إنجيل بيسوا: أن تولد من رحم لحظة بعينها > مراجعات رواية إنجيل بيسوا: أن تولد من رحم لحظة بعينها > مراجعة Heba badr

إنجيل بيسوا: أن تولد من رحم لحظة بعينها - حسام السيد
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

#مسابقات_مكتبة_وهبان

#مسابقة_ريفيوهات_إنجيل_بيسوا

هذه قراءة غير مخطط لها بالكامل، حيث أنا بالفعل غارقة في العديد من الروايات، ولكن أسرتني مراجعات الرواية على الجروب وحمستني لأن أقرأ الرواية، ولحسن الحظ كانت الرواية تستحق.

رواية "إنجيل بيسو" هي رواية بوليسية فلسفية تدور حبكتها حول جريمة قتل ارتكبها عامر حفيد رجل أعمال شهير بطريقة طقسية، حيث قام بقتل أحد أصدقائه ورسم بدمائه غراب أبيض، وقام بخطف الآخر وهدد بقتله بعد أسبوع إذا لم يشرف اللواء عطية على قضيته وأن يخبره لماذا قتل صديقه بهذه الطريقة.

بالطبع، إحضار اللواء شيء، ولكن معرفة لماذا قتل صديقه بهذه الطريقة شيء آخر يلزمه التعمق في معرفة شخصية عامر، ولهذا وجب على الشرطة الاستعانة بفريد الطبيب النفسي الشهير على السوشيال ميديا والذي قام بحل لغز جريمة شهيرة من قبل، ولأن أي فريق به أشخاص غير عاديين مثل اللواء عطية وفريد يحتاج إلى شخص عادي تمامًا وهو سمير الشرطي التقليدي الذي يدير الأمور بالطريقة التقليدية. في أول لقاء ما بين فريد وعامر، يكتشف فريد مدى تأثير فرناندو بيسوا على عامر وأنه يعتبر مرشده الروحي ويعتبر كتاباته إنجيله ويقتبس منه في أحاديثه.

ومن هنا يبدأ الفريق الصغير في مطاردة سبب فعلة عامر، وحتى مع انكشاف السبب في منتصف الرواية يظل الأمر غامضًا وتبدأ أمور أخرى في الانكشاف في حياة كل الأشخاص حول عامر

جاءت حبكة الرواية ممتعة وقادرة على جذب الانتباه طوال الرواية وجعل القارئ في حالة تساؤل مع إعطائه جرعة من الفلسفة بجانب الحبكة البوليسية، وخاصة مع مرافقة بيسوا للقارئ طوال الرواية.

من الآن قد تحتوي المراجعة على حرق للأحداث.

أغلب شخصيات في الرواية مرسومة بشكل رائع ودقة. أحببت شخصية اللواء عطية التي هي دليل على أن فاقد الشيء يعطيه حيث كان أبًا حنونًا لابنه رغم قسوة والده. لقد اختار كسر دائرة الإساءة بالزواج من نادية عازفة الفلوت التي لونت حياته وأخرجت هي والموسيقى أفضل ما فيه، ولكن كسره موت ابنه وإحساسه بالذنب الذي جعله يبتعد عن حب حياته ليعاقب نفسه قبل أن يعاقبه الآخرين.

فريد شخصية مسكينة، عذب نفسه لسنوات من أجل أن يكفر عن خطيئته ولكن كان هو مصدر الداء. عندما أقارن موقفه بموقف أنطوان، كان عليه أن يبتعد من البداية عن هند ويقترح أن تذهب إلى زوجها في الخارج، خاصة أنها هشة بسبب الاكتئاب والوحدة.

عزت على الرغم من أنه شخصية ثانوية، إلا أنه أكثر شخصية أحببتها في الرواية، شخصية دافئة ومحبة رغم المأساة.

عمار على الرغم من بشاعة الجريمة التي ارتكبها، إلا أن معرفة الأسباب التي دفعته إلى ارتكابها جعلت الأمور أقل وطأة، حيث انه اقتص لكوثر والفتيات، وسأتقمص هنا روح الدكتور فريد وأقول إن عمار مصاب باليكسيثيميا (Alexithymia) وهي عدم القدرة على تحديد العواطف وإدراكها. وأعتقد جزء من الأمر وراثي من جده الذي لا يشعر إلا بمشاعر الصيد ولا يفهم ما هي طبيعة الحب ، وجزء آخر من صدمته بسبب انتحار والدته على هذا النحو. ولهذا هو ثابت جدًا بعد قتل صديقه بهذا الشكل لصالح أشخاص غرباء عنه تماما .

أحلام على الرغم من أنها ذكرى في كتاب ورسم على الجدار إلا أن روحها القوية غزت الرواية بالكامل.

وحتى في موتها أزعجت المسيري وحققت ما تريده في نهاية الأمر رغم استحالة الأمر من وجهة نظر المسيري الذي قطع كل السبل حتى لا تصل الحقيقة لعامر.

ملاحظات على هامش الرواية:

أحببت أن فصول الاعتراف أخذت عناوين روايات وكتب شهيرة، اعتراف عائشة جاء بعنوان "غرفة تخص المرء وحده" لفرجينيا وولف والذي اعتقد أنه مثل جوهر عائشة، حيث إنها عندما منحت الحرية لفعل ما تريد وصلت إلى العالمية، وذلك كان جوهر كتاب فيرجينيا.

جاء اعتراف أنطوان تحت عنوان "وحدها شجرة الرمان" لسنان أنطوان، التي تتماهى مع حياة أنطوان الذي ترك حياته ولجأ إلى الرهبنة كما تخلى بطل الرواية العراقي عن أحلامه ودفنها فى وظيفته

وجاء اعتراف المسيري كصياد مثل "الشيخ والبحر".

أعتقد أن "كلب صيد أسود" قد تكون مثل قصة "كلب الباسكرفيل" ولكن لا أجد تشابه مع الفصل.

من خلال الرواية، كانت هذه هي المرة الأولى التي اتعرف فيها على أعمال رينيه ماغريت. واعتقد أن تأثير ماغريت في الرواية قد يعادل تأثير بيسوا، حيث عندما قرأت مقالًا عنه وعن اللوحات وجدت الكثير من الأشياء في لوحاته مرتبطة بالرواية وأنها مرتبطة بشكل أعمق مما ذكر في الرواية. فعلى سبيل المثال، هناك لوحة "خيانة الصورة" التي بها غليون، اعتقد أنها تمثل عليون والد المسيري الذي كسره ضابط أثناء المصادرة والذي استنسخه المسيري عندما قام بإنفاق ثروة على عمل غليون من الذهب، وذلك ليماثل لوحة "خيانة الصورة" الإصدار الثاني.

كما أن هناك لوحة "مفتاح الأحلام" والتي بها وعاء وحصان وساعة، كان بها حل لغز الرواية التي تحاول أحلام إيصاله، حيث هناك الحصان الذي قتل زوجها، والوعاء بسبب نقص الطعام الذي جعل الحيوانات مهتاجة، والوقت المتأخر.

ولوحة "المرأة الزائفة" وخوف فريد من النظر في المرآة.

واعتقد ان الغلاف تنويعًا على اللوحات أيضًا ما بين لوحة "الرجل الذي يرتدي البدلة"، ولكن تم استبدال التفاحة بالطائر في لوحة "استبصار" وصبغ البدلة باللون الأحمر لأنها تمثل دماء ليلى وحلم فريد بامر دمية الملاهي.

مآخذ على الرواية:

لقد أحببت الرواية فعلاً، ولكن لم أستطع تقبل جزء جابر وأخته وجريمتهم. جاء هذا الجزء غير مقنع بالنسبة لي، واعتقد أن مشهد الدفن وهذه الطريقة كانت تنويعًا على قصيدة "القط الأسود" ولكن تنفيذ الجريمة كان واهيًا للغاية. حتى مع معرفة تحركات جميع الأفراد قد يحدث أن يدخل شخص أثناء تنفيذ الذبح. لا تسير الأمور سلسة هكذا، وخاصة نحن نتكلم عن قرية في الصعيد حتى لو كان الوقت في ساعة العصاري. وجزئية تجهيز جدار مجوف لدفن الجثة أمر، وقتل شخص ودفنه في الفجوة أمر آخر. حتى لو دخل جابر الغرفة وذبح السيدة، ستغرق الدماء الأرضية ومع التكبيل في هذه الوضعية سيكون هناك الكثير من الآثار. ولو أصيب الجميع بالعمى بسبب البحث واغفلنا أن كل شيء يعود إلى مكانه في كل مرة، ماذا عن الرائحة؟ هذا جدار مجوف، ولكن بما أن إعادة البناء ستكون سريعة، فسيكون هشًا، ماذا عن الرائحة وسوائل الجثة؟ نحن نتكلم عن درجة حرارة مرتفعة، وحتى تظل الجثة ويستطيع أهل القرية اكتشافها عندما يأتي سيل ما، تحتاج إلى شيء من اثنين، إما تبريد على درجة حرارة منخفضة جدًا وهذا بالطبع لا يتوافر، أو معالجة الجثة بمواد معينة ولا اعتقد أن ساعة نوم العصاري سمحت بشيء كهذا، لذا الشيء الوحيد الذي كان يجب أن يجده أهل القرية هو عدد ضخم من الديدان، ليس جثثًا من الممكن التعرف عليها.

كما أن أمر روايح هذا غريب. ذُكر أنها عاقر، ثم بعدها أنها قررت أن تربي فايز وفتحية مع أولادها ثم أرسلتهم إلى أقاربها ليستعدوا للانتقام. وحتى الآن لا أعرف سبب فعل روايح لذلك ولماذا تنتقم لبديعة ولماذا سيتحمل أقاربها طفلين أكبرهم في عمر العاشرة.

كما أن مشهد انتقام أهل القرية من بديعة جاء مبالغًا فيه. قد أفهم أنهم قد يحملوها ويلقوها في نهر النار، ولكن أن يقوموا بتعريتها، هذا أمر من الصعب جدًا أن يقوم به أهل الصعيد. كما أن تعرية الجثة دائمًا تكون من سمات القتل ذو الطابع الجنسي، إما للمبالغة في السادية أو لمنع تعقب المجرم عن طريق ثياب الضحية.

أحببت نهاية الرواية، فلقد كانت نهاية مرضية لجميع الأطراف، وإن كنت لا أتفق مع فريد في نصيحته لعنبر في أن الحقيقة قد تحررها. حيث إن الحقيقة في هذه الحالة ستكون طريق الجميع إلى أقرب عنبر في سجن النساء مع نظرة دونية من المجتمع واحتمالية القتل الانتقامي من أهل خالد وطه الذين نالوا ما يستحقونه.

التقييم:

سأقيم الرواية بأربع نجوم وأتطلع لمزيد من الأعمال الرائعة للكاتب حسام سيد . وأشكر Esraa Adel على ترشيحها لهذه الرواية البديعة.

#مسابقة_ريفيوهات_إنجيل_بيسو

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق