دار خولة
بثينة العيسى من أفضل الأقلام في الساحة العربية هذه الأيام - فكل شيء رائع من حيث اللغة والتعبيرات والأفكار والأسلوب!
اليوم أنا روايتها القصيرة نسبياً والمكتوبة بالفصحى سرداً وبالكويتية حواراً - كبسولة من المتعة رغم قسوة القصة وحقيقتها!
الأم "خولة" والدة لثلاثة أبناء وكل له حكايته مع أمه!
ولقد تفاوتت حكاياتهم مع اختلاف شخصياتهم ولقد أظهرت الكاتبة كيف تغيرت الدنيا بين جيل الأم وجيل الأبناء - وأثارت أيضاً الكثير من المشاكل التي يواجهها هذا الجيل!
قصة جميلة ورغم بساطتها إلا أن لها أبعاد فلسفية حول الهوية والصراع والتمسك بالجذور والفجوة الهائلة بين الآباء والأبناء! بين ما يحاول الآباء الحفاظ عليه من قيم ودفء التواصل بين أفراد الأسرة وبين ما يحدث حقيقة للزحف الغربي الذي خلع الأبناء بعيداً عن عاداتنا وتقاليدنا ومفاهيمنا عن الحياة كما وصفته الكاتبة بأبناء بلا جذور ولا سيقان!
الجميل أن الرواية كلها حدثت في شقة خولة وبأبطال قليلين وبأحداث محدودة إلا أن الحوار القوي بين الأبطال عمق الفكرة ولقد استخدمته الكاتبة بصورة متألقة كعادتها لتخرج لنا هذه التحفة الفنية!
وسأضيف هنا اقتباس واحد
"أسوأ ما يمكن أن يحدث للأطلال ألا يبكي عليها أحد"
قرأتها على أبجد!
#فريديات