المؤلفون > مجدي حماد > اقتباسات مجدي حماد

اقتباسات مجدي حماد

اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات مجدي حماد .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.

مجدي حماد

عدل معلومات المؤلف لتغيير تاريخ الميلاد أو البلد

اقتباسات

  • كذلك يشير مراد غالب، في مذكراته بعنوان: مذكرات مراد غالب: مع عبد الناصر والسادات - سنوات الانتصار وأيام المحن، إلى «ما قيل عن عن الرئيس السادات أنه أثناء زيارته إلى الولايات المتحدة، وهو نائب رئيس الجمهورية، عام 1966، أنه اختفى عن الوفد المرافق له بضع ساعات، قضاها في مقابلات سرية، ثم قابل الرئيس الأمريكي جونسون وخرج من المقابلة وهو يكيل له المديح»‏(65).

  • فعندما وجه الكونغرس الأمريكي دعوة إلى السادات، بوصفه رئيساً للبرلمان المصري، عندها ألمح السادات للشيخ الكويتي «إلى أن بدل السفر الرسمي الذي يتقاضاه كان أقل مما ينبغي، فإذا بالشيخ الصباح يحرر له شيكاً بمبلغ 25 ألف دولار، ووصل ذلك إلى علم جمال عبد الناصر فطلب منه إعادة الشيك إلى الشيخ»، بعد أن ألقى عليه درساً في العزة والكرامة ويذكر هيكل أنه عندما أصبح السادات رئيساً للجمهورية اختفت المستندات، باعتبارها الشهادة الموثقة على علاقة السادات بالشيخ المبارك الصباح. ومن المفارقات أن هيكل قد نشر هذه الواقعة في كتابه بعنوان: خريف الغضب، بعد اغتيال السادات، وكان الشيخ الصباح لا يزال على قيد الحياة، فسارع إلى نشر رد على هيكل،تضمن - ضمن ما تضمن - أن السادات لم يرد له ذلك الشيك مطلقاً.وكتب هيكل بدوره رداً على الرد، أسف فيه أن جمال عبد الناصر قد رحل وهو يتصور أن الشيك قد رد إلى صاحبه! ثم كتب فوزي عبد الحافظ سكرتير السادات، وكاتم أسراره، أن الشيك جرى صرفه من بنك في بلجيكا بعد اغتيال السادات، وأن «الأجهزة» المصرية قد بلغها الخبر أيضاً!

  • هذا في وصف أحمد بهاء الدين الذي كانت تربطه بأسرة السادات علاقات شبه أسرية؛ «أنني أعرف تماماً كل ما يوجه إلى السيدة جيهان السادات من اتهامات، سواء كانت اتهامات مالية، أو اتهامات بالتدخل في شؤون الحكم، وأستطيع أن أقول إنني شخصياً لست مؤهلاً لمعرفة مدى نصيب هذه الاتهامات من الصحة، فالسيدة جيهان كانت تجمع في تكوينها مزاجين معاً: فهي كما تهوى الأبهة والفخامة في أعظم صورها، فإنها تهوى بالدرجة نفسها ما نسميه الأمزجة الشعبية الصميمة، تهوى أثمن الفراء والمجوهرات، كما تهوى الطعمية والفول المدمّس»!

  • بينما لم يسبق إطلاقاً أن ارتدى جمال عبد الناصر أي رداء عسكري آخر لغير سلاح المشاة الذي انتمى إليه، كما لم يرتدِ أصــــلاً أي رداء عسكري منذ انتخابه رئيساً للجمهورية عام 1956، حتى من قبيل الناحية العملية أثناء زياراته إلى «الجبهة» بعد هزيمة عام 1967، رغم مخاطر ذلك. وكانت المرة الأولى والأخيرة التي ارتدى فيها زياً عسكرياً - تحت إلحاح وإقناع مرافقيه، خلال زيارته يوغوسلافيا - كانت بمناسبة حفل اللقاء الرسمي مع الرئيس تيتو، وكان الرداء العسكري والبروتوكولي هو الزي الرسمي للحفلة، فاقتنع لعدم رغبته ورفضه المطلق ارتداء «السموكينغ»، وفضل عليه ارتداء رتبة «القائد الأعلى للقوات المسلحة» مثل تيتو أيضاً.

  • من ناحية العلاقة بين السادات وقدراته التمثيلية، وميوله السينمائية؛ كان السادات لا فقط يعشق السينما، إنما كان يتمنى أيضاً أن يصبح من نجومها ومنذ فجر شبابه وهو يحلم بالوقوف أمام كاميرات السينما؛ ففي عام 1936، كان ما يزال طالباً بمدرسة «رقي المعارف» الثانوية عندما استجاب لإعلان بطلب وجوه جديدة للتمثيل في فيلم قادم، فأرسل صورة فوتوغرافية، وكتب يصف نفسه «بأنه طويل. وسطه رفيع جداً.. وصدري مناسب.. وسيقاني قوية.. متحكم في صوتي، فتارة تجدني أقلد يوسف وهبي.. وتارة تجدني أقلد صوت أم كلثوم». ونشرت مجلة روز اليوسف سقوط السادات أمام لجنة التحكيم في امتحان التمثيل.

  • في ضوء ما تقدم تذكر الوثائق الإسرائيلية، التي تم الإفراج عنها بعد مرور 40 عاماً على حرب تشرين الأول/أكتوبر، قول غولدا مائير رئيسة الوزراء في تبرير ما حدث لإسرائيل أمام «لجنة أغرانات»: «السادات أقل من ناصر في كل شيء، ورغم ذلك أصبح يتخذ كل القرارات وحده، وكل شىء مركز في يده الآن، فهو قرر «طرد» الروس من مصر، ولم يكن هذا منطقياً مطلقاً، لكن ذات صباح يوم صاف، قام ولم يسأل أحد، وقال للمستشارين الروس: عودوا إلى بلدكم؟، يخيل إليّ أننا مضطرون إلى أن نكون مستعدين لأشياء غير منطقية، لكن دون أن نصاب بذعر، نحن لا نعيش من أمس في هذه البيئة، والجيران هم أيضاً هكذا لا يفعلون دائماً أشياء منطقية، هم ليسوا دائماً منطقيين، لكن هل هذا مهم أن حرباً تندلع لكونها منطقية أو غير منطقية، لكنها تكون حرباً بعد أن تندلع، ثم يكون لها بعد ذلك منطقها الخاص بها».

  • فضــــلاً عن ذلك زعم السادات أن الجسر الجوي والبحري الأمريكي هو السبب الرئيسي الذي دفعه إلى المطالبة بوقف إطلاق النار، ويرد الشاذلي على ذلك بقوله في مذكراته: «وإني أقول أن هذه مغالطة، فلولا تدخل السادات في إدارة العمليات، واستجابة أحمد إسماعيل لهذه التدخلات، لما تأثر موقفنا بهذا الجسر الأمريكي، ولأصبح في استطاعتنا أن نطيل أمد الحرب إلى عدة شهور أخرى، وهو ما لا تستطيع إسرائيل أن تتحمله، حيث كان هذا هو جوهر الخطة التي دخلنا بها الحرب» من ثمة يتضح مدى زيف الشعار الذي رفعه السادات: «أنا غير مستعد أن أحارب أمريكا» فضــــلاً عن أن العلاقة الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة هي علاقة وطيدة، يعلمها العامة والخاصة منذ عشرات السنين إن الولايات المتحدة تمد إسرائيل بأحدث الأسلحة والمعدات، إلى جانب التكنولوجيا الحديثة، كما تقدم لها مساعدات مالية ضخمة‏(56).

  • كان هذا هو الوجه الذي يواجه به شعب مصر. أما الوجه الآخر الذي يواجه به الولايات المتحدة، بخصوص هذه المشكلة، فقد كان شيئاً آخر ففي أول زيارة قام بها إسماعيل فهمي إلى الولايات المتحدة، في 19/10/1973، وتلقى خبر تعيينه وزيراً للخارجية فور وصوله إليها، وصلته برقية من حافظ إسماعيل مستشار السادات للأمن القومي، يبلغه فيها، بناء على توجيه السادات، أن يلح فيها على مطالبة كيسنجر بأن يقدم «خطاب ضمان» من الولايات المتحدة تتعهد فيه بألا تقومإسرائيل بأية عمليات عسكرية ضد قوات الجيش الثالث المحاصرة في الضفة الغربية من قناة السويس معنى ذلك أن السادات كان يعلم لا فقط أن هناك أخطاراً محتملة تحيط بالجيش الثالث، فوق مشكلة الحصار، تتمثل بأن تقوم إسرائيل بأية عمليات عسكرية ضد القوات المحاصرة، بل أيضاً أن القوات المصرية التي كانت تحيط بالثغرة، لم تكن قادرة، من باب أولى، على فك حصار الجيش الثالث(49).

  • لا يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ بل يصل هويدي في استنتاجه إلى: «إن السادات كان يلعب على الأسد (حين باعه الوصول إلى خط المضايق)، وأن الأسد كان يلعب على السادات (عندما اتصل بالاتحاد السوفياتي، بعد بداية القتال، لاتخاذ قرار بإيقاف إطلاق النار دون علم السادات)… أي أن الرئيسين كانا يلعبان على بعضهما البعض، وليس مع بعضهما البعض»‏(46)!

  • في نفس السياق يلفت أمين هويدي، وزير الحربية ثم مدير المخابرات العامة بعد هزيمة عام 1967، إلى «الكذبة الكبرى» التي عمد إليها السادات، في إطار التحضير لحرب عام 1973، حيث يقول في كتابه: الفرص الضائعة: «وعلينا أن نلاحظ على السادات أنه كان يتبع الازدواجية في قراراته. أي أن معظم قراراته كانت تآمرية؛ بحيث يوافق على القرار ويصدره، لكنه ينفذ قراراً آخر، حتى ولو تم ذلك من وراء مساعديه وإنه عندما اجتمع مع حافظ الأسد في برج العرب في نيسان/أبريل 1973، وأيقن أن الأسد لن يقاتل إلى جانبه ما لم يكن الهدف المشترك هو تحرير سيناء والجولان، بالضغط المتزامن على إسرائيل، فإن السادات باعه خطة «جرانيت 2» (الوصول بقواتنا إلى خط المضايق)، بينما كان ينوى تنفيذ خطة «المآذن العالية»، التي لا تتضمن ذلك»‏(45)

  • يروي الشاذلي كيف مارس السادات الكذب على القيادة السورية من قبل أن تبدأ الحرب عام 1973، ثم في أثنائها؛ حيث يقول: «في شهر نيسان/إبريل عام 1973 أخبرني وزير الحربية بأنه يرغب في تطوير هجومنا في الخطة لكي يشمل الاستيلاء على المضايق. فأعدت له ذكر المشكلات المتعلقة بهذا الموضوع. وبعد نقاش طويل أخبرني أنه إذا علم السوريون بأن خطتنا هي احتلال 10 - 15 كم شرق القناة فقط فإنهم لن يوافقوا على دخول الحرب معنا، وأخبرته أن بإمكاننا أن نقوم بهذه المرحلة وحدنا، وأن نجاحنا سوف يشجع السوريين للانضمام إلينا في المراحل التالية، لكنه قال إن هذا الرأي مرفوض سياسياً، وبعد نقاش طويل طلب إليّ تجهيز خطة أخرى تشمل تطوير الهجوم، بعد العبور، للوصول إلى المضايق، وأخبرني أن هذه الخطة سوف تعرض على السوريين لإقناعهم بدخول الحرب، لكنها لن تنفذ إلا في ظل ظروف مناسبة»، ثم أضاف قائــــلاً: «فلنتصور مثــــلاً أن العدو تحمل خسائرجسيمة في قواته الجوية - وهي عنصر التهديد الأساسي - وأنه قرر سحب قواته من سيناء، فهل سنتوقف نحن على مسافة 10 - 15 كم شرق القناة لأنه ليس لدينا خطة لمواجهة مثل هذا الموقف؟» وعندما قام الشاذلي بزيارة سورية للتنسيق في شأن الحرب المنتظرة حذره السادات من إبلاغ الرئيس السوري الأسد الخطة المصرية الحقيقية، التي تتوقف عند احتلال 10 - 15 كم شرق القناة فقط، وأن يعرض عليه «الخطة المزورة» التي تتضمن الوصول إلى المضايق! ويعقّب الشاذلي: «لقد كنت أشعر بالاشمئزاز من هذا الأسلوب الذي يتعامل به السياسيون المصريون مع إخواننا السوريين، لكني لم أكن لأستطيع أن أبوح بذلك للسوريين وقد ترددت كثيراً وأنا أكتب مذكراتي هذه، هل أحكي القصة أم لا؟ وبعد صراع عنيف بيني وبين نفسي قررت أن أقولها كلمة حق لوجه الله والوطن إن الشعوب تتعلم من أخطائها، ومن حق الأجيال العربية القادمة أن تعرف الحقائق مهما كانت هذه الحقائق مخجلة».

  • يقول الشاذلي في مذكراته: «السادات بياع شاطر؛ فهو عندما يريد أن يخفي خطأ ارتكبه، أو عندما يريد أن يبرر قراراً لا يقبله المنطق. فإنه يلجأ إلى تغليف ذلك في سلسلة من الأكاذيب فإذا نحن قرأنا تصريحاته وما نشره في كتابه البحث عن الذات: قصة حياتي ثم قارنّا ما جاء في هذا الكتاب مع ما جاء في كتب ومذكرات القادة، التي نشرت بعد وفاته، فإننا نجد أن السادات ارتكب الكثير من الأكاذيب التي يظهر فيها العمد واضحاً»، من ذلك(40

  • كل الوثائق والسجلات الرسمية، وحتى الصحف، تقر بهذا التسلسل للوقائع، لأن هذا ما حدث فعــــلاً. أما السادات فقد سجل في مذكراته أنه استقبل السفير السوفياتي، وأبلغه بقراره، في 6/7/1972، وليس في 8/7/1972! وهو بذلك يناقض نفسه؛ فقد نشر في مذكراته ذاتها صورة زنكوغرافية للكتاب الذي أرسله إلى الزعيم السوفياتي بريجنيف بهذا الشأن، تؤكد أنه استقبل السفير السوفياتي في 8/7/1972‏(39).

  • كما وثق ذلك عبد الفتاح أبو الفضل، في كتابه بعنوان: كنت نائباً لرئيس المخابرات، الذي تضمن أيضاً أن من ضمن الوثائق التي جرى نشرها بعد اقتحام السفارة الأمريكية في إيران عام 1979، وثيقة توضح أن الاستخبارات المركزية الأمريكية قد أنشأت مركزاً لها في القاهرة لمكافحة الشيوعية، تحت إدارة أدهم، وكان يعاونه عن مصر حسن التهامي! كما كان أدهم وكيل شركة بوينغ، المتخصصة في إنتاج الطائرات المدنية والعسكرية، في المنطقة العربية‏(38).

  • وقد أشار فهمي إلى «دافع الخوف» عند السادات في مناسبة أخرى، وهي إعادة افتتاح قناة السويس بعد تطهيرها عام 1975؛ حيث يقول فهمي إن السادات اتصل به وهو في «حال هستيرية»، وطلب منه الاتصال بالولايات المتحدة لإرسال سفينتين حربيتين أمريكيتين، للاشتراك في القافلة التي سوف تلي المدمرة المصرية التي تقله، وعندما أبدى فهمي اعتراضه، ظل السادات يصرخ معرباً عن مخاوفه، من أن الإسرائيليين سوف يطلقون النار عليه! ويقول فهمي: «لقد كان خوف السادات - الذي لم يستطع السيطرة عليه - من الإسرائيليين، ورغبته في العظمة الشخصية، يكشفان عنه كزعيم يبعث على الضحك… وإلى حد ما: الشفقة وقد يضحك الإنسان منه؛ فكل من هيرمان أيلتس (السفير الأمريكي في مصر) وأنا فعلنا ذلك بهذه المناسبة. غير أنه لا يمكن أن ينسى الإنسان أن هذا الرجل المضحك أوقع الكثير من الضرر بمصر وقد قال زائر أمريكي لم يحدد هويته لرابين - وربما يكون كيسنجر: إن الخوف من الحرب كامن في عظامه» وقد عانت مصر من جراء هذا كما يؤكد فهمي‏(36).

  • كذلك أشار إسماعيل فهمي، في ثنايا مذكراته بعنوان: التفاوض من أجل السلام في الشرق الأوسط، إلى خبرته في التعامل مع السادات؛ فبعد أول لقاء بينهما، في نيسان/أبريل عام 1973، قبل أن يعينه وزيراً للخارجية؛ يقول فهمي: «تركت السادات ولديّ انطباعات مختلطة نوعاً ما عنه كإنسان؛ فكان يبدو رجــــلاً طبيعياً مخلصاً، ذا شخصية مركبة بعض الشئ، لكن ليست مرهفة التكوين، ويميل إلى قول أي شئ يمر بخاطره لكنه كان يبدو أيضاً معزولاً جداً، دون أية علاقة خاصة بأي شخص لقد كان في الواقع لا يثق فيمن حوله، بل لا يقدرهم حق قدرهم وبدا أيضاً أنه ليست لديه أية أفكار واضحة عن السياسات طويلة المدى بل يقدرهم حق قدرهم وبدا أيضاً أنه ليست لديه أية أفكار واضحة عن السياسات طويلة المدى بل كان يميل إلى أن يحيا يوماً بيوم، أو لحظة بلحظة، حيث يتعامل مع المشكلات كل على حدة بمجرد ظهور كل منها وأخلص من هذا إلى أنني تأثرت بصفاته الإنسانية أكثر من تأثري بعبقريته، وأصابني بعض القلق لما قد يحدث لمصر إذا استمر السادات على هذا المنهج»‏(30).

  • وتحمل إحدى تلك الوثائق، التي ترجع لعام 1979، عنوان «نتائج البحث والرصد المستمر للقادة المستهدفين»، وتشير إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية استخدمت وسائل مراقبة وتنصّت على كل من السادات وبيغين وقد أشارت التقارير عن شخصية السادات إلى أنه «كان يريد بشدة أن يظهر كصانع سلام»، وأنه كان «له شغف كبير للظهور والشهرة»، ووضعته وثائق الاستخبارات تحت عنوان: «السادات صاحب جائزة نوبل»، رغم أنه لم يكن قد حصل على هذه الجائزة بعد! وقد أوضحت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أن الوثائق اعتمدت على توضيح البيانات الشخصية، وميول القادة، التي جرى تجميعها من مسؤولين حكوميين، ومن مسؤولين في القطاع الخاص، وشخصيات كانت على اتصال شخصي كبير بالقادة، إضافة إلى التقارير السرية

  • وقد أشار سامي شرف إلى خبرة مماثلة، عندما أخذ دولاب العمل في التحرك، بعد وفاة جمال عبد الناصر، مع الرئيس الجديد لقد كان يتولى منصب وزير رئاسة الجمهورية، المسؤول عن شؤون معلومات الرئيس؛ فقام بإعداد «تقارير المعلومات» اليومية، الدورية والفورية، ورفعها إلى السادات، وفق النظام نفسه الذي كان متبعاً في السابق كان من المعتاد أن تعود هذه التقارير في اليوم نفسه، مع «تأشيرات» من جمال عبد الناصر لما يتقرر في شأنها، أما مع السادات فلم يعد شيء لمدة أسبوعين كاملين وعندما سأل السادات عن مصير «تقاريره» مستغرباً، أعطاه السادات حقيبتَي سفر كبيرتين بهما تقارير الأسبوعين، مؤكداً أنه لم يطلع عليهما، لأن مثل هذه التقارير «هي التي قتلت جمال عبد الناصر في هذه السن المبكرة»(24)!

  • يسجل كيسنجر في مذكراته تلك الكلمات عن السادات: «إنه يمثل لي أفضل فرصة لكي نقلب المشاعر والاتجاهات العربية والمواقف العربية تجاه إسرائيل، وهي أفضل فرصة تتاح لدولة إسرائيل منذ قيامها»، ويقول كيسنجر إنه هو الذي أوحى إلى السادات أن المشكلة بين مصر وإسرائيل هي «عقدة نفسية»، نتجت من عدم ثقة إسرائيل بنوايا مصر وخوفها على أمنها، وأنه يجب على مصر أن تعطي إسرائيل الإحساس بالأمان، وتهتم بشؤونها فقط، بدلاً من الاهتمام بمشكلات العرب الآخرين، وكالعادة يوافقه السادات، ويصارحه أن المشكلة الأساسية نجمت من رفض جمال عبد الناصر الاعتراف بالهزيمة عام 1967، وإصراره على الحل العسكري للصراع، وتمسكه بحل شامل على كل الجبهات العربية ما كلف مصر الكثير(20).

  • ويضيف جمعة: «وفي نفس اليوم، وفي ساعة متأخرة من الليل جاءني عدد من الضباط الأحرار، وتحدثوا معي في الأمر طويــــلاً سألوني: ما هذا الذي تفعله؟! وقالوا: تقديرك لأنور السادات خاطئ وقالوا: نحن نعرف أنور السادات أفضل منك وقالوا: كان زميلنا في الجيش، وهو رجل «مقلبنجي» جداً، يدبر مقالب لكل من يعرفهم. وقالوا: ليس له صديق، وليس له وفاء، وأخيراً عرضوا علي التعاون مع زكريا محي الدين. وقلت لهم: خلاص، «سبق السيف العزل»»‏(18).