواية ماتعة بقصتها حول استغلال القادة للنساء في الإيقاع بالساسة أو الشخصيات الاجتماعية أو الدينية من أجل تحقيق مصالحهم وضمان إسكاتهم أو ولائهم.

شخصية " سناء بكاش" هذه المرأة من جعلت كبار القوم صرعى لغواية فاتناتها خدمة للوطن كما زعم رؤسائها وأجزل عبارة يمكن أن تُوصِّف عملهُنّ في هذا المجال ما ورد على لسان سناء بكاش في الرواية بقولها (بتصرف)❞ نحن لا شىء، نحن مجرد أداة تسجيل لكلام الناس، عيون مبثوثة تُسجل الشاردة والواردة، وسيلة سيطرة على ضعاف النفوس للتحكم في حياتهم. مجرد لعبة من لعب السيد، لا لحم ودم ومشاعر ❝

ربما كان يجب على الكاتب أن يبروز معاناة سناء أو حفيدتها فيروز من أجل خلق تعاطف قوي من القارئ معهنّ، حتى إذا ما صارت الرواية يوماً مادة لعمل فني مرئي (وقصتها مؤهلة لذلك) تجد لها مسرحاً تحرك فيه الأحداث مشاعر المشاهد الإيجابية والسلبية.

أعتقد لو أن القصة غُذيت بعواطف جياشة تجسد صورة المعاملة القاسية والمتمثلة في أوامر الدكتور الشديد وعجرفته وإصراره على حرمان الدكتورة فيروز من الحصول على المنحة، وحدة وقوة مدراء سناء مثل " يوسف بك " و " حسن باشا " و " سمير بك".

لكانت رواية غاية في الروعة والجمال والإثارة

🔹ال️كتاب. : رواية إبنة الديكتاتور

🔹️الكاتب. : مصطفى عبيد

🔹️دار النشر : الدار المصرية اللبنانية ٢٠٢٤

🔹️التصنيف : تاريخية/ سياسية/اجتماعية

🔹️التقييم : 🌟🌟🌟🌟🌟

🔹️الصفحات : ٢٨٧ أبجد

♦️ الغلاف ♦️

إختيار عبقري لأحمد مراد لصورة سيدة فاتنة، أنيقة تمسك بالجريدة وتنظر للأمام بنظرة تمتليء بالأنوثة، الطموح والغموض.

عنوان الجريدة سقوط أسرة محمد علي وإعلان الجمهورية مع صورة للظابط جمال عبد الناصر في حين تعلن الجريدة عن تولي محمد نجيب الرئاسة.

العنوان معبر جدا عن مربع الرواية علاقة السلطة السياسية، بالسلطة الأمنية، بالقوى الإعلامية، والمنظمات السرية السيادية التي تستخدم المرأة كسلعة في الإيقاع والتوريط والتصفية.

فدعونا نصحبكم من الغلاف المثير للأحداث الأكثر إثارة في رحلة المفاجآت والاسرار.

♦️ العنوان ♦️

"إبنة الديكتاتور"

"مستوحاة من قصة حقيقية طمست عن عمد"

العنوان كان مبني علي صورة ملتقطة للبطلة أثناء زيارتها لأحد مراكز القوى والسلطة من الخلف ونشر الصورة تحت عنوان عودة إبنة الديكتاتور في إشارة لعودة إبنة الشخصية البارزة لتسرب الصحافة الخبر. ليعود الكاتب ليكشف أن ما سَربت الصحافة هو مخطط عمداً، ليعود الكاتب ليدهشنا بمفهوم آخر للعنوان بمخيلة البطلة أنها ليست إبنة الشخصية البارزة فقط بل إبنة نظام الديكتاتورية الممثلة بشخص الرئيس، إبنة نظام السلطة المستبد فأي ديكاتور غالبا ما يكون نتاج ديكتاتور أكبر.

جاءني تساؤل هل كان الشعب هو إبن هذا النظام الديكتاتوري بكافه طوائفه هل كان نتاج صنيعة التسلط والاستبداد والقهر؟

القصة مستوحاة من قصة حقيقية مشابهه أيضآ لقصص أخري حدثت بالفعل ولكن التاريخ تعمد طمس الحقائق وخفي المعلومات وتغطية التفاصيل كي لا تكشف مدى القبح في السيطرة علي البشر ومصائرهم واستخدامهم كسلعة مبتذلة للفضائح والغرائز والضعف وتعرية الأجساد والعورات لشراء الأفكار والمعتقدات وتوجيه المعتنقات للسيطرة الكاملة علي الأشخاص.

ما اشبه اليوم بالبارحة!

♦️ اللغة ♦️

إستخدام اللغة العامية والمناسبة جدا لفكرة كتابة المذكرات السرية وكذلك رحلة الحفيدة للبحث عن الجدة . وإن تخلل بعض القصاصات باللغة الفصحي والمستخدمة كمراجع للأحداث المسرودة.

لغة الكاتب سليمة، سلسة، ملائمة للشخصيات ومناسبة لجغرافية كل أبناء محافظة، كما أنها مناسبة لكل الطبقات من الطبقة الاستقراطية إلي طبقة المهمشين في النجوع.

ستجد نفسك تلتهم معلومات تاريخية بلغة سهلة عميقة ومحددة حقاً لغة متفردة لا يتقنها الا خبير.

♦️ الشخصيات ♦️

تنقسم الرواية لشخصيات حقيقية تناولتها الرواية بقصتها الواقعية مع استخدام مقولات موثقة عنهم وتم ظهور بعض الشخصيات الحقيقية بإسمها الحقيقي والبعض الآخر بأسماء مستعارة توحي لها.

وشخصيات أخري كانت من تأليف الكاتب دمجها مع الشخصيات الحقيقية ونسج حكايتها كي تبروز الشخصيات الحقيقية.

بطل القصة الحقيقية ليس شخصية بطل القصة الحقيقية هو المفهوم الديكتاتوري الذي أفرخ انظمة مستبدة البست الشخصيات ثوب التسلط والتعقب والمراقبة والتحكم. تتبادل ادوار الشخصيات بنفس المفهوم الرئيس لفكرة اليد العليا المسيطرة.

_البطلة سناء بكاش ورحلة الأسرار في مجال الادب والسياسة والتاريخ وجولتها بعالم سري لتستخدم كأحد أذرع القوى في مهام خاصة تصنف أنها وطنية تفعل كل شيء في سبيل تحقيقها لا يوقفها دناءتها أو حرمانيتها أو سحقها لخصوصية أطرافها.

_الجد النوراني الذي يأتي كالملاك الحارث ليعشق ويتزوج الجدة ويغدقها بالحب والإحتواء إلى أن يقرر الهروب بإبنتهما لإنقاذها من عالم الأم الملوث.

_الحفيدة الطبيبة التي تبدأ خيط البحث عن جدتها بعد مرض الجد وشكها في أنه يخفي حقائق عن جدتها وحصولها علي المذكرات وتتبعها لسيرة الجدة بمساعدة الصديقة المقربة وزوجها وزميلها الطبيب الشاب الذي يتبادل مشاعر الحب معها.

_حُسن الخادمة المخلصة والمواكبة لحياة الجدة والموكلة بالأمانة بوصية الجدة بوصول المذكرات لإبنتها وسعيها لسنوات لتحقيق ذلك.

_شخصيات ادبية وصحفية وسياسية وتاريخية وأحزاب سياسية وجماعات تكتلية أثرت سلباً وإيجاباً بتاريخ الوطن

_مصطفي عبيد ككاتب وصلتنا تلك المذكرات بتلك الحقائق عن طريقه حيث كان الإتفاق مع الحفيدة احتفاظه بنسخه من المذكرات مقابل تفاصيل تصل الحفيدة بالجدة.

_الام والأب والأشقاء السبعة بأدوار هامشية بالرواية لتصوير القحط والمجاعة للقرى الفقيرة لمصر.

_شخصية الدكتور شديد الذكوري المتسلط والذي يواري عجزه بآراء مضادة ضد المرآة.

♦️ الرواية ♦️

هي بمثابة بعث تاريخي لحقبة القرن العشرين وإلقاء الضوء علي متغيراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والاعلامية والسيطرة علي الرأي العام لمصالح عامة أو خاصة.

تشعر وأنت تقرأ أنك تقرأ رواية ورواية موازية يلتقيان في برزخ يجمعهما. إتقان الكاتب يجعلك تشعر أنها كرواية أجيال في منتصف القرن العشرين ممتدة من الجدة للحفيدة علي لسان الجدة تروي سيرتها الذاتية للحقبة التاريخية المشتعلة بالأحداث.

ومسيرة مهنية حافلة بالمغامرات ورطتها في مخالطة الساسة والزعماء والصحفيين وزجت بها علي حافة الخطر لإسقاط منظمات وتكتلات لسحق المؤامرات المخططة والمكائد المدبرة تحت منظمة مخابراتية تعمل تحت النظام الديكتاتوري وأحياناً تعمل بمعزل عنه للمصالح الشخصية.

ورواية للحفيدة التي تبحث عن أصول جدتها السيدة الغامضة ذات التاريخ السري وتتعقب تفاصيل حياتها عن طريق مذكراتها بطريقة الفلاش باك وربط ذلك بالأحداث المعاصرة للشخصية.

فالرواية هي جمع بين رواية درامية وسيرة ذاتية تبدأ بنا في جو آخاذ يخطف القاريء لطبيبة محبة للموسيقى والشعر نشأت مع جدها لأمها بعد وفاة الأم وهي تلدها، الجد مدرس اللغة العربية الذي سافر لإحدى الدول ليعمل ويعود متقاعداً ليرعى حفيدته ويدعمها حتي أصبحت طبيبة وسقاها عشق فيروز والمتنبي. تطمح الطبيبة الشابة للهجرة لأوروبا لتستكمل مستقبلها وترفض السفر لوالدها الذي يعمل بالدولة خليجية وكوّن بها أسرة بعد وفاة والدتها ويأتي إجازات لزيارتها مع الجد.

وما بين ذلك الرواية وتلك نعايش التاريخ السري لأحداث مصر في منتصف القرن العشرين.

ما بين السلطة الملكية وثوار تسعى للتحرر فهناك الساعون للسيطرة علي الحكم والعقول البشرية.

فتتبدل أدوار الملوك والرؤساء والقادات بالمنظمات

ويتولد عنها منظمة تتبع نظام الحكم تسخر كل الوسائل وتحلل كل الأفعال وتبيح كل المحظورات تحت شعار الكل في خدمة الوطن وأي شيء في خدمة الوطن مباح. وتعامل العملاء علي أنهم ماريونيت تحركهم خيوط سلطة عليا لتكتشف في نهاية الرحلة أنك مجبول علي الطرق التي مهدت لك ومجبور علي قرار تظنه اختيار ومدفوع بمصلحة تحركك وفق اهواءها.

♦️ الحبكة والسرد ♦️

نحن هنا بصدد كاتب صحفي بجريدة مصرية حزبية رائدة وأديب في نفس الوقت فهو كاتب يمحص التاريخ وأديب ينبش اغوار الإبداع.

مما جعل الكاتب يبرع تماما وهو يستسقي المعلومات التاريخية والأسرار الصحفية لكافة الشخصيات الحقيقية التي وردت سواء بإسمها الحقيقي أو بتمويه بأسماء مشابهه كالبطلة سناء بكش التي تحمل قصة الكاتبة (س.ق). كما أن براعته الأدبية حتضعك في مأزق إذ أن الأحداث ستربكك بشدة بحيث ستختلط أوراق الحكاية الحقيقية بالرواية الأدبية في مزج ساحر بحيث لن تؤكد انها مذكرات حقيقية ولن تنفي كونها رواية أدبية ساحرة.

فبعض الواقعية والأحداث التاريخية مزجت مع فكرة إبداعية ببهارات للتشويق والسرية وطهيت بإتقان لتناول وجبة أدبية ممتعة وثرية.

السرد كان متوازي بين خط الجدة وحكايتها من قريتها الفقيرة ونزوحها للمدينة تحت وطأة الحاجة والفقر بعد تعرضها لحادث فقدت علي آثره عامدة هروباً من عودتها لأهلها ومعاناتها، استكمالاً لرحلتها مع المنظمة الخفية مع لعبة تباديل وتوافيق للأيدي التي تحركها وأعمالها المشبوهة بإسم الوطن مهما كانت السبل المستخدمة والطرق المتبعة.

وخط آخر للحفيدة التي تتبع أصولها بحكاية الجدة الغامضة ومحاولتها للحصول علي منحة السفر وعلاقة حب مع زميلها منذ وصولها للمذكرات ونهايتها بإكمال الصورة للحكاية عن طريق الجد الذي ستضح به معالم الرواية وستتكشف عن طريقه أوراق التوت عن ما خفي عن الجميع.

♦️ مميزات وعيوب الرواية ♦️

الرواية مليئة بالأحداث الدسمة وقصص الحب والخيانات والمغامرات والمؤامرات المحاكه التي تجعلك لا تشعر بالملل وتستمتع بكل حكاية تستعيد التاريخ لتضيف عليه بعض الجديد المشوق.

فالخيال الإبداعي منسوج بسحر مع الوقائع التاريخية وإن كنت أزعم أنها من أفضل الروايات التي برعت في خلط هذا المزيج.

ولكن النهاية جاءت سريعة و كأنها كانت لمجرد وضع نقطة نهاية دون أن أقتنع تماما بها حيث أن شخصية عملية كسناء بكاش صاحبة المجلة الأدبية والعميلة المخابراتية التي تلقت تدريبات قوية لم تكن لتصدق وتتورط بتلك السهولة.

كما أن عدم الإفصاح عن كل الأسماء الحقيقية ربما لتجنب المسألة القضائية جعل القاريء مسقطاً لمعلومات هامة عن شخصيات أساسية.

♦️ الإسقاط لقضايا هامة♦️

_الديكتاتورية ومشكلة العالم الثالث و امتدادها منذ القدم وتحكمها في الشعوب وإعاقتها عن التقدم.

_الذكورية والنظرية الدونية للمرأة والنظرة الفوقية للرجل وسلطته وأحقيته عن المرأة.

_الوضع الطبي المتدني ببعض المحافظات وعدم توفير الإمكانيات وعلاقة الأطباء بطاقم التمريض والمرضى وتأثير الجائحة علي المجتمع الطبي.

_ كانت تحاك المؤامرات لتحقيق الأهداف العليا وأحيانا الشخصية فيسحق أبرياء وتدنس اعراض وتكشف السواتر عن الأعراض.

_كيف للمؤسسات الإعلامية ان تحكم السيطرة علي الرأي العام بتشابك المصالح السياسية والاعلامية والأمنية.

_كيفية بناء الديكتاتور في مجتمعات قمعية

_الصورة المزيفة للبطل الذي يلبس شخصيته كرداء مفصل له فتجد الكاتبة المرموقة صاحبة المجلة مجرد ظل لكتاب طامعين باعوا كلمتهم بالمال ليلمع إسمها المزيف لكتابتها المزورة ليصنع التاريخ من العاهرة أديبة مرموقة.

_الفن والثقافة والموسيقى والإرتقاء بالبشر مع المهنية سواء مدرس أو طبيب أو أي مهنة أخري.

_هل الضروريات تبيح المحظورات وهل كل المحظورات تباح في سبيل العمل القومي.

_هناك من أحب الوطن فأخلص باجتهاد أن يجعل كل أعماله حتي المرفوضة مغلفة بشعار الجهاد في سبيل الوطن ومنهم من إعتبر التضحيات غير سامية لا ترقى أن تكون في خدمة الوطن

♦️ الاقتباسات ♦️

🦋❞ "يا عزيزي: في سبيل الوطن،

فإن كثيرا من الأخطاء مباح". ❝

🦋 "إن أسوأ ما في الأمر ليس تبصير

المرء بأخطائه الواضحة، بل تبصيره بتلك

الأعمال التي اعتبرها ذات مرة أعمالًا صالحة"

- فرانز كافكا (اقتباس من اقتباس الكاتب)

🦋❞ وقررت الكتابة ركضا.

الكتابة هي الحل.. أن نهرب إلى الماضي،

بانتصاراته وأوجاعه، ونُملي أذهاننا برؤية

وجوه أحببناها وكرهناها.

الحياة كئيبة بدون أعداء، ولا طعم لمجد

يتحقق دون معارك قاسية. ❝

🦋❞ "جمال عبد الناصر"

"هو رجل يؤمن بسيادة الخير،

لكنه يسعى إليه بكثير من الشر". ❝

🦋❞ ‫ لم أخجل من مسيرتي

ومن كل خطاياي ما دامت في سبيل الوطن،

ولم يوجعني سوى لقب "ابنة الديكتاتور"

الذي أطلقه عليّ يوما مصطفى أمين،

فبعد تفكر وتدبر اقتنعت تماما أن أقسى ما بُليت به بلاد العرب هي الديكتاتورية، فهي تُجهض كل مشروع طموح لصناعة المجد، ولولاها لسبقنا أوروبا في المدنية والتقدم. صحيح أنه أطلقه عليّ كوني ابنة إسماعيل صدقي، لكنني شعرت أيضا أنني ابنة لجمال عبد الناصر، ونظامه الذي انغرس بتربة مصر مُغيرا لأدمغة وسلوكيات وثقافات إنسانية، وللبلد كله. ❝

#إبنة_الديكتاتور

#مصطفي_عبيد

‏

1️⃣ الموضوع : قراءة نقدية

2️⃣ العمل : رواية "إبنة الديكتاتور

3️⃣ التصنيف : تاريخي ـ اجتماعي ـ سياسي

4️⃣ الكاتب : مصطفى عبيد

5️⃣ الصفحات : 296

6️⃣ سنة النشر :2024 م

7️⃣ الناشر : الدار المصرية اللبنانية

8️⃣ التقييم : ⭐⭐⭐⭐

◾منذ مدة ليست باليسيرة ، لم أقرأ رواية إجتماعية بهذا الجمال ، وكأن كاتبها ينتشلني من غمار البحث عمّا يرضيني ، آخذاً بشغفي إلى حد بعيد في هذا النوع الأدبي شديد الجمالية ، قريب الكمالية.

◾والحق فإنني لم أستطع تخطي هذا العمل بسهولة ، بل إن في تصنيفه كعمل اجتماعي فقط إضعاف لحقيقته ؛ فقد دارت بنا الرواية في دوائر التاريخ تارةً ، والإثارة تارةً أخرى ، وفتحت باب الغموض على مصراعيه ، كما برزت فيها السياسة والسيرة الذاتية بقوة ، لقد استحضرت جميع مناحي الأدب ، عرضت المشهور واستخرجت المستور، شعرت معها بعَبَق الماضي ، وأحسست بقهر الأيام وقسوة الدهر ، ولمست فيها قوة العزيمة ، وشاهدت فيها سلطان الإرادة ، فتحت عيني على المجهول ، وأخذت بيدي إلى اللامعقول.

◾أحداث حقيقية طُمست عمداً ، فأخرجها "مصطفى عبيد" إلى الوجود ؛ بسرد متداخل فاق الوصف ، بأسلوب الراوي المتكلم تارة ، وبأسلوب قراءة المذكرات تارة أخرى ، وبالرجوع إلى المتكلم مراراً ، والسامع شراراً ، وهكذا دواليك.

◾بحبكة متقنة لا يعيبها إلا شدة الإحكام ، عرضت الحق والباطل ، والخير والشر ، والقوة والضعف ، والعزيمة والفتور ، والمجد والخفوت ، والصراخ والسكوت ، والحكمة والتهور ، والجمود والتطور ، والدين والدنيا ، لا تجد فيها مدخلاً لخلل ، ولا باباً لملل ، تبدأها فتراك انتهيت ، ومن معينها العذب الرقراق ارتويت.

◾شخصيات رُسمت بعناية ودقة متناهية ، طبعت صورتهم في ذهني ، فتخيلت أشكالهم في فهمي ، ورأيت أحوالهم ، وشاهدت لباسهم وأوضاعهم ، بل غاص الكاتب حتى في أعماق أعماقهم ، فعاش القارئ في القصة كمن عاين الأحداث.

◾القصة فريدة في عرضها ، وإن تكررت أحداث مثلها ، تبدأ مع "فيروز الصاوي" الحفيدة التي ترعرعت في كنف جدها السمح الوقور ، بعيداً عن أمها بسبب وفاتها المصاحبة لميلادها ، ووالدها لانشغاله في عمله وسفره ، تتفتح أمامها الأسرار التي أخفاها الزمن ، على هيئة مذكرات كتبتها جدتها لأمها "سناء بكاش" التي لم تعرفها إلا بلقب "تيتا ثريا"....

أسرار وأحداث وألغام تفجرها سناء بكاش منذ ميلادها وحتى وفاتها ، لا يستطيع القلم تلخيصها بأي حال ، يقف عندها الكلم والمقال ، حيث عادت بنا إلى شخوص مجدهم التاريخ ، وعظمتهم الأحداث ، فأحببناهم كما عرفناهم ، إلا أن سناء بكاش قلبت علينا الطاولة رأساً على عقب ، فتحت أبواب المجهول ، وكشفت عن السر المستور ، وضربت أروع الأمثلة في قدرة المرأة وإرادتها إذا شاءت ، وفي ضعفها واستكانتها إذا هُزمت.

◾كل ذلك تم بلغة متمكنة بليغة ، عبر قلم كاتب فريد ، ومخضرم عتيد ، عرف الكلمة ومعناها وطوع العبارة لمبتغاها ، فصاغها ببيان ما أحلاه ، وفصيح ما أبهاه ، أنزلها على الأوراق فبعثت في الروح جمالاً وإشراقاً ، ترتشف منها ، جمالاً سحرياً ، ونصاً أدبياً ، وعرضاً سخياً ، بسرد غير معقول المعنى ، فائق التدقيق والمبنى ، بحوار فائق الواقعية ، رغم عاميته وبساطته وسهولته ، إلا أنه طرق أبواب القلب واستقر في الجَنان.

◾رواية أطربت روحي ، وأسكنت جموحي ، وأسكتت لساني ، وأشبعت جناني ، وأوقفت قلمي إزاء حسنها بالصموت ، وأضفت على حالي الخفوت ، فأدهشت فكري ، وإوجبت له شكري.

◾ اقتباسات:_

ـ "إن أهم متطلبات الحياة هي المعرفة. مَن يملك المعلومات يملك كل شيء: الثروة والنفوذ والبشر ❝

ـ ❞ الكتابة هي الحل.. أن نهرب إلى الماضي، بانتصاراته وأوجاعه، ونُملي أذهاننا برؤية وجوه أحببناها وكرهناها .❝

ـ ❞ "كل الناس تحمل رذائل وتدعي الفضيلة، وهذا هو أسوأ ما في بلادنا أننا نعتبر أنفسنا أطهارا وننظر بمثالية أخلاقية لكل شيء. والإنسان في حقيقة الأمر مجبور على الخطيئة" ❝

❞أن أقسى ما بُليت به بلاد العرب هي الديكتاتورية، فهي تُجهض كل مشروع طموح لصناعة المجد، ولولاها لسبقنا أوروبا في المدنية والتقدم. ❝

ـ ❞ وما الموت سوى غمضة عين، وسحبة نفس، وتحرر وانطلاق، وخفة. ❝

#أبجد

#مصطفى_عبيد

#ابنة_الديكتاتور_في_فنجان_قهوة

#مراجعـــــات_محمــــــود_توغـــــــان

مابين المنصورة وعالم فيروز هذه الطبيبة الطامحة للسفر لانجلترا مصطحبة جدها معها..و بين عالم يسبق عالمها هذا بسنوات تزيد عن الستين..كان هذا النص #ابنة_الديكتاتور للكاتب Mostafa Ebeid

كانت البداية مع الطبيبة التى وعبر سلسلة احداث صغيرة تتوصل إلى صورة سناء البكاش فى مكتبة جدها..هذه الصورة التى فيها الكثير من ملامحها..

سناء البكاش..ابنة الديكتاتور التي أوصلتها اقدارها لأعلى و أعلى مما كانت تتوقع وهي طفلة فقيرة من أسرة معدمة تستجدى مرق الطيور من شيخ القرية..كل يوم جمعة.

اللعبة التي دخلتها سناء صغيرة لتستمر بها أطول مما استمر مدربيها و من ادخلها اللعبة..

وهكذا هي اصول اللعبة أن ترتفع وترتفع و لكنك لموضعك ستعود..و الذكي من استطاع الأ يسقط لأكثر من هذا.

فى نص حذر و سرد متزن، و رواية لم تنتصر لجانب على حساب أخر ..نص جمع مابين المشاعر و القسوة و التاريخ و السياسة و الأدب..فى مزيج جعل العمل متاغما وقويا..وعبر لغة الكاتب الراقية حتى فى وصف الكثير من المواقف الجرئئة و الاحداث الشائكة..

لم يمنحنا النص إجابة حتى لو تظاهرت سناء البكاش أنها تملكها وتؤمن بها..لقد منحنا القصة و النهاية أو النهايات ووضع السؤال..فى صفحات أخيرة..وهو السؤال الابدى هل الغاية تبرر الوسيلة ..و ماذا لو أن هذه الغاية معنى مبهم و قيم غير محددة..و ماذا لو أن من يحدد الوسيلة اختار أكثرها دناءة و انحدار؟

ابنة الديكتاتور..قد تكون رواية سياسية أو إنسانية أو نفسية..و لكنها بالأخير نص كتب ببراعة وذكاء..وشيءمن المكر..حين دس الكاتب اسمه فى العمل وذكر صفته وشخصة ليترك الأمر ملتبسا علينا هى هى رواية خيالية أم احداث تم طمسها عن عمد؟

#قراءات2024

#اصدارات2024

أعجبت أيما إعجاب بهذه الرواية، أولا لأن أسلوب المتبع في الكتابة رائع، الرواية تحتضن رواية داخلها، الرواية الداخلية لا تقل روعة من الأولى، شخصيات متقونة بحرفية عالية، تنويع كبير في أشكال الكتابة من الرسائل إلى البلاغات إلى السرد المتقطع إلى الوصف الدقيق للأماكن والشخصيات، وما أروع الخاتمة، لكن ما أعيب على إخواننا المصريين هو الكتابة باللهجة المصرية، رغم أننا كمغاربة نفهمها جيدا، كان بالأحرى الاقتصار على اللغة العربية...شكرا مصطفى عبيد اتمنى أن أقرأ لك رواية بمثل هذه الجودة..شكرا أبجد

رغم حماسي الكبير للعمل لكن عند القراءة لم اندمج معه بشكل كبير ، شخصيات الرواية رغم قلتها غير جذابة ، لم أشعر بالعمق الكافي خاصة مع الشخصيات المعاصرة ، شخصية سناء بكاش على ثرائها و حياتها المليئة بالتناقضات جاء السرد عنها يشوبه الكثير من الملل ، النهاية رغم ما تحمله من مفاجأة لم تحقق أثرها المطلوب بسبب ما استشعرت من مط و تطويل في أحداث العمل .

للأسف أقل من توقعي .

تقييم نجمتين و نص .

#قراءات_وترشيحات #كتب_في_كتب

#روايات_عربية #روايات_مترجمة

#قراءات_٢٠٢٤

#ابنة_الديكتاتور

لم اكمل الروايه لم يعجبني الكاتب في تصوير مجدي محروس ودخوله بالدين وكلامه فيه

✍ريـــــــــــفــــيــــو.

📚العمل. ابنة الديكتاتور ( مستوحاة من أحداث حقيقية طمست عن عمد).

📚الكاتب. مصطفي عبيد.

📚الصفحات.502.

📚الفئة. سيرة ذاتية شخصية و تاريخية.

📚اللغة. العربية الفصحي سرداً والعامية الراقية في الحوار.

📚دار النشر. الدار المصرية اللبنانية 2024م.

📚التقييم. 🌟🌟🌟🌟

📚الزمان. تحدث الكاتب عن فترة زمنية كبيرة من تاريخ مصر، حيث بدأ العمل من نهاية تاريخ حيث بدأ بعام ثورة 2011م، ثم عاد بسرد أحداث التاريخ عودة تدريجيًا بالأحداث، من أقدمها حيث عرض صورة واقعية للكثير من الأشخاص الذين عاصروا الحدث وشاركوا فيه، فكان يحمل عدسة مكبرة يسلطها علي الجانب التاريخي بدقة متناهية، بكافة صور وأشكال السلطة من الملكية الفاسدة للجمهورية القمعية. عرض لنا كيف كانت تحاك الأحداث في الكواليس، وكيف يتم القبض علي الجواسيس، وكيف يمكن أن تكون للسلطة أذرع ممتدة ولامتناهية ولا يمكن بترها، فهي علي حد قول الكاتب انغرست في هذه التربة ويصعب استئصالها.

📚المكان. من قرية سنديون إلي المنصورة والقاهرة ومن ثم إلي لندن.

📚الغلاف. صورة لفتاة تحمل جريدة عليها صورة الرئيس جمال عبد الناصر وخبر إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية، الصورة تعبر عن بطلة العمل بجمالها الأخاذ سناء بكاش، والجريدة ترمز للحالة السياسية وقتها ولطبيعة عملها أيضًا.

📚السرد والحوار. برع الكاتب في السرد حيث قوة اللغة العربية واستخدام الألفاظ لغوية جديدة وغير مستهلكة، بالإضافة لتغير الراوي، حيث بدأت الرواية بسرد فيروز، ثم سرعان ما تغير ذلك بعد بدأ الأحداث وانكشاف الكثير من الأسرار حيث بدأت ثناء بكاش تتحدث عن نفسها، واصفة كل ما مرت به بدقة وموضوعية، ثم في نهاية الرواية تحدث الجد لينهي العمل برسالته التي تركها لفيروز. غلب علي السرد الأسلوب الأدبي المميز.

📚الحوار بالعامية المصرية، رغم عدم ميلي للعامية إلا أن ذلك لا ينفي أنها كانت مناسبة بشدة للعمل، فمنطقي الممرضات والأحاديث التي حاكها الكاتب علي لسان الموظفين بالعامية، فاغلبها أحاديث نميمة وشجار، وحوار بين فيروز وصديقتها فأمر منطقي أن يكون عاميًا.

📚الفكرة/ القضايا التي يتضمنها العمل.

🖊لم تقتصر الرواية علي ذكر أحداث الماضي بل تعمق الكاتب في الغوص بأحداث الحاضر كثورة 2011م.

🖊سلط الكاتب الضوء علي الكثير من صور الفساد الإداري والطبي الذي حدث ومازال يحدث داخل المستشفيات مؤكدًا أنه يتغير الرموز ويظل الفساد قابعًا بصوره المختلفة والمتعددة.

🖊السيرة الذاتية لسناء بكاش التي تناولت الكثير سير أخري بداخلها لأشخاص كانوا ذو مكانة اجتماعية مرموقة قديمًا.

🖊الجانب الاجتماعي والتربوي الذي تناوله الكاتب سؤء العلاقة بين سناء وزوجها وهروبه، وبعد ذلك وفاة نادية وافتقاد فيروز والدها والدتها معاً، وحالة الفقد التي تعاني منها فوالدي تركها وكون أسرة جديد، وأصبح دوره الإنفاق فقط وتخلي عن دوره كأب، فلم تجمعهما نقاشات لأنه لم يكن هناك أحاديث لتتطور لنقاشات.

🖊أهتم الكاتب بدور الصحافة والأدب مسلطًا الضوء علي أغلب الأدباء في تلك الحقبة وكذلك الصحفيين، وما كان منهم من دور أدبي ودور توعوي وكذلك الصحافيين.

🖊صنع الكاتب خليطًا أدبيًا متميزًا من الحب والانتقام والكره والسلطة والفقر والجوع والاستعمار والقمع والحرب.

📚البداية. مهد الكاتب كثيرًا للأحداث، لحد أنه استغرق قرابة 95 صفحة للبدء في سيرة سناء بكاش، فقد استغرق الكثير من السرد في بعض الشخصيات التي كان ظهورها في الأحداث قصير، وبعبارات قصيرة ولم تحدث فارقًا جوهريًا في الأحداث كوالد فيروز، أعلم أن الكاتب يريد أن يضعنا علي علم مسبق بحالة فيروز وما مرت به، لكنه استغرقه السرد كثيرًا قبل البدء الحقيقي في الأحداث.

📚الحبكة. بدأت الأحداث ستشتعل وتظهر حقيقة الأمور مع أول ظهور لمذكرات سناء بكاش، حيث أنه برع في التعبير عن المرأة لغويًا وشعوريًا، فكان يضع الحدث ويجعلنا ننغمس فيه خيره وشره، ثم يبرره لنا، لنتبنى موقفًا من الشخصيات والأحداث، تنقلب الأحداث رأسًا علي عقب بعد ظهور أحمد نصر الدين أيوب، حيث بدل سير الأحداث بالعمل في حياة البطلة وبالنهاية في حياة فيروز.

📚النهاية. كانت مفاجئة لم يمهد لها الكاتب، ولا أقصد موت أحمد نصر الدين، أقصد علاقاته السابقة بالسلطة، وأنه لم يختلف في عمله كثيرًا عن سناء بكاش، فهو صورة أخري منها في العمل، لكنه استطاع الانسحاب من هذه الحياة والبدء من جديد، فهو من استغني عن السلطة، أما سناء فقد تخلت عنها السلطة، انتهت الرواية بانتهاء أوراق فيروز وسفرها.

📚الشخصيات.

🖊برع الكاتب في رسم شخصياته، فدائمًا ظهور شخصية فيروز وجدها مصحوبًا بأشعار المتنبي، وأسماء الكتاب والأدب، وشخصية سناء ظهورها كان محفوفًا بالسلطة والرجال والنساء والصحف والمقالات والكتابة.

🖊الرجل الصالح. الذي رمز به الكاتب للسلطة والنفوذ، فانه يستطيع أن يفعل كل أمر يحلو له. رغم أن ظهور كان محدود، لكنه تنوعت أشكال السلطة التي عبر بها الكاتب عنه.

🖊أحمد نصر الدين أيوب. مدرس اللغة العربية وبطل العمل الذي يظهر من بداية الرواية لنهايتها، فهو الجد العجوز الذي يعاني الزهايمر ثم يبحث في ذاكرته ما تركه في الماضي، فيعذبه الشعور بالذنب، حتي تنقذه فيروز بسماح سناء له. برع الكاتب في رسمة شخصيته كرجل مثقف واعي متزن.

🖊سناء بكاش. المرأة التي عبث بقدرها السلطة، حتي تمرست وتمكنت من العبث مع السلطة، ونجحت ونجاحًا واهيًا، فتسلقت علي جدران السلطة، رغم محاولتها في صنع مجدها الخاص، إلا أن ذلك لا يوازي النجاح الذي نسبته لها السلطة، فأصبحت تدير جريدة لها الكثير من المؤلفات، والشهرة الزائفة، بطلة العمل الأولي.

🖊فيروز. بطل العمل الثانية والتي تحمل نفس ملامح جدتها، وبدأت في البحث عن الحقيقة والوصول إلي مذكراتها، ومعرفة الماضي والتاريخ الذي لم تعاصره، نشئت مختلفة عن جدتها ومتميزة وطموحة وراغبة في النجاح والنشاط.

🖊مني. صديقة البطلة التي تساعدها في الوصول للمذكرات، ومعرفة تاريخ سناء بكاش، وتقف معها طوال العمل.

🖊عمر، ومصطفي عبيد، حسام. صحفيين شاركوا بأدوار ثانوية في العمل والبعض كان له دور كبير نسبيًا.

🖊حُسن. الخادمة الوفية لسيدتها أو الأصدق الابنة الطائعة، حيث تمكنت من الوفاء لسيدتها بإرسال المذكرات لأهلها ومحاولاتها المستميتة علي ذلك.

📚الإيجابيات والسلبيات.

🖊الكثير من التراكيب اللغوية التي أجاد الكاتب انتقاءها للتعبير عن الحدث ( عملية محو ناعمة، الثرثرة العبثية، صراعات الأفيال، الأسد العجوز، التيار الأحمر، أنثي مؤنثة، عولمتها العولمة،.......

🖊رسم الكاتب الشخصيات بطريقة عالية الدقة، فصاحب ظهور كل شخصية أمر يميزها نعرفها به داخل الرواية، وتنوع أماكن جغرافيًا، فحُسن من النوبة، وحمد من الوادي، وسناء من كفر الشيخ، آن من إيرلندا، ...........

🖊الكثير من الإسقاطات داخل العمل علي الأحداث والشخصيات، كشخصية آن التي رمز بها لمعاناة الاستعمار فهي كانت تتشابه في استعمار بلادها مع فترة الاستعمار لدينا.

🖊الإسهاب في بداية العمل حيث استغرق الكاتب الكثير للبدء في العمل مما جعلنا نشعر بالملل قبل بدء قصة سناء بكاش.

🖊رسم الكاتب صورة السلطة بتعدد أشخاصها ورموزها وأماكنها فقد نقل لنا الأحداث التاريخية بأسلوب ممتع ومتميز.

🖊عدم ذكر الكاتب المصادر والمراجع التي اعتمد عليها في ذكر الأحداث الحقيقية للعمل الخاصة بسناء بكاش، فهو لم يذكر غير عبارة مقتضبة أسفل الاسم عن كونها عمل حقيقي طمس عن عمد فقط. فافقد العمل عنصر المصداقية.

🖊الأسلوب الأدبي الممتع في العمل والسرد الذي كان يسير حثيثًا منذ بدء قصة سناء بكاش والذي كان مختلف ومشوق عن السرد أول العمل.

🖊عبقرية الكاتب في اختيار اسم العمل من منشت صحفي لم يظهر إلا لهف سياسي داخل العمل.

📚اقتباسات راقت لي.

🌹إن أكثر من أساءوا إلي الإسلام هُم مَن يُسمون أنفسهم إسلاميين.

🌹بين لحظتين لا يمُسكهما المرء تنفلت الحياة، فتجف الدماء وتنسحب الرؤية ويتلاشى الوعي.

🌹الحنان الفائر من عيني إنسان تجاهك أعظم من ثروات الدنيا.

🌹ففي هذه البلاد يُمكن كل يوم أن تدفع ثمن جرم ارتكبه غيرك، وبين طرفة عين وأخري تتلطخ صور لشخصيات مُحترمة، وتتطهر شخصيات مجرمة.

🌹أن لكل سلطة عليا ما يعلو عليها.

🌹النساء تشعر بكل شيء قبل أن تعانيه واقعًا.

🌹فالكتابة هي انتصاري الأخير.

🌹مع الوقت أدركت أن مستويات الخوف داخل الإنسان تختلف من شخص لآخر، فما يخيف بعض الناس، لا يخيف آخرين، وحني منبع الخوف نفسه يُمكن إخافته.

🌹إن مصر لم يحكمها أبدًا فرد، حتي زمن محمد علي، هناك شلة تتسع وتضيق وكثيرًا ما تبُدل شخوصها ومراكزهم.

🌹أحمل في داخلي إنسانًا ميتًا، أو كائنًا حيا لكنه منزوع الشعور، خواء يملاني كبئر في الصحراء جف ماؤها.

🌹أستدعي الماضي بسرعة لأسفح دمه علي الورق قربانا للحظة صفاء.

🌹أقسي ما بُليت به بلاد العرب هي الديكتاتورية، فهي تُجهض كل مشروع طموح لصناعة المجد.

🌹الحب ترف لا يتورط فيه المناضلون ضد الخونة.

🌹ما البشر في دورانهم المنفعل سوي نفوس مُحملة باحتياجات تسعي لتلبيتها دون اكتراث لزمن يمضي أو عمر يتقدم.

🌹أفضل صدقة تُقدم لإنسان هي التي لا تنقص من كرامته شيئًا.

🌹ما هذه الحكايات سوي لغُم يوشك أن ينفجر فضيحة مدوية.

🌹لا أحب الكتُاب ولا الروائيين سوي علي الورق.

رقم ثمان وتسعون/2024

ابنة الديكتاتور : مستوحاه من أحداث حقيقية طمست عن عمد

مصطفى عبيد

تطبيق ابجد

""ولولة اخترقت أُذني، فلم أنكرها، فكم قابلتها في هذا المكان المتسربل بأردية الحُزن، المُزدحم بأجساد هزيلة، تصلح صفرتها لونا رسميا لأبناء ريف مصر على مدى قرون. صعدت سلالم المُستشفى الجامعي بالمنصورة، مبنى عتيق مُرمم، تبث جدرانه كآبة واسعة تناسب زمنا محزنا نندهش أننا عشناه. امتلأت ضجرا من هذا المُدير كالح الوجه الذي تستفزه كُل أنثى طموح، فيزدريها كزائدة دودية لا يعرف طبيب متخصص في الأمراض الباطنية قيمة وجوده""

""ما البشر في دورانهم المنفعل سوى نفوس مُحملة باحتياجات تسعى لتلبيتها دون اكتراث لزمن يمضي أو عمر يتقدم""

السلطة والنساء

قال الكاتب المصري مصطفى عبيد في لقاء صحفي للحديث عن الرواية الصادرة عن الدار المصرية (لا يبوح التاريخ بأسراره كلها دفعة واحدة، وإنما يتكتم على أخطرها، يبقيه بعيداً من الضوء، حتى تفرض الحقيقة سطوتها، فيتحرر السر ويكشف عن المستور. ولأن الاضطرابات كانت السمات الأبرز للقرن الماضي من تاريخ مصر، فلا تزال تلك الحقبة تحتفظ بكثير من أسرارها وأهوالها التي يتكشف جانب منها في هذه الرواية )

إلى أي حد قد يذهب الإنسان لخدمة الوطن وحماية النظام من المؤامرات؟ تنظيمات سرية بداخل مؤسسات أمنية تحارب تنظيمات بداخل نفس المؤسسة، فتاة تقتفي أثر جدتها لتكشف عن خبايا وأسرار شائكة اختفت لعقود وسيدة غلبت كل الكبار ورجال السياسة ليهزمها الزمن وتستسلم للمرض.

عدت بذاكرتي الى الفنانات المصريات و قصص الفساد وخاصة كتاب انحرافات صلاح نصر للفنانة او الكاتبة اعتماد خورشيد فالكتاب صادم تحدث بعمق عن تلك الفترة وسعاد حسني ومحاولات صفوت الشريف وما فعله بها ومن هنا نذهب لشخضية عبيد حكاية سناء بكاش وألاعيب المؤسسات الأمنية والتنظيمات السرية داخل الدولة، الممارسات غير الأخلاقية تحت مسمى مصلحة الوطن، تسجيل وتصوير وتلفيق تهم.. كل ما تتخيله قد حدث بالفعل وقد ظن فاعلوه أنهم "صمام أمان هذا الشعب" ونصبوا أنفسهم أبطالًا يحمون الوطن. قد تكون سناء بكاش بطلة وطنية حقًا لكن لها أخطاء كسائر البشر وقد وقعت هي الأخرى ضحية لهذه المؤسسات منذ الصغر وحتى أخر أيامها. سيستمتع القارئ بمحاولة تخمين الأسماء الحقيقية للشخصيات بينما يتابع مذكرات السيدة بكاش الشيقة، بعضها مباشر وسهل والبعض مبهم بشدة.

نجح الكاتب في توظيف شخصيات عامة في أحداث الرواية حقيقية كانت ام خيالية لا يهم بل إن الكاتب نجح في دمج شخصيته داخل الأحداث! ويعجبني كيف أنه داعب ذاته والقراء في أكثر من موضع كوصفه لنفسه بأنه "مغرور يبحث عن الشهرة" على لسان البطلة.

هنا دلالة رمزية، تشي بأن الانحرافات الأخلاقية للأجهزة الأمنية نتيجة منطقية وابنة حتمية لأي حكم ديكتاتوري. وخاصة في زمن عبد الناصر لقد غلّف الكاتب سرده بمناخ من التشويق عبر توطئة استهل بها النص تخبر أن الرواية مستوحاة من أحداث حقيقية، وعزز ذراع الحقيقة في حبكته المتخيلة عبر شخوصه الثانوية الحقيقية التي يعرفها التاريخ، مثل حسن رفعت، أحد أهم عناصرا لبوليس السياسي في ذلك الوقت، ومصطفى أمين مؤسس "دار أخبار اليوم" الصحافية والعقّاد وإبراهيم ناجي.حتى إنه دفع بنفسه كشخصية ثانوية في النص وحقق الغاية نفسها عبر استدعائه أسماء وأحداثاً حقيقة مثل تأميم "أخبار اليوم" والقضاء على جماعة "إخوان الحرية" وحل جماعة "الإخوان المسلمين" واغتيال محمود باشا النقراشي، وما طعّم به نسيجه من قصاصات ووثائق منشورة. أما استهلاله باقتباس للكاتب التشيكي فرانز كافكا "إن أسوأ ما في الأمر ليس تبصّر المرء بأخطائه الواضحة، بل تبصّره بتلك الأعمال التي اعتبرها ذات مرة أعمالاً صالحة"، فقام عبره بالتمهيد لما ساقه من أحداث تخبر عن جرائم وانحرافات ارتكبت خلال القرن الـ20 تحت شعار البطولة وخدمة الوطن.

صفحات الرواية : منح الكاتب صوت السرد لشخصيته المحورية "فيروز"، الطبيبة الشابة التي تعمل في أحد مستشفيات مدينة المنصورة (شمال مصر)، وهي المدينة التي اختارها الجد للإقامة فيها فور عودته من الكويت، مصطحباً حفيدته في مهدها بعد موت أمها وتنازل أبيها عن رعايتها. ثم انتقل صوت السرد إلى الجدة الراحلة والمجهولة "سناء بكاش" عبر مذكراتها التي حصلت عليها الحفيدة مصادفة.

ومرة ثالثة انتقل صوت السرد إلى الجد عبر رسالة تركها لحفيدته قبيل وفاته. وكما كان تعدد الأصوات مناسباً لتباين الشخوص وتعدد أزمنة السرد، فقد عزز عبيد امتلاكهم صوت الحكي وقدرتهم على البوح والكشف عن الأسرار، وأكسب هذا البوح درجة عالية من الصدقية والحميمية. واتسق استخدام ضمير المتكلم مع السيكولوجية المعتلة لشخصية "سناء بكاش" ولجوئها إلى "التبرير" كحيلة نفسية تنتهجها الشخصية التي تسقط في براثن الخطأ، ولم يكُن لراوٍ عليم أن يقوم بهذا الدور، إذا ما أوكله الكاتب إليه.

"سامحيني يا سناء"، هذه العبارة كانت الخيط الذي قاد "فيروز" إلى اكتشاف هوية جدتها الحقيقية والحصول على مذكراتها. وكانت أيضاً الاستباق الأول الذي دفع عبره الكاتب التشويق إلى النص، مثيراً فضول كل من البطلة والقارئ لمعرفة حقيقة "سناء" وطبيعة الذنب الذي اقترفه الجد بحقها "هل من الممكن أن يكون وراء الأمر جريمة ما؟ خيانة مثلاً؟ هل قتلها، ثم سافر إلى الكويت؟ هل انتقم لشرفه وهو ابن لمجتمع بدوي؟ هل ندم بعد ذلك وشعر أنه تسرع في حكمه؟" ثم تلت هذا الاستباق، استباقات أخرى زادت من مناخ الضبابية والغموض والتشويق، مثل الاستباق بالإشارة إلى مهاتفة الجد لامرأة غريبة وإرجاء الكشف عن هويتها وعلاقتها بالجدة والاستباق بتشابه اسم الجد مع اسم كاتب بعض المقالات في مجلة قديمة كانت تصدرها "سناء بكاش"، وكذلك الاستباق بلغز أحلام الجد في شبابه التي كانت سبيله لمعرفة الحقائق عن زوجته، وتشكك الحفيدة "فيروز" في هذه الأحلام، والطريقة الحقيقية التي مكَّنته من الحصول على المعلومات وإرجاء حل هذا اللغز إلى المرحلة الأخيرة من السرد. وعمد إلى تكرار استعادة مشاهد من طفولة "سناء" لإضاءة سيكولوجيتها، وما ألمّ بها من هزات نفسية، عززت استعدادها للتخلي عن الثوابت والقيم الأخلاقية: "ما أتذكره من سنوات الطفولة باهت، كئيب، لا يتجاوز شريطاً ضيقاً من الذكريات المريرة الممزوجة بذُل الحرمان، لذا فلا تغادرني أبداً مسيرة كل جمعة مع إخوتي وبعض الجيران، يحمل كل منا الكوز الصفيح الصدئ لمسافات طويلة سيراً على الأقدام نحو بيت الشيخ عاشور، حيث تُطهى الطيور يوماً في الأسبوع، لتصب لنا زوجته بعض المرق فنشربه لتقوية أعوادنا".

اتسمت صفحات الرواية بالصراع بين الاحزاب والجنود والمخابرات والمراة والحرب والثورة والملك كبل شيئ دخل ببعضه وكه سبب كله . وعكس هذا الصراع سواء على المستوى الخارجي بين "سناء بكاش" والضابط الذي قام بتجنيدها، وبين أحد رجال المؤسسة الأمنية في ذلك الوقت ومحامٍ لم يقترف ذنباً سوى أن زوجته كانت جميلة. أو، في الزمن الثاني للسرد، بين "فيروز" الطبيبة ورئيس قسم الباطنة المريض بالذكورية وازدراء النساء. كما أضاء الكاتب بعض الصراعات الداخلية في عوالم الشخوص كالتي اندلعت داخل "سناء"، فانقسمت بين شعور بانحطاط أفعالها وتبريرها بخدمة الوطن وبين رغبتها في الحب ونأيها عنه وبين الحرص على زواجها وولائها لعملها وبين غضبها على زوجها الهارب بابنتها الوحيدة وارتياحها لفعلته التي أنقذت الابنة من مناخ فاسد كهذا، وبين قناعتها بصواب ما فعلت وشعورها بالندم ومحاولة التكفير عن أفعالها بالتقرب إلى الله.

كذلك كان للحفيدة الشابة نصيب من هذا الصراع والانقسام، بين استنادها إلى العلم في تفسير كل ما يحدث حولها وبين تشككها وركونها إلى الغيبية بعد عجز المنطق عن التفسير. وأضاءت هذه الصراعات تناقضات النفس الإنسانية بين خير وشر وضعف وصلابة وعطف وقسوة وحقد وغفران وأنانية وإيثار. وكان المونولوغ الداخلي، أحد وسائل الكاتب الناجعة في استجلائها. وهذا الزخم من الصراعات على المستويين الداخلي والخارجي .

مزج الكاتب في بنية نصه بين الرواية والرسالة والمذكرات. واستدعى شخصية المتنبي ومنحه حضوراً كثيفاً داخل السرد، بل وظَّف شعره في خدمة الأحداث وفي تمرير بعض الدلالات الرمزية عن الظلم والتماسك والقوة والصبر والكبرياء، وعن تراوح الحياة بين فرح وترح. واستدعى كذلك بعض القصص التراثية، منها ما يتصل بالمتنبي أيضاً، مثل قصة الأمير الثري الذي جار على بائعة السمك البائسة، فقال فيه "رأيت الذئب يحلب نملة/ ويشرب منها رائباً وحليباً". واستدعى بعض الفنون البصرية، مثل فيلم "بداية ونهاية" الذي عمد عبره إلى إبراز التماثل بين بطلته "نفيسة" وبطلة الرواية "سناء". واستدعى كذلك كثيراً من أغنيات فيروز ومنحها الحضور الكثيف ذاته الذي منحه للمتنبي.

الرواية في سطور:

- رواية ذات ابعاد مختلفة. سياسية في اطارها العام ، اجتماعية وانسانية في المضمون.

- قدم الكاتب مزيج مدهش من الرواية والسيرة الذاتية يتمثل في خلق احداث درامية مبنية على مذكرات شخصية تركتها صاحبتها ولم تنل الاهتمام الكافي ولم يُسلط عليها الضوء بهذا الوضوح من قبل.

- استخدم الكاتب العامية للحوار ليعطي للقارىء شىء من الحميمية اثناء القراءة حتى لا يشعر انه امام رواية ثقيلة الوطء.

- الشخصيات جاءت غنية بالتفاصيل وكانت ذات بناء درامي جيد جداً خاصة فيما يتعلق بالشخصيات الرئيسية للرواية.

- الختام جاء ليفسر العديد من الأمور التى تم ذكرها في المذكرات وكانت مبهمة بعض الشىء لكن قدم الكاتب ما يشبع فضول القارىء.

-------------------------

مراجعة الرواية:

كعادة كتابات مصطفي عبيد يغوص بنا داخل رحلة تاريخية مفعمة بالتفاصيل والوثائق التي يحب أن يضعها في نصوصه ، وهي كما تُعطي مصداقية على بحثه وجهده في الوصول إلى أقرب صورة تاريخية منظبطة لما يرويه. إلا أنها تؤكد أيضا على موهبة وخيال كبير حيث كشفت عن قدرته على خلق مشهدية عالية من مجرد سطور صغيرة في كتاب تاريخي هنا أو هناك أوحت له بصنع مشاهد عظيمة احتاجت خيال وآفاق واسعة لتحيل ما هو تقريري صحفي إلى ما هو فني عميق ذو أبعاد إنسانية ، لذلك جاءت تلك القصاصات في نهاية كل فصل أو فقرة كتأكيد على براعة مصطفي عبيد الروائى تماماً كمصطفي عبيد الباحث والصحفي.

- الحبكة:

في هذه الرواية يدخل عبيد منطقة جريئة لكن قد يكون الكثيرون على دراية بها وتفاصيل القضية المعروفة بمحاسبة فساد الجهاز وقد تناولها أيضاً وحيد حامد مع المخرج عاطف الطيب في فيلم في أوائل التسعينيات كاشفا عن الوجه القبيح لتلك العمليات لكن هنا وفي تلك الرواية يقدم عبيد تفاصيل مختلفة غير أن العنوان التسويقي الذي تعمد كتابة ( أحداث طُمست عن عمد ) يعد القارئ بأحداث كبري وحقائق خفية وهو ما يبدو تسويقيا إلى حد كبير حيث لم تكشف الرواية عن خبايا كبيرة أو أحداث مجهولة إلا في الجزء الخاص بمحاولة الإيقاع ببعض الأدباء والفنانين من قبل فتيات تلك الشبكة ، وأيضاً الجزء الخاص بعمل البوليس السياسي ما قبل ١٩٥٢ بنفس الطريقة التي اسُتخدمت فيما بعد ثورة يوليو . فيما عدا ذلك لم تقدم الرواية معلومات جديدة اللهم إلا لمن لا يعرف شئ عن تلك القضية من الأساس فمن الجائز أن تكون التفاصيل جديدة عليه. هذا بالنسبة إلى متن الموضوع ، وهو أيضاً ما لم يتم طمسه كما كتب على الغلاف حيث تمت مناقشة القضية كما ذكرت في العديد من الكتب والافلام الوثائقية والسينمائية التي تناولت هذه الفترة من عمر الوطن.

- السرد والبناء الدرامي والحوار:

أما البناء الفني وهو هنا شديد الدهشة إذ يتنقل بنا الكاتب ما بين زمنين ومعضلتين حيث حياة الحفيدة الطبيبة فيروز الصاوي و الجدة سناء بكاش ، بخفة وسرد متقن مشوق حتى وإن بدت الأحداث معروفة ومتوقعة حيث كان إيقاع النص ذو جاذبية خاصة ، إذ حرص عبيد على تنوع اللغة ليعطي لكل شخصية فيهم القدرة على التعبير عن نفسها بما يتناسب مع روح العصر ، ساعده على ذلك أيضا مغامرته بكتابة الحوار باللغة العامية وهو ما أضفي نوعاً من التنوع في استخدام الجمل الحوارية وجعل الشخصيات تختلف في بناءها ورسمها الذي جاء رائع بلا شك معبر عن أزمة كل منهم ، صنع عبيد في تلك الراوية حبكتان متوازيتان تسير فيهم الأحداث تتقاطعان وتتوازيان.

فبين الحفيدة التي تكتشف مصادفة سر جدتها لتبحث عن هذا الماضي الدفين وسر حزن الجد في أيام مرضه الأخيرة ، وما بين الجدة سناء بكاش التي تقرر كتابة مذكراتها بعد إصابتها بمرض عضال ينهي حياتها نستطلع التاريخ والحاضر في آن واحد. إذ برع عبيد في الربط بينهم وإن بدت الحبكتان كل تدور في فلك ، غير أنه بخبرة روائى مبدع قد جعل العالمان يتماهيان مع بعضهم البعض ، رغم طول الفصول التي تحكي كل عالم على حدا غير أن ذلك لم يشتت القارئ ويجعله في حيرة من تدافع التفاصيل وتضاد العالمين ، اعتمد عبيد على حيلة سردية محببة إليه استخدمها قبل ذلك وهو زرع نفسه داخل النص الروائى لتبدو الحيرة جلية طوال الرواية ، فيتردد السؤال هل هي قصة حقيقية مائة في المائة حدثت فعلاً تفاصيلها كما رواها ام أن الخيال حاضرا وبقوة وهو ما خلق حالة إيهام جعلت الخيال يبدو واقع والواقع يبدو الخيال وهي قدرة تحتاج إلى صاحب خبرة وتمرس في فن كتابة الرواية.

- الشخصيات:

نقطة من النقاط الهامة في العمل قدرة عبيد على وصف مشاعر الأنثي بمهارة فائقة سواء في شخصية فيروز الصاوي بما تحمله من روح العصر الحالي وتمرده والتيه ومحاولتها الدائمة في التصدي لفساد المنظومة أو حتى في وصف مشاعرها المعقدة كأنثي ؛ أيضاً أجاد عبيد التعبير بصوت الأنثي في الماضي بشخصية سناء بكاش والتي تكتب بنفسها مذكراتها ملتقطا صوتاً ولغة ومفردات تليق بهذا العصر من كل النواحي كما أجاد صناعة ماضي للشخصية ثري وشديد العمق والتفاصيل جعل من تطور شخصية سناء مذهل ومنطقي ومقنع إلى حد كبير غير معتمد على الصدفة أو خلق مواقف درامية غير مبررة فمن قريتها في كفر الشيخ إلى مرافقة السيدة الأجنبية التي كانت نقطة تحول في مسيرتها وحياتها ثم سفرها إلى القاهرة ونقطة التحول للعمل مع شخصيات هامة وتشكيل الشبكة رحلة ممتعة غنية بالتفاصيل تكشف أبعاد إنسانية ، التقطها بعناية شديدة وأجاد تضفيرها داخل حبكته الغنية بالمعلومات وأن كانت كما ذكرنا معروف الكثير منها لمن قرأ وتعمق في تلك الحقبة الزمنية. تفاصيل أيضاً قصة الحب وزواج سناء من الجد جاءت مختلفة تماماً وغير نمطية إذ كانت أقرب إلى روح الصوفية وبها طريقة روحانية جعلت من هذا الجزء شديد العذوبة يحمل طابع خاص عن باقي أجزاء الرواية فقد عبر عن قصة حب داخل العمل الذي يبدو سياسي في إطاره العام بلغة شاعرية وطريقة لم تعمد إلى الطرح التقليدي (( الاكليشيه)).

- النهاية:

جاءت النهاية مترابطة ، تعبر عن إحكام تام بتفاصيل الحبكة حملت بُعدا إنسانياً مؤثر ولحظات شجن من نوع خاص تلمس القلوب.

-------------------------

ملاحظات عامة:

- شاب النص بعض الهفوات التي لم تفسد عملية المتعة ولا تذوق جماليات النص ، إذ جاء التنقل في مذكرات سناء بكاش سريعاً تتقافز السنوات في فقرات قليلة عابرة مساحة كبري من عمر الشخصية تجاهلها الكاتب كليا ربما لأنه أراد التركيز على حقبة بعينها ، وإن كان من وجهة نظري فإن الضرورة الفنية التي اعتمدت على كتابة سناء لمذكراتها كانت تحتم أن تفتح سراديب حياتها كلها خاصة في الأجزاء التي تلت خروجها من الشبكة وانصراف الاضواء عنها وهو ما جعل نهاية مذكرات سناء بكاش تبدو مبتورة نوعاً ما دون نهاية لخطها الدرامي الذي عمد الكاتب إلى إغلاقه بنهاية متوقعة كلياً.

- جزء آخر ربما لم يلتفت له البعض وهو قدرة عبيد على إسقاط الماضي على الحاضر فالعودة للماضي لا تكون مجاناً وخاصة في الجزء الخاص بصناعة نجومية سناء بكاش وتحويلها إلى نجمة في الوسط الثقافي وهو ما يتماس ضمنياً مع الوضع الحالي شارحا بقدرة فائقة كيف يتم صناعة نجم جماهيري من العدم.

-------------------------

خاتمة:

الرواية رائعة بلا شك ذات أساس متين تشتبك مع الواقع وتعيد ترتيب الصورة التاريخية للمرحلة لنشاهد من زاوية أخري صورة أخري وإن كانت الحقائق كلها واحدة.

ريفيو رواية : ابنة الديكتاتور

* الكاتب : مصطفى عبيد

* الصفحات :  ٤١٤  ابجد

* اللغة : الفصحى

* دار النشر : المصرية اللبنانية

⭐ قراءت من قبل للكاتب ثلاث أعمال.. البصاص و ضد التاريخ و جاسوس فى الكعبة . 

🏵️الرواية من وجهه نظرى رواية شيقة مثيرة احداثها كثيرة بها معلومات كثيرة عن الكتاب والادباء والصحفيين وأصحاب السلطة فى تلك الفترة وكيفية تجنيد البشر للتجسس على مواطنين البلد بحجة مصلحة البلد . 

⭐ الرواية تبدأ بالطبيبة فيروز الصاوى التى تعيش مع جدها بعد وفاه امها وهى صغيرة واغتراب ابوها فى احد دول الخليج ،  فيروز لاتعرف شئ عن امها و جدتها ، ولكنها بالبحث فى مكتبة جدها وجدت بعض الخيوط التى من خلالها وجدت من يعرف جدتها سناء بكاش والتى تركت مذكراتها لكى تأخذها فيروز التى اكتشفت تاريخ جدتها وجدها وامها . 

⭐ الرواية تحكى عن مذكرات الكاتبة سناء بكاش ( جدة فيروز الصاوى) التى كتبتها ٢٠٠١ و تغطى فترة مابعد ١٩٤٠ حتى ٢٠٠١ ، من اول نشاتها فى عائلة فقيرة حتى تاريخ كتابة المذكرات . 

⭐ فى المذكرات أسرار خطيرة تمس مشاهير وأصحاب نفوز وشخصيات كبيرة تصنع الأحداث و تحرك القامات ، كانت سناء بكاش قريبة منهم وعلى علاقة بهم . 

⭐ ضحت سناء بكاش بكل شئ علشان خاطر البلد ، ضحت بالحب والاستقرار والاحترام وبنظرة الناس ، كما ضحت باغلى شئ فى الدنيا ، ضحت ب ابنتها نادية . 

⭐تم تجنيد وتدريب سناء على كتابة التقارير واستخدام الشيفرات والتجسس والسيطرة على الآخرين والتهديد من قبل الشرط والمخابرات عن طريق انشاء صالون ثقافى باسمها كان يزورها الكثير من الكتاب والشخصيات المعروفة . 

⭐ استطاعت سناء بكاش ان تكون علاقات واسعة بمختلف رجال الأحزاب والحركات السياسية كما تمكنت من تجنيد عملاء سريين داخل جماعة الإخوان والحزب الوطنى وحزب مصر الفتاة وكانت تكتب تقريرا أسبوعيا عن كل ماتحصل عليه من معلومات خاصة بالاحزاب وترسل تلك التقارير إلى مدير الأمن . 

⭐ نحن نصنع النجوم ، وندفنهم أيضا متى أردنا ، كل واحد بياخد دوره ويركن ، قبل النكسة تم ركن سناء بكاش من العمل فى المؤسسة . 

✳️ استطاع الكاتب ان يكشف لنا كيف كانت الحياة السياسية والاجتماعية خلال تلك الفترة ، وكيف كان الأمن و المخابرات يزرعوا العاهرات فى كل مكان لكى يعرفوا أسرار البلد ، وكانت سناء بكاش من تدير هذا الشبكة من الجاسوسات الفاتنات ( استهداف الأمراء والسفراء وموظفون اجانب والمستثمرين ) 

✳️ تتضمنت الرواية نبذة صغيرة عن الكثير من الشخصيات المعروفة فى المجتمع المصرى فى ذلك الفترة الذين تقابلوا مع سناء بكاش مثل..الشاعر والطبيب المصرى ابراهيم ناجى ، حسن باشا رفعت مدير الامن العام ، عباس محمود العقاد ، إسماعيل باشا صدقى ، مصطفى امين  وووو

✳️ مقابلة الأديب عباس محمود العقاد مع سناء بكاش كانت اكثر من رائعة سردا وحوارا ، غير ان كانت هناك معلومات كثيره عن علاقته بالمرأة و صالون العقاد ورايه فى الكاتبة مى زيادة . 

✳️أخذنا الكاتب فى علاقة أخرى بين سناء بكاش وخادمتها ، التى ذكرتها سناء فى مذكراتها فهى كانت الخادمه الامينة والمخلصه ولديها وفاء لمخدومتها فقد ربتها سناء وهى صغير فى مثل سن بنتها ولم تترك سناء حتى توفت . 

✳️ فكرة القصاصات الموجودة فى اخر كل فصل كانت ممتازة وخصوصا انها جاءت من مقالات فى المجلات او الجرائد او كتب، كتبها ادباء او مسؤولين كبار فى الداخلية او الدولة  ، وبالتالى اكيد اخدت من الوقت والجهد من الكاتب .

🌸 ملاحظات  :

✴️  لماذا لم تبحث سناء بكاش على أهلها الفقراء  بعد أن أصبحت مشهورة وغنية ( بحثت وليس بالقدر الكافي) ؟ وهل أهلها بحثوا عنها ؟ هل طموحها وبحثها الدائم عن مستقبلها ومصلحة بلدها ، شغلها عن أهلها ؟

✴️  أين دور نادية وزوجها  ؟ ولماذا لم تبحث نادية عن امها ؟ 

✴️  لو قام الكاتب بوضع بعض الصور لبطلة الرواية سناء بكاش بين الفصول او فى نهاية الرواية بما انها شخصية حقيقية ، كانت ستكون خطوة ممتازة لأنها رواية وايضا سيرة ذاتية . 

💥 اقتباسات :

✴️ان أسوأ ما فى الأمر ليس تبصر المرء باخطائه الواضحة ، بل تبصره بتلك الأعمال التى اعتبرها ذات مرة اعمالا صالحة . ( منقول عن / فرانز كافكا ) 

✴️ المعرفة هى الجنة ، المتعة الحقيقية هى اننا نعرف اللى الناس مش شايفاه . 

✴️ الحب ترف لا يتورط فيه المناضلون ضد الخونة.، الحب ضعف أمام القاسية قلوبهم ، انهزام وخضوع وكسر الكرامة ، ولى لاعناق الحق ، الحب وجع يتسع كلما ارتفع منسوبه فى القلب، الحب ليس اختيارا، من يحب يقبل من يحبه بابيضه واسوده، بحلوه ومره، وخيره وشره . 

✳️شخصيات الرواية :

🏵️ سناء بكاش.. بطلة الرواية بلا منازع ، فهى المرأة التى تدور حولها الرواية ، وهى المرأة الحديدية التى كان كل رجال الدولة والكتاب والأدباء يعرفوها . أما باقى شخصيات الرواية فكل واحد له دور مهم أيضا . 

✳️النهاية.. عجبتنى جدا النهاية وخصوصا الجزء الخاص ب احمد نصر الدين أيوب وكانت مفاجأة لم اتوقعها  ، وبالرغم انها نهاية حزينة ولكنها كانت نهاية سعيدة فى نفس الوقت . 

✳️السرد .. انتقل الكاتب بين الحاضر ٢٠٠١ (  كتابة المذكرات) والماضى بسهولة ويسر وكان الانتقال من الحاضر والماضي  سلسا بدون أن يفقد القارئ تركيزه ، كتابة المذكرات وحكي احداثها فى نفس الوقت جاء ليضيف تشويقا . 

✳️اللغة.. جاءت سلسة بسيطة بالفصحى والكثير من الأحيان بالعامية وخصوصا الحوار الذى جاء معظمة بالعامية 

✳️الغلاف جاء بديع وكذلك اسم العمل الذى يعبر عن أهمية سناء بكاش فى الوسط السياسي والاجتماعى فى تلك الفترة . 

🌸 الرواية ارشحها لأعضاء الجروب.... 

#ريفيوهات_نادر_رضا

#حصاد_عام_٢٠٢٤_اكتوبر

●إبنة الديكتاتور

●مصطفي عبيد

●299 صفحة

●الدار المصرية اللبنانية

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

《يا عزيزي في سبيل الوطن فإن كثيرا من الأخطاء مباح 》

هل الأخطاء التي تتبع هوي النفس وأطماعها يمكن أن ننسبها إلي الوطن والتضحية في سبيله ؟

ماذا أن صحوت يوما وأكتشفت أن أقرب إنسان إليك ليس كما تعرفه بل أن من أعتقدت أنها جدتك وحتي وإن لم تراها ليس هي

أن تلقي نظرة عن كثب للتاريخ المظلم ستبهرك التفاصيل...

وما قدرة السلطة والاطماع علي تحريك شخص في طريق موحل ......

لكل دول أسرار وتاريخ خفي لا يظهر إلا بعد موت أصحاب ذلك التاريخ بل أن بعض الأسرار تموت بموت أصحابها وبعضها يموت أصحابها إن ظهرت

رحلة تخوضها فيروز الصاوي في أولها ولكن بطلتها الأصلية هي سناء بكاش

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

●فيروز الصاوي :تلك الطبيبة حلمها السفر للخارج تعشق سماع سميتها فيروز وليس لتشابه اسمهما ولكن عن قناعة أن صوت فيروز الرقيق قادر علي مغالبة قسوة العالم قوية تجابه التنعت المتمثل في دكتور محمود شديد ولا تجد مانع في مهادنته في بعض الاحيان

تعيش في عالم من صنعها وصنع جدها الحبيب ....

الأب حاضر غائب ليس له فيها ألا أن اسمه متبوع بأسمها ولكن الأب والجد والرفيق والصديق هو المعلم الأول لها في كل شئ ولكن ذلك المعلم يخفي أسرار هي لا تعلم عن شيئا

●الجد (حمد نور الدين أيوب ):وقد طمست الألف في اول اسمه كما طمس الماضي الذي هرب منه قديما......

حمد معلم اللغة العربية والشاعر الفطحل ذلك الرجل المثقف المحب لحفيدته ذلك صنع عالم بعيدا عن ضيجيج الحياة يجد سلواه في كلامه مع حفيدته في جلسته مع أدبائه المفضلين في سماعه ومشاهدته لهم

ولكن ذلك الجد يخبئ أسرار قد تدمر كل ذلك

يهلوس بأسما واحدا في منامه وصحواه سناء ....

●سناء بكاش :تلك الفتاة التي أتت من سنديون سناء سعيد ولا يحمل أبيها من اسمه شئ فهم كانوا تحت خط الفقر وربما تعدوه بمراحل .....

تساعدها الصدفة علي تغيير حياتها عندما تسقط في بركة طين ويتم أنقاذها ولكن هل هي حقيقة خرجت منه أم ظلت في وحل تلك البركة طوال عمرها ..........

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

تلك الحكاية هي حقيقة بشخوص حقيقة قد كان لها الدور أن تكتب التاريخ في فترة من فترات مصر

نعلم جميعا قضية الانحراف الكبري وتلك الأسماء التي أظهرت ذلك الجانب الخفي (ص.ن _س.ق_ا.خ_ص.ا)

كل واحد منهم برواية ومنهم من يري نفسه الضحية ومنهم البطل الذي ضحي من أجل الوطن

ولكن أين الحقيقة ؟؟؟

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

الرواية جميلة وممتعة ستجدها أجمل إن كنت قد قرأت مسبقا عن تلك الفترة في تاريخ مصر

عرض الكاتب لشخصية سناء بكاش أعجبني كثيرا من طفولتها أحلامها منطقها وأفكارها التي اقنعت بها

تسير معاها خطوة خطوة تدرجها ولقاءها برجل كل مرحلة من مراحل حياتها

بدأ من يوسف أفندي مرورا بإسماعيل صدقي إنتهاء السيد نور سالم

لن تري الجانب الخفي فقط من خلالها ستري جوانب آخري لقادة وساسه وآدباء

أستمتعت كثيرا بحواراتها مع العقاد ومصطفي آمين

ذكر بعض الاقاصيص من جريدة أو قرار أو كتاب استكمالا لحكاية لها مع كل واحد

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

الشخصيات الفرعية هنا ليست فرعية بل أنها محرك أساسي لكل تلك الحياة الخفية التي عاشوها وماتوا بسببها بدأ من ..

●يوسف أفندي :ليتحول بعد ذلك ليوسف بك حسن هل هو من صنع سناء بكاش ام كان فقط صاحب المرحلة الأولي

●حسن رفعت باشا

●السيد نور سالم

●سمير بك

●ميمي

تلك أسماء بديلة لشخوص حقيقة رأوا نفسهم أبطال وذكرهم التاريخ عكس ذلك

شخصيات مثل مليحة ووداد وسعاد أعتقد أنهن ليسوا شخصيات بعينها ولكن هم تعبيرا عن كثر كانوا في تلك الفترة سواء كانوا فيها بإرادتهم أو غير ذلك

بلمحات سريعة عبر الكاتب عن بعض القضايا من خلال شخصيات

دكتور محمود شديد :المتعنت للزملاء من السيدات

يمثل تراجع الفكر أن المرأة لا تصلح للنجاح المهني

وعلي شاكلته الدكتور وجدي محروس

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

تلك الرواية ليست نظرة حقيقة عن تلك الفترة فقط بل نظرة لمصر بأحووالها الاجتماعية والسياسة والدينية والادبية

تلك الحيوات التي كانت تدار من وراء كواليس مظلمة قد لا تتخيلها ولا تتصور حدوثها ولكن كما قلنا قبل ذلك لكلا تاريخ جانب مظلم ....

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

■أحببت كثيرا وجود المتنبي واشعاره مرافقا لي في صفحات الرواية

في نهاية الرواية أحدي عشر ورقة ستصدمك بتفاصيلها لنعلم أننا لسنا قادرين علي معرفة كل الأسرار وليست كل الحقائق كما تبدو لنا

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

🥀أقتباس:

"إن أهم متطلبات الحياة هي المعرفة. مَن يملك المعلومات يملك كل شيء: الثروة والنفوذ والبشر. والعالم يتطور ويتغير ويتلون وينقلب الأعداء فيه إلى أصدقاء، ويتبدل الإخوة إلى خصوم، ولا يُمكن للمُخبر التقليدي أن يعي كل ذلك. لقد صار هذا المخبر آلة مكهنة تنتظر التخريد. فالأسرار الحقيقية تحتاج لمن يقتربون من الناس أكثر ويتسللون إلى مخادعهم، يطلعون على نقاط ضعفهم، ويطالعون عُريهم الإنساني. نحن نخوض حربا شرسة، بأسلحة غير تقليدية، ونحتاج أن نُضحي في سبيل الوطن بكل شيء لنحافظ عليه".

#ابنة_الديكتاتور

#فنجان_قهوة_وكتاب

#ابنة_الديكتاتور_في_فنجان_قهوة

"ابنة الديكتاتور... الماضي المشوّه لن يترك قلوب ضحايا الحاضر"

في إطار المجتمع والأشخاص والزمان نتبادل خبراتنا، ونعيش الحياة بظروف مختلفة، لكلٍ منا تأثيره في دائرته، وربما يتسع مدى تأثيرها ليشمل كثيرين، البعض يأمل أن يكون مؤثرًا، والبعض تجبره الظروف على أن يكون مؤثرًا، وشتان بين عواقب هذين في زمان لا ينسى الماضي مهما بعد.

أعتقد أن هناك ركنان أساسيان يؤثران في ظروف المجتمع: الحالة السياسية، والحالة الاقتصادية. وفي هذا النص الروائي نتعرض لشخصيات منها من انجرف مع التيارات، ومنها من يحرّكها سؤاء سرًا أو علانيةً، وعلى الأغلب عدد الضحايا يفوق بكثير عدد الناجين.

"فيروز" الطبية الطامحة في مستشفيات حالتها موتّرة عصيبة تسعى إلى حياة جديدة، في بلد آخر، تحقق فيها شهادة علمية أعلى، وربما تهرب من مناخ سيء عانت منه سنوات طوال، لكن يطرق الماضي بابها محملًا بأسرار صادمة!

شعرت في بداية النص أني أقرأ رواية اجتماعية مستهلكة، بتناول سطحي لأمور الزواج والارتباط والعمل، مع حوار ضعيف اللغة وغير مناسب يمكن اختصاره كثيرًا، إلى أن تعرفت على "فيروز" و"حسام" وغيرهم ممن قادوني لبوابة جديدة في النص هي روح النص الحقيقية وسر اختلافه.

نقابل في الجزء الأهم والأطول من الرواية "سناء بكاش"، شخصية ثرية كُتبت باحترافية شديدة، ما بين مشاعر وطنية تؤمن بها، وشرور تتسبب بها مجبرةً أو باختيارها وتخطيطها. لا أذكر أني قرأت في نص روائي مسبق تناولًا لهذه الحياة بهذا البناء المتّسق القوي؛ فصراع الفن، والسياسة، والصحافة، تحت ظلال السُلطة هو أمر شائك للغاية، ويحتاج لبحث ورؤى متعددة وجهات النظر، وقد تم ذلك بطريقة مناسبة ورائعة، في بناء روائي شيّق، وليس مجرد سرد لمعلومات تاريخية بلغة جافة، إلى جانب أن الشخصيات التاريخية المذكورة أمثال: مصطفى أمين، والعقاد، لم تكن في الخلفية، بل تم نسجها مع خيوط الأحداث بشكل احترافي شديد، فتولد لديّ فضول للبحث وراء حقيقة شخصية "ابن الدكتاتور" دون أن يفقد النص الروائي قيمته ومتعته ولغته الروائية المناسبة، أعجبني حوار "سناء" مع "العقاد"، مشهد مفصل لي في الرواية، وشبكات الشخصيات المعقدة مع "سناء" تثير التساؤل والخوف؛ فأحيانًا تدفع النساء للبغاء من اجل معلومات في خدمة الوطن، وأحيانًا تلجأ لنفس الحيل من أجل مصالح شخصية، فهي طاقة دفينة ومتناقضة من ادّعاء الوطنية، وكيد الرغبات.

الخط الزمني في الرواية منقسم لثلاثة خطوط: الحاضر ويشمل شخصية "فيروز"، الماضي وشخصية "سناء بكاش" مع شبكة علاقاتها، "سناء مع خادمتها "حسن"، والخط الثالث لم يكن موفقًا في ظهوره ونسجه في البناء السردي؛ فالجزء الثاني من الرواية ينقسم إلى محطات تبدأ بذكر تاريخ شهري وسنوي للحدث المقبل، يبدأ بسرد قليل للخط الثالث، ثم يستكمل بتناول خط "سناء" في الماضي مع علاقاتها، وهو أمر مشتت للغاية؛ فمن الأفضل ذكر التاريخ المرتبط بالأحداث الهامة وليس تاريخ كتابة المذكرات، لكن بمرور الصفحات قلّ هذا التشتت مع معرفة طبيعة النص.

الحوار في الرواية يمكن اختصاره كثيرًا، شعرت أن كثيرًا منه يمكن أن يتحوّل إلى سرد، يضيف للبناء الروائي ولا ينقص منه، أما حوار الجزء الثاني كان في أغلبه موفقًا ومناسبًا لطبيعة الشخصيات المحيطة.

الروايات التاريخية من الأمور التي يختلف عليها كثيرون، ما بين من يرفضون مزج الطرفين فإما تاريخ وإما رواية، ومن يرجّحون فكرة وجود التاريخ في خلفية تطل من نافذة على أحداث مجتمعية تمسّ كل قارئ، ومنهم من لا يمانعون وجود "فانتازيا" تاريخية بتغيير الأحداث التاريخية كيفما يشاء لعرض رؤية وحالة فنية جديدة، أما عن هذا النص الروائي فأنا أراه نموذجًا رائعًا للرواية التاريخية؛ فالأبحاث المبذولة وفيرة ولم تتم من أجل استعراض ثقافة معلومات؛ بل تم نسجها في بناء الرواية جيدًا، فكنت قارئًا لديه فضول مزدوج تجاه أحداث الرواية المقبلة وتقلّبات الشخصيات، وتجاه ما تم من أبحاث للحصول على معلومات دفنها التاريخ عمدًا أو عفويةً، فهذا نص روائي له تجربة مهمة وممتعة، صحيح احتاج عناية أكبر ببعض التفاصيل، لكن يظل نصًا مهمًا في عالم الأدب قبل عالم التاريخ.

رواية "ابنة الديكتاتور" للكاتب مصطفى عبيد تقدم حبكة معقدة تتمحور حول شخصية فيروز الصاوي، الطبيبة الشابة التي تسعى لتحقيق طموحها بالسفر إلى لندن للدراسات العليا، لكنها تجد نفسها عالقة في واقع مليء بالتحديات الشخصية والاجتماعية.

الرواية تأخذ بُعدًا نفسيًا واجتماعيًا عميقًا من خلال فيروز، التي تعاني من التهميش في بيئة ذكورية، حيث نجد أن أحد أهم الموضوعات التي تعالجها الرواية هو الصراع مع المجتمع الذكوري والقيود التي يفرضها على النساء. هذه الفكرة تظهر بوضوح من خلال تجربتها في الوحدة الصحية بالمنصورة، حيث تواجه التحيز والتمييز، في صورة مصغرة تعكس واقعًا أوسع.

لكن الرواية لا تقف عند حد السرد الاجتماعي، بل تتجاوز إلى التاريخ الشخصي للعائلة من خلال اكتشاف فيروز لسر دفين يتعلق بجذورها. يتمحور هذا السر حول شخصية "سناء"، التي تصبح مفتاحًا لفهم الماضي الغامض. الرواية تتحول حينها من قصة شخصية إلى نوع من السيرة الذاتية التاريخية عندما تنكشف مذكرات "سناء بكاش"، مما يضفي على القصة بعدًا تاريخيًا مشوقًا.

التحول من السرد الحالي إلى المذكرات يعطي العمل عمقًا إضافيًا، حيث يبرز فن كتابة السيرة الذاتية بطريقة احترافية، وينقل القارئ إلى مستويات متعددة من الزمن والحقيقة. هذا التلاعب بالأزمنة يساهم في توسيع النطاق النفسي للشخصيات، ويمنح القارئ فرصة للتأمل في كيفية تأثير الماضي على الحاضر.

ما يجعل الرواية مميزة هو مزجها بين السرد الواقعي والشخصي وبين التأملات التاريخية، مما يسمح للقراء بالانغماس في رحلة بحث عن الحقيقة، سواء كانت شخصية أو تاريخية.

الغلاف:

غلاف رواية "ابنة الديكتاتور" يحمل دلالات عميقة تتناسب مع موضوع الرواية، فالعنوان وحده يشير إلى ثقل الماضي وتأثيره على الحاضر. قد يصور الغلاف شخصية فيروز، الطبيبة الشابة، أو ربما يكون هناك إشارة بصرية إلى شخصية "سناء" التي تلعب دورًا محوريًا في القصة. غالبًا ما يعكس الغلاف الشعور بالتورط في عالم العائلة، الأسرار، والهويات المخفية. وجود تلميحات للسلطة أو الديكتاتورية قد يظهر من خلال التصميم، مما يضيف شعورًا بالغموض والتوتر.

الأسلوب:

أسلوب الكاتب مصطفى عبيد يتسم بالتوازن بين السرد البسيط والتفاصيل العميقة. يعتمد الكاتب على أسلوب السرد المتدرج، حيث يتم الكشف عن الأسرار ببطء وبشكل مدروس، مما يساهم في بناء التوتر والإثارة. عبيد يحرص على استخدام سرد متماسك بحيث ينتقل بين الأزمنة بسهولة، مما يجعل التنقل بين حياة فيروز والماضي المتعلق بسناء سلسًا ومترابطًا.

كما يتجلى في الرواية أسلوبه الوصفي عند تقديم الأماكن والأشخاص، حيث يخلق صورًا ذهنية دقيقة تُثري الخيال. الأسلوب السردي يتسم أيضًا بالتأمل في العلاقات الإنسانية والظواهر الاجتماعية، خاصة فيما يتعلق بمكانة المرأة وصراعها مع السلطة الذكورية، مما يضفي على العمل عمقًا فكريًا ونفسيًا.

اللغة:

اللغة في "ابنة الديكتاتور" تعد واحدة من نقاط قوة الرواية. فهي مزيج بين اللغة الأدبية العالية وبين البساطة والوضوح، مما يجعلها في متناول القراء من مختلف الخلفيات. استخدم لغة مليئة بالعاطفة والشجن عند التطرق للماضي أو للمشاعر المكبوتة، بينما كانت أكثر مباشرة وواقعية عند تناول يوميات فيروز ومعاناتها في المجتمع الذكوري.

الكاتب أيضًا يوظف لغة شعرية في بعض المواضع، مستلهمًا من تأثير الجد على شخصية فيروز وحبها للأدب والشعر. هذا التوازن بين العاطفة والواقعية في اللغة يعكس ببراعة حالة التوتر الداخلي التي تعيشها فيروز طوال الرواية.

#ابنة_الديكتاتور

#فنجان_قهوة_وكتاب

#ابنة_الديكتاتور_في_فنجان_وكتاب

رواية: ابنة الديكتاتور

تأليف: مصطفى عبيد

الدار المصرية اللبنانية

تقييم: ⭐️⭐️⭐️⭐️

"لكل فعل منحط مبررات عظيمة"

إلى أي حد قد يذهب الإنسان لخدمة الوطن وحماية النظام من المؤامرات؟ تنظيمات سرية بداخل مؤسسات أمنية تحارب تنظيمات بداخل نفس المؤسسة، فتاة تقتفي أثر جدتها لتكشف عن خبايا وأسرار شائكة اختفت لعقود وسيدة غلبت كل الكبار ورجال السياسة ليهزمها الزمن وتستسلم للمرض.. كل هذا وأكثر في رواية مصطفى عبيد الجديدة الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية:

سمعت الكثير من المدح عن الرواية ثم صُدمت بالبداية غير المبشرة مع الدكتورة فيروز والكثير من الملل لكن عندما بدأت حكاية سناء بكاش لم نستطع مقاومة الانتهاء منها.

حكاية سناء بكاش وألاعيب المؤسسات الأمنية والتنظيمات السرية داخل الدولة، الممارسات غير الأخلاقية تحت مسمى مصلحة الوطن، تسجيل وتصوير وتلفيق تهم.. كل ما تتخيله قد حدث بالفعل وقد ظن فاعلوه أنهم "صمام أمان هذا الشعب" ونصبوا أنفسهم أبطالًا يحمون الوطن. قد تكون سناء بكاش بطلة وطنية حقًا لكن لها أخطاء كسائر البشر وقد وقعت هي الأخرى ضحية لهذه المؤسسات منذ الصغر وحتى أخر أيامها. سيستمتع القارئ بمحاولة تخمين الأسماء الحقيقية للشخصيات بينما يتابع مذكرات السيدة بكاش الشيقة، بعضها مباشر وسهل والبعض مبهم بشدة.

عنوان "ابنة الديكتاتور" له معنى صريح في الرواية ولكن له معنى آخر يستشفه القارئ في نهاية اعترافات سناء بكاش. ونجح الكاتب في توظيف شخصيات عامة في أحداث الرواية لا أدري ما الحقيقي منها وما العنصر الدرامي المضاف للرواية.. بل إن الكاتب نجح في دمج شخصيته داخل الأحداث! ويعجبني كيف أنه داعب ذاته والقراء في أكثر من موضع كوصفه لنفسه بأنه "مغرور يبحث عن الشهرة" على لسان البطلة.

أحداث الرواية تتسارع لتقفز بين الأعوام ثم تتوقف عند اللحظات المهمة في حياة سناء بكاش، تمامًا كأنك تشاهد فيلمًا وثائقيًا، بينما تدور حكاية أخرى في الحاضر وحكاية ثالثة سبقت وفاة سناء بأشهر قليلة. قد يرى البعض أن النهاية جاءت أسرع من اللازم.

بالنسبة للحوار، بالعامية، وبالتأكيد للكاتب أسبابه لكنه لم يرق لي وكان بالإمكان أن يكون على نفس مستوى السرد القوي وتم مزج القليل من الفصحى مع العامية في الحوار. كما لاحظت عدم التناسق في الكتابة العامية؛ مثال: أنت، أنتِ وإنتي تم استخدامهم جميعًا في الحوار على مدار الرواية مع عدم الالتزام بصيغة واحدة. والحق يقال، أحيانًا كانت العامية أنسب للتعبير في جمل حوارية كثيرة فربما وقع عليها الاختيار لذلك السبب.

الشخصيات: شخصية سناء بكاش، الفتاة الجميلة على الغلاف، ويالها من شخصية! الدهاء والذكاء والمكر في هيئة سيدة، تدرك جيدًا ما تفعله وتختار من تعمل معه ولا تترك عقبة في طريقها. شخصية فيروز الحفيدة، لم تكن شخصية متماسكة كسناء وكانت تعليقاتها مزعجة ودائمًا تذكر القارئ أنها ذكية ورائعة وتستحق الأفضل بدون أي سبب. شخصية حمد الجد، سأكتفي بقول أنه مفاجأة حقيقية لي. باقي الشخصيات في الوقت الحاضر لم تضف الكثير للرواية وسرعان ما تم نسيانها، لكن بعض الشخصيات من المذكرات لفتت انتباهي مثل مليحة والباشا.

يتخلل السرد في البداية والنهاية أبيات للمتنبي وضعت بحرص وعناية تعبر عن مواقف وتصف الحدث لكن في نفس الوقت تم اقحام أغاني للمطربة فيروز لم أفهم صلتها بالأحداث وربما تم إضافتها لإعطاء المزيد من التفاصيل عن فيروز الحفيدة.

#مراجعات_بوصلة

عمل جريء يتناول الحكاية من زاوية شخصية لفتاة تجد نفسها محاصرة في عالم مليء بالأسرار والعنف التاريخي المرتبط بجدتها الرواية ليست مجرد سرد لحياة عائلة قوية بل هي استكشاف للنفس البشرية في ظل الصراع مع الماضي، ومحاولة للفهم والنجاة في بيئة قمعية.

سرد الأحداث:

تبدأ الرواية من حياة بطلتها، فيروز الصاوي، الطبيبة التي تبدو حياتها مستقرة على السطح لكنها تمتلئ بالتوترات النفسية والمشاعر المتناقضة. مصطفى عبيد يستخدم السرد المتدرج ليكشف عن الأحداث بطريقة ذكية، فكل فصل يحمل معه جزءًا من اللغز. الرواية تستفيد من البناء المشوق، حيث يتم توجيه القارئ عبر ممرات مظلمة من الأسرار والمفاجآت حتى يكتشف الحقيقة في النهاية.

السرد ينقسم إلى مستويين: مستوى الأحداث الحالية حيث تحاول "فيروز" اكتشاف ماضي عائلتها، ومستوى ذكرياتها عن جدتها، من خلال محاولات فهم شخصيتها وتأثيرها على حياتها. هذه الحركة المزدوجة بين الماضي والحاضر تجعل السرد ديناميكيًا ويثير الفضول باستمرار.

اللغة والأسلوب:

اللغة التي يستخدمها مصطفى عبيد في الرواية هي مزيج متوازن بين البساطة والعمق، حيث تتيح للقارئ التفاعل مع الأحداث دون أن يشعر بالتعقيد. الأوصاف واضحة، مع نغمات عاطفية قوية تجذب القارئ إلى عالم البطلة وتجعله يشعر بما تمر به من خوف وقلق.

أسلوب الكاتب في الكتابة يعتمد بشكل كبير على الحوار الداخلي والتحليل النفسي للشخصيات، خاصة في فصول البطلة. هذا الأسلوب يمنح الرواية عمقًا نفسيًا، إذ يتيح للقارئ فهم الصراع الداخلي لشخصيات الرواية، خاصة "فيروز"، التي تعاني من إرث جدتها الثقيل.

نقاط القوة:

الشخصيات المعقدة: أحد أعظم نجاحات الرواية هو رسم الشخصيات. الشخصية الرئيسية "سناء" تُعرض لنا بكل تعقيداتها النفسية والتاريخية، التحولات في شخصيتها تجعلها شخصية مثيرة للاهتمام، حيث تحاول موازنة حياتها الطبيعية مع صراعها الداخلي.

نقد اجتماعي وسياسي: الرواية لا تقتصر على السرد الشخصي بل تتجاوز ذلك إلى تقديم نقد اجتماعي وسياسي. من خلال قصتها، يتم تسليط الضوء على تأثير الاستبداد والديكتاتورية على الأفراد والمجتمع بشكل عام، خاصة فيما يتعلق بالقيم الأخلاقية والشخصية.

الإيقاع المتصاعد: الحبكة مشدودة بإحكام، فكلما تقدمت في القراءة تجد نفسك أمام لغز جديد أو كشف غير متوقع. هذا الإيقاع يجعل الرواية مشوقة، وتظل تساؤلات القارئ معلقة حتى النهاية.

الغلاف والمحتوى:

الغلاف هو بوابة مهمة للقارئ، حيث يوحي بالغموض والتوتر الذي يعيشه بطلة الرواية تصميمه يعكس حالة "سناء" المتأرجحة بين الماضي والحاضر.

أما المحتوى، فهو عميق ومشحون بالقضايا الإنسانية. من الصراع النفسي إلى التحديات الاجتماعية، يتناول الكاتب موضوعات مثل البحث عن الذات، مواجهة الماضي، وتأثير السلطة. الحوارات تعكس مزيجًا من الحيرة والخوف، مما يجعل النص ينبض بالحياة، هذا عمل أدبي مليء بالأفكار المعقدة، التي تعالج قضايا السلطة، والهوية، والصراع النفسي. بأسلوبه المتين وسرده المتشابك، يقدم مصطفى عبيد رواية تستحق القراءة، ليس فقط لقصتها المثيرة، ولكن أيضًا لاستكشافاتها العميقة في عوالم النفس البشرية والسلطة. رواية تجبرك على التفكير والتأمل في الإرث الذي نحمله من عائلاتنا والمجتمعات التي نعيش فيها.

#ابنة_الديكتاتور

#فنجان_قهوة_وكتاب

#ابنة_الديكتاتور_في_فنجان_قهوة_وكتاب

-دعونا نكتشف بعض الحقائق السياسية التي طُمست عن عمد في مِصر في منتصف القرن العشرين تحديداً بعد انتهاء حكم محمد علي وتولي محمد نجيب الحُكم مروراً بجمال عبد الناصر؛ الفترة التي لم تنتهي التساؤلات حولها.

-تبدأ الرواية مع الطبيبة الشابة "فيروز " التي تعيش مع جدها "حمد" مُنذ الصغر الذي عوضها عن فقدان امها وبُعد ابيها ، فيروز تؤدي تكليفها في احد المستشفيات في المنصورة ولكنها كانت تسعي بكل جُهد لتنال الموافقة علي البعثة العلمية في لندن ؛ لنري اكثر عن طبيعة فيروز بجدها وعلاقتها بمن حولها وشخصيتها وكيف تُحب الادب والشعر

وقراءة الروايات.

-ويقع في يدها مذكرات تخص جدتها التي من المُفترض تُدعي "ثريا" ولكننا نكتشف انها "سناء بكاش" التي في الاصل "سناء سعيد" ..!!!!

-كانت سناء بكاش مُكلفة ان لكل شخصية شعبية في الفترة دي اياً كانت سياسية او ادبية كانت مؤيدة او مُعارضة للنظام يكون لها ملف كامل بكل التفاصيل.

-فمن هؤلاء الشخصيات ؟ وكيف كانت تحصل علي تلك التفاصيل ؟؟

-تناول الكاتب عدة نقاط هامة تمثلت في شخصيات الرواية فمثلا فيروز كانت تُعاني من المجتمع الذكوري وانها مُهمشة وهذه نقطة هامة جداً تناولها الكاتب بطريقة ممتازة ..

-الديكتاتورية التي عاشت في ظلها "سناء" وجيلها ايضاً الابعاد النفسية المُعقدة لها وكيف كانت تُبرر ماتفعله ومُقتنعة انها تخدم الوطن لتُحارب من يُفسدوه..!

-وضح الكاتب ان السُلطة ماهي إلا سلاح ذو حدين ؛ الكثير من التفاصيل التاريخة المهمة والدقيقة في تلك الفترة .

-ايضاً ذكر الكاتب اسماء سياسية وادبية وشعراء مثل إسماعيل صدقي ومصطفي النحاس ومصطفي امين ومحمود النقراشي والعقاد وإبراهيم ناجي وخليل مطران محمود تيمور وغيرهم …

-بالنسبة للحبكة كانت قوية ومُتماسكة جداً وبناء الشخصيات كان قوي واسلوب الكاتب كان ممتاز ،ايضاً اللغة سلسة السرد كان بالفصحي والحوار بالعامية .

——————————

-التنقل بين الزمنين كان سريع نوعاً ما .

-نهاية مذكرات سناء كانت ناقصة بعض التفاصيل المهمة لتكتمل الصورة في ذهن القارئ.

-هل اهل سناء بحثوا عنها بالقدر الكافي!!! ايضاً سناء بحثت عنهم متأخر جداً لماذا ؟؟

———————————

-النهاية كانت مناسبة جداً ومترابطة وفيها اجابات علي اسئلة كثيرة .

اقتباسات🖊️🖊️

❞ تعلمت أن أخضع كل فعل وقول لمعيار أخلاقي صارم فأسمي الخداع خداعا والكذب كذبا مهما ارتدت النوايا ثياب التدين. ❝

❞ إن أكثر من أساءوا إلى الإسلام هُم مَن يُسمون أنفسهم إسلاميين". ❝

❞ أن الحياة منقوصة الرفاهية، والمُزدحمة بالضجيج والهموم إلى جوار مَن تحب يُمكن قبولها واستيعابها. ❝

❞ "إن الحب الحقيقي يقيم جدارا من الرفض لأي حب جديد مهما كانت المغريات". ❝

❞ وأنه لا معنى لعطاء دون مقابل، لذا فليس من حق طرف الفوز بعطايا أكبر، أو إرغام الآخر على الخضوع له. ❝

❞ إن الديمقراطية لا تصلح على هذه الأرض، والناس تريد من يقودها إلى حيث الصلاح جبرا ❝

❞ "كل الناس تحمل رذائل وتدعي الفضيلة، وهذا هو أسوأ ما في بلادنا أننا نعتبر أنفسنا أطهارا وننظر بمثالية أخلاقية لكل شيء. ❝

❞ شغف البحث عن المخبوء يجرجر الناس بيسر مهما كان وقتهم مشغولا. ❝

❞ أن أقسى ما بُليت به بلاد العرب هي الديكتاتورية، فهي تُجهض كل مشروع طموح لصناعة المجد، ولولاها لسبقنا أوروبا في المدنية والتقدم. ❝

🌼ابنة الديكتاتور

🌼مصطفي عبيد

🌼396 صفحة

🌼عمل سياسي اجتماعي يقدم نصاً سردياً مركباً يعتمد على تعدد الأصوات والزمن، مما يعمق من تعقيد الشخصيات وتداخل الأحداث. تدور القصة حول الطبيبة الشابة فيروز التي تواجه ماضيها العائلي المعقد من خلال مذكرات جدتها "سناء بكاش" ورسالة تركها جدها لها قبيل وفاته. هذه الأصوات السردية المتنوعة لا تُستخدم فقط لتعكس اختلاف الشخصيات، بل تعزز كذلك من الصدقية العاطفية والحميمية التي يشعر بها القارئ.

🌼الانتقال بين ثلاث أصوات مختلفة، فيروز، الجدة، والجد، يخلق توازناً بين الحاضر والماضي، ما يسمح للكاتب باستكشاف قضايا أعمق تتعلق بالهوية، الذكريات المكبوتة، والبحث عن الذات. هذا التباين الزمني يدفع القارئ إلى إعادة التفكير في ما إذا كانت الشخصيات تتغير بالفعل أم أنها محاصرة في ماضيها بطرق مختلفة.

شخصية "سناء بكاش" تُعد محوراً نفسياً مهماً في الرواية، إذ تُبرز اضطراباً داخلياً يعبر عنه الكاتب بعمق من خلال استخدام ضمير المتكلم، ما يعكس تبريراتها الذاتية وحيلها النفسية للتعامل مع أخطائها. هذا التبرير لم يكن ليصل إلى القارئ بنفس القوة لو تم السرد من خلال راوٍ عليم، مما يؤكد اختيار الكاتب الصائب لهذا الأسلوب.

🌼الرواية أيضًا تتناول قضايا اجتماعية وسياسية معاصرة، مثل السلطة، والتمرد على التقاليد، وقمع المرأة، وهي مواضيع تزداد أهمية مع كشف فيروز لسر العائلة الذي كان مدفوناً لسنوات. هذه القضايا تنعكس على تطور الشخصيات، خصوصاً فيروز، التي تجد نفسها مضطرة إلى مواجهة ماضي العائلة والوقوف على حقيقة ما حدث لعائلتها.

على المستوى النفسي، الرواية تسلط الضوء على كيف أن الصدمات الأسرية والخسارات الكبرى تترك آثاراً عميقة على الشخصيات، وتتحول هذه الصدمات إلى جزء من تكوينهم النفسي والشخصي. شخصية فيروز، رغم كونها طبيبة، تجد نفسها حائرة بين مهنة تقوم على إنقاذ الآخرين وحياة شخصية مليئة بالأسرار والخيانات.

🌼مميزات الرواية:

تعدد الأصوات: أتاح الكاتب للشخصيات الرئيسية القدرة على السرد، ما أضاف ثراءً إلى تطور الأحداث وعمقاً إلى التحليل النفسي.

🌼تحليل نفسي دقيق: تجسد الرواية تفاعلات الشخصية المضطربة مع ماضيها، والتبريرات النفسية التي تقدمها سناء بكاش تُعد نموذجاً للعلاقات المتشابكة بين الجيلين.

🌼 الحميمية والصدق العاطفي: من خلال مذكرات الجدة ورسالة الجد، يتم تقديم حقائق الماضي بصدق وشفافية، ما يجعل القارئ قادراً على التفاعل مع الشخصيات على مستوى عاطفي عميق.

🌼العيوب المحتملة: بعض القراء قد يشعرون بأن التركيز على الأصوات المتعددة قد يبطئ وتيرة الأحداث في بعض الأجزاء، مما قد يقلل من التشويق لصالح التحليل النفسي المطول.

🌼بوجه عام، "ابنة الديكتاتور" تقدم رؤية غنية للعلاقات العائلية الملتبسة والسيكولوجية المضطربة، مما يجعلها نصاً معقداً يستحق القراءة المتأنية والتحليل الدقيق.

#ابنة_الديكتاتور

#فنجان_قهوة_وكتاب

#ابنة_الديكتاتور_في_فنجان_قهوة_وكتاب

رواية : ابنة الديكتاتور

المؤلف: مصطفي عبيد

الدار المصرية اللبنانية

سؤال ظل يطرق بالي لمدة 5 ايام لماذا طُمست من التاريخ؟! سنية قراعة كانت كاتبة معروفة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وكتبت العديد من الأعمال المؤثرة مثل روايتها الشهيرة "نفرتيتي". لكن رغم إسهاماتها الكبيرة في الأدب، نجد أن اسمها تم تهميشه عبر العقود. البعض يربط هذا الطمس بالتغيرات السياسية والثقافية التي شهدتها مصر بعد ثورة يوليو 1952 وما تلاها، حيث تم تفضيل شخصيات أخرى تتماشى مع النظام على حساب أصوات ناقدة أو مختلفة مثل قراعة

تأتي رواية "ابنة الديكتاتور" كإسقاط على هذا التهميش، متسائلة عن القيم الوطنية والوسائل القذرة المستخدمة لحماية المصالح السياسية. فهل كانت سنية قراعة ضحية نظام حاول التحكم بالأدب والمثقفين؟ وهل طمست قصتها بسبب أفكارها الجريئة التي تتحدى الأجندات السياسية؟

في رواية تعيد تشكيل الواقع، يمتزج الخيال مع أحداث تبدو مألوفة، في عالم تختفي فيه الحدود بين الحقيقة والوهم. الشخصيات تتراوح بين أسماء معروفة وأخرى تخفى تحت أسماء مستعارة، بينما التاريخ يعاد تقديمه في إطار جديد حيث السياسة تلعب دورًا خفيًا وغير مرئي. هنا، تتلون القوانين بالأخلاق المشوهة، حيث كل شيء مسموح طالما أنه يخدم أجندة معينة.

القصة تدور حول شبكات نسائية تمتد خيوطها في الظل، ويمضي الكاتب في سرد يتطلب منك المتابعة بشغف لاكتشاف أسرارها. صفحات الرواية تحمل في طياتها ألغازًا متتالية، تُحكم عقدها حتى النهاية، حيث ينكشف الستار أخيرًا في الفصل الأخير بطريقة طبيعية، لتتضح العديد من التفاصيل الغامضة.

شخصية "سناء باكش"، تلك المرأة التي سعت وراء المال والنفوذ، تقود الحكاية. ولكن السؤال المحوري يكمن في كيف يمكن لحفيدتها أن تتصالح مع هذا الإرث الملوث، وتشارك مذكرات جدتها مع العالم، بعد أن كانت مترددة في البداية؟

تأتي الرواية لتسلط الضوء على جوانب غامضة في تاريخ نساء لعبن أدوارًا خفية في السياسة، حيث كانت "سناء باكش" مجرد أداة في يد الآخرين، تعمل في الخفاء لتحقيق أهداف تتعلق بالسيطرة والخداع.

منتظرة النقاش اليوم بفارغ الصبر تساؤلات كثيرة عن سنية او سناء من له مصلحة في طمسها؟ ولماذا لم يأتي صوت من قبل اظهرها مرة اخري للنور!

#ابنة_الديكتاتور

#فنجان_قهوة_وكتاب

#مسابقات_فنجان_قهوة_وكتاب

#ابنة_الديكتاتور_في_فنجان_قهوة

تحكي الرواية عن فيروز الطبيبة الشابة التي تطمح للسفر إلى أوروبا تعيش في كنف جدها العجوز المصاب بالزهايمر وعن طريق الصدفة تكتشف أن جدتها سناء وليست ثريا عن طريق مذكرات تحصل عليها من مرافقة الجدة وهنا تبدأ مرحلة جديدة أكثر تشويقاً في الرواية كتبتها سناء بكاش في مذكراتها

تحكي قصة حياتها من طفولتها الفقيرة وتمردها على الواقع والعمل مع أجهزة أمنية تنفذ مايطلب منها مستخدمة أساليب دنيئة فعندها كله في سبيل الوطن مباح

وهنا جاء سرد لأحداث تاريخية هامة في ذلك الزمن على لسان سناء نفسها وكشف المستور والفساد المستشري بالسلطة

طبعاً العمل مليئ بالإسقاطات الهامة

كما أنه جمع بين الكثير من التضاد في المشاعر بين الحب والكراهية، الفقر، والثراء. الضعف والقوة الحنان والجبروت

-جاء السرد باللغة الفصحى والحوار بالعامية أضفى على العمل روحاً

النهاية كانت مرضية بالنسبة لي فكل دناءة وتسلط لابد له من نهاية وكل طموح مشرّف لابد له من الوصول، فالغاية لاتبرر الوسيلة أبداً

-لاننسى الغلاف جاء معبر ولافت ومن صميم الرواية

اقتباسات:

❞ الكتابة هي الحل.. أن نهرب إلى الماضي، بانتصاراته وأوجاعه، ونُملي أذهاننا برؤية وجوه أحببناها وكرهناها، لكنها غابت وتلاشت فاستشعرنا الوحشة ولمسنا حركة الزمن. الحياة كئيبة بدون أعداء، ولا طعم لمجد يتحقق دون معارك قاسية. ❝

❞ أقسى ما بُليت به بلاد العرب هي الديكتاتورية، فهي تُجهض كل مشروع طموح لصناعة المجد، ولولاها لسبقنا أوروبا في المدنية والتقدم. ❝

إبنه الديكتاتور

-في البداية من اسم الروايه توقعت انها شخصيه استنجتها من الغلاف لكن مع بدايه القراءه اكتشفت شئ اخر لتكون المفاجأه في النهايه ان الاسم ينطبق تماما علي الشخصيه بطريقه اخري.

-روايه شيقه في فتره زمنيه بها تحولات سياسيه و اجتماعيه و تفاصيل و احداث مثيره ابرزها فتره انتقال السلطه من الملك فاروق للرئيس محمد نجيب

-اجمل ما فيها ربط الشخصيات و الاحداث بطريقه متسلسله بسرد مشوق جدا

-عجبني رسم شخصيه سناء و تطويرها في ظل الصراعات القائمه و ده جعلني اتعاطف معاها و اشوف الجوانب الإنسانيه التي تكشفت في النهايه

-النهايه جاءت واقعيه جدا مناسبه و مرضيه

تقييمي لها ٥ /٥

"عرفت،فهمت،جربت،قامرت،غامرت،خاطرت،قهرت،خدعت،غدرت،خُنت،و قسوت و لعبت بالحب و المشاعر كما لم تفعل انثي علي وجه الارض من اجل غايه واحده هي ان اصنع الاحداث و احرك القامات و العب بالكبار فتلك متعه المتع "

"ان تملك الاسرار في هذا الوطن فانت تملك كل شئ"

"الحياه كئيبه بدون اعداء و لا طعم لمجد يتحقق دون معارك قاسيه"

"اقسي ما بُليت به بلاد العرب هي الديكتاتوريه فهي تجهض كل مشروع طموح لصناعه المجد و لولاها لسبقنا اوروبا في المدنيه و التقدم"

ابنة الديكتاتور عنوان يجعلك تسرع لاقتناء الرواية و أسلوب الكاتب المخضرم مصطفى عبيد في الكتابة الاحترافية يجعلك تنهل الصفحات دون الشعور بالوقت، هناك  براعة في تناول الأحداث التي وقعت بالفعل وخلق أبواب خلفية نرى بها عالم لم نعشه من قبل لصراعات زمنية سابقة و ربطها بسنوات قريبة العهد بنا، و هنا رأيت الربط الخفي لنفهم الفرق بين الممارسات السياسية التي تدور بالأبواب الخلفية و غايتها و أسبابها و التطور الذي حدث بها سواء بالسلب أو الإيجاب،  كل هذا ستعرفه من خلال قراءتك للرواية  و ستحدده بنفسك من خلال نظرتك أنت للأحداث، و هذا ما ألاحظه في أعمال الكاتب فهو يفتح لك أفق لتناول الموضوعات التاريخية بشكل سهل يساعدك على تشكيل وعيك كما يتراءى لك كقارئ يُعمل عقله لا يوجه .

استمتعت بالرؤية الفلسفية و النفسية للشخصيات ، و الاستعانة بالأبيات الشعرية التي خلقت حالة من الراحة للعقل أثناء تفكيره بكل ما يدور بالرواية من أحداث قد تكون صادمة للبعض. 

* لن أتطرق لتفاصيل الرواية فأعلم أنها قُتلت بحثا بل أترك القارئ يغتنم محاسنها وحده  دون أن أفسد عليه متعة أكتشافها .

ابنة الديكتاتور .. ⭐️⭐️⭐️⭐️

رواية تلتبس فيها الحقيقة مع الخيال .. مشاهير يتم ذكر أسمائهم وآخرين يطلق عليهم أسماء مستعارة. أحداث تاريخية يعلمها الجميع تحتضن النسخة الأسوأ للعبة السياسة حيث كل شئ مباح وله صبغة قانونية وأخلاقية .

القصة الأشهر للتنظيمات النسائية طرحها الكاتب بصيغة يدفعك فضولك الدائم لإنهاء صفحات الرواية كي تحل لغزا بعد لغز ...الفصل الاخير أزال الكثير من الغموض وأنهى الرواية بطريقة طبيعية.

قصة سناء باكش كانت واضحة منذ البداية .. امرأة تبحث عن القوة والمال والنفوذ .. كيف لحفيدتها الفخر بها أخيرا ومشاركة المذكرات مع الجميع وتعليق صورتها بالرغم من تحفظها في البداية عندما خمنت أن جدتها قامت بأعمال لا أخلاقية!!

استمتعت بالرواية وبقى داخلي فضولا لا مهرب منه أن نعلم الحقيقة من الخيال ومن هي سناء باكش؟ مع تحفظي على الفخر بها كمدافعة عن الوطن فما قامت به له مسميات أخرى غير ذلك .

❞ كان الكل يلعب، ويتحرك، ويكذب، ويخدع، ويخون، ويزوّر، ويقتل أحيانا. ❝

رواية تتناول فترة حافلة بالأحداث والتّغييرات السّياسيّة والاجتماعيّة والأدبيّة في مصر في منتصف القرن العشرين، تتمحور الرّواية حول شخصيّة استثنائيّة كانت شاهدة على الكثير من الأحداث السّياسيّة والأدبيّة الخطيرة، تلك الشّخصيّة هي "ابنة الدّيكتاتور" الّتي يروي الكاتب قصّتها بأسلوب سرديّ شيّق ومرتّب، معتمدًا على وثائق ومذكّرات لم تكن متاحة للعامّة.

رواية رائعة استمتعت بقراءتها، وبأسلوب الكاتب "مصطفى عبيد" الّذي تميّز بالعمق والثّراء اللّغوي، والّتي استخدم فيها لغةً سرديّة دقيقة تتناسب مع حجم وطبيعة الأحداث الّتي تناولتها الرّواية.

من اول ما بدأتها مقدرتش اسيبها الا لما خلصتها و تخلل دة طبعا البحث عن شخصيات الرواية و محاولة ناجحة و إن كانت صعبة إلى حد ما لفك رموزها و معرفة من هى سناء بكاش الحقيقية! .. شكرا للكاتب مصطفى عبيد على الرواية و إن كنت على خلاف مع قناعات السيدة س.ق التى كانت ضحية لنظم حكم فاسدة اوهمتها أن حماية الوطن تكون بالتخلى عن كل المبادئ و القيم مع أن كرامة و شرف الوطن من كرامة و شرف أبنائه .

لم اقتنع كثيرا بهذه الرواية وخاصة فيما يتعلق بالشخصية الرئيسية سناء وكأنها جهاز مخابرات الدولة بل واكبر من ذلك وتعتمد عليها الدولة بما فيها رئيس الدولة في حل قضايا أمنية خطيرة وكذلك قصة أحمد والخضر. يعني شخصيات سطحية تفتقر للعمق ونهاية الرواية لم تعجبني للأسف.

للاسف قراءت الروايه بعد حوالي اسبوع من انتهاءي من قراءه روايه الأشجار تمشي في الاسكندريه لعلاء الاسواني ووجدت فرق رهيب بين الاثنين وفالاسواني استاذ رسم للشخصيات بالفعل وروايته أكثر من مشوقه بخلاف الحال هنا

لا يجـوز نشر صور النسـاء المتبـرجات مجرد ذنوب جاريـة اتقو الله ؛

ممتازة

من أجمل ما قرأت

اشتريتها ورقي