❞ القرّاء لا يدخلون النار، وإن كان لا بد للّٰه من سؤالهم يوم القيامة، فلن يكون أكثر من سؤال واحد: ما آخر كتاب قرأته؟»
بالنسبة إليّ، كان السؤال معتادًا، إلا أ ❝
وادي الفراشات
نبذة عن الرواية
لم يكن ذلك قولًا عابرًا، أو بيت شعر يبلل يبس الموقف، بل صفعة ظل أزيزها يرنّ في أذني خمسة وعشرين عامًا. أواخر العام الفائت زارني في السجن خالي جبران جالبًا معه كيس طعام، وصندوق هدايا، أعانه أحد السجّانين على حملها. كان كهلًا محدودب الظهر هدّه المرض، وما خلا حسه الساخر لم يبق له من الدروع ما يصدّ به غيَر الزمان. «خذ، هذه آخر زيارة» قال وهو ينزل الأغراض. «إذا خرجتَ من السجن، فلا تنس أن تضع الورد على قبري يا نذل.»التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 216 صفحة
- [ردمك 13] 9789922721545
- دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية وادي الفراشات
مشاركة من Raeda Niroukh
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohamed Khaled Sharif
يعود "أزهر جرجيس" في روايته الأحدث "وادي الفراشات" إلى حقبة زمنية مختلفة وبعيدة نسبياً في العراق وقت الحصار، قُبيل الحروب التي شتت البلاد، وإن كان يُمكنك أن تسمع طبول الحرب في خلفية الأحداث، مع "عزيز عواد" الذي حاول أن يحلم في بلده، حاول أن يُحب ويقطف من الحياة بعض متاعها، ولكن من قال أن الحياة بهذه السهولة؟ فمهما ظننت أن ذلك الشهد المُسكر في فمك سيدوم، ستجده يستحيل علقماً كالصبار لا يُفارقك، هذه هي الحياة على أمثال "عزيز" وصدقني هم كثيرين وفي أوطان مختلفة، تدهسهم الأقدام في كل مكان، مهما حاول وحاول وحاول، يجد نفسه عارياً في مواجهة الريح.
حافظ الكاتب على السمات التي لطالما أحببتها في أعماله، السخرية السوداء المريرة والتي قد تُضحكك ولكن بعد القليل من التفكير والإمعان في تفاصيل الأحداث تجد هذه الضحكة تصبح ابتسامة مريرة، شر البلية ما يُضحك تلك المقولة التي عهدناها في أوطاننا ونحن نسخر من أوضاعنا وحياتنا فعندما تجد أن كل ما تسعى إليه في حياتك هو أن تعيش، أن تمتلك الحد الأدنى من متطلبات الحياة كمسكن ومأكل ومشرب ووظيفة وفتاة جميلة تتزوجها، فكيف يُمكن أن تُحقق ذلك الحد الأدنى في وطن لا يكف عن الدهس علينا؟ لا يكف حكامه عن البصق في أوجهنا، ولا تكف زبانيته عن البطش بنا، من أجل ماذا؟ أهي الأموال التي جعلت أوجنتهم تتورد؟ أهي كراسي السلطة التي تناسب مؤخراتهم العملاقة؟ أم إنها شهوة العنف والتعسف؟ التلذذ بقهر الإنسان؟ مهما حاولت البحث عن إجابة، فلن تفهم تلك الكيانات التي تتحكم في مصائرنا وتحرق أرواحنا.
ولكن المثير للإعجاب أن "عزيز عواد" يُحاول ويُحاول ويُحاول، لا يكف عن المحاولة، هو يريد الحفاظ على عائلته من التشتت والضياع، رغم سوء الحظ الذي يلازمه، وكأنه لا يكفيه ما ناله، فكلما تستقر أقدامه على الأرض قليلاً لثوان معدودة، يأتي إعصاراً يقلب حياته رأساً على عقب، حتى تضع الأقدار في طريقه "وادي الفراشات" فهل سينقذه؟ هل سيضع لحياته معنى؟ أم إنه مجرد وهم وسراب يُحاول به أن يصبر نفسه على تلك المهزلة المسماة حياته؟
لا يزال "أزهر جرجيس" يؤكد على أهميته كواحد من أهم الكتاب العرب المعاصرين، في البداية شعرت بأن العمل جيد ويُشبه حكايات أخرى، ولكن بالتدريج وجدت نفسي أعيش العمل وأتأمل في تفاصيله، واكتشف فردانيته وتميزه، جعلني أتمنى واقعاً مُغايراً لما يحدث وأعلم أنه لن يحدث، ظللت أتخبط كما تخبط عزيز عواد في حياته، أحاول النجاة معه، ومساعدته بالخروج من ورطته الحياتية اليومية، حتى عندما تهاوت كل الطرق الأخرى ولم يبق إلا طريق وادي الفراشات، صافحته وتعاهدت على زيارته، ولكننا نسينا -عواد وأنا- أن الحياة تفاجئك بما لم تفكر فيه، وأن الحياة لا تخلو من سيزيفيتها.
-
Pakinam Mahmoud
"أنبئوني؛ ماذا عليّ أن أفعل لترضى عني حياتكم هذه؟! أنا لم أدّخر جهدًا من أجل رضاها، فإلى متى يدوم سخطها؟! "
إلي متي يدوم سخطها؟
إلي متي يستمر قهرها؟
إلي متي سنتحمل قسوتها؟
أسئلة كثيرة تطرحها هذه الرواية المؤلمة و لكن الأكثر إيلاماً إنها ملهاش إجابات...
وادي الفراشات...رواية للكاتب العراقي المبدع أزهر جرجيس ودي تعتبر الرواية الثالثة له بعد النوم في حقل الكرز و حجر السعادة دة غير المجموعات القصصية صانع الحلوي و فوق بلاد السواد.....
تدور أحداث الرواية حول عزيز ذلك الشاب العراقي الذي يحاول بكل جهده و بكل ما هو متاح له من إمكانيات أن يعيش حياة كريمة في بلد قائم علي الرشوة والواسطة و حتي الشهادة الجامعية فيه ليس لها أي قيمة...
في كل الرواية تتوالي خيبات عزيز أو كما يقول المثل المصري كل ما يطلع من حفرة يقع في دحديرة..مع إنه كل اللي كان بيتمناه بيت لائق و وظيفة تقدر توفر له حياة سعيدة مع زوجته و في وسط كل محاولاته البائسة يجد نفسه داخل وادي الفراشات ..
ذلك الوادي الغريب الذي يمتلئ بمنبوذين ماتوا ودفنوا من غير مراسم تشييع وكان كلما دفن أحدهم طارت من قبره فراشة وظلّت تحوّم فيه...
هل وادي الفراشات حقيقة أم خيال..
هل كان يقصد به الكاتب أطفال الزنا في العراق؟
هل كان وجوده سبب أن يجد عزيز لحياته معني؟
كل دة حتكتشفه بنفسك عند قراءة هذه الرواية الممتعة...
الرواية مقسمة إلي ٥٠ فصل و كلها فصول صغيرة الحجم مما جعل قراءتها سلسة و بسهولة ممكن تخلص معاك في قعدة واحدة...
السرد مشوق علي الرغم من قتامة الأحداث و قلم أزهر جرجيس كالعادة فيه سحر ما بيخليك مش عارف تبطل قراءة...
الرواية ممكن تبان عادية خصوصاً في نصفها الأول لكن بعد كدة حتبدأ يكون ليها شكل مختلف و أعمق بكتير مما كنت أتصور في البداية... لم أجد الكوميديا السوداء اللي متعودين عليها في كتب أزهر ودي حاجة أفتقدتها شوية الصراحة...
شخصية الخال جبران شخصية ثرية و مميزة جداً و كنت حاسة إنها محتاجة مساحة أكبر في الكتاب...
اللغة ممتازة كالعادة و النهاية كمان كانت رائعة...
قرأت كل كتب أزهر جرجيس ..يعني مفيش رواية أو مجموعة قصصية معدوش عليا :)
وبما إني قارئة طماعة شوية فأنا أكيد في إنتظار المزيد من الأعمال المميزة اللي حقيقي بقينا نفتقدها في هذه الأيام لأن كما قال الكاتب...
"و ما الحياة إلا كتب وحفنة أصدقاء.."❤️
-
Nadia Badi
هي حكاية عزيز العواد مواطن من عراق قبيل زمن الحرب .
حكاية بحس الكوميديا السوداء عن الحب و الحياة و عن الظلم بشكله الخام : ظلم الوطن و ظلم الحبيب و ظلم القريب .
العمل مكتوب بسلاسة تنقل القارئ عبر تغيرات شخصية عزيز في علاقاته بحبيبته/زوجته تمارا و خاله جبران المكتبي منقذه من الكوارث التي تنزل على رأس عزيز هذا الأخير في رحلاته السيزيفية يكتشف وادي الفرشات الذي يحتضن الآمال المهدورة و المدفونة على شكل أطفال .
العمل صرخة أمل يعتق الإنسان من ألم وجوده.
-
Raeda Niroukh
ما يدهشني حقاًً في الأدب هو ذاك الخط الرفيع الذي يشدك إلى مجتمعك رغم كونية غايته المقصودة.
دعوني أوضح وجهة نظري، ما ان يكون النص مصريا أو عراقياً أو سورياً أو كويتياً، أو من أي جنسية كانت. نرى انحياز ابنائه له!
يقرؤون بغير عيون باقي القراء!
اتساءل بيني و بين نفسي؛ هل يستحق هذا النص هذه الدهشة أو هذا الاحتفاء!
هو نص جيد، فنياً لا بأس به. فلسفياً لا جديد، نفسياً لا يقارب الانفعالات إلا مروراً عابراً، تقنياً، لم يكن افضل و لا أسوأ و لا مبهراً و لا محبطاً.. نص تلقاه في مشوارك القرائي مكررا!
لكن، تبقى نقطة واحدة مفارقة! معايشة القارئ لذات التجارب، ان اهملت جانب التعصب.
ووادي الفراشات احدى تلك الروايات! اسلوب سلس ، رشيق، حس ساخر، رسم للمشهد العراقي أيام الحصار: جوع الأطفال و سوء التغذية، الفقر، الفساد ، التعذيب، نفوذ العاهرات، البطالة، التدين كرد فعل، تغول الاخوة على الميراث، ابناء الزنا، تدهور حال المكتبات، الفشل في الاستمرار بالزواج..
أما عن بطل القصة لم استطع التعاطف معه، هو ليس بذي حظ عاثر! بل كان محظوظاً بزواج لم يستطع المحافظة عليه: عاقر الخمر كحل وجودي مبرر كعادة الروائيين العرب في التبرير لكل انحرافات شخصياتهم!
لا احكامه اخلاقيا( يصطفل) لكن هذه النزعة الجبرية و الحبرية الروائية لا تروق لي!
عزيز لم يستطع الحفاظ على الحياة فآثر الحفاظ على الأموات بعد ان اجهض حلم زوجته باهماله بأن تكون أما!
اقوى ما في الرواية الحديث عن العلاقة الجدلية بين القراءة و الكتابة، وايهما أهم!
وهو سؤال يدعو إلى الضحك! هذه التنافسية العبثية في عالم الإبداع! التي تستوجب أن يكون لإحد أطراف العملية الإبداعية قصب السبق!
الفكرة الثانية التي أعجبتني ما أثير في الرواية حول علاقة النساء بقراءة الأدب و تبرير ذاك بقصور مساحة التجربة!
لا أعني موافقتي لهذا الرأي.. لكن هذه النقطة تتيح لي الحديث و التفكير و مساءلة هذا الافتراض ابتداء!
لكن ملاحظتي الأولية( ليست مبنية على احصائيات) أن عالم القراءة من حولي تتصدره القارئات، بينما يتصدر الذكور عالم الكتابة!
ما السبب؟!
المهم، رواية لم أندم على قراءتها، تجربة ممتعة آنية، لكن لا أظن أنها خلّفتها الدهشة في قلبي( وليس مطلوباً منها ذلك) ، لكنها ستمرّ كما مرّت أعمال كثيرة و أنا أقول: حبذا لو فهمت سرّ الاعجاب بها!