اقتباسات من رواية ميثاق النساء

«هناك أشخاصٌ لا يمكنهم أن يقولوا وداعًا‏

‫ ‏وُلدوا بهذه الطريقة‏

‫ ‏هكذا يموتون‏

‫ ‏ما يحرِّكهم لا يستهلكهم‏

‫ ‏ولاؤهم سوف يمزِّق ساعات حائطك»‏

ممَّا كنَّا نهرب يومها؟ من أفكارنا؟ من الوقت؟ من التسوُّل المنثور على مجد المدينة، والذي يُعيدنا إلى الحاجة القاتلة المتأصِّلة في كلِّ ما فات؟

إنَّ هناك شيئًا ما يكبِّل روحكِ ويحجبكِ عن جوهرك. ابحثي عنه وتعاملي معه.‏

الحبّ هو الإدراك الصعب بأنَّ هناك شيئًا آخر حقيقيًّا غيَّر ذواتنا». الحبّ إذن هو من يُعيد الصورة المشوَّهة إلى طبيعتها، الحبّ إذن هو الطريق إلى حقيقة الآخر.

لا أظنّ أنَّ إنسانةً مثلكِ قد تكون فريسةً سهلةً للاكتئاب. أرى أنَّ إرادة الحياة لديكِ قويَّة، وأنَّكِ قادرةٌ على رؤية الأمور من عدَّة زوايا. المكتئب عادةً لا يرى إلاَّ من زاويةٍ واحدة، وغالبًا ما تكون مظلمة.‏

صوت الريح في الأشجار يوقظ حرقةً ما في الوجدان. حنينٌ إلى شيءٍ بعيدٍ لا اسم له ولا صورة، حنينٌ لوطنٍ منسيٍّ يشبه حليب الأمّ ولا دليل على وجوده سوى هذه الوخزة في القلب. كانت روحي جسرًا ممتدًّا بين الجمال والألم، بين الآن وماضٍ لا أعرف عنه شيئًا، بين البرد الذي أشعر به في عظامي والدفء الخجول الذي يتسرَّب مع أشعَّة الشمس المتسلِّلة من بين أغصان الأشجار الفتيَّة!‏

هنا فارغةٌ ومفتوحة، الوجوه مستريحةٌ ومبتسمة، والجبال تمدّ خضرتها بخشوعٍ وكأنَّها رفوفٌ لعرض تحف الله.‏

كان الحزن يغلِّف روحي ويتركني مثل ثمرةٍ في آخر مراحل النضج معلَّقةٍ فوق غصنٍ يابس.

أنت كالبحر. فيك وداعة المياه الساكنة، وكذلك غضب الأعاصير والفيضانات. في داخلك حطامٌ لسفنٍ لم يتمّ العثور عليها، وكنوزٌ مجهولة لم تمسّها يدٌ من قبل. فيك بحَّارةٌ ذهبوا في رحلاتٍ ولم يعودوا، لأنَّك كنت تكتشف في منتصف الرحلة أنَّك لم تعد مهتمًّا، فتقتل البحَّار وتخطِّط لرحلةٍ أخرى. أظنّ أنَّك تخلَّصت من نسخٍ كثيرة منك قبل أن تصل إلى هذه النسخة الجميلة، والتي قد لا تكون الأخيرة.‏

هكذا يحدث أن نكوِّن عائلةً مع الغرباء‏

‫ ‏هكذا نُضيء الشموع‏

‫ ‏… هناك أشخاصٌ يمكنك الاعتماد عليهم‏

‫ ‏هم حماة الوعود‏

‫ ‏هم شموعٌ تُضاء من بعضها بعضًا‏

‫ ‏يمكنهم أن يعلِّمونا الخلود…»‏

الإيمان في حدِّ ذاته معجزة. البكاء معجزة. فتِّشي عن معجزتك الخاصَّة، وفكِّري بها على أنَّها إيمان.‏

الإيمان هو البحث عن مخرجٍ لا التورُّط في مأزق. أظنّ أنَّ المؤمن يبحث عن معجزةٍ بداخله، لكنَّه يُسقطها على ما قام به الأنبياء والقدِّيسون من معجزات.

إحساسنا بأيِّ إنسانٍ هو أسمى درجات الإيمان، ولكنْ علينا أن نحذر من أن يتحوَّل التعاطف إلى سجنٍ حين نتماهى بشكلٍ تامٍّ مع هذا الإنسان وورطته في الحياة

الإيمان ليس مجرَّد فكرةٍ نقتنع بها، إنَّما هو شعورٌ يتسرَّب إلى آبار أرواحنا الجوفيَّة من كلِّ الشقوق التي تسبِّبها الحياة لنا، ويستقرّ هناك. يصل الإيمان لنا مع حليب الأُمّ ويرتبط بحبّنا لكلِّ شخصٍ مؤمنٍ في حياتنا وبالتحديد أُمَّهاتنا، وبكلِّ مناسبةٍ دينيَّةٍ نجتمع فيها بمن نحبّ.

الحبّ شيءٌ كلِّيٌّ لا يخترقه فكر الإنسان المحدود؛ وكذلك حاجتنا للإيمان هي شيءٌ مبهمٌ لم يتمكَّن العلم ولا الفلسفة من حلِّ لغزه.‏

والإيمان مثل الحبّ، فهو نداءٌ يكون المؤمن مصدره، ويكون هو المجيب أيضًا. فيتبع هذا النداء الذي لا يقوده إلاَّ إلى أعماق قلبه.

الإيمان الذي يحتاج إلى أدلَّةٍ ليس إيمانًا إنَّما فرعٌ آخر من فروع العلم. لا أظنّ أنَّ الأشخاص الذين يزورون هذه المقامات يقدِّسون الحجارة، إنَّما الفكرة السامية التي بداخلهم عن هذا المكان وعن صاحب المقام. هو تقديسهم لشيءٍ أكبر منهم، يحتويهم ويعطيهم الأمان.

العطاء هو هديَّةٌ من الله للمؤمن، وليس العكس.‏

إذا ركَّز الإنسان على الطريق قد يظنّ أنَّ الطريق هو المقصد.

اختارني القدر أن أكون ذات فائدةٍ له. رحت أُفكِّر إنْ كنت سأقبل