روحي فيك > مراجعات رواية روحي فيك > مراجعة Hager Hegazy

روحي فيك - أحمد عثمان
تحميل الكتاب

روحي فيك

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

رواية مستوحاة من احدى قصص الراحل الدكتور والمعلم مصطفى محمود .. وهو كتاب (٥٥ مشكلة حب ) الرواية انتجت كعمل فني تلفزيوني .. ويبدو ان نشر الرواية جاء بعد عرض المسلسل لان اسماء الابطال كانت مقرونة باسماء الممثلين المؤديين للعمل .. وهذا حدث مختلف لي في القراءة .. فحتى ان لم اشاهد العمل فانا اتخيل الشخصيات في هؤلاء الممثلين .. اضف الى ذلك اسلوب الكتابة الوصفي والتشوقي والحوار باللغة العامية.. واستخدام صيغة الفعل المضارع في سرد الأحداث وكأنها تحدث الآن .. ونقل المشاعر وتعبيرات الوجوه في احترافية .. كل ذلك اعطى طابعا خاصا للرواية وكأنها تشاهدها لا تقرأها .. ولم يتبق الا تخيل موسيقى تصويرية في الخلفية وان كان صوت التحفز والترقب والمفاجآت مسموعا في القراءة .. حتى اكاد اسمع صوت صرصور الحقل في العزبة.. وصوت المياه.. و الملعقة في الكوب .. وصوت غرور ياسمين 😒

منذ العنوان و صورة الغلاف عرفت ان الرواية ليست رومانسية (لا ادري لم وقع البعض في هذا الفخ ) .. فكلمة الروح بالنسبة لي مع هذا الغلاف المرعب كانت بالتاكيد اني امام رواية رعب .. وقد كان .. هي من نوع الرعب النفسي .. احب روايات علم النفس لكن لم اقرأ رعبا منذ سنين .. اخاف جدا .. و اتجنب اثارة اعصابي بكل الطرق .. في البداية وددت ان احاول المغامرة .. خفت قليلا في البداية ( وحسبي الله ونعم الوكيل فيك يا فخري ) 😱 .. واغلقتها وقررت عدم الخوض اكثر .. ثم خضت .. ولم استطع الرجوع حتى اكملتها وياللعجب في يومين 🙈 ومن حولي مرايا البيت تسخر من جبني .. والشباك المقابل لغرفتي يشبه كثيرا الشباك المشبر على الغلاف اتحاشى النظر اليه .. ولكن في النهاية سعيدة اني خضت التجربة .. وكما قال دكتور مصطفى محمود في قصته : ( لا شيء يستحق ان يخاف منه الانسان الا الله وحده ..فالانسان قد اثبت انه مخيف اكتر من الشيطان نفسه )

رواية غامضة مشوقة عن اكثر منطقتين شائكتين في الحياة.. النفس البشرية .. والسحر والماورائيات ... على مدار تاريخ البشرية كان الخط الفاصل بين هاتين المنطقتين باهتا وغامضا اكثر منهما نفسهما .. و امتد الصراع بين العلم والدين من جهة والموروث الشعبي والاسطورة من ناحية اخرى .. وقف بنا الكاتب على هذا الخط الباهت ليزيد حيرتنا وتلاعب بنا بالانتقال بين المنطقتين .. فلا تعرف هل انت امام احداث نفسية وضلالات للابطال ام احداث ما ورائية .. تكاد تصدق احدى الاحتمالين ثم فجأة يهدم لك اعتقادك ..

شخصيات غريبة الاطوار .. لا تدري ان كانت مسحورة ام مجنونة ..

مهندسة ديكور وزوجها يزوران قصرا مخيفا فتنقلب حياتهم .. او ربما كان في حياتهم اسرارا من البداية ... ارواح (او ضلالات ) تظهر من حين لآخر .. تزيدنا توترا وتزيد من سحر او جنون الابطال ...

علاقات متشابكة .. و دور الاسرة في تشكيل شخصية الانسان .. وجعله سعيدا ناجحا .. ام تعيسا فاشلا ..

تتعاطف مع الجميع .. ثم تسخط منهم .. تماما كما الحياة .. ابناؤنا امانة نتسلمها صفحة بيضاء ونسلمها للمجتمع افرادا كتب على صفحتها ما اردنا عمدا او من دون قصد ان نكتبه... قد نسلم اشخاصا رائعين وقد نسلم عاهات مجتمعية تؤذي نفسها وتؤذينا وتؤذي المجتمع نفسه ...

وضع الكاتب المقام الاول للفصل في هذه الاشياء هو العلم والايمان .. وان كان العلم ما زال عاجزا امام الكثير من الظواهر .. فان الايمان هو السلاح المواجه لما لا نعرفه .. وان ضعف الايمان هو الثقب الذي ينفذ منه الشيطان ( الشيطان هنا كما فهمته هو كل شر .. كل مرض نفسي ..كل عيب شخصية وسوء خلق ... كل حسد .. كل سحر .. ) .. الايمان اولا بالله عز وجل كما جاء في الرواية على لسان دكتور مصطفى محمود نفسه في حلقة تلفزيونية من برنامجه الاشهر ( العلم والايمان ) :

❞ ‫ «موضوع السحر يا إخواني القرآن بيقول إنه حقيقة…». ❝

❞ ‫ «لكن ربنا بيقول في القرآن كلمة صريحة جدًّا: {وما هُم بضَارّينَ به من أحد} اللي همَّ السحرة يعني، {إّلا بإذنِ اللهِ}». ❝

ثم الايمان بالنفس وقوتها وقدراتها ..والايمان بالعائلة والايمان بالحب ...كل هذا الايمان بعد الله عز وجل هو ما يحمي عقل الانسان من الدجل ومن الوقوع في المرض .. وهذا ما جعل للشيطان مدخلا لاغلب الشخصيات .. الكفر بالنفس وبالعائلة وبالحب ...

كل الناس بطريقة ما ضعفاء مساكين مليئين بالثقوب الي ينفذ منها الشيطان .. الا ما رحم ربي ...

❞ يتوقف «ثابت» ويُشير لهم إلى زحام الكلية:

-شايفين كل الناس دي، مفيش حد منهم سليم، كل دول عيانين، مش محتاجين تنزلوا مصحة عشان تقابلوهم، انتو بتقابلوهم هنا طول الوقت. ❝

عيوب الرواية من وجهة نظري ..

* التلاعب بالتواريخ جاء مربكا وهذا مقبول لخلط الماضي بالحاضر ..ولكن وجود التاريخ باليوم والشهر زاد الارتباك و خاصة اني في كل ما يخص الارقام لا استطيع التركيز .. فكنت اؤشر على التاريخ واعود في التاشيرات كلما جاء تاريخ مشابه حتى لا اتوه ..

* تعجبت تركيز الام عند الساحر على ابنها مع انها اصلا ذهبت من اجل ابنتها .. ومع ان حالة الابنة اصعب كثيرا ومثيرة للريبة اكثر من الابن .. الا اذا كان هذا تأثير الساحر ان انساها ابنتها كي يغنم بالابن ..

* وددت لو تم الاشارة الى طفولة ثابت ليكون بهذه الشخصية .. فيكون على نفس منوال ذكر نشأة بقية الشخصيات ..

شكرا للكاتب على هذا المزيج من الرومانسية والرعب و علم النفس .. وشكرا لكل هذا الغموض و حبس الانفاس .. وشكرا للنهاية المرضية .. (ما عدا نهاية ياسمين 😒 ) وشكرا لادراج صفحات القصة الاصلية من كتاب دكتور مصطفى محمود ( ٥٥ مشكلة حب ) في آخر الرواية .. شكرا لانك صنعت من بذرة قصة صغيرة في رسالة قصيرة رواية متكاملة وناجحة .. سلمت يداك ..

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق