❞خُيِّلَ إليه للحظات أن هذا هو جوهر الأدب، أن يختبر المرء مُعاناة صافية تشكل خصوصيته، تُميزه عن الآخرين، ثم يقرأ يومًا في كتاب أديب لا يعرفه توصيفًا دقيقًا لما ظن يومًا أن لا لفظ يُمكن أن يعبر عنه، فيعرف أنه ليس مُميزًا وأن ألمه جماعي وقديم ومُعاد. كان يتنازعه شعوران، شعور بالراحة أنّه مرئيّ أخيرًا، وشعور بالعاديّة، أنّ مُعاناته حدثت من قبل، وأن بإمكانه البوح بها.❝
رواية عبقريّة، لكاتب متمكّن من أدواته، بحبكة تحبس الأنفاس، مزج بين عالم الجريمة والتأمل الفلسفي، يناقش الكاتب من خلال شخصياتها وأحداثها المترابطة كثيرًا من القضايا والأسئلة التي يتقلّب بينها الإنسان وبرأيي واجه بعضها كلّ منّا في لحظة واحدة على الأقلّ من حياتهم.
الرواية فيها إمتاع وتجديد بشكل خاص حيث التأسيس على كتاب "اللاطمأنينة" للكاتب البرتغالي فرناندوا بيسوَا -الكتاب الذين يُعتبر إنجيل بيسوا وكآبته في مواجهة الحياة بلامعقوليّتها- وكوني قارئة لبيسوا أحمل بعض شذراته/نصوصه كأصدق ما يعبّر عنّي في بعض جوانب حياتي، راق لي نسج البناء الروائي على فكرة الأنداد، أن يصنع الإنسان شخصية متكاملة في ذهنه يختبئ خلفها ليحقق غاية بعينها.