الأرض تحرّكت، أرادتْ أنْ تتنفّس ففتحتْ فمها، فسقط فيه كلّ هؤلاء الأحياء، أرادتْ أنْ تتمطّى ففردتْ ذراعَيها، فابتلعتْ كلّ هؤلاء البشر، وأرادتْ أنْ تمدّ ساقَيها حتّى لا تتخدّرا فركلتْ إلى وادي الموت كلّ هذه الجموع الهاربة. إنّه الموت، والموت لا يُفسّره أحدٌ!!
#مَسغَبة
أيمن العتوم
المؤلفون > أيمن العتوم > اقتباسات أيمن العتوم
اقتباسات أيمن العتوم
اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات أيمن العتوم .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.
اقتباسات
-
-
الزّلزال لا يتوقّف إلاّ ليأخذ استراحةَ المحارب، إنّه يستمرّ كما لو كان في سِباقٍ مع الموت، أيّهما يصل قبل الآخَر إلى أرواحِ البشر، ولكنّ الزّلزال والموت ليسا شيئين مُختلفَين، هل هما كذلك؟ بالطّبع، هما مختلفان، الزّلزال يُشيع الفوضى والموت يكنس، الزّلزال يهدم فوق الأجساد والموت يرسم على الوجوه، الزّلزال يتقدّم والموت يتبع، الزّلزال يقتل والموت يعدّ، الزّلزال يضحك والموت يعبس، بالمختصر، الزلزال سبب والموت نتيجة، إنّه مقدّمة والموت خاتمة
#مَسغَبة
أيمن العتوم
-
لكنّ الكتب اليوم تبدو حزينةً وشاحبةً مثل البشر، الغُبار يعلو أوراقَها، والكَسْر أصابَ كُعوبَها، والتّمزق حاقَ بأطرافِها، إنّها تبدو بالفعل بائسة، كلّ كتابٍ أُخرِجه من الرّفّ أسمعه يقول: «دَعْني في هَمّي، فإنّكَ إنْ قلّبتَ أضلاعي، تكون كمن أَثرْتَ أوجاعي»
#مَسغَبة
أيمن العتوم
-
(الّذين يَنتظِرون المَوتَ وليس هو، ويَحفرون عليه أكثرَ مِنَ الكُنوز، المَسْرُورين إِلى أنْ يَبْتَهِجُوا، الفَرِحين عندما يَجِدُون قَبْرًا، لِرَجُلٍ قد خَفِيَ عليه طريقُه، وقد سيّجَ الله حوله، لأنّه مثلَ خُبْزي يَأْتِيني أَنِيْني، ومثلَ المِياه تَنسَكِبُ زَفْرتي، لأنّي ارتِعابًا ارتعبتُ فأتاني، والّذي فَزِعْتُ منه جاءَ عَلَيّ، لم أطمئنّ ولم أسكُنْ ولم أسْترِحْ، وقد جاء الرُّجْز)
(سِفر أيّوب، ٣: ٢١-٢٦)
#مَسغَبة
أيمن العتوم
-
عربةُ ماريّة لا تتوقّف، تلتقطُ الذّاهبين في الرّحلة إلى الأبديّة، أو أولئك الّذين يُعلّقون على الأمل خيطَ نَجاتهم، ويربِطون بلِجام الخيل خيطَ حياتهم، وماريّة؟ تحاول أنْ تجعلهم يعبرون، ترسمُ على وجههم بسمة الأمل، تقول لهم: ما زال في العُمر بقيّة!! ما زال في الرّوح رمق!! لو أنتَ آمنتَ بوجوده في جسدك الواهن لربّما تنجو، أنا معك، سأذهبُ بك في الدّروب الموصِلة إلى وَهَج العمر لا إلى انطِفاءاته، تُشعِل قنديلكَ بجمالِها الأخّاذ، تملؤه بزيتِ الإصرار على الحياة، تُضيؤك قبل أنْ تنطفِئ، تقول: إنّ هذا الظّلام المُنداح في روحِكَ تهزمه ومضةٌ واحدةٌ تلمعُ في أغوار روحك العميقة!!
#مَسغَبة
أيمن العتوم
-
إنها مدينة الموت؛ يملأ كلّ شيءٍ فيها، بأشكالٍ مُتعدِّدة، لكنّه ليس مرئيًّا، وليس سهلاً، ولا يمكن قِتاله، أو حتّى طلب الرّحمة منه… لو كان الموتُ رجلاً لتصدّى له ألف فارسٍ؛ كلّ واحدٍ يريدُ أنْ يكونَ صاحب السّبق في قتله، ولو كان كبشًا أَمْلح في الدُّنيا لتصدّى له ألفُ جزّار؛ كلّ واحدٍ يريدُ أنْ يكون صاحبَ السّبق في جَزّ رَقَبَته، ولكنّه لا يُرى، كيفَ تُقاتل ما لا يُرى؟ كيفَ تدفعُه عنك؟ كيفَ تحمي نفسَك منه؟ إنّه يمشي بلا أرجل، ويطير بلا أجنحة، ويدخل دون استِئذان، ويحملُ حربةً لا تُخطِئ هدَفَها؛ لا زمانًا ولا مكانًا!! مَنْ له قدرةٌ على مجابهة شيءٍ مُرعبٍ مثل هذا؟!
#مَسغَبة
أيمن العتوم
-
الموتُ ليسَ وحشًا… ليسَ عدوًّا… قد يضعُ نهايةً صادمة ومُفاجِئة لكثيرٍ من الآمال والطّموحات، لكنّه عادلٌ إلى الحدّ الّذي يضع فيه النّهاياتِ نفسَها بالنّسبة للأوجاع والخسارات… لعلّ العدالة الأوضح، والأشدّ يقينًا هي عدالة الموت يا سيّدي»
#مَسغَبة
أيمن العتوم
-
لم تكنْ هناك أيُّ حرمة، كانت الأجساد العارية كلّها تتلاصَق، ولعلّ ذراعَ عاملٍ أو عتّال في السّوق ما زال أثر الحِبال فيها ظاهِرًا كانت تتشابَك في هذه العربة مع ذراع أميرٍ كانتْ فيما مضى مُطوّقة بالذّهب، ورأسَ وزيرٍ تعلوها نعلُ شَحّاذٍ لم يشبع من الخُبزِ في حياته. وعينَ لِصٍّ تنظر في وجه قاضٍ كان مجرّد النّظر في وجهه يجلبُ الذّعر. وشَفَتا بائعِ وردٍ تلتصقان في الرّمي العشوائيّ بجسدِ أميرةٍ كان مجرّد أنْ يراها حُلُمًا لم يخطرْ في خَياله ولو للحظة… ثُمّ ماذا؟ إنّهم جميعًا يستلقون في بطن هذه العربة، ويمضون إلى بطنٍ أعمق لا يرون فيه الشّمسَ أبدًا حتّى يأذن ربُّ الشّمس!
#مَسغَبة
-
«إنّ هذا الّذي سنمضغ كَبِدَه المَشويّة ميّت لا يُحِسّ، وبعد أيّامٍ لن يبقى منه شيء، سيأكله الدّود، فلماذا نتركه للتراب والدّود ليأكله ولا نأكله نحن؟! التراب لا يجوع ونحن نجوع، التراب لا يموت من الجوع ونحن مُتنا من الجوع ألف مرّة». وصار الحَرَسُ بعدَ ذلك ينتظرون آكلي أكبادِ الموتى حتّى يُقاسمونهم وجَباتهم اللّذيذة، حتّى إذا وصلَ خبرُهم إلى الدّولة، أعدّت لهم السّيف والنّطع، فأعدمتْ منهم في يومٍ واحدٍ ثلاثين حارِسًا ونَبّاشًا، ومع ذلك لم يتوقّف أكل أكباد الموتَى يومًا واحِدًا!!
#مَسغَبة
أيمن العتوم
-
دبّتِ الفوضَى، لم يكنِ الطّاعون ينقصه فوضى جديدة، الطّاعون فوضَى. ونهشَ وحشُ الجوع كلّ حَيّ. أَكَلهم وطَحَنهم وأَحْرَقهم وذَرّ رمادَهم في الفَضاء. ثُمّ جَعَلهم زبدًا يسيلُ فوقَ الماء. جُنّ النّاس. الطّاعون جنون، الجوع جنونٌ أشدّ! الطّاعون فسحةُ الموت، الجوع هو الموت!
#مَسغَبة
أيمن العتوم
-
ولقد أتى زمنٌ من الخوف لم تَدْرُجْ فيه قَطاةٌ على الأرض، ولم تحجلْ فيه حَجَلةٌ على الطّريق، ولم تمشِ فيه رجلٌ على السّبيل، وانقطَع صوتُ الأذان من المساجد، بعدَ أنْ كان وحده الصّوت في آبار الصّمت المردومة.
#مَسغَبة
أيمن العتوم
-
أقسمَ كثيرون مِمّن وفدُوا إلى البيمارستان أنّهم رأوا شياطين تأكل الجُثَث، ومخلوقات غريبة تحاول انتزاع حناجرهم بمِذراة من حديدٍ في أيديها، ووحوشًا بلا عيون تبتلع الآدميّين بلقمةٍ أو اثنتَين، وأنّهم باتوا ليلتهم تلك مذعورين، يرتجفون من الرّعب، وأنّ بعضَهم هربَ وتركَ جُثّة قريبِهِ للشّياطين تفعل بها ما تشاء!!
#مَسغَبة
أيمن العتوم
-
أَيُّها الوَرْدُ الّذي ماتَ صَغِيرًا وَهْوَ لَمّا يتفتّحْ… طَعْنَةٌ فِي القَلْبِ تَجْرَحْ… لا تَبِيْعِي الوَرْدَ فَالوَرْدُ مَعَ المَوْتِ هُوَ المَوْتُ… وَهَذَا جَسَدٌ غاضَ بَهَاهُ وتَقرَّحْ… كَيْفَ تَفْرَحْ؟ كانَتِ العَيْنانِ فِيها بَهْجَةَ البائِسِ والحُلمِ المُجَنَّحْ… وَهُمَا الآنَ ظَلامٌ حالِكٌ.. لَيْسَ فِيها لِبَقايا النُّوْرِ مَلْمَحْ… وَنِداكِ العَذْبُ هَذَا سَكَنَتْ أَوْتارُهُ اليَوْمَ فَمَا عَادَتْ لِتَصْدَحْ…
#مَسغَبة
أيمن العتوم