(ذبابة بشرية)
"هناك العديد من الناس الذين يمرون بشيء مؤلم وصادم في فترة ما من حياتهم ولا يستطيعون تجاوزه أبدًا، فيصبحون ذبابًا بشريًّا، ويقضون الباقي من حياتهم نوعًا ما وهم يدورون حول ما حدث لهم مثلما يدور الذباب فوق القمامة."
رواية للكاتب هانز اولاف لهلوم
كاتب نرويجي شهير في أدب الجريمة، ومؤرخ.
صارت كتبه من الأكثر مبيعًا في النرويج وهي تتألف من سلسلة جرائم من بطولة مفتش المباحث "كولبيورن كريستيانسين"، الشهير بـ"K2"، ومساعدته الشابة "باتريشيا".
تحاكي هذه السلسة روايات "اجاثا كريستي"
حيث ظهر المحقق الذي يشبه إلى حد كبير شخصية "هيركول بوارو" ومساعدته "مس ماربل" التي تغوص في أعماق النفس.
"ذبابة بشرية" رواية تاريخية بوليسية تربط الأحداث بين فترة الحرب العالمية الثانية والحاضر -فترة الأحتلال النازي- ونكتشف من تتابع الأحداث أن لكل شخص ماضٍ لا يرغب في الكشف عنه ويحمل عبء هذا الماضي ولا يستطيع تجاوزه، حتى يتحول لذبابة بشرية يدور حول أوجاعه دون أن يخرج منها.
تبدأ أحداث رواية "ذبابة بشرية"، في أوسلو عام 1968 إذ يُستدعي المفتش «كولبيورن كريستيانسين» إلى عمارة سكنية حيث عثر على بطل المقاومة والوزير السابق «هارالد أوليسين» قتيلًا بطلق ناري في غرفة معيشته، وكان لدى كل الجيران الفرصة لقتله وجميعهم لديهم دافع واحد محتمل على الأقل، وبعضهم لديهم أكثر من دافع.
ومع بدء التحقيق ، بدأت تساور المحقق الشكوك حول جيران الضحية من خلال أقوالهم فى التحقيق بجانب الأدلة الجديدة التى ستظهر و التى تعود إلى أحداث وقعت إبان الحرب، لنكتشف أن الماضى لم ينته بعد و يحمل الكثير من المفاجآت.
ولنكتشف كيف تحول أغلب جيرانه إلى ذباب بشري نتيجة لما عانوه بسبب الحرب، حتى القاتل تحول لذبابة بشرية، وظل في صراع مع ذكرياته ورغبته في الإنتقام من الرجل الذي جعله قاتلًا.
تتميز الرواية بالغموض والتشويق والمفاجآت المتتالية، ومع كل تحقيق مع أحد الجيران تكاد تجزم أنه القاتل.. ولقد أصاب توقعي بشأن القاتل منذ البداية.
فالحبكة منطقية وتسلسل الأحداث مشوق وكأنك تُجري التحقيق بنفسك.
فقط يعيبها ضعف شخصية المحقق رغم شهرته بالذكاء وأعتماده على مساعدته "باتريشيا" فهي من قامت بدور المحقق.
أتفق مع "باتريشيا" عندما قالت.. ❞ يتمتع مفتش المباحث «كولبيورن كريستيانسين» بالعديد من الخصال الجيدة بلا شك، لكني لست متأكدة إن كان الذكاء أحدها حتى الآن. ❝
أستمتعت بالعمل جدا.
شكرا أبجد.❤