لم يكن في الكويت، ولا في غرفةِ الجلوس. لم يتنشّق ضوعَ الكبدة المحموسة، بل رائحة الكحول والنفثالين. لم يرَ قطع الأثاث الفستقيّ، ولا السجادة الفارسية التي تفيضُ بنقوشِ الطيور والغزلان، ولا الشمعدانات الكريستالية على الطاولة المستديرة، ولا نسخ لوحات أيّوب حسين على الجدران. كانت الغرفةُ بيضاء بلا انتهاء؛ أسلاكًا، أنابيب أمصالًا، شاشة رصد. كاميرا مراقبة. سلكًا رفيعًا ملتفًّا حول إبهامه، ثبّت إليهِ بضمادٍ لاصق.
المؤلفون > بثينة العيسى > اقتباسات بثينة العيسى
اقتباسات بثينة العيسى
اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات بثينة العيسى .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.
اقتباسات
-
مشاركة من نجيب عبد الرازق محمد التركي ، من كتاب
خرائط التيه
-
هل نذهب إلى اليمن ومعنا اثنا عشر طفلًا مطلوبٌ إيصالهم إلى سيناء؟
مشاركة من نجيب عبد الرازق محمد التركي ، من كتابخرائط التيه
-
أرادَ الضّفدع أن يكون فيلًا، فانفجر!
مشاركة من نجيب عبد الرازق محمد التركي ، من كتابخرائط التيه
-
لم يكن هناك ما تقولُه. لقد عرفت أنها قربان طقس التأديبِ. شيءٌ ينعش الخوف في قلوب الباقين. شيءٌ يعيد إليه قبضته القاهرة.
مشاركة من نجيب عبد الرازق محمد التركي ، من كتابخرائط التيه
-
كان سؤالًا ساطعًا. استطاعت اللعينة أن تجعله يغضب. بصق أوراق القاتِ المُرّة من فمِه، شكّلت على الأرض لطخة خضراء. غمغمَ؛ استدعي روينا.
مشاركة من نجيب عبد الرازق محمد التركي ، من كتابخرائط التيه
-
كان جرجس جالسًا على وسائده الأرضية، مستندًا إلى الجدارِ المطليّ بالأزرق الباهت، فمهُ نصف مفتوح، وقد امتلأ شدقه الأيمن بأوراقٍ خضراء طازجة. بين ساقيه الممدودتين كيس نايلون مليء بالأغصانِ المورقة؛ أوراقها خضراء، محمرّة، لامعة. كان الإحساس بمرارة الأوراقِ في فمهِ لا يزال موجودًا، ولما يبدأ عصيرها السحري في فعل أفاعيله، وقد تضوّعت في الغرفة رائحة خضراء. جرجس!
مشاركة من نجيب عبد الرازق محمد التركي ، من كتابخرائط التيه
-
❞ علاقته بالأخضر تشبه علاقة بحبيب، فهو مستعدّ لمنح أي شيء من أجل نباتاته، ويصمم لأجل ذلك طقوساً خاصة: ❝
مشاركة من جهاد أبو زينة ، من كتابعروس المطر
-
❞ نحن - دون أن ندري - نتخاطر مع الأشياء، نتفاهم معها بلغةٍ نظنّ بأننا لا نجيدها، ولكن الحقيقة أن الكون كله.. كله! يتحدث هذه اللغة، الشيء الذي يربطنا بالأشباح والنمل والجوارب والملاعق وكل شيء في العالم، هو هذه اللغة.. السهلة كالماء، الكونية ❝
مشاركة من جهاد أبو زينة ، من كتابعروس المطر
-
❞ كل هذه الألوان والروائح والمهام التي ينبغي فعلها.. ليتها تنقرض، تنقرض لبعض الوقت، رفقاً بـي وبكل العاجزين عن المواكبة، عن الاتساق، العاجزين عن تبرير وجودهم على أدمة العالم مثل بثرةٍ متقيّحة، قليلٌ من الانقراض النبيل، وكثيرٌ من البياض، السطور الفارغة، ❝
مشاركة من جهاد أبو زينة ، من كتابعروس المطر
-
❞ ماذا تريد؟
رسالة:
أريدُ منكِ ما يريده شاعرٌ من قصيدة.
أريدُ أن أحب الشعر من خلالك.
أريد أن أطرحك، أكتبكِ، أبكيكِ، أمزقكِ، أسبركِ، أسافرُ في دمك.
أريد أن أسكنك.
أنا أقبّل قصائدي أحياناً،
أحرقها أحياناً..
الأمرُ يعتمدُ على جمالها.
ما أريدهُ منكِ هو كل شيء. ❝
مشاركة من Layan Alghamdi ، من كتابكبرت ونسيت أن أنسى
-
وعرفت خولة أن الصَّمغ الذي يجمع أفراد عائلتها هو الادعاء، لا الحُب.
مشاركة من Israa Omar ، من كتابدار خولة
-
«أسوأ ما يمكن أن يحدث للأطلال ألا يبكي عليها أحد»
مشاركة من Israa Omar ، من كتابدار خولة
-
لم يفهم يوسف ما الذي ينقص خولة، وأحسَّ بأنَّ إسعادها هو مسئوليته وحده، لا سيما مع غيابِ وتغابي أخويه. لقد بدا طوال حياتهِ مثل الشخص البالغ الوحيد في عائلة من القصَّر. لقد فعل كل شيءٍ لملء عالمِها الفارغ، «يُمه فتحي الباب» بين يومٍ وآخر: كيلو زبيدي. زنبق. دهن عود. زيت زيتون. ربع كيلو جوزة الطيب، وكل ما يمكن أن يبهج خاطِرها. لكنها مع ذلك لم تكن سعيدة، لأنه ببساطة لم يكن ناصر، ورغم أنه يعرف أنَّ تعاستها لم تكن غلطته، فإن عليه أن يحاول أكثر.
مشاركة من Israa Omar ، من كتابدار خولة
-
لم تتخيل خولة أنَّها محتشدة بالكلام إلى هذه الدرجة، وقالت إنها عندما اختارت مدرسة أمريكية كانت تعوِّل على تنشئة أبناء فارقين، وليس «وقحين وكسالى ومتذاكين»، وهنا أعاد كلامه: إنها تريد أن يصير نسخة منها، وهي لا تستطيع فهمه، وتريد اقتلاعه من المكان الوحيد الذي يحبه، كأنَّ فقده لأبيه لم يكن كافيًا.
مشاركة من Israa Omar ، من كتابدار خولة
-
لقد خيبت أمريكا أملها، وأعطتها في المقابل: «كثير من البلادة، والإحساس الزَّائفِ بالتفوُّق، والغباءِ المطبقِ أمام التاريخ».
لم يخطر لها في تلك الأيام، أنَّها لن تستعيد طفلها من أمريكا قط، وينقبض قلبها كلما تذكَّرت قتيبة، وكيف تحفَّظ على قرارها: «كلنا درسنا في مدارس الحكومة، وما فينا إلا العافية»، لكنَّها أصرَّت على التعليم الخاص، الأمريكي تحديدًا، لأنَّه «نظامٌ يخلق الاستقلالية والتفكير النقدي»، ولا يقوم على التلقين، ولأنَّ مكتباتهم أفضل، وفصولهم لا تعاني أعطال التكييف وحماماتهم ليست قذرة وبلا أقفال، ولأنهم لا يعاملون التلاميذ كالخِراف، ولأنَّ فعالياتهم لا تنتهي: «يوم البيجاما، أسبوع القراءة، يوم التخضير، يوم القميص المعكوس..».
مشاركة من Israa Omar ، من كتابدار خولة
-
«في تلك الأيام، آمنَّا كلنا بالرَّجل الأبيض، آمنا بأمريكا وسلَّمناها أطفالنا: خذوهم واجعلوهم بيضًا بقدر الإمكان! بقدرِ الإمكان!»،
مشاركة من Israa Omar ، من كتابدار خولة
-
سيتمُّ ناصر عامه الثلاثين بعد أسبوع، وخولة تعرفُ أنَّه يكره أعياد الميلاد، لأنه يريد أن يبقى يافعًا إلى الأبد. لم يكن يتورَّع عن حقن وجهه بالبوتكس والفيلر وشحوم مؤخرته إلى درجة تستفزُّها -هي بتلك الغضون التي تتباهى بها كأنواط شجاعة- ناهيك عن كونه يحدِّد عوارض لحيته بالليزر ويزجِّج حاجبيه بالملقط، ويرتدي ثيابًا بالكادِ تليق بصبيٍّ في العاشرة. لكنه على كل حالٍ عيد ميلادٍ آخر، وناصر مستعدٌّ للاحتفالِ به مع الجميع، باستثنائها هي.
مشاركة من Israa Omar ، من كتابدار خولة
-
لكنها تستأنسُ بالاحتمالات، تعوِّل عليها؛ أن يمرَّ أحدهما بها صدفة، ويراها جالسة أمام التلفزيون مع علبة الزبادي وأصابع الخيار، ويقرّر أن يأخذ قضمة. لهذا السَّبب تمتلئ طاولاتها، طوال العام، بحاويات الشوكولاتة والفستق الحلبيِّ وحلوى راحة الحلقوم؛ «فخاخٌ منصوبة لأمومة معطّلة»،
مشاركة من Doaa-elfar ، من كتابدار خولة
-
تذكَّر عيد ميلاده الوشيك وأحسَّ بالفراغ يثقل في أعماقه. أرسل عينيه إلى مدخلِ البيت، إلى «دار خولة» كما أسماها أبوه، كأنه عرف أنَّ القدرَ قد أضمرَ له رحيلًا مبكِّرًا، وأنَّ زوجَه ستتربَّع في قلبِ الدار، مثل عنكبوت الأرملة السوداء: متوحِّدة وسامّة. سرحَ في عرائش «ستُّ الحسن» التي تؤطر المدخل الخشبيَّ، متذكرًا يوم فراره، دون أن يساوره شكٌّ أنَّه الناجي الوحيد..
مشاركة من Israa Omar ، من كتابدار خولة
-
وصل ناصر إلى البيتِ قبل الموعد بعشر دقائق، لكنَّه قرَّر ألا يدخل إلا في الوقت المحدَّد، حتى لا تفسِّر خولة وصوله المبكر على نحوٍ مغلوط؛ أنه يحسُّ نفسه في بيته، وأنه يمتلك شرعية المجيء في أيِّ وقت، وأنه، برغم كل شيء، ما زال ولدها.
كان يحبُّ الانضباط في المواعيد، ويراه ضروريًّا لتصدير صورةٍ لائقةٍ عن شخصه. ففي مكانٍ لا يُنظر فيه إلى الزمن كشيءٍ ناضبٍ وفي أهميَّة المال نفسه، يمكن أن تخرج الأمور عن السَّيطرة، ويستيقظ المرءُ من نومه يومًا ليكتشفَ أنه في الثلاثين، وأنه أضاع حياته.
مشاركة من Israa Omar ، من كتابدار خولة