مُخطيء كُل من يظن أنَّ الحياة تسير بمنوال ثابت لا يتزعزع.. وأنَّ الإنسان يظلَّ في أمان من تقلباتها المجنونة.. وأنَّ حقيقة الدُنيا في أنها غير مأمونة بالمره.. ولا حدَّ لسقف جنونها..
في العالم المادَّي هُناك الكثير من الأشياء الغير مادِّية.. وما علي الإنسان إلا أن يؤمن بكل ما يري وما لا يري.. الأمر في النهاية مرهون بالحقائق التي تتجاوز بكثير منطقيات العقل البشري في محاولة استيعاب الأمور ومنطقتها لفهمها بشكل سليم..
مازلنا في بداية طور التعرف علي الأشخاص ومُتابعة الأحداث بتركيز تام.. لكن حتي الآن تُحاكي سحر تجربة زواج فاشلة يحاول فيها زوجها العودة إليها.. وعلي الغِرار فهي سيدة أعمال يبدوا أنها ماهرة.. ذاك الطابع العلني للقصة.. لكن بحضورها " هي" يبدوا أنَّ هناك حكايةً خفيّة تدور أحداثها في السر.. وسنكتشفها تِباعاً أثناء القراءة..
علي الجانب الآخر وبالتوازي مع القصة الرئيسيه.. تدور رُحي أحداث لا تقل أهمية عن الحكاية صاحبة النصيب الأكبر من السرد.. ففي زمن المُدخلات السريع والتفاصيل اللانهائية يتغير المرء بفعل المُصطلحات الحديثة.. تمتليء شاشات الهاتف وبرامج التلفاز بأنماط فكرية ونماذج عملية مُتضادة ومُختلفة جداً من البشر.. كُلٌ منهم يُصدِّر نفسه أو يُصَّدَّر للناس علي أنَّه نموذج يجب أن يُحتذي به في الحياة العملية أو الاجتماعية.. ذاك الذي أبهر ياسمين فتخلت عن نموذجها كربة بيت وحاضنة أُسرة.. وانساقات إلي ساحات إثبات الذات الوهمية تحت ضغط كلمات صاحباتها.. لكنها لم تدري أثناء رحلتها للتغيير بأنها ستفقد زوجها.. وأن ذلك التغيير سيطاله هو أيضاً لأنها ستترك له مهامها الرئيسية وترحل..
يُقدم لنا أحمد عثمان جُرعة درامية اجتماعية مُثيرة.. تتناغم فيها القصص وتتداخل بين المرئي والمجهول.. رُبما أنَّه اختار طريقاً مُعقداً لا يفصل فيه بين الطب النفسي والأعمال والماورائيات إلا الشعرة.. كذا عن الأحاسيس والمشاعر.. فقد جمع في حكاياته بين الشعور ومُضاده التام.. لكنَّه أخرج لنا قصة مُكتملة ومُثيرة.. وبها من الأحداث الحيّة الكثير..