اقتباسات من رواية ميثاق النساء

بل جبل ثلجٍ يستعير وجوده من برودة بحر الحياة من ناحية، ويتغذَّى البحر على عجزه وعلى موته البطيء من ناحيةٍ أخرى.‏

«أنت تشبه البحر»، تغيَّر كلّ شيء. كان من المفترض أن تفاجئني كلمة (بحر) كنعتٍ لوجودي.

وتحايلاً على انحناءات الزمن وبطش الجاذبيَّة. كنت أسافر من أجل السفر لا من أجل وجهةٍ أو غاية.

كان الطيران مجرَّد هدنةٍ قصيرةٍ مع هذه الأرض التي تتَّكئ على وجودي بكلِّ ما أوتيتْ من قسوةٍ، وتحجب عنه الهواء والألوان..

أصابنا الحبّ من دون خيارٍ أو قرار. دخل إلى قلوبنا كدخول الحلم إلى نومنا. أقبل علينا كالموج الذي لا يتكوَّن إلاَّ حين يشرف على تكسّره الحتميّ عند الشواطئ.

لي الصمت مشرَّعًا كي أهتدي إلى ليله سالكةً ممرَّات الحنين، مجتازةً حواجز الغياب.

وبخفَّة من تعوَّد أن يحتفظ بحفنة رملٍ من غير أن يقبض عليها.

أمومتي تزهر هو الحبِّ الذي أصبح بمتناولي حين تنحَّى الصراع، وأدركتُ وجودَ حقيقة الآخر. ل

الحبّ إذن هو من يُعيد الصورة المشوَّهة إلى طبيعتها، الحبّ إذن هو الطريق إلى حقيقة الآخر. بدأ كلّ ذلك يتحوَّل من كلامٍ فلسفيٍّ جميل إلى

«إنَّ الحبّ هو الإدراك الصعب بأنَّ هناك شيئًا آخر حقيقيًّا غيَّر ذواتنا».

الأنانيَّة هي الانشغال بالنفس لدرجة يغيب معها العالم الخارجيّ!

كلمتيْن بصدق صلاة مؤمن وببساطة سؤال «كيف حالك؟» ستكونان بدايةً لعلاقةٍ ستتفتَّح على مَهَل، وتُغيِّر كلّ ما عرفناه عن الحياة والحبّ والألم.‏

التحوُّل الأخير إلى حالةٍ من الطفو تشبه تأرجح لوحٍ من الخشب وسط محيطٍ شاسعٍ، أو مثل خفَّة زهرة «دانديليون» تقف شامخةً بقطنها الهشّ في سهلٍ مفتوحٍ على الريح. كلاهما قرَّر في النهاية أنَّه لا يحتاج إلى مرساة ولا إلى جذورٍ من أيِّ نوع.

هل هذا التماهي مع وجعهم يجعلهم يتألَّمون أقلّ؟

‏لكَ‏

‫ ‏في صمتك‏

‫ ‏وبوْحك‏

‫ ‏ونزْفك‏

‫ ‏لصدقك وندرتك،‏

‫ ‏لالتقائنا‏

‫ ‏كقطرتَيْ مطرٍ‏

‫ ‏تتسابقان على زجاج نافذةٍ‏

‫ ‏لتنصهرا في لحظةٍ‏

‫ ‏بعنف اصطدام الكواكب‏

‫ ‏وسلاسة التحام الغيوم،‏

‫ ‏لكلِّ هذا…‏

‫ ‏أكتب.‏

ضحَّيت لأسمو، لأكون، لأنتصر، لأتحرَّر. لا تقلقي عليَّ.. أنا لست ضحيَّةً. أنا عاشق».‏

أتعلمين كم هو خطيرٌ ألاَّ يبقى منكِ شيء؟ أن تشعري وكأنَّكِ إناءٌ زجاجيٌّ

ليس هناك من مستحيل هناك حدودٌ للتضحيات التي نقدِّمها في سبيل هذا المستحيل، والحدود نحن من يقرِّرها خبرت التضحية بأضيق أنفاقها وأكثر أوديتها عمقًا أقدمت على التضحية كإقدام الطحين على الماء وهبت نفسي للحبّ ليشكِّلني كما يشاء، ليزيدني أو يُنقص منِّي صرخت «نعم» كي أتغلَّب على كلِّ أفاعي وزواحف التردُّد والرفض كلَّما أتاني الحبّ باختبار كنت أصرخ بملء جوارحي «نعم»، وأقفز القفز الذي يراه الجميع فعل انتحار، أصبح عندي فعل حبٍّ واستسلام صرت أقفز ولا أشعر بالوجع لن أكذب وأقول إنَّ الوجع لم يعد هناك بل هو حاضرٌ بشدَّة، ولكنْ فهمي له، تقبُّله، وإجلاسه في صدر دار روحي جعله أليفًا

على شكل قوَّة. قوَّةٍ تولد عندما تظهر الحاجة إليها، وكأنَّها نبعٌ يبدأ بالتدفُّق حين يتَّجه إليه شخصٌ عَطِش، ويفتح يديْه في انتظار الماء.

لأعوام. ستسكنك حيرة الأعاصير لأعوامٍ أخرى… وسوف تصادقين الموج وتتعلَّمين أن تستخدمي الملح العالق في حلقك لتلعقي جراحك… ولكنْ بعد ذلك ستصبحين بخير، ولن يكسرك أيّ شيءٍ ولا أيّ غياب.‏