اقتباسات فيدور دوستويفسكي

العقل أسير الهوى

هل تدرين ما الذي يخنقني حدّ الموت؟ إنهُ ليس المال ،وإنما جميع هذهِ المتاعب الحياتية التي تصادفني وجميع الهمسات التي تُقال عني ،وجميع تلك الغمزات الساخرة التي تتخذني موضوعاً لها ،وجميع تلك الكلمات اللاذعة التي أُقذف بها من وراء ظهري .

هذه الوقائع الصغيرة والبسيطة ،هي ما يُثير حفيظة المرء دائماً ويتسبب في خجله ،وهي التي تساهم في إبعاد كل تصميم وعزم عنه ،مما يكون قد تسلح به من قبل ...

إن أعمال البّر والإحسان صارت تتم في أيامنا هذه يا أميمتي بطريقة عجيبة وغريبة ،وربما كانت تتم دائماً على هذا النحو فمن يدري؟ إما أن الناس لا تعرف كيف تتصرف في فعل الخير ،أو أنها حاذقة في فعل ذلك بكيفية كبيرة ولا شئ غير تينك الأمرين .

إن الفقراء لأصحاب نزوات وقد أدركت الطبيعة ان يكونوا كذلك ،إن الفقير لمُرتابٌ وظنون ،بل إن له طريقة خاصة في تأمل العالم من حوله ،إنه يلاحظ من خلال مؤقِ العين كل عابر ،ويلقي على جميع ما يحيط به نظرة قلقة ويصيخ السمع لكل كلمة ،معتقداً أن الناس تتحدث عنه دائما وتنتقد مظهرهُ الخارجي الوضيع !

لقد كان ذلك هو مصيري الذي تقرّر من قبل ،وما من أحد يمكنه الهروب من مصيرهُ .

أنك لا تعدّينني صديقاً خؤوناً وأنانياً ،لأني كنت قد احتفظتُ بكِ بالقرب مني فخدعتك ، لأني لا أملك القوة اللازمة للانفصال عنك ،ولأني أحببتك وكأنك ملاكي الصغير .

إنه يُعَذِّب نَفسه ويُربِكُها وكأنه يَفعل ذَلِك عَن قَصدٍ، وكأنه يَجِد نَوعًا ما مِن المُتعَة في ذَلِكَ!

لست أركع لكِ بل للإنسانية المعذبة في شخصكِ

Bles

أنظر كيف تتأمله ..!

إنها لا تحول بصرها عنه لحظة ، إنها تشرب كل كلمة من كلماته ، إنها كالمفتونة أو المسحورة ..

فإذا قال لها أحد أنها تحبه ..قلبت الدنيا رأسا على عقب

ه

يا صديقي إن الشقاء لمرض معد على الاشقياء الفقراء أن يتحاشوا بعضهم البعض حتى لا يزيدوا من حده الآمهم ،لقد تسببت لك في الآلم ،ما كنت قد شعرت بها من قبل ابداً خلال مسار وجودك المتواضع والمفعم بالعزلة وقد عذبنّي وقتلني هذا كله ...

يا صديقي ...أي جميل صنعته وأصنعه من أجلك؟أنا متعلقة بك وحسب من ملء روحي وأكن لك عاطفة قوية وصلبة وأحبك من صميم القلب ،لكني مهما كان قدري مريراً أعرف أن أحب وأستطيع أن أحب ولا شيء أكثر لأني لا أقوى على أن أحسن إليك ولا على ردّ الجميل .

إن المرء ليشعر بالطمأنينة والراحة في المكان الذي ألف العيش بين أركانه ،ذلك أنه مهما لقي فيه من التعاسة والشقاء فإنه يشعر فيه مع ذلك بالتوازن والطمأنينة ..

أتعلمين كم هي رهيبة هذه الاشواق، وكم هو جموح هذا الجنون ؟ لا ،لا أحلامي لم تخنّي ،أنا واقع في الحب ،أنا أحب بشكل محموم وهذياني ومجنون!

إن الانسان ليحب ،بعد كل شيء أن ينصف نفسه بين الحين والآخر ..

ويا له من شقاء طويل ،لا يعلم الا الله الى متى سيدوم!

ويا له من شقاء طويل ،لا يعلم الا الله الى متى سيدوم!

ويا له من شقاء طويل ،لا يعلم الا الله الى متى سيدوم!

لا أستطيع ولا أحب أن أصدق أن الشر هو أمر طبيعي للإنسان، لكن الجميع يسخرون مني لهذا الاعتقاد، ولكن كيف يتسنى لي أن أؤمن بغير هذا.