حيث إن حياتي على ذلك النحو تمثل جرمًا وخطيئةً؟ وأرجوكِ ألا تظني أنني أبالغ في كلامي، لا تحسبي ذلك يا «ناستنكا»؛ لأنني أحيانًا أعيش لحظات من الحزن والأسى، وأي حزن.. ويبدأ يلوح بذهني في تلك اللحظات أنني لن أصبح قادرًا أبدًا على البدء في عيش الحياة الحقيقية، ولأنه بدا لي سابقًا أنني فقدت كل لباقة السلوك، والحس الرفيع للواقع الحاضر، حتى صرت أخيرًا ألعن نفسي؛ لأنني بعد الأمسيات الخيالية، تجد لحظات الصحوة طريقها إلى نفسي، فتجسد لي لحظات مرعبة! تلك اللحظات التي يشاهد المرء فيها، حشود البشر تهدر حوله وتدور في دوامة الحياة، ويسمع ويرى حياة الناس الذين يعيشون على أرض الواقع، ويرى الحياة بالنسبة لهم ليست بالطلب أو التفصيل، لا تحلِّق مسرعة مثل الحلم والرؤيا، وأن الحياة تتجدد للأبد، وتظل فتية للأبد، لا تمر بها ساعة واحدة شبيهة بالأخرى.
المؤلفون > فيدور دوستويفسكي > اقتباسات فيدور دوستويفسكي
اقتباسات فيدور دوستويفسكي
اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات فيدور دوستويفسكي .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.
اقتباسات
-
مشاركة من Lujain . ، من كتاب
الليالي البيضاء
-
وعندما أجلس بجواركِ الآن وأتحدث معكِ، يتملكني شعور رهيب بالخوف من المستقبل؛ لأن المستقبل لا يحمل لي سوى الوحدة مرة أخرى، والحياة العفنة التي لا حاجة بي إليها مرة أخرى. ولكن، ما دمتُ بالقرب منكِ على أرض الواقع، والسعادة تغمرني، فما حاجتي إلى أن أحلم؟
مشاركة من Lujain . ، من كتابالليالي البيضاء
-
فندمت على إطالتي في الكلام والذهاب به بعيدًا، والبوح عبثًا بما كان يفور في قلبي، والحديث عنه وكأنني أقرأه مكتوبًا، كما لو أنني أعددتُ الحكم على نفسي منذ فترة طويلة، ولم أتمالك نفسي الآن عن تلاوة ذلك الحكم والاعتراف به، دون التوقع بأن أحدًا سوف يفهمني، ولكن ما أثار دهشتي أنها التزمت الصمت…
مشاركة من Lujain . ، من كتابالليالي البيضاء
-
ـ إذًا أنتِ يا «ناستنكا» تريدين معرفة ما يشغل بطلنا، أو من الأفضل القول: ما يشغلني، حيث إني بطل ذلك العمل، ومعرفة ما يفعله بين جدران ذلك الركن، شخصي المتواضع لأبعد الحدود، وما الذي يجعلني أضطرب بشدة، وأظل مرتبكًا طوال اليوم؛ نتيجة لزيارة مفاجئة من أحد الرفاق؟ تريدين معرفة ما الذي يجعلني أرتجف وأحمرُّ حين يُفتح باب حجرتي؟ وما السبب الذي يجعلني عاجزًا عن استقبال الضيف، حتى أكاد أموت خجلًا تحت وطأة طقوس الضيافة؟
مشاركة من Lujain . ، من كتابالليالي البيضاء
-
سوف تسمعين أن تلك الأركان يعيش بها بشر يتسمون بالغرابة، إنهم الحالمون، ولو أردنا تحديد ماهية الحالم على وجه الدقة، فهو ليس بإنسان، بل هو مخلوق من مخلوقات الكون، محايد النوع، يفضل أن يسكن الأماكن التي لا يمكن الوصول إليها، وكأنه يلوذ بها حتى من ضوء النهار. وعندما يأوي إلى بيته، يلتصق بجدرانه مثل الحلزون في قوقعته، أو على أقل تقدير يشبه ذلك الحيوان الغريب، الذي يُعدُّ حيوانًا وبيتًا في الوقت نفسه، وهو ما يطلقون عليه اسم السلحفاة. فما رأيك في السبب الذي يجعله يحب إلى تلك الدرجة، بيته الملوَّن دائمًا باللون الأخضر، وجدرانه الصماء المُضجرة، والمُشبعة بدخان التبغ بصورة غير لائقة؟ لماذا يتملك الحرج ذلك السيد المُضحك، وتكسو وجهه أمارات الارتباك الشديد، عندما يزوره أحد من معارفه النادرين (وينتهي الأمر بأن ينفضَّ من حوله كل المعارف) وكأنما ارتكب لتوِّه جُرمًا بين جدران بيته الأربعة، أو كأنه زيَّف أوراقًا نقدية، أو نظم أبياتًا من الشعر وبعث بها في رسالة دون توقيع إلى إحدى المجلات، مدعيًا في رسالته أن صديقه الشاعر الحقيقي ناظم الأبيات قد مات، وأنه يرى واجبه المقدس في نشر أشعاره؟ أخبريني يا عزيزتي «ناستنكا»، ما السبب في أن يفشل الحديث بين جليسين؟ لماذا لا ترفرف ضحكة أو كلمة ملتهبة، محلقةً من فم ذلك الصديق المحير الذي يظهر فجأة، والذي نراه في ظروف أخرى يهوى الضحك كثيرًا، ويحب الكلمة الملتهبة والحديث حول الجنس اللطيف، وغيرها من المواضيع المرحة؟ وأخيرًا، لماذا يضطرب هذا الصديق، حديث العهد بمعرفته في الغالب، لدى الزيارة الأولى له؟ حيث إن الزيارة الثانية لن تحدث في كل الأحوال، ولن يظهر ذلك الصديق مرة أخرى، ويشعر الصديق بالارتباك وتتجمَّد عظامه رغم فطنته (إن كان يملك شيئًا منها)، عندما يرى وجه مضيفه وقد تبدَّل، وصار بدوره مرتبكًا ومشوشًا تمامًا، بعد أن بذل جهدًا ضخمًا لكنه عقيم، في أن يقيم حوارًا، يستعرض فيه جوانب معرفته الدنيوية، والحديث بطلاقة حول الجنس اللطيف، فربما يمثل إظهار هذا الخضوع إرضاءً لذلك الرجل المسكين الذي حلَّ ضيفًا بالمكان الخطأ؟ وفي نهاية الأمر، لماذا يختطف الضيف قبعته فجأة، ويرحل مسرعًا بعد أن يختلق مهمة عاجلة لا وجود لها، ويحرِّر يده من قبضة يد مضيفه الذي يحاول إظهار أسفه وإصلاح ما أفسده؟ لماذا ينفجر ذلك الصديق من الضحك فور خروجه من الباب، ويعاهد نفسه ألا يعاود زيارة هذا المضيف غريب الأطوار مرة ثانية وإلى الأبد، على الرغم من أن هذا المضيف غريب الأطوار رجل طيب القلب حسن الخلق، ولكنه في الوقت نفسه لا يمكنه كبح جماح خياله في نزوة صغيرة وهي: أن يقارن ولو عبر أبعد الأشكال، التعبيرات التي ارتسمت على وجه ذلك الصديق طوال اللقاء، بتعبيرات وجه تلك القطة المسكينة، التي سحقها الأطفال، وأنزلوا بها كل صنوف العذاب والتخويف، بعد أن أسروها غدرًا وعفروها بالتراب، ثم استطاعت أخيرًا الاختباء منهم تحت أحد المقاعد، وظلت ساعة كاملة في عتمة الظلام تقوم بنفش شعرها، وتزفر الهواء من منخريها بصوت عالٍ، تلعق قائمتيها وهي تحاول إزالة الإهانات التي لحقت بها، وبعد ذلك تظل طويلًا تنظر بعداء نحو الطبيعة والحياة، وحتى نحو فضلات طعام السادة، التي تأتيها بها الخادمة الحنون التي تعمل في المنزل؟
مشاركة من Lujain . ، من كتابالليالي البيضاء
-
ـ أنتِ تريدين معرفة من أنا؟ أليس كذلك؟
ـ نعم، بالطبع أريد.
ـ بالمعني الدقيق للكلمة؟
ـ نعم، بأدق معانيها.
ـ إذًا، اسمحي لي أن أعترف لكِ بأني أنتمي إلى ذلك النوع من الأشخاص…
انفجرت الفتاة مقهقهةً من الضحك، وكأنها لم تضحك منذ عام مضى، وصاحت قائلة:
ـ نوع! نوع، أي نوع؟ الحديث معك هو الضحك عينه، انظر.. توجد أريكة هنا.. هيا بنا نجلس عليها، فلا أحد يمر من هنا، ولن يسمع أحد حديثنا، ولتبدأ في سرد حكايتك.. فإنني على يقين بأن لك تاريخًا، ولكنك تريد إخفاءه عني… أولًا، ماذا تعني بكلمة نوع؟
ضحكت بدوري عقب ضحكاتها الطفولية وقلت:
ـ نوع؟ النوع يعني الشخص غريب الأطوار، الإنسان المُضحك، الذي يتميز بذلك الطابع المتفرد. أتعرفين معنى الإنسان الحالم؟
مشاركة من Lujain . ، من كتابالليالي البيضاء
-
حكايتي! أتريدين معرفة حكايتي؟ من الذي أخبرك أن لديَّ حكاية؟ أنا رجل بلا حكاية.
قاطعتني وقالت ضاحكة:
ـ كيف يمكن أن تعيش بلا حكاية؟
ـ لقد عشتُ بلا أي حكاية على الإطلاق… مجرد أني عشت، أو كما يقال عندنا، عشت بنفسي فقط، أي بمفردي تمامًا، وحيدًا، وحيدًا بكل ما تعنيه الكلمة، أتدركين معنى كلمة وحيد؟
مشاركة من Lujain . ، من كتابالليالي البيضاء
-
ما أصعب الأمر علي من يعرف الحقيقة وحدة
أعظم كلمة قريتها لديستوفيسكي
مشاركة من أحمد فراج ، من كتابحلم رجلٍ مضحك
-
ما العقل إلا خادم الأهواء!
مشاركة من Iman ، من كتابالجريمة والعقاب - الجزء الثاني
-
وكلٌّ منها يعذِّب الآخرين وبطريقته الخاصَّة، فإنَّ اللَّهجة المستعمَلة تختلف طبقًا لاختلاف المراتب.. كيف يمكن أن يكون الأمر غير ذلك؟! هكذا الحياة يا عزيزتي! وكلٌّ منَّا يحمل نفسه في موضع أعلى من الآخرين، ولا بُدَّ من أن يشوي بعضنا البعض الآخر على النَّار!
-
إنك تسرف في الأسى لأحزان الآخرين. وعلى هذا سوف تقضي حياتك كلها شقيًا تعيسًا إلى أبعد حدود الشقاء والتعاسة.
مشاركة من حَوْرَاءُ الشيّخ ، من كتابالفقراء
-
يا ربي! لحظة بأكملها من النعيم! أليست كافيةً لحياة الإنسان حتى نهايتها؟
مشاركة من Iman ، من كتابالليالي البيضاء
-
وأفعل هذا كي لا تُبعث هذه الأحلام ثانية؛ لأن الأحلام يمكنها أن تُبعث وتحيا من جديد، أليس كذلك؟
مشاركة من Iman ، من كتابالليالي البيضاء
-
ودون جدوى يفتش الحالم في أحلامه القديمة، كأنه يبحث في الرماد عن شرارة، ينفخ عليها فتشعل نارًا تعيد الدفء إلى قلبه البارد
مشاركة من Iman ، من كتابالليالي البيضاء
-
آه يا «ناستنكا» العزيزة، ليتكِ تدرين كم جعلتني أتصالح مع نفسي ولفترة طويلة مقبلة. أتعلمين أنني من الآن فصاعدًا لن أرى نفسي بتلك الدرجة من السوء كما فكرتُ سابقًا في بعض الأوقات؟ أتعرفين أنني ربما لن أشعر بالأسى بعد ذلك؛ لارتكابي تلك الجريمة والخطيئة في حياتي، حيث إن حياتي على ذلك النحو تمثل جرمًا وخطيئةً؟ وأرجوكِ ألا تظني أنني أبالغ في كلامي، لا تحسبي ذلك يا «ناستنكا»؛ لأنني أحيانًا أعيش لحظات من الحزن والأسى، وأي حزن..
مشاركة من Iman ، من كتابالليالي البيضاء
-
أعيش أنا وأنت يا «ناستنكا» حياة شديدة الخمول، راكدة، تمضي بوتيرة بطيئة، ونحن جميعًا في نظرته ساخطون على مصائرنا، نتحسر على حياتنا، وهذا في الحقيقة أمر صحيح.
مشاركة من Iman ، من كتابالليالي البيضاء
-
وقد كُتب علينا أن نلتقي في هذه اللحظة، التي جعلت آلاف الشلالات تنبلج في رأسي، وعليَّ أن أدع نهر الكلمات يتدفق منها، مثل السيل؛ حتى لا أختنق.. لذلك أرجوكِ يا «ناستنكا» ألا تقاطعيني، وأن تسمعيني بخضوع وطاعة، وإلا فسوف ألتزم الصمت
مشاركة من Iman ، من كتابالليالي البيضاء
-
فأنا الآن يا عزيزتي «ناستنكا» أشبه بروح الملك سليمان، التي ظلت لألف عام حبيسة في القمقم تحت سبعة أختام، حتى تحررت أخيرًا بعض فضِّ الأختام السبعة. أما الآن يا عزيزتي «ناستنكا»، فقد التقينا بعد فراق طويل؛ ذلك لأني أعرفك يا «ناستنكا» منذ زمن بعيد، ولأني ظللت أبحث عن أحد مجهول منذ سنوات عديدة
مشاركة من Iman ، من كتابالليالي البيضاء