ابنة الديكتاتور : مستوحاه من أحداث حقيقية طمست عن عمد > مراجعات رواية ابنة الديكتاتور : مستوحاه من أحداث حقيقية طمست عن عمد > مراجعة محمد طه

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

رواية "ابنة الديكتاتور" للكاتب مصطفى عبيد تقدم حبكة معقدة تتمحور حول شخصية فيروز الصاوي، الطبيبة الشابة التي تسعى لتحقيق طموحها بالسفر إلى لندن للدراسات العليا، لكنها تجد نفسها عالقة في واقع مليء بالتحديات الشخصية والاجتماعية.

الرواية تأخذ بُعدًا نفسيًا واجتماعيًا عميقًا من خلال فيروز، التي تعاني من التهميش في بيئة ذكورية، حيث نجد أن أحد أهم الموضوعات التي تعالجها الرواية هو الصراع مع المجتمع الذكوري والقيود التي يفرضها على النساء. هذه الفكرة تظهر بوضوح من خلال تجربتها في الوحدة الصحية بالمنصورة، حيث تواجه التحيز والتمييز، في صورة مصغرة تعكس واقعًا أوسع.

لكن الرواية لا تقف عند حد السرد الاجتماعي، بل تتجاوز إلى التاريخ الشخصي للعائلة من خلال اكتشاف فيروز لسر دفين يتعلق بجذورها. يتمحور هذا السر حول شخصية "سناء"، التي تصبح مفتاحًا لفهم الماضي الغامض. الرواية تتحول حينها من قصة شخصية إلى نوع من السيرة الذاتية التاريخية عندما تنكشف مذكرات "سناء بكاش"، مما يضفي على القصة بعدًا تاريخيًا مشوقًا.

التحول من السرد الحالي إلى المذكرات يعطي العمل عمقًا إضافيًا، حيث يبرز فن كتابة السيرة الذاتية بطريقة احترافية، وينقل القارئ إلى مستويات متعددة من الزمن والحقيقة. هذا التلاعب بالأزمنة يساهم في توسيع النطاق النفسي للشخصيات، ويمنح القارئ فرصة للتأمل في كيفية تأثير الماضي على الحاضر.

ما يجعل الرواية مميزة هو مزجها بين السرد الواقعي والشخصي وبين التأملات التاريخية، مما يسمح للقراء بالانغماس في رحلة بحث عن الحقيقة، سواء كانت شخصية أو تاريخية.

الغلاف:

غلاف رواية "ابنة الديكتاتور" يحمل دلالات عميقة تتناسب مع موضوع الرواية، فالعنوان وحده يشير إلى ثقل الماضي وتأثيره على الحاضر. قد يصور الغلاف شخصية فيروز، الطبيبة الشابة، أو ربما يكون هناك إشارة بصرية إلى شخصية "سناء" التي تلعب دورًا محوريًا في القصة. غالبًا ما يعكس الغلاف الشعور بالتورط في عالم العائلة، الأسرار، والهويات المخفية. وجود تلميحات للسلطة أو الديكتاتورية قد يظهر من خلال التصميم، مما يضيف شعورًا بالغموض والتوتر.

الأسلوب:

أسلوب الكاتب مصطفى عبيد يتسم بالتوازن بين السرد البسيط والتفاصيل العميقة. يعتمد الكاتب على أسلوب السرد المتدرج، حيث يتم الكشف عن الأسرار ببطء وبشكل مدروس، مما يساهم في بناء التوتر والإثارة. عبيد يحرص على استخدام سرد متماسك بحيث ينتقل بين الأزمنة بسهولة، مما يجعل التنقل بين حياة فيروز والماضي المتعلق بسناء سلسًا ومترابطًا.

كما يتجلى في الرواية أسلوبه الوصفي عند تقديم الأماكن والأشخاص، حيث يخلق صورًا ذهنية دقيقة تُثري الخيال. الأسلوب السردي يتسم أيضًا بالتأمل في العلاقات الإنسانية والظواهر الاجتماعية، خاصة فيما يتعلق بمكانة المرأة وصراعها مع السلطة الذكورية، مما يضفي على العمل عمقًا فكريًا ونفسيًا.

اللغة:

اللغة في "ابنة الديكتاتور" تعد واحدة من نقاط قوة الرواية. فهي مزيج بين اللغة الأدبية العالية وبين البساطة والوضوح، مما يجعلها في متناول القراء من مختلف الخلفيات. استخدم لغة مليئة بالعاطفة والشجن عند التطرق للماضي أو للمشاعر المكبوتة، بينما كانت أكثر مباشرة وواقعية عند تناول يوميات فيروز ومعاناتها في المجتمع الذكوري.

الكاتب أيضًا يوظف لغة شعرية في بعض المواضع، مستلهمًا من تأثير الجد على شخصية فيروز وحبها للأدب والشعر. هذا التوازن بين العاطفة والواقعية في اللغة يعكس ببراعة حالة التوتر الداخلي التي تعيشها فيروز طوال الرواية.

#ابنة_الديكتاتور

#فنجان_قهوة_وكتاب

#ابنة_الديكتاتور_في_فنجان_وكتاب

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق