اسم الرواية: روحي فيك
اسم الكاتب: أحمد عثمان
دار النشر: كيان
سنة النشر: 2025
نوع القراءة: أبجد
نوع الكتاب: نفسية
عدد الصفحات: 256
التقييم: ⭐️⭐️⭐️ ونص
تاريخ القراءة:3/3/2025
عندما تتحول الأوهام لحقيقة ينغمس فيها الإنسان بكل كيانه..
تحيرت في بادئ الأمر كثيرًا، هل هذه المراجعة عن الرواية كونها رواية فقط أم كونها مأخوذة من مسلسل، إن كانت عن كونها مأخوذة عن مسلسل فالمراجعة لن تكون دقيقة بالعكس سينقصها الكثير والكثير لكوني لم أشاهد المسلسل بعد، ولكونها ستحتاج على الأقل مقارنة لطريقة السرد في كل منهما..
فاتخذت قراري أنها ستكون مراجعة للرواية لكونها رواية فقط دون الأخذ في الاعتبار كونها مأخوذة عن مسلسل..
رافقني على مدار قراءتي العديد من
بداية مبهمة بها الكثير من المواقف المحيرة، جميعها تنطلق بي لاستجيب عليها بنفس تعبيرات مشهد محمد هنيدي الشهير وهو يقرأ كتاب أرواح وأشباح لأنيس منصور ولسان حالي ( استر ياللي بتستر ) 👀
طريقة سرد انتقالية مختلفة الزمان والمكان بطريقة قد تكون مرتبة في ذهن الكاتب كونه يعرض المواقف المرتبطة ببعضها بدءً من الوقت الحالي فانتقالًا إلي أحد المواقف القديمة زمنيًا دون وضع الترتيب الزمني في الاعتبار، فتارة نجده يستحضر موقف حدث من عام ٢٠٢٢ يليه آخر في الفصل التالي من عام ٢٠٢٣ يليهما ثالث من عام ٢٠٢١ وهكذا دواليك..
مما أصابني بالحيرة والتشتت والتيه لفترة طويلة قد تصل إلي ثلثي الرواية أو أكثر، الطبيعي أن أكون في منتهى الإثارة والتشويق على الرغم من هذا التيه في انتظار استكشاف طريقة اتصال هذه الخطوط الزمنية والشخصيات المختلفة مع بعضها البعض للوصول إلي الحقيقة، ولكن ذلك لم يحدث، هل يرجع ذلك لكون جرعة التشتت والحيرة كانت زائدة عن الحد ربما، أم ربما يرجع ذلك لكوني اكتشفت النهاية مبكرًا للغاية وذاك قبل الانتهاء من ربع أحداث الرواية وأدركت أن البطلة مصابة بمرض نفسي يجعلها تعيش الكثير من الأحداث دون أن تتذكرها جميعًا..
تتطرق الرواية إلي الكثير من المواضيع كالفقد مثلًا، كيف يكون للموت دور في إجبار عقولنا على التخلى عن ذكرى أحبابنا، وكيف يصعب ذلك لدرجة قد تصل بالكثير إلى عدم التصديق في حالة الفقد لشخص ما زال حيًا، تراه أمام عينيك يعيش حياته ولكنه انفصل عنك، كيف ننسى ونتخلى عن أقرب الأقربين منا وهم على بعد خطوات منا
كذلك يتناول الأنانية وحب التملك، ويظهر ذلك واضحًا في تصرفات ياسمين، وكيف أنها اختارت عدم التخلي عن زوجها فقط لكونها ترفض أن يكن لأحد غيرها، وكيف أنها تفكر في ذاتها وفقط لدرجة تجعلها تعرض ابنها لصدمة قد تجعله يعاني منها المتبقى من عمره، بعد رؤية والده مع امرأة أخرى غير أمه..
وبالوصول إلي هذه النقطة يحضرني سؤال، ما الغاية من ذلك الموقف الأيروتيكي المتواجد في منتصف الرواية، موقف لا يضيف أي فائدة للسرد ولا أعتقد أن تواجد موقف مثل هذا في الرواية يرجع لكونه كان جزء من المسلسل والذي يخضع للكثير من الرقابة والمراجعة.
من المفاجآت التي رفعت من تقييمي للرواية، حقيقة خالد غير المتوقعة بالمرة إطلاقًا، حبكة الرواية في هذه النقطة كانت جيدة جدًا جدًا لدرجة أنني لم يراودني الشك ولو للحظات..
التركيز الكبير على الدواء الذي يستخدمه ثابت في علاج مرضاه جعلني أفكر في إمكانية أن يكون هذا الدواء هو السبب الذي جعل سحر تدخل في هذه الحالة الغريبة وخاصة مع ذكر المريض X الذي لم يتضح دوره الكامل في ذهني حتى هذه اللحظة ولكن خُيب ظني..
الطبيعي الذي اعتدت عليه أن يُتخذ المسلسل من الرواية وليس العكس، ولعل طريقة سرد الرواية أقرب إلي سيناريو المسلسل غير مترابط الأحداث والذي تلعب فيه الصورة المرئية دورًا كبيرًا في ربط المشاهد لمحاولة حل اللغز وفهم المستعصى من هذه الأحداث الغريبة، لذا على الرغم من إعجابي بالحبكة الدرامية إلا أنني لا أحبذ هذه الفكرة
