روحي فيك > مراجعات رواية روحي فيك > مراجعة Yasmin khalil

روحي فيك - أحمد عثمان
تحميل الكتاب

روحي فيك

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

اسم العمل: روحي فيك

للكاتب: أحمد عثمان

دار النشر : كيان للنشر

عدد الصفحات : 336 علي تطبيق Abjjad | أبجد

— حين تظن أنك تفهم النفس البشرية ودواخلها النفسية، وكيف تنشأ صراعاتنا مع الحياة، ومن أين يبدأ الخير وأين ينتهي الشر… تأتيك رواية *روحي فيك* لتعيد ترتيب قناعاتك، وتضعك وجهًا لوجه أمام تعقيدات النفس البشرية.

من منا لم يسمع عن السحر والأعمال والتلاعب بالأرواح؟ من لم يصادف قصصًا عن حب يُقال أنه غير طبيعي نُسب إلى "التعويذات"، أو محاولة لاعادة احياء ارواح رحلت؟

لكن ماذا لو لم يكن الأمر سوى انعكاس لما نحمله بداخلنا من صدمات وجروح قديمة لم نواجهها بعد؟

هذه الرواية تفتح أبوابًا كثيرة للتساؤل حول الروح، النفس، الندبات العميقة، وتأثير جروحنا وصدماتنا من الطفولة على حاضرنا، وعلى العلاقات التي نظن أننا نخوضها بوعي كامل.

نظن أحيانًا أننا لا نفهم الحياة، ولا ما نريده منها، أو ما تريده منا لنحصل على ما نحب. لكن الحقيقة أننا نحن من لا نفهم أنفسنا.

نهرب، نتجاهل، نغلق أعيننا عن جروح الماضي، فقط لنُفاجأ بها تعود إلينا بأشكال أكثر تعقيدًا. وأحيانًا نظن أن عقولنا تحمينا من الألم، بينما هي في الحقيقة تجرّنا نحو الجحيم وجهاً لوجه " لنتشافي و نتطهر من آثامنا " .

**تحليل الشخصيات: مرايا النفس البشرية**

- **سحر**: جاءت انعكاس لكل ما نحمله من مخاوف وصدمات الطفولة غير المتشافية. كانت تجسيدًا للندبات العاطفية، للشعور بعدم الاستحقاق، وللصراع بين الخير والشر داخلنا. و عدم حب الذات والهروب من معرفة أنفسنا الحقيقية.

- **ثابت**: لم يكن مجرد طبيب نفسي، بل رمزًا للحب النقي غير المشروط. كان التجسيد الحقيقي للحب الصحي، ذلك الذي لا يقوم على الأخذ والعطاء بشروط ، بل على الاحتواء والتقبل. لم يشكّ في سحر، لم ينسحب، لم يتخلَّ عنها… فكم منّا وجد "ثابتًا" في حياته؟ وكم منا كان "ثابتًا" لشخص آخر؟

- **حازم**: مثال للشخص غير المتشافي، الذي يبحث دائمًا عن الحب والتقدير لكنه يظل عالقًا في تبعيته للآخرين، مترددًا، فاقدًا للثقة في ذاته.

- **ندي**: الصوت الداخلي الذي يهمس لنا بالغيرة، بالمقارنات المستمرة، بالنظر إلى حياة الآخرين بدلًا من التركيز على حياتنا و أيضاً للصديق الذي لم يعرفنا جيداً او يحبنا بصدق و يتخلي عنا في منتصف الطريق بسهولة.

- **الأم رقية**: نموذج للأهل الذين يورّثون أبناءهم مخاوفهم وانعدام شعورهم بالاستحقاق. كانت تمثل الحب المشروط، ذلك الذي يعتمد على طاعة الأبناء لما يريده الآباء، لا لما يحتاجونه هم، للجهل والموروثات المظلمة و السلبية في اتخاذ قرارات واعية لحياة أفضل لابناءها!

- **مالك**: صورة للطفل المشوه بداخلنا، الذي يبحث عن الأمان لكنه يظل عالقًا في تقلبات الحياة.

- **حارس**: التجسيد الرمزي لمخاوفنا، لكل ما نعتبره حقيقيًا بينما هو مجرد أوهام.

- **سليمان**: ذلك الصوت الذي يسكن ظلامنا، يظهر حين نستسلم للخوف، ويقودنا نحو تصديق الوهم.

-**ياسمين**: التجسيد لعلاقات التملك ، حيث يكون الشريك مجرد وسيلة لتحقيق المصالح، بينما يظل الطرف الآخر عالقًا في وهم الاحتياج وانتظار التقدير… الخطأ الذي ندفع ثمنه حين نبحث عن الحب في المكان الخطأ.

**ما بين الحب الحقيقي والوهم النفسي**

الرواية تدور حول محورين أساسيين:

1. **الحب الحقيقي مقابل الاحتياج العاطفي**: هل علاقاتنا قائمة على الحب النقي أم أنها مجرد محاولة لسد فجوة بداخلنا؟ هل نحن في علاقة حقيقية أم أننا نبحث فقط عن شيء نعتقد أنه ينقصنا؟

*ثابت* كان النموذج النادر للحب الحقيقي، بينما معظم الشخصيات الأخرى كانت تبحث عن شيء ما في الآخرين، دون أن تدرك أن الإجابة تكمن في داخلها.

2. **السحر والأرواح: انعكاس النفس : في النهاية، لم يكن السحر حقيقيًا، بل كان تجسيدًا لكل ما نحمله في داخلنا من مخاوف وبرمجات الوعي الجمعي المظلمة.

لم تكن "هي" سوى إسقاط لكل ما لم تستطع *سحر* مواجهته. كل ما ظنناه قوى خارقة لم يكن سوى تراكمات طفولية لم تُحلّ، وبرامج نفسية لم تُفكّك. عندما نواجه حقيقتنا، نُدرك أن ما كان يلاحقنا لم يكن سوى انعكاس للجزء الذي لم نرغب في رؤيته داخلنا.

**"هي": الوهم المتغلغل في الحقيقة**

"هي" لم تكن مجرد روح شريرة غامضة، بل كانت تجسيدًا للخوف الكامن في النفس البشرية. حين نهرب من أنفسنا، تُطاردنا، وحين نواجه حقيقتنا، تتلاشى.

"هي" كانت الوجه الآخر للملاك أو الشيطان بداخلنا، للنور أو الظلام، كانت نحن… بكل ما نحمله من صراعات.

أسلوب الكاتب وبناء الرواية

تميزت روحي فيكِ بأسلوب سردي يحمل طابعًا نفسيًا عميقًا، حيث استطاع الكاتب أن يأخذنا في رحلة بين الماضي والحاضر، بين الوعي واللاوعي، ليجعلنا نشعر كما لو كنا نعيش داخل عقول الشخصيات، لا مجرد قراء يراقبونها من الخارج.

اللغة جاءت سلسة لكنها غنية بالمشاعر، تحمل قدرًا من الفلسفة دون أن تفقد بساطتها. استطاع الكاتب أن يبني أجواءً مشحونة بالتوتر، حيث كان الغموض يسيطر على الأحداث، ليجعل القارئ يتساءل طوال الوقت: ما الحقيقة وما الوهم؟ متى يكون الخوف مبررًا، ومتى يكون مجرد انعكاس لشيء أعمق داخلنا؟

الشخصيات كُتبت بواقعية نفسية عالية، فلم يكن هناك “شر مطلق” أو “خير مطلق”، بل كل شخصية كانت تحمل داخلها صراعاتها، نقاط قوتها وضعفها، مما جعلها تبدو حقيقية وقابلة للفهم وأيضاً التعاطف.

الحوارات جاءت طبيعية وتعكس كل شخصية بصدق، خاصة في الأجزاء التي تناولت المواجهات النفسية العميقة. أما الوصف، فقد كان متوازنًا، لا يطغى على الأحداث، لكنه في نفس الوقت يجعل القارئ يشعر بجو الرواية الغامض والمليء بالتساؤلات.

النهاية لم تكن مجرد خاتمة للأحداث، بل كانت إجابة رمزية لكل الأسئلة التي طرحتها الرواية. أيضاً ترك مساحة للتأمل، ليجعل القارئ يعيد التفكير في كل شيء قرأه بعد أن يغلق الكتاب.

**خاتمة**

رواية *روحي فيكِ* لم تكن مجرد قصة، بل كانت رحلة في النفس البشرية، في الصدمات المتوارثة، في برمجيات الحب والاستحقاق والخوف. وضعتنا أمام مرآة كبيرة، وجعلتنا نتساءل: من نحن حقًا؟ وما الذي يطاردنا؟ هل نحن في علاقات حب حقيقية، أم أننا مجرد ظلال تبحث عن التشافي في الآخرين؟

ربما لم تكن "هي" كيانًا حقيقيًا، لكن أثرها سيبقى معنا لفترة طويلة، يذكرنا بكل ما لم نواجهه بعد

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق