حيث إن حياتي على ذلك النحو تمثل جرمًا وخطيئةً؟ وأرجوكِ ألا تظني أنني أبالغ في كلامي، لا تحسبي ذلك يا «ناستنكا»؛ لأنني أحيانًا أعيش لحظات من الحزن والأسى، وأي حزن.. ويبدأ يلوح بذهني في تلك اللحظات أنني لن أصبح قادرًا أبدًا على البدء في عيش الحياة الحقيقية، ولأنه بدا لي سابقًا أنني فقدت كل لباقة السلوك، والحس الرفيع للواقع الحاضر، حتى صرت أخيرًا ألعن نفسي؛ لأنني بعد الأمسيات الخيالية، تجد لحظات الصحوة طريقها إلى نفسي، فتجسد لي لحظات مرعبة! تلك اللحظات التي يشاهد المرء فيها، حشود البشر تهدر حوله وتدور في دوامة الحياة، ويسمع ويرى حياة الناس الذين يعيشون على أرض الواقع، ويرى الحياة بالنسبة لهم ليست بالطلب أو التفصيل، لا تحلِّق مسرعة مثل الحلم والرؤيا، وأن الحياة تتجدد للأبد، وتظل فتية للأبد، لا تمر بها ساعة واحدة شبيهة بالأخرى.
الليالي البيضاء > اقتباسات من رواية الليالي البيضاء > اقتباس
مشاركة من Lujain .
، من كتاب