ابنة الديكتاتور | مصطفى عبيد
مستوحاة من أحداث حقيقية طُمست عن عمد.
دار النشر: الدار المصرية اللبنانية.
عدد الصفحات: ٢٩٦ صفحة.
التقييم: ٤ نجوم.
❞ - "ماكنتش عارفة إن الأمور هتبقى كده، حاسة إننا بنكدب على نفسنا. بنهين نفسنا، كرامتنا، كل حاجة. إحنا مبنشغتلش عشان الوطن ولا عشان أمنه ولا عشان أي حاجة من دي زي ما قالولك. إحنا بنشتغل عشان الفلوس". ❝
عَزيزي قارئ المُراجعة؛
هل لعائلتك سرٌ خفيّ؟
لا أعرف عنك، ولكنني بالتأكيد عرفت سر عائلة "فيروز" الطبيبة التي تحلم بإكمال دراستِها في إنجلترا.
إن كنت لا تريد أن "أحرق" الحكاية وأفسد عليك، فلا تُكمل قراءة المراجعة.
''سناء بكاش'' من تكون؟
هي جدة فيروز الحقيقية، وهي السر الذي أخفاه جدها عنها، والسبب؟
لأنّها عمِلت في فترة الأربعينيات، والخمسينات في الوسط السياسي بمصر كجاسوسة، وكانت تتخذ الكتابة كغطاءٍ لها.
بالنسبةِ لي، أجد الرواية تنقسم إلى جزئين، الجزء الأول متعلق بحكاية فيروز، وبحثها، واكتشافِها للمذكرات، والحقيقة، وما بعدها، والجزء الثاني بحياة "سناء بكاش''.
وقد أحببت، وتفاعلت، واندمجت مع الجزء الثاني أكثر من الأول. كما لو أنَّ السرد اختلف تمامًا، لا أعرف، ولكن الجزء الأول كان أقل بكثير في كل شيء.
ولأن العمل في أساسه يتحدث عن ''سناء بكاش''، ففي رأيي هي شخصية استغلالية لأبعد حد.
وقد شعرتُ بذلك منذ المرةِ الأولى التي خانت فيها، السيدة ''آن'' التي ساعدتها.
ما تلى ذلك طيلة حياتها، كانت باختياراتها الحرة تخون، لذا لم أراها ضحية على الإطلاق، ولم أرها قائدة كما تقول، ولا حتى وطنية.
أمّا عن الجد ''حمد'' أو ''أحمد'' في حكاية ''سناء''، أراهُ كالعديد من الرجال، يقول أنه موافق على شيء، شيء يعرفه، وحينما يحدث، يُصدم أنه لا يستطيع تقبُّله!
هو فقط ذكرٌ تقليديّ في مجتمع عربيّ، توقعت ذلك.
رُبما أكثر ما ضايقني، أن العمل لم يذكر أي شيء إطلاقًا عن ''نادية''، الابنة. رغم أنَّها جزءٌ محوري هام!
أحببت وجود قصاصات الأخبار، فبها دعمّت الحقيقة القصة، وواقعيّتها.
حينما نقرأ كُتبًا في التاريخ تحكي عن الماضي، وعن الساسة، والحكام، هل نرى فيها مساوئًا؟
بالنسبة لي، فالإجابة هي لا.
نحن لا نرى، ولا نعرف ما يدور في الخفاء، ولكن سناء بكاش تعرف، وتعرفُ الكثير أيضًا.
قد نختلف كثيرًا عما إذا كانت هذه الحكاية حقيقية بالفعل أم لا.. ولكننا على الأقل سنتفق أن هذا ليس مجرد خيال من الكاتب، وقد يكون ما يحدث في الظل أسوأ.
بالنسبةِ لي النهاية كانت مفاجأة حقًا!
حسنًا، لن أنكر لقد صدَّقت أن الجد يرى بعض المستقبل، وخاصةً أنني أصدق في هذا الجزء قليلًا.
لذا، حينما قرأت الجواب الذي تركه، فوجئت، ولكنَّه وضح الأمور.
أكثر ما أثار حنقي، هو كيف لـ ''سناء'' أن تصدق أكاذيبهم لأجل الوطن، أحاديثهم كانت واضحة، واستغلالية لها، فكيف لم ترَ كل ذلك وتغاضت وصدقت أنّها إنما تفعل ما تفعل لأجل الوطن!
جاء السرد سلسًا بلا تعقيدات، بلغةٍ جيدة إلى جوار حوار عامي، وعلى الرغم أنني لستُ من محبي العامية، إلا أنَّها لم تضايقني.
في النهاية أتساءل، هل كل شيء مُباح لأجل الوطن حقًا؟
"ابنة الديكتاتور" عمل جميل، أرشِّحه، ليس لشيء سوى أنه يعطيك نبذة عمَّا يمكن أن يحدث تحت غطاء كلمة "وطن".
#ترشيحات_سلحفاة_قراءة 🐢📚