إن العبادة عندنا لا تكون إلا عن معرفة، والله لا يُعبد إلا بالعلم. ومعرفة الله هي ذروة المعارف كلها، ونهاية رحلة طويلة من المعارف تبدأ منذ الميلاد. وأول ما يعرف الطفل عند ميلاده هو ثدي أمه، وتلك أول لذة، ثم يتعرف على أمه وأبيه وعائلته ومجتمعه وبيئته، ثم يبدأ في استغلال هذه البيئة لمنفعته، فإذا هي ثدي آخر كبير يدر عليه الثراء والمغانم والملذات، فهو يخرج من الأرض الذهب والماس، ومن البحر اللآلئ، ومن الزرع الفواكه والثمار، وتلك هي اللذة الثانية في رحلة المعرفة. ثم ينتقل من معرفته لبيئته الارضية ليخرج إلى السموات ويضع رجله على القمر، وبطلق سفائنه إلى المريخ في ملاحة نحو المجهول ليستمتع بلذة أخرى أكبر هي لذة استطلاع الكون، ثم يرجع ذلك الملاح ليسأل نفسه: ومن أنا الذي عرفت هذا كله؟. ليبدأ رحلة معرفة جديدة إلى نفسه بهدف معرفة نفسه والتحكم في طاقاتها وإدارتها لصالحه وصالح الآخرين، وتلك لذة أخرى. ثم تكون ذروة المعارف بعد معرفة النفس هي معرفة الرب الذي خلق تلك النفس. وبهذه المعرفة الأخيرة يبلغ الإنسان ذروة السعادات، لأنه يلتقي بالكامل المتعال الأجمل من كل جميل.. تلك هي رحلة العابد على طريق العبادة.. وكلها ورود ومسرات.
المؤلفون > د. مصطفى محمود > اقتباسات د. مصطفى محمود
اقتباسات د. مصطفى محمود
اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات د. مصطفى محمود .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.
اقتباسات
-
مشاركة من المغربية ، من كتاب
حوار مع صديقي الملحد
-
فالحرية الفردية لاتؤكد ذاتها إلا في وجه مقومة تُزحزحها؛ أما إذا كان الإنسان يتحرك في فراغ بلا مقاومة من أي نوع فإنه لايكونُ حراً بالمعنى المفهوم للحريّة، لأنه لن تكون هناك عقبة يتغلب عليها ويؤكـد حريته من خلالها!
مشاركة من المغربية ، من كتابحوار مع صديقي الملحد
-
هل تعبد المرأة الجميلة حباً بأمر تكليف.. أم أنك تتلذذ بهذا الحب وتنتشى وتسعد لتذوقك جمالها؟
كذلك هو الله وهو الأجمل من كل جميل، إذا عرفت جلاله وجماله وقدره؛ عبدته ووجدت في عبادتك له غاية السعادة والنشوة.
مشاركة من المغربية ، من كتابحوار مع صديقي الملحد
-
إن الله أعتق قلوبنا من كل صنوف الإكراه والإجبار وإنه فطرها حرة!
مشاركة من المغربية ، من كتابحوار مع صديقي الملحد
-
ولكن هناك طبيعة أخرى مخالفة تمامًا للأولى ومغايرة لها في داخل الإنسان، طبيعة من نوع آخر تتصف بالتجرد والأزمان والإمكان والديمومة؛ وهي العقل بمعاييره الثابتة وأسسه ومقولاته، والحس الجمالي و"الأنا" التي تحمل كل تلك الصفات.
مشاركة من المغربية ، من كتابحوار مع صديقي الملحد
-
ونجد مثل هذه الدقة البالغة في اختيار اللفظ فى آلام إبليس حينما أقسم على ربه قائلا: "فبعزتك لأغوينهم أجمعين" أقسم إبليس بالعزة الإلهية ولم يقسم بغيرها، فأثبت بذلك علمه وذكاءه، لأن هذه العزة الإلهية هي التي اقتضت استغناء االله عن خلقه، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ولن يضروا االله شيئا، فهو العزيز عن خلقه، الغني عن العالمين. ويقول االله فى حديثه القدسى: "هؤلاء في النار ولا أبالى، وهؤلاء في الجنة ولا أبالى." وهذا مقتضى العزة الإلهية. وهى الثغرة الوحيدة التى يدخل منها إبليس، فهو بها يستطيع أن يضل ويوسوس، لأن االله لن يقهر أحدًا اختار الكفر على الإيمان.
مشاركة من المغربية ، من كتابحوار مع صديقي الملحد
-
شوقنا إلى العدل كان دليلنا على وجود العادل.
مشاركة من المغربية ، من كتابحوار مع صديقي الملحد
-
ثم ذكر إبليس أن مقعده المفضل للإغواء سوف يكون الصراط المستقيم، على طريق الخير وعلى سجادة الصلاة؛ لأن تارك الصلاة والسكير والعربيد ليس في حاجة إلى إبليس ليضله فقد تكلفت نفسه بإضلاله. إنه إنسان خرب؛ و إبليس لص ذكي لا يحب أن يضيع وقته بأن يحوم حول البيوت الخربة!
مشاركة من المغربية ، من كتابحوار مع صديقي الملحد
-
“كلنا سنرِدُ النار ثم ينجي الله الذين اتقوا، ولا أعرف هل اتقيت أم لا؟ يعلم هذا علام القلوب.. وكل عملي-للأسف- حبر على ورق..
وقد يسلم العمل ولا تسلم النية.. وقد تسلم النية ولا يسلم الإخلاص.. فنظن الواحد منا أنه يعمل الخير لوجه الله وهو يعمله للشهرة والدنيا والجاه بين الناس.. وما أكثر ما يخدع الواحد منا في نفسه ويدخل عليه التلبيس وحسن الظن والإطمئنان الكاذب من حيث لا يدري.. نسأل الله السلامة.
مشاركة من المغربية ، من كتابحوار مع صديقي الملحد
-
حكمة الصلاة؛ هي أن يتحطم كبرياء العبد لحظة سجوده وملامسة جبهته التراب وقوله بلسانه وقلبه: سبحان ربي الأعلى!
مشاركة من المغربية ، من كتابحوار مع صديقي الملحد
-
ونحن بالنسبة للكون لسنا ذرة ولا هباءة.. إننا نبدو بالنظر إلى أجسادنا كذرة أو هباءة بالنسبة للكون الفسيح الواسع.
ولكن ألا نحتوي على هذا الكون ونستوعبه بعقلنا وندرك قوانينه وأفلاكه ونرسم لكل كوكب مداره.. ثم ينزل رائد الفضاء على القمر فيكتشف أن كل ما استوعبناه بعقلنا على الأرض كان صحيحاً.. وكل ما رسمناه كان دقيقاً.
ألا يدل هذا على أننا بالنظر إلى روحنا أكبر من الكون، وأننا نحتوي عليه، وأن الشاعر كان على حق حينما خاطب الإنسان قائلاً: وتحسب أنك جرم صغير.. وفيك انطوى العالم الأكبر!
مشاركة من المغربية ، من كتابحوار مع صديقي الملحد
-
هؤلاء الذين يريدونها جنة.
ماذا فعلوا ليستحقوها جنة؟
مشاركة من المغربية ، من كتابحوار مع صديقي الملحد
-
إنما آكل الأفيون الحقيقي هو المادي الذي ينكر الدين هربًا من تبعاته ومسؤلياته، ويتصور أن لحظته ملكه، وأنه لا حسيب ولا رقيب ولا بعث بعد الموت؛ فيفعل ما يخطر على باله. وأين هذا الرجل من المتدين المسلم الذي يعتبر نفسه مسئولاً عن سابع جار.. وإذا جاع فرد في أمته أو ضربت دابة عاتب نفسه بأنه لم يقم بواجب الدين في عنقه!
مشاركة من المغربية ، من كتابحوار مع صديقي الملحد
-
(وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتًا ومن الشجر ومما يعرشون )."النحل 68"
وقد يكون الوحي كتابًا يلقيه جبريل، وقد يكون نوراً يلقيه الله في قلب العبد، وقد يكون انشراحاً في الصدر، وقد يكون حكمة، وقد يكون حقيقة، وقد يكون فهماً وقد يكون خشوعاً ورهبة وتقوى.
وما من أحد يرهف قلبه ويرهف سمعه إلا ويتلقى من الله فضلاً.
مشاركة من المغربية ، من كتابحوار مع صديقي الملحد
-
والشر في الكون كالظل في الصورة، إذا اقتربت منه خيل إليك أنه عيب ونقص في الصورة.. ولكن إذا ابتعدت ونظرت إلى الصورة ككل نظرة شاملة اكتشفت أنه ضروري ولا غنى عنه وأنه يؤدي وظيفة جمالية في البناء العام للصورة.
مشاركة من المغربية ، من كتابحوار مع صديقي الملحد
-
الله ظاهر في النظام والدقة والجمال والإحكام. في ورقة الشجر. في ريشة الطاووس. في جناح الفراش. في عطر الورد. في صدح البلبل. في ترابط النجوم والكواكب. في هذا القصيد السيمفوني الذي اسمه الكون؛ لو قلنا إن كل هذا جاء مصادفة.. لكُنا كمن يتصور أن إلقاء حروف مطبعة في الهواء يمكن أن يؤدي إلى تجمعها تلقائياً على شكل قصيدة شعر لشكسبير بدون شاعر وبدون مؤلف.
مشاركة من المغربية ، من كتابحوار مع صديقي الملحد
-
ولماذا يتعدد الكامل؟ وهل به نقص ليحتاج إلي من يكمله؟ إنما يتعدد الناقصون.
ولو تعدد الآلهة لاختلفوا، ولذهب كل إله بما خلق، ولفسدت الأرض.
مشاركة من المغربية ، من كتابحوار مع صديقي الملحد
-
كان الإسلام تركيبًا جدليًا جامعًا بين مادية اليهودية وروحانية المسيحية، بين العدل الصارم الجاف الذي يقول: السن بالسن والعين بالعين، وبين المحبة والتسامح المتطرف الذي يقول: من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر.
مشاركة من المغربية ، من كتابحوار مع صديقي الملحد
-
إن الإنسان قد يفعل بحريته ما ينافى الرضا الإلهى، ولكنه لا يستطيع أن يفعل ما ينافي المشيئة.
الله أعطانا الحرية أن نعلو على رضاه "فنعصيه"، ولكن لم يعط أحداً الحرية في أن يعلو على مشيئته. وهنا وجه آخر من وجوه نسبية الحرية الإنسانية، وكل ما يحدث منا داخل في المشيئة الإلهية وضمنها، وإن خالف الرضا الإلهي وجانب الشريعة.
وحريتنا ذاتها كانت منحة إلهية وهبة منحها لنا الخالق باختياره. ولم نأخذها منه كرهاً ولا غصباً
إن حريتنا كانت عين مشيئته.
مشاركة من المغربية ، من كتابحوار مع صديقي الملحد
-
احترام الفرد في الإسلام بلغ الذروة.. وسبق ميثاق حقوق الإنسان وتفوق عليه.. فماذا يساوي الفرد في الإسلام؟ إنه يساوي الإنسانية كلها.
(ومن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً )
مشاركة من المغربية ، من كتابحوار مع صديقي الملحد