المؤلفون > مجدي حماد > اقتباسات مجدي حماد

اقتباسات مجدي حماد

اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات مجدي حماد .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.

مجدي حماد

عدل معلومات المؤلف لتغيير تاريخ الميلاد أو البلد

اقتباسات

  • إن من اللافت للنظر أن الانقلاب قد جرى يوم 13 أيار/مايو عام 1971، لكن السادات، لسبب ما لم يتضح إلا بعد «سلامه» مع إسرائيل، اختار يوم 15 أيار/مايو عيداً للاحتفال بهذا الانقلاب طوال حياته. إن 15 أيار/مايو هو العيد القومي للكيان الصهيوني الذي اغتصب فلسطين، وأقام فوق أرضها دولة إسرائيل، في 15 أيار/مايو 1948، هكذا يبدو «التوحد» بين السادات وإسرائيل منذ البداية.

  • «إن كثيرين، وبخاصة في الغرب، يجب أن يسألوا أنفسهم لماذا يعجز بعض الزعماء الذين يتحدثون لغة الغرب ويقولون للغرب ما يجب أن يسمعه، عن أن يكونوا مسموعين في أوطانهم، وأن يحصلوا على ثقة مواطنيهم؟ إن قائمة مثل هؤلاء طويلة بدءاً من شانغ كاي تشيك في الصين، وسوهارتو في إندونيسيا، والشاه في إيران وموبوتو في زائير، وماركوس في الفيليبين، والسادات في مصر وآخرين غيرهم».

  • بعد ذلك، كما يشير شعراوي جمعة في مذكراته، حدث ما لم يكن يخطر على بال أكثر الكارهين للسادات، أو أشد المتشككين في وطنيته كانت البداية، التي رصدتها «عملية الدكتور عصفور»، عندما توجه عبد المنعم أمين إلى منزل دونالد بيرغس، وقدم نفسه إليه باعتباره كان عضواً في مجلس قيادة الثورة، وأنه قدم من أجل إيجاد صلة بين السادات والولايات المتحدة. ويضيف شعراوي جمعة: «والحقيقة إن ما حدث من عبد المنعم أمين كان مفاجأة لنا بكل المقاييس؛ كيف يحدث مثل هذا الاتصال؟ وكيف يجرى مثل هذا الحديث بين ممثل لرئيس الجمهورية وقائم بأعمال دولة أجنبية، وعلى الأخص إذا كانت هذه الدولة هي الولايات المتحدة؟ ولماذا هذا الشخص بالذات؟ وهو ليس في السلطة؟ وهو ليس جزءاً من النظام القائم؟ ثم إنه ترك السياسة منذ فترة طويلة جداً، وابتعد منزوياً منذ عام 1954؟»‏(63).

  • ثم يشير بريماكوف إلى لقاء جمعه مع الملك حسين ورئيس وزراء الأردن زيد الرفاعي بعمان، حيث كان حسين غاضباً جداً من السادات، قائــــلاً: «نحن أظهرنا ومعنا الدول العربية الأخرى التضامن مع مصر، وشاركنا في حروب 1948، و1956، و1967، لكنه عندما بدأت حرب 1973 لم يخطرنا السادات بها. والآن بنفسه وقع، دون التشاور مع أحد، على اتفاق (بجلاء إسرائيل عن جزء من الأرض المحتلة في سيناء عام 1974 - المؤلف). لقد أضاع السادات التفوق الذي حصل عليه الجانب العربي، وبدلاً من صفقة واحدة، اعتماداً على الظروف الجديدة التي ظهرت بعد تشرين الأول/أكتوبر 1973، أعطى كل شيء للأمريكيين منفرداً». وهنا تدخل زيد الرفاعي في الحديث، قائــــلاً: «أعتقد أن السادات اتفق بالفعل مع كيسنجر قبل عام ونصف من اندلاع حرب تشرين الأول الأول/أكتوبر؛ فقد كنت عند السادات قبل الحرب، بهدف استئناف العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا، وفي نوبة صراحة قال لي السادات: إن كيسنجر يقترح عليه أن يقوم بعمل ما، لكى يسمح له بالدخول إلى مجال النشاط السياسي بغرض تسوية الصراع» السادات ربط كلمات كيسنجر هذه بنواياه عبور قناة السويس، والاستيلاء على رأس جسر بطول القناة على الضفة الشرقية، على الرغم من أن هذا سيكلفه 10 - 15 الف جندي وضابط، فسأله الرفاعي: أوليس هذا الثمن باهظاً؟ هنا، وفق كلام الرفاعي، أجابه السادات: «حجم الخسائر يمكن تقليله بالوسائل السياسية»‏(62)؟

  • ويرصد بريماكوف مسيرة «الاتصالات السرية»؛ فيقول أنه رغم أن السادات لم يكن يلتقي أحداً من السوفيات، إلا أنه قابله ومعه الصحافي السوفياتي «بيليايف» عدة مرات، وعلى ما يبدو أن هذا جعله أكثر ميــــلاً إلى الصراحة معهما، وبخاصة أنه كان يحاول أن يبدوا أمامهما باعتبار أنه «أبو الأمة» - وهذه كلماته - والشخص الذي يتحكم في التاريخ، وكان هناك شعور بأن مجد جمال عبد الناصر يصيبه بالتوتر، وكان يريد أن يبين لهما أنه كان يقوده في الحرب «إلهام من أعلى»، وليس منطق العمل العسكري ثم ينقل ما سجله في لقاء معه، حيث قال السادات: «الجبهة عبارة عن فطيرة ذات طبقات؛ جيشي الثالث تعرض لحصار من الإسرائيليين في سيناء، والقوات المصرية بدورها قامت بحصار دبابات الجنرال شارون، الذي عبر إلى الضفة الغربية لقناة السويس، بما يعني أنه حتى المرحلة الأخيرة من الحرب كان الموقف متوازن. مارس جنرالاتي ضغوطاً عليّ، لقطع الممر الضيق الذي يصل دبابات شارون بالقوات الإسرائيلية الأساسية، وضرب رأس الجسر الذي استولى عليه. كان كل شيء لهذا الغرض موجوداً، وكان لدينا ضعف عدد الدبابات والمدفعية. لكن هنري كيسنجر أرسل لي رسالة قال فيها: «سيادة الرئيس، إذا انتصرت الأسلحة السوفياتية على الأسلحة الأمريكية مرة ثانية، فإنه لن يكون لديّ قدرة لمقاومة البنتاغون، واتفاقنا معكم سيتعرض للخطر»، فسألناه في صوت واحد أنا وبيليايف: عن أي اتفاق تتحدث؟ لكن السادات غيَّر الموضوع

  • فكتب مقالاً شهيراً، بعنوان: «نقط على حروف»، تكفي الإشارة إلى فقرة واحدة منه، ترد على «تهمة الخيانة العظمى»؛ أشار فيها إلى أن «التوجيه الاستراتيجي للقتال» في حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973، وهو أخطر وثائق الحرب قاطبة، الذي أصدره السادات إلى الفريق أول أحمد إسماعيل وزير الحربية في 1/10/1973، لا يحمل من «السادات إلا توقيعه»، لأن هيكل نفسه هو من قام بصياغته! فهل مثل هذا الشخص يمكن أن يتهم بهذه الجريمة؟!

  • إضافة إلى ما سبق، فقد طلب السادات من جمعة «حل الاتحاد الاشتراكي، لكنه رفض؛ أن الاتحاد الاشتراكي هو أعلى سلطة في البلاد، ولا يملك أحد حله. ولم يرتح السادات لهذا الرأي، فقد كان مصمماً على أن يحل الاتحاد الاشتراكي ليأتي بعناصر جديدة. وقد تأكد له ضرورة إجراء هذا التغيير بعد اجتماع اللجنة المركزية، الذي ناقش فيه قضية الاتحاد بين مصر وسورية وليبيا» (ص 159).

  • وكان من أبلغ ما قيل بهذه المناسبة ما قرره اللواء أحمد كامل مدير المخابرات العامة في حينه، في أثناء اجتماع عقدته قيادة «التنظيم الطليعي» مساء 12/5، للنظر في الخطوات المقبلة، في ضوء المعلومات السابقة التي عرضها عليهم شعراوي جمعة، حيث حيث قال كامل: «مهمتي أن أحمي الدولة ورئيسها من المؤامرات، وأنا وسط مأساة الآن حين أواجه وضعاً غريباً أن الذي يتآمر على البلاد هو نفسه رئيس الدولة»‏(49)!

  • رغم أن دايان يقول في مذكراته: «إن مبادرة روجرز كانت تقرر انسحاب إسرائيل إلى حدود 1948 على كل الجبهات»‏(31) ويقول عنها إسحاق رابين في مذكراته: «إنها تقضي بتعهد الولايات المتحدة بأن تكون الحدود بين إسرائيل والأردن متطابقة مع خط الهدنة عام 1949، وأن تتحرر القدس الشرقية من الاحتلال الإسرائيلي»‏(32). بينما كانت مائير تعتبر مبادرة روجرز كارثة لإسرائيل؛ لأنها تتضمن لا فقط انسحاب إسرائيل من كل الأراضي العربية، لكن أيضاً لأن هذا سيتم مقابل وثيقة تودعها الدول العربية لدى الأمم المتحدة،لا تتضمن على الإطلاق أي اعتراف بإسرائيل، على أي مستوى، ولا حتى مفاوضات مباشرة.وبيغين يصفها بأنها ميونيخ جديدة، وتفريط في أمن إسرائيل. كما ظلت إسرائيل لمدة ثلاثين شهراً، بعد مبادرة السادات، تصر في جميع مباحثاتها غير المعلنة مع الولايات المتحدة على طلب سياسي محدد: أن تعطيها الولايات المتحدة ورقة رسمية تسجل فيها تراجعها النهائي عن مبادرة روجرز.

  • وتضيف مذكرات الفريق عبد المنعم خليل قائد الجيش الثاني خلال حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973: «والحقيقة التي يجب أن نذكرها هنا أن التدريب على العبور كان قد بدأ مع نهاية عام 1967 وبداية عام 1968

  • كانت القوات المسلحة المصرية على أتم الاستعداد لخوض حرب التحرير، قبل رحيل جمال عبد الناصر، كما تقدم، حيث كان قد صدق بالفعل على «أمر القتال»، وأعطى أوامره للفريق أول محمد فوزي بالاستعداد لشن معركة التحرير، فور انتهاء مهلة وقف إطلاق النار، في 7/11/1970، كما وقع، في آب/أغسطس عام 1970، على خطط العبور ة «جرانيت 1»، و«جرانيت 2»، و«القاهرة 200»، والأخيرة هي التي تعني الضوء الأخضر والنهائي لبدء تنفيذ خطط تحرير الأراضي المحتلة، بعدما استكمل استعداداته لشن حرب التحرير، باكتمال حائط الصواريخ، وتحريكه حتى حافة الضفة الغربية لقناة السويس.

  • من ناحية أخرى ففي ندوة مغلقة عقدها مدير الاستخبارات الخارجية الروسية ميخائيل فرادكوف، في عام 2018، مع السفراء الروس في الوطن العربي والإسلامي، في شأن مستقبل جماعة «الإخوان المسلمين»؛ أشار إلى أن بريطانيا دعمت جماعة الإخوان منذ نشأتها عام 1928، لمواجهة تنامي التيار القومي العربي وأشار إلى تقرير أمني روسي تطرق إلى العلاقات الأمريكية - الإخوانية، مع بداية أفول نجم بريطانيا العظمى في الخمسينيات من القرن الماضي، وأثبت أن الجماعة جزء أساسي من أدوات المشروع الأمريكي للهيمنة على الوطن العربي والإسلامي، وبخاصة في مواجهة ثورة جمال عبد الناصر ومن ثم بدأ المستشار حسن الهضيبي، المرشد العام للإخوان المسلمين، في تلك الفترة بتجديد العلاقات ما بين الإخوان المسلمين والولايات المتحدة، واتفق الطرفان على أرضية التعامل المشترك ضد ثورة 23 تموز/يوليو، كونها تهدد المصالح الأمريكية في المنطقة، ومن جانب آخر تستهدف حركة الإخوان المسلمين في مشروعها السياسي. وتعمقت العلاقات ما بين الطرفين، ووضعت العقبات والمصاعب أمام تلك الثورة ليس في مصر فحسب، بل في بلدان عربية أخرى، في محاولة لوقف مد هذه الثورة، وانتقالها في مناطق أخرى في الوطن العربي.

  • في السياق ذاته يشير أحمد كامل مدير الاستخبارات العامة حتى 13/5/1971، في مذكراته بعنوان: أحمد كامل يتذكر، إلى أن من دلائل اتجاه السادات للتفرد بالقرار وحده، ونيته فتح طريق سياسي جديد؛ أنه واصل تعميق قناة سرية مع الولايات المتحدة ويضيف كامل: «كان الحوار ضرورياً بالطبع، لكنه كان يتم خارج أجهزة الدولة المختلفة، وفي مقدمها وزارة الخارجية. وكنت أعلم بحكم موقعي جانباً من طبيعة الحوار. بل إن الاستخبارات المركزية الأمريكية هي التي تكفلت، من طريق قناة خاصة ومباشرة، بأن تنقل إلي، وأنا على رأس المخابرات، بعض التصورات والاقتراحات الأمريكية، التي نقلها المبعوثون الأمريكيون إلى الرئيس السادات، وكانت كلها اقتراحات شكلية، تدور حول الموضوع ولا تصل إلى عمقه. ولقد قلت يوماً لمندوب الاستخبارات المركزية الأمريكية - الذي جاء ينقل التصورات - إنني لا أرى جديداً، وإننا جادّون في البحث عن السلام، لكنكم تحرجون الرئيس بهذه المواقف المائعة، التي لا تقدم جديداً، ولا تضيف شيئاً»‏(11).

  • لذلك سُجِّلت هذه الاتصالات، وجرى تفريغ شريط المقابلة في نفس اليوم، وإرساله إلى من يعنيهم الأمر، لكن المهم أنه لم يحدث شيء مما تصوره السادات، ولم يكن معقولاً بهذه الوسائل أن تتحقق أهداف أو غايات وقام شعراوي جمعة وزير الداخلية آنذاك بتسليم نصوصها إلى بينما هي تمسك بكل مفاتيح السلطة في مصر! وقد نشرت تسجيلات هذه النصوص كاملة في الكتاب الذي أصدره محمد حسنين هيكل بعنوان: أكتوبر 73: السلاح والسياسة‏(9).

  • أما المحاولة الثانية للتواصل مع الولايات المتحدة فكانت عبر «قناة مصرية سرية»، دشنها السادات مع الولايات المتحدة وإسرائيل، من خلال عبد المنعم أمين، الذي اختير عضواً بمجلس قيادة ثورة 23 تموز/يوليو عام 1952، في أيامها الأولى، ثم عيِّن بعد ذلك سفيراً في لاهاي. وكان القائمقام أمين، في الشهور المبكرة بعد الثورة، يمسك بخيط من خيوط الاتصال مع السفارة الأمريكية في القاهرة، بتكليف من مجلس قيادة الثورة، وكان الموضوع الذي يدور حوله البحث هو مفاوضات الجلاء مع الإنكليز وقد غادر مصر منذ عام 1954 لاختلافه مع توجهات الثورة الاقتصادية والاجتماعية، ولم يعد إليها إلا فور وفاة عبدالناصر

  • إلا ان كتاب لعبة الشيطان، الذي صدر في واشنطن، يتتبع العلاقة التاريخية بين السادات والدوائر الأمريكية، ويرسم صورة كاملة لها؛ يقول الكتاب: منذ سنوات ثورة 23 تموز/يوليو عام 1952 كانت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تمتلك ملفاً خاصاً عن أنور السادات،وكان هذا الملف يحتوي على معلومات عن سنوات العمل السري التي اندمج فيها السادات قبل الثورة، وكيف كان هو الوحيد من بين كل من شاركوا في ثورة 23 تموز/يوليو عام 1952 ذا تاريخ حافل بالعمل السري.

  • عن الإدارة الأمريكية باستعداد الولايات المتحدة للتحرك نحو التسوية الشاملة، في حال إنهاء الوجود السوفياتي من مصر. لكن ما حدث هو أن الولايات المتحدة أدارت ظهرها تماماً لهذا القرار الخطير الذي اتخذه السادات، وكأنه لا يعنيها‏(6).

  • بل لقد ذهب خصوم السادات إلى حد اتهامه بالخيانة، وأنه كان عميــــلاً للاستخبارات الأمريكية، وأنه كان يتقاضي راتباً شهرياً من وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) عندما كان نائباً لرئيس الجمهورية وهم يستندون في ذلك إلى ما نشر في الصحف الأجنبية عام 1978، ثم أكده الصحفي الأمريكي بوب وودورد في كتابه الذي نشر في آب/أغسطس 1987، الحروب السرية لوكالة الاستخبارات المركزية‏(2). والذي يعطي لهذا الكتاب أهمية خاصة أنه صدر بناء على أحاديث أجراها بوب وودورد مع كاسي مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية، وفي حياة السادات، دون أن يصدر عنه أي تعقيب.

  • وعرض هيكل، في أحاديثه إلى قناة «الجزيرة»، أحد أخطر تقارير المعلومات التي كشفتها «عملية الدكتور عصفور»؛ عندما توجه أمين هويدي، مدير المخابرات العامة، إلى منزل جمال عبد الناصر في 6 كانون الأول/ديسمبر عام 1969، ومعه تسجيل لحديث دار بين الوزير المفوض الأمريكي في سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل ومديرة مكتبه مع رئيس بعثة رعاية المصالح الأمريكية في القاهرة، وممثل الاستخبارات المركزية الأمريكية في السفارة الأمريكية في القاهرة. واستمع جمال عبد الناصر إلى التسجيل، الذي جاء فيه: إن جمال عبد الناصر هو العقبة الرئيسية في قيام علاقات طبيعية بين المصريين والإسرائيليين وأن هناك حال من الالتفاف الشعبي المصري والعربي حول جمال عبد الناصر، تجعل السلام مع إسرائيل بالشروط الأمريكية الإسرائيلية مستحيــــلاً وأن مصر، التي كانت من المفترض أنها مهزومة، تبدو منتصرة، في حين أن إسرائيل، التي كان من المفترض أن تبدو منتصرة، تبدو مهزومة، وذلك بسبب حرب الاستنزاف وأن سمعة دايان أكبر كثيراً من إمكاناته الشخصية وأن قادة إسرائيل (مائير،دايان، ياريف، آلون) أجمعوا على أن بقاء إسرائيل، ونجاح المشروع الأمريكي - الإسرائيلي في المنطقة، مرهون باختفاء جمال عبد الناصر من الحياة، وأنهم قرروا اغتياله بالسم أو بالمرض وأن مائير رئيسة وزراء العدو قالت بالنص:«سوف نتخلص منه: we will get him»، وإلا فإن الوطن العربي ضائع، وسيخرج من نطاق السيطرة الأمريكية.

  • السادات؛ «ويصف شارل أنديرلان كيف تمت هذه العملية، في كتابه سلام أو حروب؟ فيقول: تلقى ناثان يلين مور رسالة مستعجلة من صديق له في باريس يدعوه للمجيء فوراً، وكان هذا الصديق هو هنري كورييل الرئيس السابق للحزب الشيوعي (حدتو) في مصر، وكان حمروش عضواً في هذا الحزب، وعند وصول يلين مور إلى باريس انطلق إلى صديقه كورييل، الذي قال له «يريد أحدهم أن يراك»»، وفتح الباب وظهر حمروش، الذي كان يعمل رئيساً لتحرير مجلة روزاليوسف،وكان يتعاون مع السادات. وقد طلب من يلين أن ينقل إلى غولدا مائير اقتراحاً للتفاوض مع الرئيس السادات، فيجتمع موظفون كبار من كلا البلدين سراً على أرض محايدة، ويتعهد الطرفان بألّا يذيعا شيئاً عن محادثاتهما إن كتب لها الفشل، لكن مائير رفضت هذا الاقتراح وقد نشر يلين هذه المقابلة في صحيفة يومية في إسرائيل