ذبابة بشرية > مراجعات رواية ذبابة بشرية

مراجعات رواية ذبابة بشرية

ماذا كان رأي القرّاء برواية ذبابة بشرية؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.

ذبابة بشرية - هانز أولاف لهلوم, يارا أيمن
تحميل الكتاب

ذبابة بشرية

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    4

    مراجعة رواية ذبابة بشرية

    " هناك العديد من الناس الذين يمرُّون بشيءٍ مؤلم وصادم في فترة ما من حياتهم ولا يستطيعون تجاوزه أبداً، فيصبحون ذباباً بشرياً، ويقضون الباقي من حياتهم نوعاً ما وهم يدورون حول ما حدث لهم مثلما يدور الذباب"....

    رواية ذبابة بشرية، للكاتب والمؤرِّخ النرويجي (هانز أولاف لهلوم) عدد الصفحات٣٨٤، نشرت الترجمة عن دار العربي للنشر عام٢٠٢٣.

    نبذة عن العمل (لا تحتوي على حرق لخط اكتشاف الجريمة):

    _لم يتوقع مفتِّش الشرطة (كولبيورن كريستيانسين) -والذي عُرِف لاحقاً بلقبk2- أنَّ يوم الخميس الموافق الرابع من أبريل عام ١٩٦٨ سيشهد انطلاقة من المستحيل أن تُنسى في تاريخه، وأنَّ ليلة اليوم المذكور ستحمل في طيَّاتها جريمة قتل رجلٍ مهم، وأنَّه -بطريقةٍ أو بأخرى- سيتولَّى بنفسه مهمة اكتشاف خبايا تلك الجريمة.

    _(هارالد أوليسين) الرجل الذي قضى نحبه في عمر الثالثة والسبعين عن طريق رصاصة لا تُخطئ هدفها. لم يكن هارالد في عام ١٩٦٨ من نخبة المشاهير، ليس وقد مرَّ على تقاعده من وزارة وعضوية مجلس الدولة ثلاثة أعوام- لكنَّه كان كذلك في ماضيه، الماضي الذي لاحقته ظلالُه حتَّى أردته قتيلاً في شقته ببناية ٢٥ شارع كريبس.

    _كان (هارالد) بطلاً من أبطال وقادة المقاومة في الماضي، في الحرب التي لا نحتاج الآن لذكر تفاصيلها، لكن يكفينا أن نشير لمن تخونه ذاكرته أنَّ وقتها كانت النرويج في حرب ضروس مع النازية الألمانية. والآن، وبعد مرور أكثر من عشرين عام على تلك الحرب، وبعدما تابع (هارالد) حياته كرجل حربٍ شهير ينال احترام كلّ من يعرفه؛ ما الذي قد يدفع أحدهم لقتله في شقّته وهو في مثل هذا العمر مع تاريخه الحافل بالبطولة؟.

    _كان من الطبيعي أن يدور ذاك السؤال في ذهن كلّ من علم بالجريمة؛ مَن ولماذا قد يفعلها؟ والسؤال الأهم: من الذي استطاع أن يتسلَّل إلى الشقة وينفَّذ تلك الجريمة ثم يخرج دون أن يراه أي شخص، بما فيهم حارسة البناية والتي تسجِّل بمواعيدٍ دقيقة حركة الدخول والخروج من المبنى؟!...يبدو أنَّ ما كان ينتظر المفتش (كريستيانسين) في ٢٥شارع كريبس ليس -فقط- جريمة قتل غامضة؛ بل ومجرمٌ مناور من الدرجة الأولى، سيكلِّفه الوصول إليه بحثاً مضنياً.

     

    تعقيب (قد يحتوي على بعض الحرق):

    ** أولاً تعقيبٌ عام:

    _بناية سكنية من ثلاثة طوابق، تضم شققها سبعة جيران وطفل رضيع، وقصص لا نهاية لها من الماضي، وبذور انتقامية زُرعتْ في تربٍ خصبة. الجميع يصلح لأن يكون قاتل، الجميع لديه الغاية، البذرة، لكنّ شخصٌ واحد حرص على مدار أعوامه الأخيره على ريّ بذرته حتَّى نمتْ، وتغذَّت، وأينعتْ ثمرتها على هيئة جريمة قتل!

    حسناً، من البداية ويساورني اعتراض على جعل قاطني البناية -فقط- هم المشتبه بهم، لا أنكر أنَّ الكاتب بذل جهوداً للخروج من هذه الدائرة، لكن بقيت كل أصابع الإدانة تشير للجيران الستة للضحية في غالبية الأحداث.

    _لقد جمع الكاتب شخصيات بماضٍ مشترك حدَّ التشابك في بناية سكنية واحدة وجعل هذا الأمر يتم على سبيل الصدفة، الصدفة فقط، بالطبع إذا استثنينا القاتل الحقيقي الذي جاء لغرضٍ واضح، ولن أنكر أنَّ ذلك أصابني بإحباطٍ كبير…لطالما تمنَّيتُ طيلة القراءة أن تكون الشخصيات كلّها قد اتَّفقت على تنفيذ الجريمة؛ كان ذلك ليقنعني أكثر من أن تقول لي أنَّ الابن، والعشيق القديم للشقيقة، واللاجئة الصغيرة الهاربة كلِّهم قد قطنوا نفس المبنى دون ترتيب مسبق…القدر ملئ بالمصادفات نعم، لكنَّ مثل تلك الصدف -بالنسبة لي على الأقل- فاقت حدَّ الاحتمال.

    _تُقدَّم الرواية على أنَّها بطولة المفتش k2 لكنّي أحب إعطاء كلّ ذي حقٍ حقه، رغم إعجابي بشخصية (كريستيانسين) إلَّا أنِّي أعجز عن ألَّا أراه بطلاً ثانياً، أما البطولة الأولى فهي للعبقرية (باتريشيا) التي اكتشفتْ جل ملابسات القضية، إن لم يكن كلّها.

    _من بداية قراءتي للعمل، ورغم علمي أنَّ الترجمة حديثة…بل في واقع الأمر هي إنتاج العام الجاري؛ إلا أنَّني كنتُ أودُّ الوقوف على معلومة واحدة وإجابة لسؤالٍ وحيد: متى كتب (هانز) هذا العمل؟…لأنَّ الإجابة كانت ستؤثِّر -بكلّ تأكيد- على عدَّة انطباعات تكوَّنت لدي فيما يخص الحبكة، وقد أعطاني هانز -بنفسه- الجواب في اختتام الأحداث؛ لقد أنهى كتابة العمل عام ٢٠١٠…أبكر بكثير مما توقَّعتْ! ونعم؛ سيؤثِّر هذا -وبشدَّة- على رأيي الشخصي.

    _من المفترض بي الآن أن أشرح تأثِّري؛ كما قلتُ سابقاً فإنَّني اعترضتُ على طريقة تجميع الشخصيات معاً بدافع الصدفة، وأزيد عليه أنَّني اعترضتُ -جداً- على طريقة "إخفاء" القاتل…لأنَّني -كقارئة على الأقل- استطعتُ أن أضع يدي عليه بمجرَّد أن انتهى (كريستيانسين) من مقابلة كلّ جيران الضحية، ولا أدَّعي أنَّ ذلك جاء لذكاءٍ شديدٍ منَّي؛ بل لأنَّها الفكرة الرئيسية التي قد تراود من اعتاد على مطالعة هذا التصنيف بمجرَّد أن يُقدَّم له ذاك "الجار المجرم" بالطريقة التي قُدِّم بها. إنَّها تفصيلة من كثرة استخدامها بات من السهل تخمينها؛ ولأجل ذلك قلتُ أنَّ تاريخ الكتابة سيفرق معي؛ لأنَّك لن تستطيع إطلاق لقب "كليشيه" على شيء هو -بالفعل- قديم. لقد صيغت أحداث العمل في عام١٩٦٨، وكنتُ أتمنى أن يكون تاريخ كتابتها قريبٌ من ذلك حتَّى أغفر ما سبق وذكرته.

    **ثانياً: تعقيب على نقاط القوَّة:

    _يستطيع هانز أن يطرح المعلومة التي يريدها في الوقت الذي يريده. دون أن يشعرك أنَّ جرعة المعلومات التي سقاها لك آنفاً قد تمَّ بتر جزءاً منها، جزء مهم، وتلك نقطة تُحسب له؛ لأنَّك -مع تخمينك الصائب ومع يقظتك طيلة القراءة- ستجد -دوماً- نقاطاً غفلتَ عنها سهواً.

    _الربط بين الحرب التاريخية -الحقيقية جداً- وبين أحداث الرواية البوليسية -التي كلّها من أوَّلها إلى آخرها من نتج خيال الكاتب- هو شيءٌ يستحق الثناء بالطبع، وهو شيء لا يقدر على إنجاحه أي أحد. أن تستقي قصةً بوليسية درامية إلى حدٍ كبير من ذكرى كتلك أمرٌ لن يبرع فيه الكثيرون؛ لكن هانز فعل.

    _كان بوسعي أن أقول انَّ الشخصيات تشابهت مع بعضها أثناء ذكري لنقاط الضعف، لكن لا؛ أنا أرَ أنَّ تشابههم يصلح لأن يكون نقطة قوَّة؛ لقد تشابهوا رغم اختلافهم، رغم الفارق الكبير في النشأة والأصل والبيئة التي تربوا بها؛ لكنَّهم ظلّوا -جميعهم بلا استثناء- ذباباً بشرياً يحوم حول ماضيه؛ وهذا -بالتحديد- ما يجعلهم مميزين؛ فرغم الاختلاف وُجِدَ التشابه الذي من أجله -بالأصل- دارت الأحداث.

    **ثالثاً وأخيراً: تعقيب على الشخصيات:

    _سبق وقلتُ أنَّ (باتريشيا) تصلح لأن تكون البطلة. هذه البنت -رغم إعجابي الشديد بها- إلَّا أنَّها أشعرتني في أحيان كثيرة بأنَّها صوت الكاتب وليست شخصية من ضمن شخصياته؛ لقد كانت تخميناتها تفوق الحد الطبيعي للبشر. تفوق حتَّى سنها الصغير، لكن بوسعي تمرير ذلك بمراعاة ما يقتضيه الدور، وما سبق وقاله والده عن ذكائها الحاد بالطبع.

    _(كريستيانسين)...لن أقول أنَّني -في آخر جلسات القراءة خاصةً- كنتُ أحدِّثة بصوتٍ مرتفع وأنا أقول: "أرجوك، لمرَّةٍ واحدة؛ افعلها ولاحظ شيئاً صحيحاً"...لكنَّ المضحك أنَّه لم يفعل، وحسناً سأعترف؛ لقد جاء ذلك مناسباً -تماماً- لشخصيته، حتَّى هو اعترف بذلك.

    _(ديرفوت)، وسأضطر لاستخدام لقبه وليس اسمه الحقيقي في محاولة بائسة لعدم حرق الأحداث؛ هذا الرجل تعاطفتُ معه رغم كل مثالبه وأخطائه. تعاطفتُ أكثر مع كونه قد أضاع عمره في سبيل أن يكون "ذبابة بشرية تحوم حول الماضي" ولطالما تساءلتُ: ماذا لو كان اختار العكس؟ماذا لو كان دودة ستخرجُ ذات يوم معلوم من شرنقتها على هيئة فراشة؟…وهذا يضعنا أمام تساؤل لابدَّ منه: هل حياة الإنسان -دائماً- تسير في تيارٍ دون رغبته؟ أم أنَّه -بطريقةٍ أو بأخرى- دائماً ما يحظى بدور البطولة في توجيه دفّته؟!..

    تعليقٌ ختامي:

    _الرواية -ورغم كلّ ماسبق ولاحظتُه- ممتعة، معجونة بصبر، ومُبَهَّرة بقصص جانبية متشابكة تثير الإعجاب لا ريب. استمتعتُ بها، وبمعرفتي أنَّها كانت بداية انطلاق سلسلة بوليسية للكاتب (هانز). وقد جاء في آخرها مفتتح الرواية التالية لهذه. 

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    يوم قُتل مارتن لوثر كنج في ممفيس بولاية تينيسي كان صوت الرصاص يدوي في الجانب الآخر من المحيط في منطقة تورشوف شرق العاصمة النرويجية أوسلو ، يُسمع الرصاص بوضوح من شقة سكنية كان يسكنها بطل من أبطال المقاومة، وهنا نعني كلمة "كان" لأن هارالد أوليسين قد قُتِل

    وفي ذات اليوم الرابع من أبريل كان صوت الهاتف في شقة المحقق كولبيرون كريستيانسين يعلن عن جريمة وقعت في شارع كريبس بالتحديد البناية رقم 25 ، لتكون هذه اللحظة بداية محقق طلب من رئيسه أن يتولى التحقيق في هذه القضية التي وقعت في بناية كل من فيها محل اشتباه

    ● تنتمي الرواية إلى روايات "من فعلها؟" لكن هنا محقق ليس بوارو أجاثا كريستي ولا شيرلوك أرثر كونان ، يعتمد المؤرخ هانز لاهلوم -كاتب الروايات الآن بعمله التأسيسي لسلسلة المحقق (ك 2)- على هذا النوع الروائي ليسرد روايته الأولى بصوت المحقق مع ذكر كل حوار يجريه (صوت الراوي ونظارته، وهو يقص الحوارات كاملة) ، روايته الأولى التي نعتها بالبوليسية التاريخية وكتبها تأثرًا بعمته داجمار لاهلوم الموصوفة بالذبابة البشرية في إهداء الرواية التي حملت نفس الاسم

    ● يعني هانز بالذبابة البشرية أن ثمة حدث مؤسس يظل يُراودك وتظل أنت تحوم حوله بفكرك، وهذا هو المعمار الأساسي للرواية بجانب فكرة يؤكد عليها كل شخوص الرواية بتصرفاتهم وهي تعدد الوجوه وهذه هي التيمة الأساسية (لسنا على الحقيقة التي تبدو للناس) وهي تشمل الجميع من المحقق وحتى الجاني الذي نبحث عنه بين الصفحات

    تلك الفكرة شرحها أنطون هانسن حارس البناية الذي آوى الفارين من النازية وأنتهى به الأمر إلى ما صار إليه حين قال "تجد نفسك بعدها عالقًا فيما حدث، ويستحيل عليك المضي قدمًا"، وجوه تبدو عادية لكن لكل منهم فكرة أو حدث أو حقبة يظل يحوم بعقله حولها هناك وإن كان هنا معنا، أو كما قال أنطون "مشكلتي أني أتذكر أكثر من اللازم" حتى أنه أحيانًا ينبغي على المرء أن لا يتذكر "خلصت إلى استنتاح بأن التحدث عن الأمور يجعلها أسوأ ببساطة"

    تعدد الوجوه تجده حتى في ترتيب المكتبة داخل الرواية مرتين حتى أن في أحدها يلحظ المحقق -مع ما بُذِل من جهود لإخفائها- الكتب التي تحويها مكتبة من أصبحت مساعدة للمحقق

    تتعدد الوجوه بالطبع لكل المشتبه فيهم كعادة هذا الجنس الأدبي من البحث عن جناة يبدون في منأى عن القتل لكنهم يخفون هذا خلف قناع، لكن بالإضافة إلى ذلك، في الرواية ثمة طبقات من حيوات القوم مطمورة خلف ستار المظهر اليومي المعتاد، بين الصفحات سترى من يدعي الرغبة في التعايش لكن مع رغبة دفينة في إقصاء من له الحق مع أنانية وحسد وطمع مكتوم

    حتى تتكرر عبارة دالة على هذا المعنى مرة على لسان المحقق إذ يقول "من يدعون أن المال ليس مهمًا لسبب ما دائمًا ما يبدو أن لديهم الكثير منه" ومرة على لسان كريستيان لوند "أولئك الذين يقولون إن المال لا يعني شيئًا لم يكبروا في الفقر"

    ● تبدأ فصول الرواية المتلاحقة الممتعة التي تلتهمك بمجرد بداية القراءة برحلة نتعرف فيها على سكان البناية ويبدو بجلاء أن ثمة ما هو مخفي وأن كلًا منهم لم يقل كل الحقيقة، حتى لو لم يكذب إلا أن الحقيقة ليست كاملة في رواياتهم عن الحادث

    فنرى زوجة الحارس وكأنها تكتم أمرين بشأن السكان يظهر أحد هذه الأمور والآخر يظل محل نظر إلى حين

    ثم نتعرف على مرض الضحية من أولاد أخيه، وبالروايات المتلاحقة تتبين لنا سيرته كما تتبين لنا سيرهم

    وفي نفس التوقيت الذي يلاحق فيه المحقق الحقيقة يعرض عليه أحد معارف والده المساعدة التي نعلم كنهها بعد زيارة يجريها المحقق

    في فصل سماه المؤلف بصقل الذاكرة كان على الحقيقة صقلًا للشخصيات وقربًا منها أكثر نشهد فيه الأنانية والطبقية والصراع الخفي

    نكمل التحقيق حتى نصل إلى كونراد سائق التاكسي مع التأكيد على الوجوه الأخرى والماضي والشخصيات المتعددة وينتهي التحقيق باندرياس جولستاد القعيد الذي قتل النازيون أباه

    أثناء التحقيق يظهر طالب تاريخ كُلِّف بكتابة المذكرات الشخصية للمقتول يعقب هذا العثور على القسم الأخير من المذكرات الشخصية بخط هارالد مخبأة بين الكتب لكنها تضيف ألغازًا أخرى بدلًا من كشف خيوط الظلام حول القضية التي تتحول لجريمتين قتل لا واحدة يموت في أحدها فرد من سكان البناية مجددًا وأحد المشتبه فيهم أصلًا، وأنا أعدك بعد معايشة الشخصيات وصقلها ستشعر أنك تسكن في بناية من القتلة

    ● حوار الرواية يجعلك تسمع كل الأصوات وتحاورها وتستمتع وأنت تتابع استكمال الصورة أو الأحجية الناقصة التي تبحث عن إكمال نقصها والقطعة المفقودة، ومع رواية تنتمي لهذا النوع فأنت تعلم أن ثمة أكاذيب وأسرار بل الكثير منها، والقصة تتكشف مع تتابع سرد الشهود أو المشتبه بهم

    ● الشخصيات كما قلنا تظل تتضح شيئًا فشيئًا كعابر في الضباب حتى ينقشع عنه، لكن للأسف أكثر الشخصيات التي لم تضح كما ينبغي كانت شخصية المحقق الذي لم تتضح شخصيته كما هو مفترض ولم يكن هذا مقبولًا ، وظهر على النقيض تمامًا من أبطال هذا النوع الأدبي وكان هذا على ما يبدو متعمدًا لكن مع تسطيح، قد تجده في ملمح أو اثنين يظهر منه قوة ملاحظة لكنه في الغالب كما وصفته باتريشيا -ليصرح المؤلف بهذا الاعتراف على لسانها- "يتمتع مفتش المباحث كولبيورن كريستيانسين بالعديد من الخصال الجيدة بلا شك لكني لست متأكدة إن كان الذكاء أحدها حتى الآن" وبالمناسبة فالرواية تتسم بحس ساخر مبعثر بين فصولها لكنه بالتأكيد سيدفعك للابتسام، على هيئة ملاحظات ساخرة يلقيها المحقق كملاحظة عن شخصية المحامي مثلًا وأنه "لابد أن هذا الرجل وُلِد ساديًا ثم استغل هذا في مهنته" وأن كلمة (لكن) "كلمته المفضلة ويعلم بالضبط كيف يستخدمها" وملاحظة أخرى عن الدبلوماسي الذي هو أحد "الشخصيات التي يمكنها أن تتحدث معك وتتودد إليك في حين تخفي خلف ظهرها هراوة كبيرة طوال الوقت" لاحظ تعدد الوجوه مرة أخرى

    ● من مشكلات الرواية تصميم شخصية المحقق التي سبق وذكرت عبارة المؤلف بصدد ذكاءه، حتى أنه يبدو متعمدًا وهذا مقبول، لكن للأسف كان هذا عيبًا للمبالغة والإغراق فيما قد نسميه تجاهل البديهيات أو ما قد يسميه أحدهم مع رفع الحرج بالغباء وأحيانًا بالغباء الشديد الذي لا يليق مع شخصية كهذه بل ويحدث هذا التجاهل للبديهيات معظم الوقت، استنتاجات بعضها بدهي لا تحتاج لعقل ذكي يساعد المحقق لكنها تحتاج لمحض تفكير عادي سيخلص إلى هذه النتائج وللأسف كانت الرواية في هذا الشأن مستفزة حتى أن عبارة مثل "أسئلة تصرخ طلبًا للإجابات" تصبح محل سخرية، لإن الكثير من الإجابات واضحة بل في الغالب أنت ستعرف الإجابة وستعرف من فعلها قبل فصول النهاية لكنك ستكمل مأخوذًا بالإيقاع السريع للرواية وطلبًا لفهم أكثر للدوافع والتفاصيل والكيفية فقط

    وهذا التجاهل للبديهيات الذي قد يعكر صفو قرائتك يبدو أن ثمة شخصيات أخرى قد أصيبت به وأن العدوى استشرت حتى أن الشرطي في السويد يروي واقعة يقول أحد أطرافها أن مطاردة قد جرت مع اشتباك بالرصاص ثم هو يجيب أنه لا يمكنه التأكد بشأن وجود سلاح!

    ومن مُعَكِرات الرواية أيضًا المصادفات المتكررة، نعم ثمة صدف تبدو كذلك لكن وراءها الكثير يكشفه التحقيق، وعلى النقيض ثمة صدف محركة للأحداث بملائمة تفتقر إلى الواقعية

    ومع الحديث عن مواطن الشكوى من الرواية لماذا ينقل المحقق مشاعر امرأة تجاه من تحب ولا يفعل ذلك مع مريض على فراش الموت بث حبه لشريكة حياته وأوصاه بنقل رسالته؟

    ● وفي الأخير رغم أي نقد هي رواية ممتعة تغرقك في تفاصيلها وحوارها وفكرتها الأساسية التي يؤكدها شخوصنا، وبترجمة جيدة وسلسلة ولطيفة

    ختامًا نعم قد تعرف إجابات "الأسئلة التي تصرخ" وتعرف القاتل لكنك ستتابع القراءة على الأقل لتتأكد، وقد لا تعرفه على الإطلاق حتى النهاية، أو تعرفه لكن تجهل حقيقة الوجوه خلف الأقنعة في حياة متعددة الوجوه ومتعددة الحوداث التي قد يقف عندها العقل ويظل يحوم ويحلق حولها ويجول فيها .

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    مراجعة رواية ذبابة بشرية

    للمؤلف: هانز أولاڤ لهلوم

    ترجمة: يارا أيمن

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    ذبابة بشرية

    احيانًا حتى إن توقف شبح الماضي عن مطاردتنا ربما لا نتوقف نحن عن مطاردته؛ حينها نجد أنفسنا بلا حراك أمام تلك المحطات المظلمة من الحياة، نتعمق في تجاويف ذكريات الألم أكثر وأكثر، وداخل تلك التجاويف المؤلمة تكمن بكل منا ذبابة. ذبابة لا ندري إذا كانت هي من تحوم حول عفن الذكريات أم انها عاجزة عالقة تحاصرها شباك الماضي، لكن في كلا الحالتين يتسلل اليأس إلى أرواحنا فنصبح  تائهين متخبطين بين الحاضر وتلك الذكريات التي توقف عندها الزمن!

    "هناك العديد من الناس الذين يمرون بشيء مؤلم وصادم في فترة ما في حياتهم ولا يستطيعون تجاوزه ابدًا، فيصبحون ذبابًا بشريًا"، ويقضون الباقي من حياتهم نوعًا ما وهم يدورون حول ما حدث لهم مثلما يدور الذباب فوق القمامة".

    من هذا المبدأ استخلص"لهلوم" عنوان روايته، فنجده يسلط الضوء على تلك الذبابة البشرية الكامنة في كل شخصية من شخصيات الرواية وكيف يمكن ان ينتهي الحال لمن يترك تلك الذبابة تسيطر على حياته وتصرفاته. لتجد نفسك في النهاية تفتش انت ايضا بداخلك باحثًا عن تلك الذبابة ربما لتحاول التخلص منها أو ربما لتتصالح مع اخطاء الماضي وكأنه يقول لك عزيزي القارئ احترس من الذبابة بداخلك!

    ولا تعد هذه الفلسفة ضرب من خيال الكاتب بل انه استواحاها  من واقعه المحيط؛ فنجده يذكر لنا قصة عمته الراحلة "داجمار لاهلوم" والتي وصفها بالذبابة البشرية ومع قراءة قصتها نعرف كيف حالت تلك الذبابة بداخلها لمصيرها ويتضح لنا المقصود ب الذبابة البشرية أكثر وأكثر .

    الخلفية التاريخية للرواية

    تعد هذه الرواية أول تجربة لي مع الأدب النرويجي، وتصنف كرواية بوليسية تاريخية؛ استطاع الكاتب فيها أن يمزج بعض الأحداث التاريخية بخياله لينتج لنا إحدى روايات الجريمة والغموض. فاستخدم المؤلف بعض الأحداث التاريخية المرتبطة بالحرب العالمية الثانية كخلفية سردية للأحداث، فنجد أنه استخدم اسماء مدن وشوارع حقيقية بالرغم من أن ارقام البنايات كانت من وحي خياله. كما استوحى بعض الأحداث من قضية حقيقية حدثت بين عامي 1946 و1947 ثبتت فيها براءة اثنين من مرشدين الحدود من جريمة مقتل زوجيين يهوديين اثناء الحرب.

    الجو العام واللغة

    الاحداث رائعة تحمل جو من الترقب والغموض بالرغم من بعض المط او الحشو الزائد في بعض الفصول لكن بشكل عام اعجبني ترابط الاحداث والشخصيات و الحبكة الدرامية للرواية. وبالطبع لن انسى الإشادة بترجمة الرواية، فدائما ما اخشى قراءة الأدب المترجم وأفضل القراءة بالنص الأصلي، خوفًا من عدم انسيابية اللغة ولكن للحق الترجمة مكتوبة بلغة جيدة للغاية لا تعيق انسيابية القراءة.

    ملخص الرواية

    تدور الرواية حول التحقيق في مقتل أحد أبطال المقاومة، سياسي ووزير سابق يُدعى "هارالد أوليسين". ويقوم بالتحقيق المحقق "كولبيورن كريستيانسين" و يقع في دائرة الإشتباه كل سكان البناية  فنجد انه برغم اختلافاتهم السياسية والإجتماعية والإقتصادية إلا ان لديهم خيوط تربطهم جميعًا بالضحية و دوافع محتملة للقتل!

    في البداية ومع حماس المحقق "كولبيورن كريستيانسين" شعرت أنني أمام شيرلوك هولمز جديد و او كونان آخر محاولًا اكتشاف الغامض والمثير، لكن حدثت المفاجأة.....

    "هل سبق وقابلت شخصًا دائما ما يسبق أفكارك بخطوة ويفكر بشكل أسرع وأعمق منك؟ انها تجربة رائعة ومخيفة في آن واحد. أن تنظر في عينّي شخص أذكى منك بمستويات عدة، ستشعر وقتها أنك في أيد أمينة وعاجز في الوقت نفسه." هذا بالظبط ما شعر به محققنا "كريستيانسين" عندما لم ينجح في حل لغز الجريمة بمفرده فنجده يلجأ لقبول مساعدة فتاة شابة تدُعى "باتريشيا بورتشمان". باتريشيا تلك الفتاة الجميلة، القارئة النهمة و الجندي المجهول في حل لغز الجريمة.

    القارئ المحقق

    فالحقيقة لم يقتصر عبء التحقيق على كريستيانسين وباتريشيا فقط! وكان هذا جزئي المفضل. فأكثر ما أعجبني في تلك الرواية هو تلك الحالة التي انتابتني اثناء قراءتها، فمع كل جلسة قراءة كنت أجد نفسي هناك في أوسلو، تحديدا في بناية 25 شارع كريبس أشارك في التحقيقات بنفسي، أفتش عن الذباب البشري واراقب تقدمات كريستيانسين و باتريشيا بل استطعت أن احصر دائرة الشك حول ثلاثة من سكان البناية و قبل النهاية استطعت تخمين القاتل بشكل صحيح حتى قبل ان يخمنه المحقق الفذ كريستيانسين! (الذي ازعجني كثيرًا في محاولاته لإنساب الفضل لنفسه فقط) وفي النهاية أجد نفسي أتفق مع رأي صديقتي الخيالية "باتريشيا" فكل منا ترى أن مفتش المباحث "كولبيورن كريستيانسين" يتمتع قطعًا بالعديد من الصفات الجيدة بلا شك ولكننا لسنا حتمًا متأكدتين إذا كان الذكاء أحدها حتى الآن.

    ومع ذلك لا انكر انني متشوقة لأرى كلاهما في مغامرات أخرى يتطور فيها اداء المحقق كريستيانسين و تتوج فيها جهود الجميلة باتريشيا..

    تمت

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    ذبابة بشرية

    مقدمة

    رواية ذبابة بشرية هي رواية من تأليف الكاتب النرويجي هانز أولاف لاهلوم عام 2014.

    عنوان الرواية مثير للاهتمام، انتظرنا ربع صفحات الرواية تقريبا حتى نعرف ما هي تلك الذبابة البشرية التي يقصدها الكاتب وأختارها عنوانا لهذه الرواية، جاءت الإجابة على لسان بطلة الرواية باتريشيا التي تقول

    ❞هناك العديد من الناس الذين يمرون بشيء مؤلم وصادم في حياتهم ولا يستطيعون تجاوزه أبدًا، فيصبحون ذبابًا بشريًّا، ويقضون الباقي من حياتهم نوعًا ما وهم يدورون حول ما حدث لهم مثلما يدور الذباب فوق القمامة، ❝

    القصة تدور حول مقتل هارالد أوليسين بطل المقاومة السابق أثناء الحرب العالمية الثانية، لا يوجد أية أدلة على مرتكب الجريمة، كل الجيران مشتبه بهم ولديهم دافع بشكل ما لارتكاب الجريمة، وهنا يقود التحقيق المحقق الشاب كريستيانسن الشهير ب “كي 2” بمساعدة باتريشيا شديدة الذكاء التي أعتبرها شخصياً بطلة القصة الحقيقية، الرواية هي أولى الروايات في سلسلة أعدها كاتبنا.

    الكاتب في رأيي أعاد إحياء -إن جاز التعبير- الروايات البوليسية ذات المكان المغلق، فتلك الروايات تميز بها أجاثا كريستي وأرثر كونان دويل، ويظهر جلياً تأثر الكاتب بهما فتعتمد عليهما كثيراً باتريشيا في تخيلها لسيناريو الجريمة أو طريقة تفكير القاتل، بل وتذكر روايات محددة لهم في أكثر من موضع مثل شارلوك هولمز، جريمة في القطار السريع ومقتل روجر أكرويد، كان للرواية طابعها الفريد بالرغم من تأثر الكاتب بهؤلاء الكتاب.

    الحبكة وتسلسل الأحداث

    جاءت وتيرة الأحداث متوازنة، ففي أيام التحقيق العشرة كان هناك دائماً أحداث مثيرة للاهتمام حتى وإن هدأت الوتيرة قليلاً في بعض الأحيان، فلم أشعر بالملل على مدار الأيام العشرة ولا في اليوم الأخير الذي يعتبر خاتمة للقصة. شعرت في نقطة ما بالملل قليلاً من ذكاء باتريشيا الحاد وتوقعها لكل شيء، لكن مقتل كونراد جينسن وخطأ تقدير باتريشيا سرعان ما أزال ذلك الملل.

    عند نهاية القصة وجدت الحبكة بسيطة رغم تعقيدها الشديد وغموضها في البداية وهذا يحسب للكاتب.

    الخلفية التاريخية

    معرفة ودراسة الكاتب للتاريخ تظهر واضحة من خلال الرواية، فالكاتب يحدد زمن 1968 للرواية وتبدأ الأحداث بجريمة القتل في نفس يوم مقتل الناشط الأمريكي مارتن لوثر كينج، ويظهر اهتمام الكاتب بالتاريخ خاصة بالحرب العالمية الثانية وعلاقة النرويج بأمريكا. فالكاتب يعود بنا لزمن الحرب العالمية الثانية ويبحث معنا عن ارتباطها بالجريمة.

    الشخصيات

    تأثر الكاتب بكون عمته تعرضت لمصير قريب من مصير كونراد جينسن الذي لم يستطع الحياة بشكل عادي بعد الحرب العالمية الثانية وتعرض لرفض مجتمعي كبير عانت منه عمته مثلما عانى منه كونراد، وكان ذلك ملهماً للكاتب في نسج شخصيات الرواية بالتأكيد كما يذكر في نهاية الرواية وكذلك يهدي لعمته الرواية.

    على الرغم من اهتمام المحقق بشكل مبالغ فيه بعض الأحيان بأبعاد شخصية بعيدة عن التحقيق، إلا أن هذا ساعد على فهم الشخصيات وتكوينها ودوافعها، لم نعد نتعامل هنا مع مجرد بعض المتهمين المحتملين ونبحث عن دليل أو دافع لارتكاب الجريمة، بل صرنا نتعاطف مع الشخصيات. فكونراد جينسن يشعر بالوحدة ويتعرض لرفض مجتمعي كبير من بعد نهاية الحرب، وسارة ساندكفيست عاشت بدون أب أو أم، و أندرياس جولستاد أو ديرفوت مثلما كان يطلق عليه قُتل والده برصاص الألمان، ورأى الأهوال في طفولته أثناء تهريب اللاجئين هرباً من بطش الألمان، وراندي هانسن توفر النقود اللازمة للحياة بصعوبة وزوجها على حافة الموت في المستشفى، وكريستيان لوند عاش بدون أب، وداريل ويليامز فرقت الظروف بينه وبين حبيبته.

    نلاحظ أن كل الشخصيات تقريبا كان لديهم ما يخفونه عن المحقق خوفاً من الارتباط بالقضية، وهو ما نكتشفه خلال الرواية.

    شخصية هارالد أوليسين شديدة التعقيد بالطبع، فهي شخصية متشابكة مع كل شخصيات الرواية. ولكننا نفهم شخصيته بشكل أوضح من خلال مذكراته ونتفهم كذلك وصيته على غرابتها.

    أحبطت قليلاً من قلة قدرة المحقق “كي 2” على الاستنتاج وقيادة باتريشيا الفعلية للتحقيق.

    شخصية باتريشيا كانت الأكثر روعة، كأنها خليط من شارلوك هولمز وجان ماربل مجتمعين.

    شخصية أندرياس جولستاد أو ديرفوت كانت الأكثر إثارة بالطبع، مفاجأت الشخصية لم تنتهي حتى بعد القبض عليه. وتعقيدات تلك الشخصية مفهومة نظرا لما مرت به.

    الترجمة

    الرواية مترجمة عن الإنجليزية للمترجمة يارا أيمن.

    الترجمة جاءت موفقة جداً ولم أشعر بأفتعال الألفاظ أو غرابتها، أحيي المترجمة يارا أيمن وأتمنى أن تترجم باقي أجزاء السلسلة.

    تقييمي للرواية

    الرواية أعجبتني وأعتقد أنني سأقرأ باقي أجزاء السلسلة وأعتبر أنها رواية رائدة في الأدب الاسكندنافي.

     

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    رواية : ذبابة بشرية

    للكاتب : هانس اولاف لاهلوم

    فى البداية قبل الحديث عن الكتاب سنتعرف سريعا علي الكاتب و أعمالة السابقة و حياتة حيث أن الكاتب هانس اولاف قبل ان يكون كاتب سلسة روايات جريمة بطلها محقق شاب ماهر يدعى كولبيورن كريستيانسين و المعروف ب "كى2" الكاتب كان مؤرخ نرويجى و سياسى و قام بكتابة كتب سياسية و سير ذاتية قبل اتجاهة إلى الكتابة في أدب الجريمة فى أول رواية لة "ذبابة بشرية" وهى اول كتاب فى السلسلة

    يهدى الكاتب الكتاب الى عمتة الراحلة "داجمار لاهلوم" و الذى مع الكلمة الختامية لة الذى كتبها فى نهاية الكتاب نعرف مدى تأثر الكاتب بالتاريخ و الفترة التى عاشتها عمتة خلال الحرب العالمية الثانية مما دفعة الى الكتابة عن فترة النازية خلال الحرب و على الرغم من أنها رواية جريمة يوجد جزء كبير منها سياسى فى الكتاب عن ماضى أبطال الرواية الذى يتم سردة من خلالهم اثناء الاحداث

    ظهر لي أن الكاتب متاثر بشكل كبير و عميق بافلام النوار و الجريمة خاصة أفلام "همفرى بوغارت" تحديدا فيلم The Big Sleep و The Maltese Falcon و حبة و تأثرة بالغموض الذى يغلف الاحداث من البداية إلى النهايه، و أيضا واضح مدى تأثرة بأسلوب الكاتبة العظيمة اجاثا كريستى فى الكتابة و حبة لها حيث انة من الممكن ان نعتبرة من مدرسة ادب الجريمة الكلاسيكى لأنة اثناء القراءة يجعلك تفكر بشكل مستمر فى لغز الجريمة و الغموض الذى يحيط بة و تشتبة و تشك فى جميع شخصيات الرواية و تسأل نفسك بشكل مستمر من القاتل و ما هى دوافعة لارتكابة هذة الجريمة البشعة للضحية تحذير حرق للأحداث (هارالد اوليسين) السياسى الشهير و الوزير السابق و بطل المقاومة ضد النازية و لة دور بارز لأنقاذ اليهود و تهريبهم الى بر الامان

    و يجب أن أعترف انى معجب بروايات الجريمة منذ صغرى خاصة ما يحتوى علي الغموض و الالغاز و خاصة عندما يكون اللغز لغز غرفة مغلقة على الطراز القديم و مما أكد لي تأثر الكاتب بشكل كبير جدا بالكاتبة الشهيرة اجاثا كريستى أننى عند وصولي لنصف الرواية ظننت انها متأثرة برواية شهيرة جدا لها و اعذرونى لعدم ذكرى اسم الرواية الشهير منعا لحرق احداث و تفاصيل الرواية لمن لم يقراها بعد

    تدور احداث الرواية فى اوسلو فى أواخر الستينيات مع وجود موضوع تاريخى يرتبط جميع ابطال الرواية بالأحداث التى حدثت فى النرويج المحتلة فى فترة الحرب يبنى المفتش المعروف (كى 2) سمعة مثيرة للأهتمام و الأعجاب مع اول قضية يتولاها و مع ذلك يعتمد المحقق على فتاة ذكية جدا و أنا لا ابالغ حيث أنها لها فضل كبير فى العثور على ادلة مهمة جدا وساعدت المحقق أثناء التحقيق فى العثور على القاتل و غلق القضية و ذلك بمجهود مهم من خلالها حيث انها قارئة نهمة تبلغ من العمر 18 عاما تجلس على كرسى متحرك تدعى باتريشيا و تتمتع بحكمة تفوق سنها الصغير وذكرتنى شخصيتها بشخصية اجاثا كريستى الخالدة هيركيول بوارو

    و جريمة القتل هنا تحدث فى مبنى سكنى مغلق فى شقة الضحية دون اثر على اقتحام المكان من خلال احد و الجميع مشتبة بة فى ارتكاب الجريمة حتى يثبت العكس و على الرغم من ذلك فان النهاية نوعا ما كانت متوقعة يقوم المحقق بحل لغز الجريمة خطوة بخطوة حتى يتوصلوا الى حل جريمة القتل و العثور على القاتل

    و القبض علية

    غلاف الرواية جذبنى و خصوصا عنوان الرواية ذبابة بشرية فى الفصول الاولى اثناء القراءة ظللت اتسائل لماذا اختار الكاتب هذا العنوان للكتاب ووجدت الاجابة عند هذا الاقتباس من الرواية و الذى اعجبنى و جعلنى اتسائل اثناء قراءتى للرواية هل نحن فى اوقات كثيرة من حياتنا نكون عبارة عن ذباب بشرى؟

    الاقتباس

    "هناك العديد من الناس الذين يمرون بشئ مؤلم و صادم فى فترة ما من حياتهم و لا يستطيعون تجاوزة أبدا, فيصبحون ذبابا بشريا , و يقضون الباقى من حياتهم نوعا ما وهم يدورون حول ما حدث لهم مثلما يدور الذباب فوق القمامة "

    هل نحن كذلك فعلا ؟

    سؤال لم اصل الى اجابة لة

    اتمنى ان يتم ترجمة باقى كتب السلسلة ,الكاتب قام بكتابة 11 كتاب من هذة السلسلة حتى الآن و تم صدور الكتاب الاخير السنة الفائتة

    ترجمة الرواية جميلة و مميزة و أسلوب المترجم جعلنى مشدود اثناء القراءة و شعرت أنى اقرا الرواية بلغتها الأصلية بشكل واضح

    المشكلة الوحيدة التى واجهتنى اثناء قراءة الرواية و لم تعجبنى هو انة يوجد حوارات طويلة ممكن ان تصل الى فصل كامل مما جعل ذهنى مشتت بعض الشئ حيال احداث الكتاب و الوصول إلى حل اللغز

    لكن بالنسبة لأول عمل روائي للكاتب فهي رواية أكثر من ممتازة و تجعل القارىء معجب بالشخصية الرئيسية و يرغب في قراءة أعمال أخرى لها

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    ذبابة بشرية.. تأليف هانز أولاف لهلوم

    دار النشر: دار العربى للنشر والتوزيع

    عدد الصفحات: ٣٨٤

    التصنيف: رواية بوليسية

    قد يبدو العنوان لأول وهلة موحى بأحداث تدور عن

    الجاسوسية أو الخيانة و ربما العملاء المزدوجين،

    لكن كعنوان يليق برواية بوليسية مثيرة فقد كان

    مخادع نوعا ما، فالذبابة البشرية كما ستكشف لنا الأحداث فيما بعد ليست سوى وصف لحالة نفسية وإنسانية، قد يعلق الإنسان بها فى مرحلة ما من عمره قد تطول وقد تقصر ولكن ينطبع أثرها علي حاضره ومستقبله..

    ومع بداية كلاسيكية لجريمة قتل ومحقق يستدعي لموقع الجريمة للتحقيق فى حادث قتل بطل مقاومة

    فى الحرب العالمية الثانية ووزير سابق، بداية قد تكون شبيهة بالروايات البوليسية التقليدية نتوقع أحداث مرتبطة بماض مشين وجانب مظلم للضحية، وماذا غير الجاسوسية والخيانة قد يكون هو الماض

    المشين والمظلم للضحية بطلنا القومى؟! لا أريد أن أكون لئيمة وأحرق الأحداث..

    ومع التيمة الرئيسية للرواية التى ربما تذكرنا برواية "جريمة فى قطار الشرق السريع" لأجاثا كريستى،

    حيث يلتقى ماضى جميع الشخصيات المشتبه بهم مع حاضرهم ويتردد صداه داخل البناية رقم ٢٥ شارع "كريبس" والقاسم المشترك بينهم الذى يشاركهم صدى هذا الماضى هو القتيل سنعرف المقصود بمعنى ذبابة بشرية.

    للشخصيات فى الرواية..

    خط اجتماعى ونفسى وانسانى يميز كل واحدة منها على حدى، واسثنائى نظرا لطبيعة المرحلة التى ولدوا وعاشوا فيها " قبل وبعد الحرب العالمية الثانية" والإحتلال النازى فنجد جوانب إنسانية لكل فرد من المشتبه بهم منفردة بمعاناتها وألمها الخاص حيث يظل الماضى دائما حاضر فى خلفية مشهد الحياة لكل واحد منهم، ولكن يحسب للكاتب اهتمامه بالشخصيات والتركيز على الجانب النفسى والإنسانى بدون مبالغة أو إفراط فى التوغل والتعامل معها ولكن بالتركيز على الخطوط العريضة الكافية بالتعريف بشخصيات الرواية والتفاصيل الضرورية لتوصيل القارئ إلى التعرف على التركيبة النفسية والإنسانية والإجتماعية لكل واحد منهم بدون تحويلها إلى دراما إنسانية وليست رواية بوليسية.

    حين نتكلم عن السرد فى الرواية..

    استرعى انتباهى ميزة العملية والسلاسة للسرد مع الحفاظ على جو الغموض والتشويق، لكن لغة السرد والحوار فى الرواية عادية مع وجود بعض الإسثناءات، فهى غير مميزة، ليست بالمملة ولكن ليست ذات تأثير يترك بصمته تستمر بعد الإنتهاء من قراءاتها، فلغة الحوار تخدم الهدف من الرواية بشكل عملى ومباشر لرواية بوليسية تقليدية.

    حبكة الرواية..

    حافظ المؤلف على مساحة واسعة من الغموض والاحتمالات التى قد تكون مع كل مشتبه به مما أضاف القوة للحبكة على الرغم من ضعف منطق اجتماع جميع الشخصيات المشتبه بها فى سكنى بناية واحدة يربطهم فيها مع القتيل ماض مآساوى مشترك، وتوقع الجانى لى كقارئة مع انكشاف تفاصيل ماضى الجميع مع اقتراب النهاية.

    لم أحب وجود مساعد للمحقق من خارج قسم التحقيقات والمتمثل فى شخصية باتريشيا بورتشمان ابنة الصديق السابق لأسرة المحقق والمنعزلة اجتماعيا بسبب إصابتها بالشلل فى سن صغيرة، فقد تسبب وجودها فى إضعاف قوة وتأثير المحقق وإظهاره بصورة انسان متوسط الذكاء والقدرات لم يكن لينجح فى التوصل لهوية القاتل دون تدخلها ومساعدتها، مما أضعف من دوره كبطل للرواية ورسم شخصيتها كعنصر محورى وهام فى خط سير تحقيقات المحقق k2 وفى ذات الوقت جعلها تظهر كشبح لايريد أن يعلم بدوره ووجوده أحد مع استمرار استفادة المحقق كولبيورن كريستيانسين "k2" من خدماتها ومساعدتها له حتى بعد انتهاء التحقيق والتوصل لهوية القاتل مما أضعف من تأثير الأثنين كبطلين رئيسيين للرواية فى رأيى الشخصى.

    الترجمة..

    أعتقد أنها المرة الأولى لى قراءة عمل مترجم للمترجمة يارا أيمن وحقيقة فهى بداية جميلة جدا، فالترجمة سهلة وسلسة، و "سهلة" و"سلسة" من خلال تجاربى الشخصية فى قراءة الأعمال المترجمة ليس من السهل الوصول إليهما لأى مترجم إلا من خلال مترجم واسع الإطلاع ومتمكن من لغته وأدواته ويحترم القارئ، فلم أشعر خلال القراءة بوجود جمل وسطور نشاز أو غير مفهومة وواضحة كما يحدث كثيرا عند قراءة الأدب المترجم أو تركيبات لغوية غير سليمة..

    سعدت بالترجمة، شكرا لك يارا.

    فى النهاية وفى رأيى الشخصى هى رواية جيدة جدا بالنسبة لكونها أول محاولة أدبية لمؤلفها فى الأدب البوليسى.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    "ذبابة بشرية".. حكايات الحب والحرب

    دعاء الشامي

    للوهلة الأولى عندما يمر أمامك عنوان الرواية" ذبابة بشرية" لا يسعك إلا أن تفكر، ماهي تلك الصفة التي قد تحول الانسان إلى مجرد حشرة، تحوم حول بقايا طعام متعفن أو قمامة على قارعة الطريق، تطن وتأبى أن ترحل..؟

    لكنه بالطبع عنوان جاذب.. ولا يتركك الكاتب طويلا تفكر بل يعطيك أول الخيط ليسحبك داخل عالمه فتعرف ما يمكن أن يعنيه ذلك عن قرب عبر حكاية كل بطل من أبطاله..!

    يأخذك المؤلف النرويجي "هانز أولاف لهلوم"، إلى عالم ربما لم تصلنا منه حكايات غزيرة، إلى دنيا الحرب العالمية الثانية في النرويج، إلى تجارب حياتيه ومشاعر إنسانية متأرجحة بين المحبة والانتقام لتتعاطف مع أصحابها وتلعنهم في آن...!

    خلال جولته المشوقة التي تخترق أسرار عمارة سكينة استيقظ سكانها في صباح أحد الأيام ليجدوا بطل مقاومة نرويجي مقتولًا في شقته، ووفقا للأدلة التي يجمعها مفتش المباحث الشهير"كولبيورن كريستينيان" أو "k2" ومساعدته الشابة المقعدة" باتريشيا" التي تعشق فك ألغاز القضايا الصعبة بعد فقدانها القدرة على الحركة.. يخبرنا أن القاتل محصور في سكان البناية..

    وخلال تلك الرحلة نتفاجأ بأن كل ساكن تربطه علاقة بشكل ما مع المقتول، وعليك أن تكتشف كيف يمكن للإنسان أن يخفي ماضيه بذات القدر الذي يمكنه أن يتنفس، ولكن لفترة زمنية تجعله يخرج من الشك ولو مرحليا..

    يدور الكاتب خلال ما يزيد عن ستمائة صفحة في قالب بوليسي متقن الحبكة والتمويه؛ ففي كل فصل يجعلك تجزم أنك تعرف القاتل ثم يعود أدراجه لنقطة البداية؛ فتحتار معه في تحديد هوية الكائن المنشود، بذكاء ونضج كاتب بدا أنه تربى على قراءة روايات أجاثا كريستي لكنه لا يقلدها بل يترك بصمته الخاصة في طريقة إكماله للصورة.. وإن كان السرد لديه طويلا في بعض الفصول..

    هل تخيلت أن تكون "ذبابة بشرية"؟؟

    جاءت شخصياته كتلك الفترة التي حكى عنها منذ عام (1940 إلى 1968) رمادية، ناسها خائفون من البوح، يكتمون ما استطاعوا قلقا أو تحسبا لأي مخاطرة.. مستخدما اللمسة الإنسانية يجعلك فردًا من العالم وقتها، فتجد نفسك لا تملك إلا أن تتعاطف مع هؤلاء الأبطال القتلة منهم والمقتولين.. الضحاياوالمذنبين... بل ربما تتخيل نفسك ذبابة ولا تستاء من ذلك...!

    ولكن الأهم هنا كيف مزج بين القصة التاريخية للاحتلال النازي والحرب والتحولات الإنسانية التي ربما تجعل طفلا يقتل ومقاومًا يقوم بتصفية من يحميه ويفر هربا.. لتكتشف حقائق أكثر عن أحوال اللاجئين وقصص أبطال المقاومة، عن الخوف والتضحية.. القتل والمخاطرة.. التسامح والتفهم.. المغفرة والأنانية.. عن المال والسلطة.. وغيرها من المشاعر الإنسانية العالمية لكنه خصصها هنا عما حل بالنرويجيين خلال سنوات الحرب من دمار وتشويه..

    الابتعاد عن القاتل الحقيقي إلى اللحظات الأخيرة كانت التقنية التي اعتمدها لهلوم، فهو الذي جعلنا نستبعد شخصا بعينه لظروف رسم شخصيته، ليفاجئنا بأنه يحمل طلسم فك الأسرار بربط ذكي ومشوق بين الماضي الذي لم يغادر "هارالد أوليسين" القتيل بل ظل يحوم حوله ليحيلنا هنا إلى المعنى الذي قصده من العنوان "الذبابة البشرية" التي تحوم حول الطعام.. وكذلك يفعل ذلك الانسان الذي يحاكي سلوكها، فيبحث عمن آذاه وترك وجعا في حياته ويظل يدور في فلكه غارقا بين الانتقام أو محاولة المغفرة.. تاركا حياته في مهب مشاعر ملؤها الغضب ليختار في النهاية طريقا ما بينهما..!

    هذا التكنيك مستخدم بكثرة في مثل هذه الروايات، لكنه نفذه بتميز روائي غامض مع كل حلقة من حلقات السرد، ربما اكتسب هذه المهارة من شهرته في لعب الشطرنج ذلك الذي يعتمد على خطة محكمة ونقلات ذكية غير متوقعة..

    بنهاية الرواية ربما تجد شرحا للسبب الذي دفعه للكتابة عن تلك الفترة، وتوضيحا للإهداء في صفحاته الأولى وهو تخليد لدور عمته الراحلة "داجمار لهلوم" التي قدمها على أنها ذبابة بشرية وعميلة مزدوجة وقت الحرب.. ولا يتركك تمضي هكذا بعد ا[حار هنا وهناك، مع مخاوفه وأمنياته؛ بل يجذبك إلى عمله التالي بترك بضع صفحات تشجعك على البدء فورا في تصفح مغامرته الجديدة..

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    تأت الرواية في إطار تاريخي بوليسي يجذب القارئ منذ الصفحات الأولي. الخط السردي للرواية يستخدم الفلاش باك فنبدأ من النهاية حيث حادثة القتل ثم نعود من خلال التحقيقات لأوقات سابقة لنتقصى القاتل ونتتبع أثر القتيل بين من عرفوه بينما يقدم لنا الكاتب نبذات عن النرويج وقت الحرب العالمية الأولى والجهات المتصارعة من محتل نازي ومقاومة.

    تتمتع الشخصيات التي يقدمها الكاتب بعمق يظهر نفسه من خلال طبقات السرد المتعددة التي يجتهد المحقق في كشفها مرة تلو الأخرى فتنكشف أبعاد الشخصيات، فمثلا نرى سائق التاكسي الفقير والبائس ثم يضاف لذلك البؤس طبقة أخرى من الأبعاد فنرى ماضيه السياسي وأيدولوجيته. يستمر التكشف حتى بعد موته ونرى جانب من حياته في روايته الغير منشورة والتي لا تضيف فقط بعدا أخر للشخصية ولكن للحكاية. مثل تلك التكشفات تتبع العديد من الشخصيات والتي أعتبر أن أكثرها إثارة وعمقا هي شخصية سارة. لا تكشف شخصية سارة كل أبعادها من خلال السرد مما يترك لخيال القارئ المساحة في تخيل بعض تلك الأبعاد فلا نعرف على وجه الدقة ما تعرفه ومالا تعرفه. لا نستطيع الجزم بأي شيء حول سارة فهي بريئة تارة ومغوية تارة أخرى.

    أتت شخصية باتريشيا منذ اللحظة الأولى لتقديمها بهالة يصعب الهروب من سحرها. فمنذ مولدها نرى شخصا استثنائيا، يناقض في ذكاؤه واستثنائيته شخصية المحقق البليد الذي لا يستطيع الربط بين نقطتين متجاورتين بمفرده. الدور الذي تقدمه باتريشيا للسرد يماثل الدور الذي تلعبه سارة في تقديم العديد من النساء بصورة ذكية ولامعة تتفوق على الرجال فلا تستطيع إنكار دورهن الثوري أو الاجتماعي. فهن قادرات على حياكة المؤامرات وحلها في الوقت نفسه.

    يحسن الكاتب خلق حبكته الدرامية فلا نتوقع القاتل حتى تتقدم الرواية كثيرا، فهو يخلق الدافع تلو الآخر لكل الشخصيات فيظهر القتيل محاطا بالعديد ممن يرغبون في موته نظرا لأدواره وشخصياته المتعددة مما يشتبك مع فهم النفس البشرية وثقافة الكاتب كمؤرخ. فهو لا يستطيع أن يرى التاريخ أو الشخصيات التاريخية بيضاء تماما أو سوداء تماما فدائما هناك منطقة رمادية داخل الانسان حيث يختلط الخير بالشر. فالبطل القومي كان على علاقة غير مشروعة بفتاة نازية والشاب المكافح هو مبتز بلا رحمة والفتاة اليتيمة هي مغوية لعوب. أيضا لم يشيطن الكاتب الجنود النازيين تماما فنرى الجندي الشاب يطمئن الفتي الصغير ويعتذر له لاحقا وهو ما يتماشى مع رؤية المؤلف بأنه لا خير مطلق ولا شر مطلق داخل النفس.

    يشتبك المؤلف مع النفس البشرية أيضا منذ البداية وعبر العنوان فيقدم تأثير تروما الحرب في تشكيل الأشخاص وخلق مستقبلهم فنرى العديد من الشخصيات غير قادرون على تخطي مآسيهم الشخصية وما فعلوه بالحرب أو ما فعلته بهم. فسارة تدور في فلك نسبها وتاريخ عائلتها مثلها مثل السيد لوند والذي لا يتخطى أبدا طفولته الصعبة وتخلي والده عنه. يدور كل من شارك في الحرب حول فلكها فحيواتهم توقفت هناك رغم مرور الزمن. يشابه هذا السرد الوصف الطبي لكرب ما بعد الصدمة وهو أمر شائع ومفهوم تماما في الحروب. فاكتشاف مفهوم كرب ما بعد الصدمة أتى في ظروف مشابهة حيث عانى العائدون من الحرب من خلل وظيفي يمنعهم من استكمال حياتهم بشكل طبيعي فتهاجمهم الذكريات كدوامة لا يمكن الخروج منها. يسلط الكاتب الضوء على هذا الاضطراب بشكل غير مباشر فنرى حيوات مدمرة لم تتخط الحرب ولم تفلح في التجاوز والنسيان. في النهاية يقدم الكاتب تاريخ قصير عن عمته التي نرى أجزاء من حياتها متناثرة بين الشخصيات المختلفة، فتتشابه مع كل من دمرتهم الحرب نفسيا وتركتهم في ساحاتها رغم انتهائها.

    يربط الكاتب بين الشخصي والعام وبين الخيالي والواقعي فيقدم رواية متعددة الابعاد والشخصيات تأخذ القارئ في رحلة مثيرة في تاريخ وجغرافيا النرويج دون ملل رغم طولها.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    ذبابة بشرية- رواية تجمع بين التشويق والتاريخ والسياسة للكاتب هانز أولاف لهلوم ترجمة يارا أيمن صادرة عن دار العربي.

    منذ الصفحات الأولى في هذه الرواية شعرت أنني أمام توجوموري، وأن هذه الرواية ينقصها كونان!

    يبدو أن الكاتب نفسه كان متأثرًا بمسلسل التحقيقات الشهير، خدعة مشغل الموسيقى، جريمة الغرفة المغلقة، المعطف الأزرق، لغز البناية الواحدة، المساعد الخفي، المحقق الغبي؟ حقًا!

    آه بالطبع، سيكون المساعد الخفي قدأ قرأ كل كتب العالم بينما كان لديه الوقت كل الوقت لفعل ذلك، ويتمتع بذكاء خارق ومخيلة واسعة (جدًا أحيانًا) وحس ساخر وحجة قوية للبقاء بعيدًا عن الأنظار فيما ينال المحقق محدود الذكاء كل التقدير، شعرت في كل خطوة -لأنني شاهدت جميع حلقات كونان بالفعل- أنني أسبق المحقق وباتريشيا نفسها بخطوة، أنظروا إليه أنه هو.. حتى أنني توقعت مكان المسدس، لأنه المكان الوحيد الذي يمكن فيه إخفاء مسدس دون أن يجبره أحد على البحث هناك، هل يمكن أن أصف نفسي بالذكاء؟ للأسف لا، إنها خدعة الجبيرة الشهيرة!

    جريمة قتل لـ"هارالد أوليسين" بطل أسطوري للمقاومة النرويجية أثناء الاحتلال ووزير سابق في حكومات ما بعد الحرب، جريمة كانت لتبدو انتحارًا لرجل على مشارف الموت يأبى أن يموت دون أن تحدث ضجة لموته، لولا اختفاء سلاح الجريمة.

    جميع الشخصيات في البناية مشتبه بهم، جميع الألسنة متلونة بالكذب لسبب أو لآخر، حتى أنك حتى حين تنهي الرواية تشعر أن هناك شيئًا لازال خفيًا، فبينما في البداية يبدو أن الجميع ليس لديهم أي دافع للقتل، تصل الرواية إلى ما يقارب نهايتها والجميع مشتبه به عن طريق الصدفة! يعني أقول لنفسي أنه لغز البناية المغلقة لذا يجب أن يكون جميع المشتبهين بهم في البناية نفسها، لكن عشوائية ترتيب الأمر ركيكة قليلًا وتحتاج إلى حجج إقناع أقوى، فإن كانت الرواية بعنوان الذبابة البشرية أي أن الجميع يعيش في الماضي دون نسيانه، فإن الماضي هو ما حشر نفسه في البناية نفسها، التنقل المبهر بين الماضي والحاضر كان مؤثر جدًا، لا أحد يهرب من ماضيه، إنه سلسلة تدعك تتحرك كيفما شئت ظنًا منك أنك نجوت، لكن لا أحد ينجو.. لا الضحية الأولى، ولا الثانية، ولا حتى القاتل نفسه، ولا بقية شخصيات الرواية.

    هل استمتعت بالرواية حقًا؟ في الواقع، لقد استمتعت كثيرًا وسأحرص على قراءة بقية الأعداد، لأجلك يا باتريشيا..

    كانت حركة ذكية من المؤلف أن يخترع للمحقق اسمًا حركيًا قصيرًا (K2) بين محبي السلسلة فيما بعد فمن سيتذكر اسم كولبيورن كريستيانسن على أية حال!

    كل معلومة صغيرة كانت أو كبيرة في هذه الرواية تحتاج إلى تدوينها في ورقة منفصلة، لإنك إن لم تفعل ستعود بحثًا عنها لإدراك أثرها في الأحداث الجارية، لقد قال كل شيء، كان هناك الكثير من التفاصيل، حد الطرق على باب الملل، الكاتب سرد كل شيء، لكن حسنًا، هل نسي الكاتب أن يسرد كيف تمت جريمة القتل نفسها للضحية الرئيسية؟ حيث أنه ذكر كيف قتلت الشخصية الثانية بالتفصيل، لكن يبدو أن هذا لم يكن مهمًا على الإطلاق إلى جانب تفاصيل جمال وجاذبية سارة التي أطال قليلًا في شرحها كل مرة تظهر في الرواية!

    أريد أن أقول شيئًا أخيرًا، في الواقع لا أستطيع أن أمنع نفسي، لقد توقعت العلاقة السرية بين سارة ولوند منذ البداية، كان الأمر واضحًا جدًا..

    محبي كونان وأجاثا وشيرلوك، سيجدون الأمر بمثابة" آه لقد قلت هذا لنفسي منذ البداية يجب أن أبدأ أنا أيضًا في كتابة القصص البوليسية الآن"

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    رواية ❞ « ذبابة بشرية » ❝ للكاتب النرويجى

    " هانز أولاف لهلوم “ إحدى الترجمات المتميزة

    التى صدرت عن دار « العربي » بالتخصص فى نشر أدب الجريمة من شتى أرجاء العالم وترجمتها للقارىء العربى

    وهى تعد عمل بوليسي مشوق ومثير

    إذ تتمتع بالأحداث السريعة المتلاحقة

    والمفاجآت الدرامية المشوقة

    _ تتمحور القصة حول بطل المقاومة السابق

    إبان فترة الاحتلال النازي للنرويج خلال الحرب العالمية الثانية ❞هارالد أوليسين ❝ والذى احتل فيما بعد

    منصبا سياسيا مرموقا بالحكومة النرويجية

    ثم عثر عليه مقتولا داخل شقته بطلق نارى، مما وضع

    جميع جيرانه بالبناية داخل دائرة الشبهات.

    _ كان من أكثر الأسئلة التى طرحت نفسها بشدة

    ومثلت ألغازا محيرة، كيف نجح القاتل فى الهروب

    من شقة القتيل فى تلك الثوانى القليلة التى فصلت

    بين سماع دوى إطلاق النار وهرولة الجيران

    ‏إلى مسرح الجريمة؟!

    كيف دخل الجانى البناية وخرج منها دون أن يراه أحد؟!

    أين اختفى سلاح الجريمة وماهو الدافع المحورى للقتل؟!

    _ يقوم المحقق ❞ «كولبيورن كريستيانسين» ❝

    والمعروف كوديا " K2 “ بالتحقيق في القضية بمساعدة ” باتريشيا “، الفتاة الشابة المنعزلة والقعيدة إبنة صديق والده، إذ أنها تمتلك قدرات ذهنية و عقلية فذة

    وإستثنائية فى تحليل الجرائم وكشف ملابسات القضايا

    _ تتصاعد الأحداث مع وقوع جريمة قتل أخرى في نفس المبنى مما يضع المحقق K2 وباتريشيا في سباق مع الزمن لمعرفة من القاتل وكشف الحقيقة، تنقلب الأوضاع رأسًا على عقب وتظهر العديد من الشخصيات التى لا نعلم أيها قد تورط حقا فى وقوع تلك الجرائم، لتشتعل الأحداث

    مما يزيد من حدة التوتر والتشويق في القصة.

    _ تمتعت الرواية بشكل خاص بتجسيد الكاتب للشخصيات

    والعمل ببراعة على تصاعد منحاها الدرامى والنفسى

    وكانت من العمق والتعقيد أن كشفت

    عن جوانبهم المظلمة التى لم نكن نعلم عنها

    ‏شيئا من قبل، تلك الضغائن الدفينة

    التى كلما تفاقمت الأحداث

    أخذت تطفو فوق السطح

    _ سنعرف أكثر حول مفهوم ” ذبابة بشرية "، هو ليس

    محض عنوان بالمناسبة، بل له دلالات قوية

    ومؤثرة وثيقة الصلة بأبطال العمل وطبائعهم النفسية

    _من بين شخوص العمل التى أثارت إعجابى

    كانت " باتريشيا "، أدهشتنى تلك الشخصية بعقليتها

    الفذة كما أنها أضفت لحبكة الرواية قدرا كبيرا

    من الدهاء والأثارة

    _ لابد أن أشيد أيضا بالدور المحورى الذى لعبته الترجمة

    البارعة والسلسة للمترجمة المتميزة ” يارا أيمن “

    وكانت من أهم العناصر التى ساهمت بشدة فى

    إستمتاعى بقراءة الرواية، حد أنه لم أشعر قط

    أنى أقرأ نص مترجم.

    _ إن "ذبابة بشرية" رواية تثير الحماسة وتشد الانتباه من الصفحة الأولى وحتى النهاية. إنها قصة بوليسية مليئة بالألغاز المثيرة، وتوفر تجربة قراءة شيقة لمحبي الأدب البوليسي. إذا كنت من أولئك الذين يحبون الغموض وحبكة الروايات الملتوية، فإن "ذبابة بشرية" حتما هي لك.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    اسم الرواية: ذبابة بشرية

    اسم الكاتب: هانز أولاف لهلوم

    ترجمة: يارا أيمن

    دار النشر: العربي للنشر والتوزيع

    نبذة عن الرواية : وزير وبطل و مناضل سابقا أثناء الاحتلال النازي ، يعثر عليه مقتولآ داخل شقته في بناية مكونة من طابقين و يكشف التحقيق عن عدم دخول او خروج احد إلي البناية في هذا التوقيت إذآ فالقاتل هو أحد سكان البناية يتولي التحقيق المفتش "كولبيورن كريستيانسين" المعروف بلقب (k2 ) وهي أول قضية بهذا الحجم يتولها و تساعده في القضية صديقة العائلة "باتريشيا" المراهقة الذكية ذات (18عام) وهي قارئه نهمة لروايات الجريمة و محبة لها.

    يبدأ التحقيق مع سكان البناية الستة و زوجة حارس البناية وهم في الطابق الأراضي يسكنه رجل قعيدآ علي كرسي متحرك "أندرياس جولستاد" وفي نفس الطابق عضو سابق في الحزب النازي "كونراد جينسين " وهو سائق سيارة أجرة.

    وفي الطابق الاول يسكن الزوجين الشابين "كريستيان لوند" و "كارين لوند" وفي نفس الطابق "سارة تسكنساندكيفست " طالبة سويدية من أصل يهودي .

    وفي الطابق الثاني يسكن دبلوماسي أمريكي اسمه

    " داريل ويليامز"

    وفي نفس الطابق القتيل "هارالد أوليسين "

    فمن منهم القاتل؟ وهل فعلآ القاتل من سكن البناية؟ وما هو الدافع من قتل المناضل السابق؟

    زمن أحداث الرواية: تحدث جريمة القتل عام 1968 في أوسلو بالنرويج ونعود ببعض الأحداث لفترة احتلال المانيا لنرويج عام 1940

    رأي في الرواية: في بداية الرواية اعتقدت ان سأكون أمام محقق مخضرم فائق الذكاء مثل شيرلوك هولمز او هيركيول بوارو ولكن بالعكس فالمحقق (k2 ) متوسط الذكاء بل محدود الذكاء في بعض المواقف ولكن مع وجود باتريشيا و مساعدتها له في حل القضية يتمكن من حلها.

    مميزات الرواية :

    اولآ أحببت تغير المتعارف عليها عن محقق الجرائم وعن ذكائه الفائق كما أحببت شخصية باتريشيا و ذكاها و تعريفها عن معنى الذبابة البشرية.

    ثانيا تنوع الشخصيات سكان البناية و معتقدتهم و ارائهم السياسية .

    ثالثا تداخل الأحداث الرواية مع الأحداث السياسية و التاريخية و استخدامهم الرائع.

    رابعا وصف مدي تاثير الحرب علي النفس البشرية و مقدرتها علي تدمير الإنسان و المتبقي من حياته علي رغم خروجه منها حي.

    خامسا اثبت الرواية إنه يمكن تجزئة كل شي حتي المبادئ و الاراء الشخصية.

    سادسا تعبر عن مدي تاثير الماضي علي حاضر الإنسان كما قال "جبران خليل جبران" ما تنكره في الماضي قد ينتظرك في الحاضر .

    العيب الوحيد في الرواية من رأي هو عدم منطقية بعض الأحداث ولكن لم يقلل هذا العيب من استمتعي بالرواية.

    ام لغة الرواية فكانت سلسه و ممتعة واحداث الرواية كانت سريعة و ترجمة الرواية عظيمة لا غبار عليها.

    في النهاية أحببت رواية ذبابة بشرية واستمتعت بها و منتظرة ترجمة الأجزاء الاخرة من تحقيقات k2 وأنصح بالرواية لمحبين روايات الجريمة.

    تقييمي للرواية: 4/5

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    قصة "ذبابة بشرية" للكاتب النرويجي هانز اولاف لهلوم نموذج للقصة البوليسية المشوقة المنغمسة في التخييل التاريخي.

    وإذا كان الموضوع الرئيسي للقصة البوليسية كنوع أدبي هو التحقيق الذي يرمي الى العثور عن مرتكب جريمة غامضة الظروف والأسباب، وتحديد دوافع الجاني من خلال وسائله وكيفية تنفيذ جريمته، بقصد كشف القناع وتجاوز ذكاء المجرم في سعيه لطمس معالم الجريمة وإخفائها، ومحاولته الإفلات بتوريط غيره ومحاولة إلصاق التهمة به. كل هذه العناصر متوفرة في قصتنا هذه، ولعل الكاتب قد برع في استجماع هذه العناصر، وحقق الانسجام والتعاون بين محقق الشرطة الشاب، كولبيورن كريستيانسن، الملقب اختصارا بـ K2الذي يتمتع بالنباهة والفطنة والإمكانات الفكرية والقدرة على فك ألغاز الجريمة المزدوجة، وبين مساعدته الشابة باتريشيا بورشمان، القعيدة ذات الذكاء الخارق، باستخدام التحليلات الموضوعية والاستقراء والاستنباطات المنطقية، ودراسة الاحتمالات، السعي الوصول الى النتائج الصحيحة من المقدمات مهما كانت ضئيلة أو ثانوية من حيث الأهمية والرجحان.

    فعبر طرح أسئلة وفروض عن الدوافع التي تقف وراء ارتكاب الجريمة والسعي للتحقق من الشُبهات التي تثار عن الشخصيات الرئيسية الساكنة في المبنى الذي وقعت فيه جريمة القتل، وكل شخصٍ آخر تربطه صلة بالضحية هارالد أولسن، ، تتطور الحبكة وتتعقد الصورة بما يخلق حالة الغموض والإثارة منذ السطور الأولى للقصة إلى غاية فك اللغز والكشف عن القاتل في ختامها، في أيام قليلة.

    إن التفاصيل الغامضة خلال تعقد حبكة القصة وتطور التحقيقات بما تثيره من أحداث مختلفة في الزمان والمكان جعلت القارئ منتبها، وقد يتفاجأ إلى الشخصيات المختلفة المشتبه فيها تغير أقوالها وتتراجع عن تصريحاتها السابقة كلما جَدَّ جديد خلال سير البحث الجنائي. لاسيما باستحضار مسار الضحية وعلاقته السابقة ببعض المشتبه فيهم منذ الحرب العالمية الثانية خلال فترة الاحتلال النازي للنرويج، بعدما أدرك المحقق من خلال الأدلة التي توفرت لديه أن لهذه الذكريات والوقائع ارتباط وثيق بالجريمة والدافع الأساسي لارتكابها. لهذا نجده يشرك القارئ في حيرته أحيانا في التكهن بمرتكب الجريمة الحقيقي، غموض لن ينجلي قبل أن يتفاجأ بأن القاتل من الذكاء بحيث ظل في المبنى الذي ارتكبت فيه الجريمة، غير مثير لشُبهات واضحة من البداية بل كان ماهرًا في التخفي، إلى غاية النهاية الدراماتيكية للقصة، حي يتكشف للقارئ أنه كان مجرد ("ذبابة بشرية" مثل العديد من الأشخاص الذين مروا، في وقت من حياتهم، بشيء معقد ومؤلم للغاية لدرجة أنهم لم يتمكنوا من التغلب عليه أبدًا) كما ورد في الرواية.

    حاصل القول أن رواية "ذبابة بشرية" قصة بوليسية متقنة تعيدنا إلى أجواء قصص أجاثا كريستي، التي تم ذكر أساليبها في القصة بالمناسبة، وهي فعلا تستحق القراءة والتنويه.

    قراءة ممتعة.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    فى كريبس شارع من شوارع النرويج 🇳🇴 هتقابلك بناية 🏢 2️⃣5️⃣ على أول الطريق ، ادخل برجلك اليمين 🦶🏻

    واطلع على الدور الثانى فى شقة " هارالد أوليسين " السياسى الشهير ، وبطل المقاومة فى الحرب على الألمان المحتلين، أسطورة أصبح فى يوم من الوزراء

    لحد ما طلع معاش وراحت الأضواء 💡

    ومابقاش غير ذكريات اللى كان وبقى عامل زى الذباب اللى عمال يحوم فى نفس المكان على نفس النفايات

    خبطت على بابه 🚪 مافتحش 🤔

    للاسف ملحقتش تتعرف عليه

    أصل خبره وصل للشرطة يوم الخميس بليل 🌙

    لقوه مقتول فى شقته برصاصة 🔫مش عارفين جاية منين 🤷‍♀️

    مفيش آثار اقتحام على الباب 🚪

    يبقى القاتل أكيد من السكان 🤔

    بعد شهادة حارسة العقار وتأكيدها أنها قاعدة على البوابة ليل 🌙 ونهار ☀️ مفيش مرور لأى غريب من الأبواب ⁉️

    هتعمل ايه يا " كولبيورن " فى التحقيقات ..

    مفيش غير أنى أخبط على كل الأبواب

    واستجوب ساكن ساكن عن اللى صار

    خاصة أن كلهم سمعوا طلقة الرصاص وجريوا على الابواب أكيد حد فيهم هيكون لمح القاتل آمااااال

    ديه قضية سهلة ومتيسرة إن شاء الله 😄

    ده اللى كان فاكره " كولبيورن " لما بدأ التحقيقات مع السكان

    لكن للاسف الموضوع طلع متشعب وفيه أسرار

    أسرار عدى عليها زماااااان

    وكل شقة فيها اللى خفياه 🤫

    " ماذا بينك وبين السكان يا هارالد علشان يتفقوا عليك فى يوم من الأيام ❓

    ما هو لو صبر القاتل على المقتول كان مات لوحده وريحنا ومكنش هيبقى فيه جريمة ولا تحقيقات

    أصل الأستاذ كان مريض وكانت أيامه معدودة خلاص 🤦🏼‍♀️

    📌من المستفيد الأكبر من وفاة " هارالد أوليسين" حتى يصل إلى قتله؟ ولماذا احتاج إلى قتله الآن فى حين أنه لم يملك الكثير ليعيشه على أيه حال؟

    رواية جريمة مشوقة صفحات تشد وصفحات ترخى

    تتحمس شوية وتشاور على الجانى وهووووب يخدعك الكاتب ويفاجئك بشىء تانى

    بطلها مش المحقق وشطارته ابسلوتلى 😄

    ده أكيد دخل الشرطة 👮🏻‍♂️ ارضاءا للوالد بس 🤦🏼‍♀️

    البطولة فيها لـ " باتريشيا " وديه عاشقة لروايات الجريمة 🔪

    هتساعد المحقق فيها واللى لولاها كان قفل المحضر وقيده ضد مجهول 📝 ( طبعا مش لوچيك بس هنعديها لأن بصراحة وجودها أضاف ليها ) 😉

    ملفات 🗂️كتيرة اتفتحت و ربطت الأحداث ببعضها و رفعت الستار عن أحداث عدت وفاتت وافتكرناها ماتت

    بس للاسف مش كل الذكريات بتتمحى و بنعرف نقفلها وننساها بنبقى عاملين زى الذبابة بنلف نلف حواليها …

    📌هناك العديد من الناس الذين يمرون بشيء مؤلم وصادم في فترة ما من حياتهم ولا يستطيعون تجاوزه أبدًا، فيصبحون ذبابًا 🪰بشريًّا، ويقضون الباقي من حياتهم نوعًا ما وهم يدورون حول ما حدث لهم مثلما يدور الذباب فوق القمامة🗑️

    الرواية يمكن فكرة 💭 الجريمة نفسها عادية ومكررة لكن تناولها كان مثير ومشوق وزى ما قولت قبل كده صفحات تشد وصفحات ترخى 😁

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    3

    "ذبابة بشرية"

    استغربت اسم الرواية في البداية خاصة مع تصنيفها لم أملك أي فكرة ماذا قد يعني هذا! وبماذا يوحي في إطار رواية بوليسية!

    وهو عنوان غير جذاب وغير مشوق في الحقيقة، وربما ما فكرت في قراءة الرواية لولا أبجد، لكن الحق أقول بعد قراءة الرواية فالعنوان هو الأنسب لها لا شك.

    الشخصيات هي العنصر الأكثر إثارة في هذه الرواية، الكاتب رسم شخصياته بحرفية جعلها تعلق في الذهن بأقل مجهود وذلك يشكل أهمية كبيرة لشخص مثلي تشق عليه قراءة الروايات المترجمة لصعوبة الاسماء وتداخلها.

    لكن بهذه الرواية لم تواجهني تلك الصعوبة رغم كثرة الشخصيات نوعا ما وذكرها تباعا، لكن الكاتب أكد على خصوصية كل شخصية وميزها بسمة فارقة حتى ليمكننا التغاضي عن الاسماء -وهذا ما فعلته وأنا ألخص الرواية لغيري- وذكر الشخصيات كالتالي: السياسي المقتول، الدبلوماسي الأمريكي، الفتاة اليهودية، الزوجان، السائق النازي، القعيد، امرأة البواب..إلخ

    وإن شكل ذلك ضعفا في التشويق؛ لأنك تعلم غالبا أن القاتل لن يكون من جنسية أو دين مغاير لبيئة الكاتب، لما في ذلك من اتهام له بالعنصرية أو التحيز.

    كما أن الحبكة لم تكن مفاجئة كثيرا، ورغم أني لست قارئة جيدة للروايات البوليسية، إلا أنني خمنت بنفسي الكثير من الأحداث قبل وقوعها.

    لا أنكر مع ذلك أن بنقطة ما أصابني التشوش المطلوب، وأصبحت أشك بجميع الشخصيات مرة أخرى.

    مما أمتعني في الرواية كيف انقلب الأمر من "لا أحد لديه دافع لقتله" إلى "حسنا الجميع يملك الدوافع لذلك!"

    تظن أن الأمر متعلق بالسياسة لذا تستبعد بعض الشخصيات، ثم تعرف أن لا أحد بعيد عن السياسة! حتى تصل إلى نقطة تحتار فيها إن كانوا جميعا اشتركوا في قتله أو في التستر على قاتله.

    وتلك ثغرة ضعف أخرى أن اجتماع تلك الشخصيات المتغايرة بنفس المبنى لم يبد منطقيا، اختيار بعض الشخصيات للعيش في المبنى مبرر، لكن اجتماعهم بهذا الشكل مبالغة.

    ولقد اعتمد الكاتب على كثير من الصدف لبناء روايته، وهذا من أضعف نقاط الرواية في المجمل.

    لكن يذكر له اهتمامه بالجانب الإنساني، وصف "ذبابة بشرية" أظنه سيصبح من مصطلحاتي للتعبير عن هذا المعنى دائما فهو معبر للغاية وفي محله تماما.

    ومن الإبداع المثير للشجن كيف كشف لنا الكاتب تدريجيا كيف كانت كل شخصية ذبابة بشرية في حقيقتها.

    الترجمة كانت جيدة وسلسلة إلى حد كبير، والنهاية كانت كافية ونصف متوقعة.

    بعض الاقتباسات التي راقتني:

    ❞ رأيت للتو ذبابة بشرية تحتضر، وكان مشهدًا حزينًا للغاية. كما قلت لنفسي إن الذباب البشري في النهاية بشر أيضًا. ❝

    ❞ إذا سألتني إن كنت أشعر أنني ابن جيد أو لا، فإجابتي ستكون لا، ولكن أبي لم يستحق ابنًا جيدًا أيضًا. ❝

    ❞ عندما تتعرف على الناس قليلًا تصبح تصرفاتهم متوقعة للغاية. ❝

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    ذبابة بشرية

    و ما مفهوم التسميات في عالم الروايات ؟ لماذا لابد و حتمًا أن نأكل حق رواية و نختزلها في تصنيف واحد؟ و ما التصنيف أمام الحواس المختلفة لبشر مختلفين ؟

    هذا الخليط المتجانس الذي يجعل الأسئلة تدوي في رأسك من شدة غموضه قادر علي ضم عناصره و الإعتزاز بها جميعًا، الرواية التي "تصنيفها" العريض جريمة أو بوليسية ليس لها مبرر لتقف عاجزة عن وصف شاعري أو خلق معني إنساني ، أقبل التسمية العريضة لكني لن أغفل عن لم شمل ضِفاف "الحدوتة" و تطويعها في إطار ملائم.

    من جريمة قتل في حيز ضيق و مكان معالمه حُفرت في خيال القارئ لشفقة منبثقة من جُملة عابرة لذبابة بشرية من وسط ذباب كثير ربما تحاكي القارئ نفسه، الإهتمام بسرد خلفيات الشخصيات و صنع تاريخهم البشري الموازي للتاريخ السياسي و الإجتماعي المُحيط بالحكاية أعطي لها بُعد مصقول بحكمة ضمير إنساني هائم مع الندبات الطارئة ، جو عام يُشدد علي حتمية وقوعك في أحداث دولة إسكندنافية غائمة و كئيبة لها رائحة الشمس المكسورة.

    سلم البناية موقع الجريمة الذي صعدته مرات بطول الصفحات أبحث في السر عن أزيز باكي لذبابة صهدها الذنب شاهد علي إجادة في خلق صِلة بين القارئ و المكان، كرسي "باتريشيا" المتحرك و ضحكاتها الغير مفهومة تجليها أمامي بنظرة عشوائية ذكية ناتج تأثر بـبيان رسم الشخصيات بما يخدم النص دون الإطناب و تناسي الهدف الأصلي .. توازن يشحذ الأنفاس للإستمرارية .

    خلفية المؤلف التاريخية التي بلورها في تتبع أحداث سياسية كبري بحياد كانت عنصر جذب . نوع عربية أو إسم شارع .. تفاصيل متقنة ببديهية دون تعجرف أو تنظير في السرد.

    أعتقد أن الثقة التي بُنيت بيني و بين الشخصيات هي الدافع الوحيد لإستكمال الرواية حتي بعد معرفة هاوية القاتل،صِلة أُلفة جعلت الفراق ينتظر لنقطة نهاية إجبارية و هو نفس السبب الذي سيجعلني أقرأ جزء ثاني إذا وُجد.

    ❞ يتمتع مفتش المباحث «كولبيورن كريستيانسين» بالعديد من الخصال الجيدة بلا شك، لكني لست متأكدة إن كان الذكاء أحدها حتى الآن. ❝

    من ذكاء الكاتب الشديد أن ينهي الرواية بهذه الكلمات، و هو لسان حال القارئ الذي تعمق بطبيعة الحال ضروري و حِنكة منه و تأكيد مبطن علي معرفته و ثقته فيما كتب، إذا وضع أي جملة في النهاية غيرها كانت أخذت من رصيد الرواية لدي الكثير .

    "عجوز أسير في دوائر مرهقة تقودني إلي قبر مهمل"

    بطل مقاومة،سياسي،حركت حجر من أحجار الأحداث الكبري في العالم في النهاية أي ان كان وقعك في الدنيا هي حياة لها شكيمة تحولك رويدًا لـذبـابـة لها حواس البشر الهالكين … ذبابة بشرية .

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    اسم الكتاب: ذبابة بشرية

    (الجزء الاول من سلسلة المحقق K2)

    المؤلف: هانز أولاف لاهلوم / ترجمة: يارا أيمن

    عدد الصفحات: 378

    دار النشر: العربي للنشر والتوزيع

    مقدمة:

    استلهم الكاتب اسم وفكرة الرواية من عمته الراحلة "داجمار لاهلوم" كما وضح في فصل خاص في نهاية الكتاب، حيث احبّت عميلًا بريطانيًا خلال الحرب العالمية الثانية واصبحت بسبب هذه العلاقة الرومانسية عميلة مزدوجة لما تبقى من الحرب، وكانت مثالًا حيًا على المصير الذي وصفته "باتريشا" بأنه ذبابة بشرية، والذبابة البشرية هي مفهوم اختلقته "باتريشا" في الرواية يصف الناس الذين يمرون بشيء مؤلم وصادم في فترة ما من حياتهم ولا يستطيعون تجاوزه أبدًا فيحومون حول هذا الحدث لما تبقى من حياتهم كما يحوم الذباب على القمامة.

    ملخص الرواية:

    في رواية "ذبابة بشرية" نتتبع قصة المفتش «كولبيورن كريستيانسين» حيث يتلقى اتصالًا في مساء الرابع من ابريل عام 1968 يبلغه بأن الوزير السابق وبطل المقاومة «هارالد أوليسين» قد قُتل ضربًا بالرصاص في منزله الكائن بشارع «كريبس» في مدينة اوسلو، لا يوجد مشتبه به او دافع او سلاح جريمة، بل و ايضًا لا احد يعلم كيف فرَّ القاتل من شقة الضحية.

    الرأي الشخصي:

    نجح الكاتب في سرد القصة بسلاسة رغم تعقيد الاحداث وتداخل الشخصيات، وساهمت الترجمة المتميزة ليارا أيمن في جعل قراءة هذه الرواية تجربة لا تُنسى، حازت على اعجابي قدرة الكاتب على خَلق شخصيات بخلفيات غنية بالتفاصيل والقصص، احببت العلاقة -رغم اتّسامها بالغرابة- بين المفتش و "الاميرة من شارع ايرلنج سكجالجسون" ما اضفى على القصة لمسة مبهجة، لا انكر اني وضعت كل فرد من قاطنيّ بناية ٢٥ بشارع كريبس تحت المجهر حتى نهاية القصة تقريبًا، ولم تكد السعادة تسعني عندما نجحت في كشف بعض اسرارهم مع المفتش و باتريشا، رغم ذاك لم استطع اطلاقًا ان اتوصل لهذه النهاية الصادمة او اراها تلوح في الافق، القصة والحبكة متماسكة بشكل مثير للإعجاب، مرت فترة طويلة لم استمتع بقراءة رواية بوليسية بهذا القدر منذ قراءتي لرائعة اجاثا كريستي "ثم اختفى كل شيء" ولكن الفرق البسيط هنا هو ان الجريمة حدثت في غرفة مغلقة عوضًا عن جزيرة معزولة.

    اقتباسات اعجبتني:

    ❞ هل سبق وقابلت شخصًا دائمًا ما يسبق أفكارك بخطوة ويفكر بشكل أسرع وأعمق منك؟ إنها تجربة رائعة ومخيفة في آن واحد أن تنظر في عينيّ شخص أذكى منك بمستويات عدة. ستشعر وقتها أنك في أيد أمينة وعاجز في الوقت نفس ❝

    ❞ قد تكون تجربة غريبة أن تقف فجأة وجهًا لوجه كشخص بالغ مع أحد أعظم أبطال طفولتك وشبابك❝

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    ذبابة بشرية

    ل هانز أولاف لهلوم ترجمة يارا أيمن

    ٤ إبريل ١٩٦٨ احتفل المحقق الشاب كولبيورن كريستيانسين بذكرى مرور ثلاثة أشهر على انتقاله إلى مكتب جديد أكبر في مركز الشرطة الرئيس في أوسلو، وليلًا حدثت جريمة قتل لرجل عجوز رميًا بالرصاص في شقته، وحينما علم المفتش اسمه، سرعان ما ذهب لمكان الجريمة فهو سياسي شهير ووزير أسبق لم يتقاعد سوى منذ ثلاث سنوات..

    ❞لم يكن في الشقة أي أثر للجريمة باستثناء جثة الرجل الذي في صدره جرح رصاصة والرصاصة التي في الحائط خلفه❝

    هذا جعل المفتش يبدأ، أول تحقيق له في جريمة قتل، مع سكان المبنى وهو يرجح أن يكون القاتل أحدهم..

    كانت زوجة الحارس متعاونة للغاية مع المحقق، ولكن وجهها كان يغضب أو يتغير قليلًا بالحديث عن هذه الساكنة، أو ذاك الساكن، كما أنها أعطته معطف للمطر أزرق اللون ووشاح أحمر وجدتهما بعد الجريمة فوق القمامة وكانت حالتهم جيدة للغاية مغسولين ومبللين.. ولكنها لم ترى أي من السكان يرتديهما..

    تحدث كل واحد من السكان مع كولبيرون متحدثًا عن نفسه، والقتيل وكل سكان المبنى، ولم يكن هناك ما يجعل أي منهم يشك في باقي السكان.. إلا أن لكلام بعضهم ما أثار شكوك المحقق..

    يتصل بكولبيرون السيد راجنر سفيري بورتشمان صديق والده من أيام الجامعة، ليبلغه أنه لديه من سيفيده للغاية بخصوص جريمة القتل، وهي ابنته باتريشيا المقعدة، والتي تقرأ في أدب الجريمة والروايات البوليسية وتمكنت من الوصول إلى عدة مفاتيح قد تساعد المحقق في جريمته..

    الحزب النازي النرويجي.. اليهود.. الألمان فترة الحرب العالمية الثانية، النازيين القدامى، الشيوعيين القدامى، المخابرات الأمريكية، كلها أمور مضت منذ أكثر من عقدين من الزمان، وكان لها صدى هائل في تلك الفترة أثر على النرويج وعلى سكان المبنى، وجعلت المحقق يجد لمحات من كل هذا فيهم..

    يتواصل التعاون بين كولبيرون وباتريشيل خاصة بعد عثوره على مذكرات للقتيل، وحديثه مع حارس البناية، وكذلك بعدما تسلم كل السكان وحارسة برقية من مكتب المحاماة يطلب منهم المجئ للمكتب لفتح وصية القتيل، وجاءت الوصية مفاجأة للجميع ومثيرة للشكوك أكثر فأكثر..

    أحداث تتوالى وخيوط كثيرة تتشابك، من جريمة قتل جديدة لساكن ثاني واختفاء ساكن آخر، وشكوك تحوم حول اثنان من أقارب القتيل خارج البناية، كل هذا جعل كوليبرون يطلب من باتريشيا الذهاب معه في اليوم العاشر للوصول إلى القاتل الحقيقي..

    رواية رائعة محكمة تجعل القارئ يدور مع المحقق وزميلته ويتشكك في الجميع..

    #نو_ها

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    *حين يكون الماضي أليم، حين تزورك الذكريات بين الفينة والأخرى، حين تستيقظ على حلم مريع وهو أن مَن آذيته يوما يغرس في صدرك خنجر الانتقام، فتصحو لتفكر كيف تنتقم من ماضيك وحاضرك الذي يسكن كل شيء داخلك، العمارة التي تقطن في إحدى شققها، قلبك، روحك، عقلك الباطن، حين تدور في دوامة لا نهائية من الرغبات بالانتقام.

    حين تُشرَّدين ليذيقكِ العالم بعدها شتى أنواع العذاب، حين تفكرين أنتِ أيضا بالانتقام من الذي حول ماضيكِ وحاضركِ إلى جحيم.

    حين وحين.

    هذا ما حكته لنا رواية ذُبابة بشرية، فطوال الرواية كنت مُشفِقة على الضحية إلى أن عرفت حقيقته، وأدركت حينها بأن أكبر ظُلم في هذه الحياة أن يموت القاتل، فما فعله الذبابة البشرية الصغيرة أي القاتل كان طموح كل الذباب البشري الموجود في تلك العِمارة، ابتداءً من زوجة الحارس وانتهاء بابنه، وربما انتهاء بي كوني أشعر بأني شخصية خفية في الرواية، أختبئ في مكان لم تصل له حتى باتريشيا العبقرية، كنت هناك، أُراقب الأحداث بصمتٍ في خيالي، ومن حسن حظي لم أُستجوب، بل كنت أُراقب عن كثب، وأعرف ما لم تبح به باتريشيا.

    علمتني الرواية بأن كل من يغوص في أعماق ماضيه ويفكر بالانتقام هو ذُبابة بشرية، أن كل من يؤذي ليعيش هو ذبابة بشرية، كل من يكذب ليحيى بسلام، وكل من يقبل الرشاوي من أجل لقمة العيش هو ذبابة بشرية، كما علمتني بأن الأيام تدور، وأثبتت لي بأنه "كما تُدين تُدان."

    لم تكن هذه أشياء جديدة بالنسبة لي، بل مبادئ راسخة داخلي منذ زمن بعيد، فكل ما فعلته أحداث هذه الرواية ترسيخ دروس الحياة في قلبي وعقلي أكثر.

    والدليل على ذلك ما حدث ل “هارالد أوليسين” الذي ظن الجميع بأنه بطل مغوار، دارت به الأيام ليموت بطريقة يستحقها بجدارة، فكما قال الشاعر أبو البقاء الرندي:

    "لِكُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ

    فَلَا يُغَرَّ بِطِيبِ العَيْشِ إِنْسَانُ

    هِيَ الأُمُورُ كَمَا شَاهَدْتَهَا دُوَلٌ

    مَنْ سَرَّهُ زَمَنٌ سَاءَتْهُ أَزْمَانُ"

    أحببت شخصية باتريشيا، شعرت بأنها مُحققة ناجحة، ولكن تألمت من حقيقة أنها ذبابة بشرية، وأثبتت لي بأن ثقتي بالعالم يجب أن تكون شبه معدومة، ولكن رغم ذلك هي بطلة حقيقية، وفتاة قوية وعبقرية، وربما ذلك أثر شغفها بالقراءة منذ طفولتها..

    ومن باب الاعتراف التهمت الرواية من بدايتها حتى نهايتها دون أي شعور بالملل، فالتفكير بالقاتل شغلني حتى بعد انتهائي من الرواية.

    وختاما شكرا لأبجد على هذه الوجبة الدسمة المُشبعة بشتى أنواع الأطباق اللذيذة.

    *

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    (ذبابة بشرية)

    "هناك العديد من الناس الذين يمرون بشيء مؤلم وصادم في فترة ما من حياتهم ولا يستطيعون تجاوزه أبدًا، فيصبحون ذبابًا بشريًّا، ويقضون الباقي من حياتهم نوعًا ما وهم يدورون حول ما حدث لهم مثلما يدور الذباب فوق القمامة."

    رواية للكاتب هانز اولاف لهلوم

    كاتب نرويجي شهير في أدب الجريمة، ومؤرخ.

    صارت كتبه من الأكثر مبيعًا في النرويج وهي تتألف من سلسلة جرائم من بطولة مفتش المباحث "كولبيورن كريستيانسين"، الشهير بـ"K2"، ومساعدته الشابة "باتريشيا".

    تحاكي هذه السلسة روايات "اجاثا كريستي"

    حيث ظهر المحقق الذي يشبه إلى حد كبير شخصية "هيركول بوارو" ومساعدته "مس ماربل" التي تغوص في أعماق النفس.

    "ذبابة بشرية" رواية تاريخية بوليسية تربط الأحداث بين فترة الحرب العالمية الثانية والحاضر -فترة الأحتلال النازي- ونكتشف من تتابع الأحداث أن لكل شخص ماضٍ لا يرغب في الكشف عنه ويحمل عبء هذا الماضي ولا يستطيع تجاوزه، حتى يتحول لذبابة بشرية يدور حول أوجاعه دون أن يخرج منها.

    تبدأ أحداث رواية "ذبابة بشرية"، في أوسلو عام 1968 إذ يُستدعي المفتش «كولبيورن كريستيانسين» إلى عمارة سكنية حيث عثر على بطل المقاومة والوزير السابق «هارالد أوليسين» قتيلًا بطلق ناري في غرفة معيشته، وكان لدى كل الجيران الفرصة لقتله وجميعهم لديهم دافع واحد محتمل على الأقل، وبعضهم لديهم أكثر من دافع.

    ومع بدء التحقيق ، بدأت تساور المحقق الشكوك حول جيران الضحية من خلال أقوالهم فى التحقيق بجانب الأدلة الجديدة التى ستظهر و التى تعود إلى أحداث وقعت إبان الحرب، لنكتشف أن الماضى لم ينته بعد و يحمل الكثير من المفاجآت.

    ولنكتشف كيف تحول أغلب جيرانه إلى ذباب بشري نتيجة لما عانوه بسبب الحرب، حتى القاتل تحول لذبابة بشرية، وظل في صراع مع ذكرياته ورغبته في الإنتقام من الرجل الذي جعله قاتلًا.

    تتميز الرواية بالغموض والتشويق والمفاجآت المتتالية، ومع كل تحقيق مع أحد الجيران تكاد تجزم أنه القاتل.. ولقد أصاب توقعي بشأن القاتل منذ البداية.

    فالحبكة منطقية وتسلسل الأحداث مشوق وكأنك تُجري التحقيق بنفسك.

    فقط يعيبها ضعف شخصية المحقق رغم شهرته بالذكاء وأعتماده على مساعدته "باتريشيا" فهي من قامت بدور المحقق.

    أتفق مع "باتريشيا" عندما قالت.. ❞ يتمتع مفتش المباحث «كولبيورن كريستيانسين» بالعديد من الخصال الجيدة بلا شك، لكني لست متأكدة إن كان الذكاء أحدها حتى الآن. ❝

    أستمتعت بالعمل جدا.

    شكرا أبجد.❤

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    عن رواية (ذبابة بشرية) أو (المحققة باتريشيا والعم كولبيورن)

    تدور الرواية حول جريمة قتل غامضة للوزير السابق وبطل المقاومة هارالد أوليسين، حيث يتم انتداب المحقق كولبيورن كريستينسن للتحقيق، فيشتبه في جميع سكان البناية. وأثناء التحقيق يتشارك أفكاره مع باتريشيا، ابنة أستاذه السابق، التي تساعده في حل اللغز.

    الرواية مشوقة، وذاخرة بالشخصيات المركبة والأحداث، وقد نجح الكاتب في شد انتباه القارئ، وإثارة شكوكه في جميع الشخصيات حتى الرمق الأخير، فلا أنكر أن الرواية جذبتني حتى أنهيتها سريعا. لكن رغم الكم الكبير من الأدرينالين الذي نجحت الرواية في ضخه في عروقي، إلا أنها ذكرتني في الوقت ذاته بمسلسل الأطفال الشهير (المحقق كونان) حتى شعرت أن الكاتب اقتبس روايته منها أو كما ورد في فيلم (لا تراجع ولا استسلام): "كان مطبق على كونان وهو بيكتب الرواية".

    فالمحقق كولبيورن ساذج لأقصى درجة، لا ينتبه للتفاصيل -حتى الواضحة منها-، ويسهل التلاعب به. وقد تجلت سذاجته عندما اقتنع وفرح بانتحار النازي السابق، واعتبرها نهاية القضية، رغم وضوح أيادي القتل العمد. وهو ما أدهشني، فكيف لهذا المحقق المسكين أن يشتهر بالذكاء والحنكة. لكن نظرة واحدة لرئيسه وزملائه كفيلة لمعرفة أن السذاجة سمة لهم أيضا؛ فهم يصدقون ويصفقون لأي شيء يقوله لهم كولبيورن.

    أما شخصية باتريشيا فقد جاءت -على النقيض- فتاة حادة الذكاء، مهتمة بالنفاصيل، نافذة البصيرة. لولاها لظل الجاني مجهولا طليقا. لكن ما أغاظني بشأنها، هو هذا الكم من الغموض الذي أضفاه الكاتب على باتريشيا وغرفتها وخادمتيها التوأم حتى ظننت تورطها في شيء، لكن لا شيء. كأن الكاتب أراد إضفاء المزيد من الإثارة على الرواية بأي طريقة.

    واستمرارا للسذاجة، فقد أدهشني خروج كولبيورن بخطاب الانتحار وسلاح الجريمة من مقر الشرطة إلى غرفة باتريشيا، ولا أعلم حقا في أي دولة يسمحون بخروج أحراز القضية بهذه البساطة!

    ولتكتمل السذاجة، فقد جاء مشهد سقوط القاتل كأنه مقتبس من فيلم قديم، حيث يضيع القاتل المحترف وقته في الحديث مع الآخرين، والاعتراف بجميع جرائمه، وسرد جميع الأحداث بدلا من الهروب ببساطة.

    أما بخصوص الأسلوب، فقد استخدم الكاتب أسلوبا سرديا مشابها للتحقيقات، وهو ما أدخلنا في جو الرواية، رغم أن هذا الأسلوب ربما لا يروق للبعض.

    أرجو ألا أكون قاسيا على الرواية، فهي بالفعل ممتعة ومشوقة إلا إذا كنت مهتما بالتفاصيل التي ستنغص عليك متعتك.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق