السادات وإسرائيل؛ صراع الأساطير والأوهام > اقتباسات من كتاب السادات وإسرائيل؛ صراع الأساطير والأوهام > اقتباس

يروي الشاذلي كيف مارس السادات الكذب على القيادة السورية من قبل أن تبدأ الحرب عام 1973، ثم في أثنائها؛ حيث يقول: «في شهر نيسان/إبريل عام 1973 أخبرني وزير الحربية بأنه يرغب في تطوير هجومنا في الخطة لكي يشمل الاستيلاء على المضايق. فأعدت له ذكر المشكلات المتعلقة بهذا الموضوع. وبعد نقاش طويل أخبرني أنه إذا علم السوريون بأن خطتنا هي احتلال 10 - 15 كم شرق القناة فقط فإنهم لن يوافقوا على دخول الحرب معنا، وأخبرته أن بإمكاننا أن نقوم بهذه المرحلة وحدنا، وأن نجاحنا سوف يشجع السوريين للانضمام إلينا في المراحل التالية، لكنه قال إن هذا الرأي مرفوض سياسياً، وبعد نقاش طويل طلب إليّ تجهيز خطة أخرى تشمل تطوير الهجوم، بعد العبور، للوصول إلى المضايق، وأخبرني أن هذه الخطة سوف تعرض على السوريين لإقناعهم بدخول الحرب، لكنها لن تنفذ إلا في ظل ظروف مناسبة»، ثم أضاف قائــــلاً: «فلنتصور مثــــلاً أن العدو تحمل خسائرجسيمة في قواته الجوية - وهي عنصر التهديد الأساسي - وأنه قرر سحب قواته من سيناء، فهل سنتوقف نحن على مسافة 10 - 15 كم شرق القناة لأنه ليس لدينا خطة لمواجهة مثل هذا الموقف؟» وعندما قام الشاذلي بزيارة سورية للتنسيق في شأن الحرب المنتظرة حذره السادات من إبلاغ الرئيس السوري الأسد الخطة المصرية الحقيقية، التي تتوقف عند احتلال 10 - 15 كم شرق القناة فقط، وأن يعرض عليه «الخطة المزورة» التي تتضمن الوصول إلى المضايق! ويعقّب الشاذلي: «لقد كنت أشعر بالاشمئزاز من هذا الأسلوب الذي يتعامل به السياسيون المصريون مع إخواننا السوريين، لكني لم أكن لأستطيع أن أبوح بذلك للسوريين وقد ترددت كثيراً وأنا أكتب مذكراتي هذه، هل أحكي القصة أم لا؟ وبعد صراع عنيف بيني وبين نفسي قررت أن أقولها كلمة حق لوجه الله والوطن إن الشعوب تتعلم من أخطائها، ومن حق الأجيال العربية القادمة أن تعرف الحقائق مهما كانت هذه الحقائق مخجلة».

هذا الاقتباس من كتاب