1️⃣ الموضوع : قراءة نقدية
2️⃣ العمل : رواية "إبنة الديكتاتور
3️⃣ التصنيف : تاريخي ـ اجتماعي ـ سياسي
4️⃣ الكاتب : مصطفى عبيد
5️⃣ الصفحات : 296
6️⃣ سنة النشر :2024 م
7️⃣ الناشر : الدار المصرية اللبنانية
8️⃣ التقييم : ⭐⭐⭐⭐
◾منذ مدة ليست باليسيرة ، لم أقرأ رواية إجتماعية بهذا الجمال ، وكأن كاتبها ينتشلني من غمار البحث عمّا يرضيني ، آخذاً بشغفي إلى حد بعيد في هذا النوع الأدبي شديد الجمالية ، قريب الكمالية.
◾والحق فإنني لم أستطع تخطي هذا العمل بسهولة ، بل إن في تصنيفه كعمل اجتماعي فقط إضعاف لحقيقته ؛ فقد دارت بنا الرواية في دوائر التاريخ تارةً ، والإثارة تارةً أخرى ، وفتحت باب الغموض على مصراعيه ، كما برزت فيها السياسة والسيرة الذاتية بقوة ، لقد استحضرت جميع مناحي الأدب ، عرضت المشهور واستخرجت المستور، شعرت معها بعَبَق الماضي ، وأحسست بقهر الأيام وقسوة الدهر ، ولمست فيها قوة العزيمة ، وشاهدت فيها سلطان الإرادة ، فتحت عيني على المجهول ، وأخذت بيدي إلى اللامعقول.
◾أحداث حقيقية طُمست عمداً ، فأخرجها "مصطفى عبيد" إلى الوجود ؛ بسرد متداخل فاق الوصف ، بأسلوب الراوي المتكلم تارة ، وبأسلوب قراءة المذكرات تارة أخرى ، وبالرجوع إلى المتكلم مراراً ، والسامع شراراً ، وهكذا دواليك.
◾بحبكة متقنة لا يعيبها إلا شدة الإحكام ، عرضت الحق والباطل ، والخير والشر ، والقوة والضعف ، والعزيمة والفتور ، والمجد والخفوت ، والصراخ والسكوت ، والحكمة والتهور ، والجمود والتطور ، والدين والدنيا ، لا تجد فيها مدخلاً لخلل ، ولا باباً لملل ، تبدأها فتراك انتهيت ، ومن معينها العذب الرقراق ارتويت.
◾شخصيات رُسمت بعناية ودقة متناهية ، طبعت صورتهم في ذهني ، فتخيلت أشكالهم في فهمي ، ورأيت أحوالهم ، وشاهدت لباسهم وأوضاعهم ، بل غاص الكاتب حتى في أعماق أعماقهم ، فعاش القارئ في القصة كمن عاين الأحداث.
◾القصة فريدة في عرضها ، وإن تكررت أحداث مثلها ، تبدأ مع "فيروز الصاوي" الحفيدة التي ترعرعت في كنف جدها السمح الوقور ، بعيداً عن أمها بسبب وفاتها المصاحبة لميلادها ، ووالدها لانشغاله في عمله وسفره ، تتفتح أمامها الأسرار التي أخفاها الزمن ، على هيئة مذكرات كتبتها جدتها لأمها "سناء بكاش" التي لم تعرفها إلا بلقب "تيتا ثريا"....
أسرار وأحداث وألغام تفجرها سناء بكاش منذ ميلادها وحتى وفاتها ، لا يستطيع القلم تلخيصها بأي حال ، يقف عندها الكلم والمقال ، حيث عادت بنا إلى شخوص مجدهم التاريخ ، وعظمتهم الأحداث ، فأحببناهم كما عرفناهم ، إلا أن سناء بكاش قلبت علينا الطاولة رأساً على عقب ، فتحت أبواب المجهول ، وكشفت عن السر المستور ، وضربت أروع الأمثلة في قدرة المرأة وإرادتها إذا شاءت ، وفي ضعفها واستكانتها إذا هُزمت.
◾كل ذلك تم بلغة متمكنة بليغة ، عبر قلم كاتب فريد ، ومخضرم عتيد ، عرف الكلمة ومعناها وطوع العبارة لمبتغاها ، فصاغها ببيان ما أحلاه ، وفصيح ما أبهاه ، أنزلها على الأوراق فبعثت في الروح جمالاً وإشراقاً ، ترتشف منها ، جمالاً سحرياً ، ونصاً أدبياً ، وعرضاً سخياً ، بسرد غير معقول المعنى ، فائق التدقيق والمبنى ، بحوار فائق الواقعية ، رغم عاميته وبساطته وسهولته ، إلا أنه طرق أبواب القلب واستقر في الجَنان.
◾رواية أطربت روحي ، وأسكنت جموحي ، وأسكتت لساني ، وأشبعت جناني ، وأوقفت قلمي إزاء حسنها بالصموت ، وأضفت على حالي الخفوت ، فأدهشت فكري ، وإوجبت له شكري.
◾ اقتباسات:_
ـ "إن أهم متطلبات الحياة هي المعرفة. مَن يملك المعلومات يملك كل شيء: الثروة والنفوذ والبشر ❝
ـ ❞ الكتابة هي الحل.. أن نهرب إلى الماضي، بانتصاراته وأوجاعه، ونُملي أذهاننا برؤية وجوه أحببناها وكرهناها .❝
ـ ❞ "كل الناس تحمل رذائل وتدعي الفضيلة، وهذا هو أسوأ ما في بلادنا أننا نعتبر أنفسنا أطهارا وننظر بمثالية أخلاقية لكل شيء. والإنسان في حقيقة الأمر مجبور على الخطيئة" ❝
❞أن أقسى ما بُليت به بلاد العرب هي الديكتاتورية، فهي تُجهض كل مشروع طموح لصناعة المجد، ولولاها لسبقنا أوروبا في المدنية والتقدم. ❝
ـ ❞ وما الموت سوى غمضة عين، وسحبة نفس، وتحرر وانطلاق، وخفة. ❝
#أبجد
#مصطفى_عبيد
#ابنة_الديكتاتور_في_فنجان_قهوة
#مراجعـــــات_محمــــــود_توغـــــــان