وادي الفراشات > مراجعات رواية وادي الفراشات > مراجعة حسين قاطرجي

وادي الفراشات - أزهر جرجيس
تحميل الكتاب

وادي الفراشات

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

🔶️🔸️ مراجعة رواية "وادي الفراشات" للروائي العراقي "أزهر جرجيس"

القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية بوكر 2025

في هذه الرواية يحكي لنا الكاتب "أزهر جرجيس" قصة حياة المواطن العراقي "عزيز عوّاد" الذي يلاحقه حظّه العاثر ويطارده ظلم الحياة أينما اتّجه، حياته قصصٌ متوالية من التحدّيات والآلام، وحياته تُكتبُ بالدموع والأحزان؛ هذا ما أوهَمَنا به الراوي، أمّا القارئ الحصيف فله رأيٌ آخر..

يقتحم اليُتمُ حياة "عزيز" وهو ابن الثالثة عشر، وينبري أخوه الظالم "صبيح" للقيام بمهام الوالد فلا ينجح إلا باستعمار البيت بزوجاته والتضييق على إخوانه.

يفشل "عزيز" في مدرسته ولا يُتاح له إلا دراسة المسرح، وسنرى في فصول الرّواية أنّه لايستفيد شيئاً من هذه الشهادة في بلدٍ لايرى في المسرح إلا كماليّةً ورفاهيّةً لاتعوز شعباً يبحث عن الرغيف كلّ نهاره.

يتنقّل "عزيز" في أعمالٍ شتّى لاتجلب إليه إلا المصائب، ويسجن غير مرّة حتى تواتيه فرصة العمل في أرشيف دائرةٍ حكومية وهنا يجد فرصةً لإثبات نفسه والزواج من حبيبته "تمارا" التي لايلبث أن يخسرها كما يخسر أولاده منها واحداً تلو آخر إمعاناً في ظلم الحياة له..

أرى من المهم أن يقف القارئ عند نقاطٍ تثبت أن واقع الحال غير ما حكاه الكاتب -أو أوهمنا به- وأنّ في ثنايا الرواية إشاراتٍ تغيّر موازين الحكاية برمّتها وتجعل من البطل "عزيز" مُداناً لا مظلوماً، وهي:

- يتحمّل عزيز مسؤولية عمله الآثم في بيع (الأفلام الخليعة)، وهو يعرف تماماً تبعات هذا العمل، كما يتحمّل أيضاً مسؤولية طبع كتابٍ محظور التداول؛ هذه تصرّفاتٌ لاتنمّ عن عاقلٍ مثقفٍ درس الفنون وتشرّب حبّ القراءة والاطلاع!! بالإضافة إلى عناده غير المبرّر بتكرار رفضه العمل مع خاله في المكتبة مرّاتٍ عدّة، ورفضه القبول بالإقامة بأحد بيوته ولو على سبيل الإيجار!!.

- وضع القدر في طريق "عزيز" أشخاصاً أحبّوه وساعدوه منهم: خاله "جبران" الذي كان ملاكه الحارس الذي ينتشله من كلّ مصيبةٍ يورّط نفسه بها. وزوجته "تمارا" التي أحبّته وقبلت به على مضض أهلها ومعارضتهم، ورضيت بالعيش معه رغم فقره المدقع وحياته البئيسة، "النقّاش" الذي جاء في خاتمة الرواية كالإلهام الذي منحه منظاراً يرى من خلاله وجهاً آخر للحياة.

شخصياً، أنفر من الأحداث التي تحصل لأبطال الروايات مصادفةً، هذه المصادفات تُضعِف النصّ وتقلّل من قيمته، وفي هذه الرواية مصادفتان عجيبتان: الأولى دخول الأمن لتفتيش المكتبة في الساعة ذاتها التي جلب فيها الكتاب الممنوع وعجزه عن إخفائه دسّاً بين ألوف الكتب!! والثانية دخول الأمن إلى الملهى الليلي في أوّل زيارةٍ له إلى هذا المكان واقتياده إلى السجن وهو سبب انفصاله عن زوجته!! أزيد أيضاً ضحكته البريئة خلف المرأة التي تفتّق ثوبها فكان هذا أيضاً سبب طرده من عمله!!.

في الربع الأخير من الرواية يحلّق بنا الكاتب عالياً، وبظنّي أنّ هذا الجزء من الرواية هو أرفع مافيها: لقاء "عزيز عوّاد" العابر بالنقّاش، تعرّفه إلى وادي الفراشات وتردّده إليه، ثمّ بحثه عن ابنه "سامر" في وجوه اللقطاء المتروكين عَرَضَاً، تدوينه عبارات شواهد القبور في كتاب الموتى، صونه لعلاقته بالموتى بعد أن فشل في صون علاقته بالأحياء.. أعترف أنّ الرّاوي وفي هذا الجزء من الرواية لعب بمشاعري كطفلٍ صغير.

في المجمل؛ هذه رواية عن الأحلام المحطّمة، عن الإخفاق الشخصي الذي يعود بصاحبه بعد كل تجربةٍ مؤلمةٍ إلى نقطة الصفر، هي حكاية قلبٍ مكسور يرى الحياة السعيدة أملاً بعيد المنال.

• وادي الفراشات

• أزهر جرجيس

• دار مسكلياني، ودار الرافدين 2024

• الطبعة الثالثة، 215 صفحة.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق