ابنة الديكتاتور : مستوحاه من أحداث حقيقية طمست عن عمد > مراجعات رواية ابنة الديكتاتور : مستوحاه من أحداث حقيقية طمست عن عمد > مراجعة علي هاني

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

رواية: ابنة الديكتاتور

تأليف: مصطفى عبيد

الدار المصرية اللبنانية

تقييم: ⭐️⭐️⭐️⭐️

"لكل فعل منحط مبررات عظيمة"

إلى أي حد قد يذهب الإنسان لخدمة الوطن وحماية النظام من المؤامرات؟ تنظيمات سرية بداخل مؤسسات أمنية تحارب تنظيمات بداخل نفس المؤسسة، فتاة تقتفي أثر جدتها لتكشف عن خبايا وأسرار شائكة اختفت لعقود وسيدة غلبت كل الكبار ورجال السياسة ليهزمها الزمن وتستسلم للمرض.. كل هذا وأكثر في رواية مصطفى عبيد الجديدة الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية:

سمعت الكثير من المدح عن الرواية ثم صُدمت بالبداية غير المبشرة مع الدكتورة فيروز والكثير من الملل لكن عندما بدأت حكاية سناء بكاش لم نستطع مقاومة الانتهاء منها.

حكاية سناء بكاش وألاعيب المؤسسات الأمنية والتنظيمات السرية داخل الدولة، الممارسات غير الأخلاقية تحت مسمى مصلحة الوطن، تسجيل وتصوير وتلفيق تهم.. كل ما تتخيله قد حدث بالفعل وقد ظن فاعلوه أنهم "صمام أمان هذا الشعب" ونصبوا أنفسهم أبطالًا يحمون الوطن. قد تكون سناء بكاش بطلة وطنية حقًا لكن لها أخطاء كسائر البشر وقد وقعت هي الأخرى ضحية لهذه المؤسسات منذ الصغر وحتى أخر أيامها. سيستمتع القارئ بمحاولة تخمين الأسماء الحقيقية للشخصيات بينما يتابع مذكرات السيدة بكاش الشيقة، بعضها مباشر وسهل والبعض مبهم بشدة.

عنوان "ابنة الديكتاتور" له معنى صريح في الرواية ولكن له معنى آخر يستشفه القارئ في نهاية اعترافات سناء بكاش. ونجح الكاتب في توظيف شخصيات عامة في أحداث الرواية لا أدري ما الحقيقي منها وما العنصر الدرامي المضاف للرواية.. بل إن الكاتب نجح في دمج شخصيته داخل الأحداث! ويعجبني كيف أنه داعب ذاته والقراء في أكثر من موضع كوصفه لنفسه بأنه "مغرور يبحث عن الشهرة" على لسان البطلة.

أحداث الرواية تتسارع لتقفز بين الأعوام ثم تتوقف عند اللحظات المهمة في حياة سناء بكاش، تمامًا كأنك تشاهد فيلمًا وثائقيًا، بينما تدور حكاية أخرى في الحاضر وحكاية ثالثة سبقت وفاة سناء بأشهر قليلة. قد يرى البعض أن النهاية جاءت أسرع من اللازم.

بالنسبة للحوار، بالعامية، وبالتأكيد للكاتب أسبابه لكنه لم يرق لي وكان بالإمكان أن يكون على نفس مستوى السرد القوي وتم مزج القليل من الفصحى مع العامية في الحوار. كما لاحظت عدم التناسق في الكتابة العامية؛ مثال: أنت، أنتِ وإنتي تم استخدامهم جميعًا في الحوار على مدار الرواية مع عدم الالتزام بصيغة واحدة. والحق يقال، أحيانًا كانت العامية أنسب للتعبير في جمل حوارية كثيرة فربما وقع عليها الاختيار لذلك السبب.

الشخصيات: شخصية سناء بكاش، الفتاة الجميلة على الغلاف، ويالها من شخصية! الدهاء والذكاء والمكر في هيئة سيدة، تدرك جيدًا ما تفعله وتختار من تعمل معه ولا تترك عقبة في طريقها. شخصية فيروز الحفيدة، لم تكن شخصية متماسكة كسناء وكانت تعليقاتها مزعجة ودائمًا تذكر القارئ أنها ذكية ورائعة وتستحق الأفضل بدون أي سبب. شخصية حمد الجد، سأكتفي بقول أنه مفاجأة حقيقية لي. باقي الشخصيات في الوقت الحاضر لم تضف الكثير للرواية وسرعان ما تم نسيانها، لكن بعض الشخصيات من المذكرات لفتت انتباهي مثل مليحة والباشا.

يتخلل السرد في البداية والنهاية أبيات للمتنبي وضعت بحرص وعناية تعبر عن مواقف وتصف الحدث لكن في نفس الوقت تم اقحام أغاني للمطربة فيروز لم أفهم صلتها بالأحداث وربما تم إضافتها لإعطاء المزيد من التفاصيل عن فيروز الحفيدة.

#مراجعات_بوصلة

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق