إنجيل بيسوا: أن تولد من رحم لحظة بعينها > مراجعات رواية إنجيل بيسوا: أن تولد من رحم لحظة بعينها > مراجعة Randa

إنجيل بيسوا: أن تولد من رحم لحظة بعينها - حسام السيد
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

#مسابقات_مكتبة_وهبان

#مسابقة_ريفيوهات_إنجيل_بيسوا

إنجيل بيسوا | حسام سيد

دار النشر: معجم للنشر، والتوزيع.

عدد الصفحات: ٣٧٩ صفحة.

التقييم: أربع نجوم.

❞ - هل تحلم الشخصيات الخيالية؟ ❝

عَزيزي قارئ المُراجعة،

هل سَمعت من قبل مُصطلح 'الإنترنت المُظلم'؟

هو بإختصار عبارة عن السوق السوداء لشراء أي شيء ولكن من خلال شاشة فحسب..

ماذا لو أخبرتك أنّ الأمر لم يعُد يحتاج الإنترنت المظلم، لترى جريمة قتل مُصورة.. هذا ما حدث هنا.

طبيبٌ نفسيّ مشهور على الإنترنت، وشبكات التواصل الإجتماعي بشكل عام، يستيقظ ذات يوم على خبر هاشتاج جديد بإسم 'الغراب الأبيض'، وفيديو عن شاب يصور جريمة قتل من فعلته!

ولأننا نعيش في عصر 'التريند' كما يُقال، فقد خلف هذا الهاشتاج، والفيديو موجة من العبث، والجنون بين الناس، وأصبح الجميع يُقلده سواء برسمٍ للغراب الأبيض على الجدران، أو بالجريمة نفسها...

لكنّ القصّة لا تنتهي هُنا، في الحقيقة هي تبدأ فحسب.

رائد ما يزال في الخدمة، ولواء متقاعد خارج الخدمة، طبيبٌ نفسي، وقاتل مجنون.. أربع أشخاص يجتمعون معًا، لحل جريمة محلولة بالفعل، وتم القبض على مرتكبها.

❞ الشر من لزوميات العالم، يُمكن أن يمقته قلبك، لكن لا تطلب عالمًا يخلو منه. ❝

من هو 'فرناندو بيسوا'؟

من أهم الشخصيات الأدبيّة في القرن العشرين، ويُعتبر واحد من أهم الشُعراء، ولكن شهرته كانت لأنّه كان له في نفسه ثمانين بديلًا، أو ندًا له.

كان 'بيسوا' شخصية مبعثرة، ضائعة بين طُرقات الحياة. يعيش حياته، وحياة الآخرين.. لم يكُن لديه يقين بِـمن يكون هو؟ السؤال الذي لو سُئل لأي شخص، لأجابه بيسرٍ.

يتساءلُ أحيانًا إن كان هو الأساسي، أم إحدى شخصياته الأخرى هي الأساس.. أهو من خلقها، صنعها، أم هي من خلقته، وصنعته؟

كل واحد منهم له شخصه، أراءه الخاصة، انتماءاته السياسية، الدينية، أو حتى الفكرية، إيمانه، معتقداته، وحتى أحلامه.. لا أحد منهم يُشبه الآخر، وجميعهم يعيشون في جسدٍ واحد 'فرناندو بيسوا'.

تتساءلُ الآن، ما علاقته بالرواية؟

لأنّ كل شخصّ داخل الرواية كان لديه ندًا بطريقةٍ ما، جميعهم اعتنقوا دليل بيسوا لعيش الحياة، ولكن هل هذا كافٍ؟

هل خلقُ الند، يجعلنا بخيرٍ حقًا؟

❞ حاول احتضان نفسه من جديد ليُوقِف ارتجافه، لم يعد هناك ندٌّ أو هوية مُتخيَّلة يمكن أن يفر إليها من ألمه، لقد علم الحقيقة كاملة، ومتى خبر المرء حقيقته تزول قوة أنداده وصوره المُتخيلة، تُفسد الحقيقة بحضورها كل قناع نصطنعه. تظل كامنة أسفل ركام أكاذيبنا، تظل حاضرة مثل غُصة في الحلق لتخبرنا أننا لسنا القناع الذي نرتديه. ❝

كل شخصيّة في الرواية، لها حكايتُها الخاصة، لها حياتُها، أحلامها، مآسيها، وذنوبها.. ولن تنتهي الرواية قبل أن تعرف البداية، والنهاية، لكل حكاية منهم. وكانت هذه إحدى النقاط التي أحببتها حقًا.

لا يوجد عمل يخلو من السلبيات، ولكن السلبيات هنا لست متيقنة إن كانت كذلك، أم هو قصدُ الكاتب.

فبشكلٍ ما.. شعرتُ أن جميع الأشخاص لها صوتٌ واحد، صوتُ فلسفة 'بيسوا'..

السَّرد، واللغة كان فصيحًا سلسًا بشكلٍ جميل، ودون ملل وهذهِ من العلامات التي أُحبها في الكُتّاب؛ فأحيانًا يغلب الملل على السرد، فنقع في هوة التثاؤب...

الحبكة كانت مُتقنة بشكلٍ جيد، ولم أشعُر بأي خروجٍ عن النص.

كقارئة.. تتغلبُ عليّ أحيانًا شخصيتي الورديّة، ولذا على الرغمِ من سوداوية الرواية، وكآبة أحداثها، فقد جاءت النهاية مُريحة، وسعيدة بالنسبة لي.

ربما البعض لن يصفها بهذا، لكنّي أراها بدايةً أُخرى لهم، في حياةٍ سيبدأوها بمعرفة من هم حقًا، دون ضياع.

وأخيرًا، غلاف الرواية شخصيًا لم يجذبني في البدء، ولكن بعد قراءتي للعمل، فوجئت أن الغلاف مقتبس من لوحة للفنان "رينيه ماجريت" والذي عرفته من خلال أحداث الرواية، واللوحة بعنوان The man in bowler Hat.

وهي تظهر رجلاً يرتدي بدلة، وربطة عنق، وقبعة كلاسيكية. وجهه مخفي بواسطة طائر، مما يخلق تجاورًا غامضًا بين المرئي والمخفي. يتلاعب ماغريت بأفكار الهوية والإخفاء، ويدعو المشاهدين إلى التفكير في أهمية الشخص الذي يقف وراء الطائر. يثير العمل الفضول ويقدم جمالية سريالية مذهلة.

وكما يتلاعب بِنا ماغريت، يتلاعب بنا أيضًا الكاتب في روايته.

هي رواية عن جريمة ذات تصنيف نفسي، وفلسفي.

'إنجيل بيسوا' هي عالمٌ متصل من الحيوات، والحكايات.

❞ - لم يكن التحدي أبدًا في طلب أحدنا أن يغفر للآخر، كانت العقبة الكبرى في أن يغفر كل منَّا لنفسه. ❝

#ترشيحات_سلحفاة_قراءة 🐢📚

#إنجيل_بيسوا_أن_تولد_من_رحم_لحظة_بعينها

#حسام_سيد

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق