إنجيل بيسوا: أن تولد من رحم لحظة بعينها > مراجعات رواية إنجيل بيسوا: أن تولد من رحم لحظة بعينها > مراجعة Rahel KhairZad

إنجيل بيسوا: أن تولد من رحم لحظة بعينها - حسام السيد
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

إنجيل بيسوا: أن تولد من رحم لحظة معينة

حسام السيد

Mo3Gam Publishing - معجم للنشر والتوزيع

2023

380صفحة

⭐️⭐️⭐️⭐️

■ قاتل لا يتلذذ بقتله، يقتنع بوصفة شعرية لاستعادة إنسان أحبه عبر فنه، يقتل صديقًا ويخطف آخر، لكنه يفسد لعبته ليحمي صديقًا ثالثًا، ويذهب إلى الموت مُستسلمًا مثل أمه، في انتظار حُكم بالإعدام رافضًا أن يشرح نفسه أو أسبابه.

اعتقد أن هذه الفقرة هي أبسط توصيف لمحتوى الرواية والتي لن يستطيع أحد أن يلخص محتواها كما قام الكاتب بذلك في سطرين وكأنه يعلم يقينا مدى الارهاق الذي عانيناه مع الاحداث فلخصها مشفقا علينا.

قام بعض الاصدقاء بقراءة هذه الرواية وترشيحها فوضعتها في خطتي ولكن ليس لهذه الفترة في الحقيقة حتى تم الإعلان عن المسابقة واشتعلت الأجواء من جديد فقلت نفسي ولما لا؟ ما المانع من بعض الحماس؟ فلنفعلها وها انا اتمم مشاركتي مع الجميع ممتنة مثلهم لهذه الرواية الرائعة.

في البدء كان هناك ذلك الطبيب النفسي المشهور صاحب المليوني متابع والأحلام الغريبة التي تتخذ شكل الكوابيس وصديقه ذو البذلة الباهته والقبعة وهرته الأليفة بدأ يومه كالعاده بحلم سجله في دفتره قبل النسيان ثم لايف من برنامجه صباحك فريد ثم تلك الحادثة العجيبة والبشعة معاً فها هو أحدهم يقتل صديقة ليصنع منه لوحة بشعة على شكل ملاك طالبًا الغفران قبل أن يرسم بدمائه صورة غراب أبيض ليتحول فجأة هذا القاتل إلى إله لكل ما هو مجنون وباعث على العبث في المدينة.

❞ الجنون تعجز أمامه التفسيرات المنطقية ❝

ولما كان الجنون سمة القضية وبعدما طالب القاtل اللواء عطية للتحقيق معه بالرغم من وجود الجاني والضحية والإعتراف إلا أنه مازال هناك "خالد" المخطوف بتحريض من "عامر" الجاني والذي اعطاهم مهلة اسبوع واحد لانقاذه كما تم الاستعانه ب فريد دكتور في الطب النفسي والرائد سمير فريق مكلف بحل هذا الجنون والبحث وراء الجاني لانقاذ ضحية محتملة بأي ثمن.

خلال الرواية تتضح الخلفية الاجتماعية لكل فرد من الشخصيات وما الأسباب التي جعلتهم يظهروا في حياة بعضهم البعض والأسباب التي جعلتهم الأقرب لحل لغز القضية عن وسائل الشرطة المعتادة.

بعدما بدأت في الرواية وكلما تعمقت اكثر وجدت الكاتب يتعمق في حياة بيسوا وأنداده وكأن قوام الرواية قائم على فكرة الأنداد والتخفي فيهم لتتحول الرواية من الجريمة الى الفلسفة بجدارة فتجد نفسك تتسأل في كل إقتباس من أنت من أنداد بيسوا الثمانين بالطبع هذا بجانب رغبتي المُلحة في قراءة أعماله كما زاد تساؤلي كيف واتت الكاتب الفكرة أن يجعل الرواية تدور حول فلسفة كاتب معين؟ وما الذي جعله يتأثر به لهذه الدرجة؟ ومن اي لحظة ولد الكاتب الذي أبدع هذه الرواية؟

احببت جدا الرمزيات في الرواية رغم تعقيدها وأن كل شخص اختار له ند يتخفى خلفه وكلما توغل انكسرت جزء من قشرة هذا الند لتتضح الحقيقة وهي أننا بشر نخطئ ونصيب ولكن ما يميزنا حقا هو قوة التحمل فهناك شخصيات ظلت اعوام ميته وهي على قيد الحياة بينما احلام اختارت البقاء حتى النهاية ولم يمنعها حتى الموت من ذلك وكذلك بيسوا اساس فلسفة العمل فقد اختار البقاء عبر كتاباته وعُرف بعد موته بسنين صحيح أنه كان يشعر باليأس وعدم الانتماء في حياته الا انه كما لوحات علي المسيري اختار أن يحيا بيننا عبر نافذة كلماته الباقية.

ناقشت الرواية العديد من القضايا الهامة مثل التعرض للإبتزاز وجرائم الشرف والثأر التي يمتاز بها الصعيد المصري ودور القوى الناعمة في سياسات الشعوب وكيفية الإعتماد عليها بالإضافة إلى أثر التحولات الاجتماعية على النفسية العامة للأفراد وبالطبع لم يغفل الكاتب توضيح دور الفن كأداة للتعبير عن الذات سواء بالرسم او الكتابة حتى انه جعل من الكتابة المنقذ من الموت لبعض الشخصيات مثل نادين كما تحدث عن الحياة السياسية على مستويات مختلفة سواء فترة التأميم أو حال الاشتراكيين وأفكارهم وغيرها من الموضوعات الهامة.

بالنسبة لي احببت جدا المعلومات الذي ذكرها الكاتب عن الرسامين وأعمالهم وتاريخها ورمزيتها كما أكد ذلك على ثقافة الكاتب وإطلاعه واعتقد انها ستكون مدخلا لقراءات متعمقة اكثر في هذه المجالات.

جاءت الرواية بلغة فصحى غير متكلفة كما امتازت بالطابع الشاعري في نفس الوقت فكان وصف بعض المشاعر والمقاطع بديع للغاية.

قام الكاتب برسم الشخصيات بحرفية شديدة فكنت اقرأ كل شخصية وكأنني اراها رأي العين ما بين متمرد وخجول وحالم وناقم ...الخ واروع ما كان هو حديث الشخصيات الداخلي اثناء السرد فكان يقوم بتفتيت شعور الفرد منهم حتى تعي ما به من الم جيدا.

كانت حبكة الرواية رائعة وبها الكثير من التويستات ففي حين اعتقدت في منتصف الرواية انها انتهت بالفعل ولا يوجد ما يحدث ثانية اكتت الكثير من الاحداث المشوقة تباعا وكأن الكاتب ساحر مازال يحوي بجعبته الكثير من الحيل والتعاويذ.

اكثر ما أحببته النهاية وإن كانت منقوصة أو تم إغفال بعض الخيوط لا أدري عن عمد ام دون قصد وهناك جزء غير منطقي سأتحدث عنه ولكن فكرة الإنتقام التي قام بها عامر كانت رائعة فلا تدري أحقا اختار طريق أحلام لعيش القادم من عمره ام اختار دور الصياد ولكن الاكيد انها كانت النهاية الاروع التي وددت ان ارى عليها علي المسيري.

■ ‏السلبيات:

● لم اقتنع بعلاقة مالك وعمار وانه اعطاه مذكرات احلام ان كنت ستفعلها حتما فما الداعي للانتظار حتى حدث كل ذلك.

● لم اجد ظهور نادين مقنع في الرواية كما ان نهايتها كانت واهية فجأة ظهرت وفجأة اختفت كان من الممكن إحداث هذا الاثر عن طريق فريد او اي طارئ اخر كما حدث بعد ذلك من تطور للأحداث.

● انتقام القرية في جريمة السبع ضحايا لم يقنعني كيف لم يكتشف احد اي جريمة منهم بيوت القرى تكون عامرة دائما بقاطنيها فليس من الطبيعي ان تتم جميع الجرائم خلال فترة العصر ولا تكتشف اي منهم .

● فكرة ان يقوم فريد بإنشاء مركز باسم احلام غير منطقية بعد تعافيه هو الاخر كان الاجدر ان يؤسسه باسم ليلي كما ان عامر نفسه لم يسعى لتخليد ذكرى والدته بأي طريقة كانت.

#أبجد

#إنجيل_بيسوا_أن_تولد_من_رحم_لحظة_بعينها

#حسام_سيد

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق