وادي الفراشات > مراجعات رواية وادي الفراشات > مراجعة ماجد رمضان

وادي الفراشات - أزهر جرجيس
تحميل الكتاب

وادي الفراشات

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

يشكل العنوان تحديًا كبيرًا، حيث ينبغي أن يكون مفتاحًا لفهم مضمون الرواية، أو على الأقل تلميحًا لمضامينها، وفي الوقت ذاته عامل جذب للمتلقي.

" وادي الفراشات “عنوان شاعري ومثير للتساؤل، ويرمز إلى الهشاشة والجمال، غير أنهما جمال محاط بالمآسي وهشاشة قابلة للكسر، تمامًا كما هي حال الشخصيات في الرواية.

فالجمع بين ‘الفراشات’ التي ترمز للأحلام والرغبة في التحليق، ومكان الحبس والعزلة الذي يمثله الـ" وادي" وهو أكثر الأماكن ظلامًا، مما يؤكد على أننا نستطيع العثور على الجمال، لكن المحنة تكمن في القدرة على الاحتفاظ به.

تضعنا الرواية إزاء لعبة سردية تعيش تفاصيلها شخصية هشة، في توصيفها النفسي، وفي تعاطيها مع عالم يمور بالصراعات والتحولات والفقد، فبالقدر الذي تعانيه من فقدان الحلم والحب والحبيبة والابن والزوجة والبيت، فإنها تعمد إلى التمرد على الواقع والسخرية منها.

قد تبدو الرواية غامرة بالأحداث التي تعيشها الشخصية الرئيسية، لكنها من جانب آخر تبدو الأقرب إلى رواية أفكار، كاشفة عن فنتازيا الواقع العراقي، وعن رمزية تعرية هذا الواقع، عبر الإفصاح عن ضياع شخصياته، وضياع أحلامها، وعلى نحو يجعل الرواية، وكأنها تدوين شهادات لا يُخفي منطقها السردي استغوار التفاصيل، والحفر في أسرارها، والاحتيال على مصائرها من خلال توظيف الإثارة والسخرية، والاصطدام القدري والساذج أحيانا بيوميات المدينة وتوحشها.

يستعمل الكاتب لغة ذات طابع تقريري ترغب في نقل الخبر والمعلومة، لكنها تتسم بالتكثيف وتستعير مجازاتها من الحياة اليومية، وتبرز المفارقات الساخرة وتزخر بنبرة تهكمية.

على رغم قدرة المؤلف وخبرته في تقديم شخوصه التي يجري تطويرها تباعاً، مع توالي الأحداث، إلا أن شخصية تمارا تثير حيرة القارئ في تكوينها الدرامي، فهي فتاة مدللة تمتلك مقومات الجمال والنفوذ العائلي لكنها بلا طموح، وتخجل من الصعود إلى المسرح على رغم أنها درسته.

وكذلك شخصية الخال الغامضة في ماضيها، وفي هروبها السياسي، وحتى في موقفها اللامنتمي مع العالم، تبدو وكأنها شاهد على تاريخ من العبث السياسي والثقافي، وعلى والانهيار الثقافي، فبقدر ما هو بطل ساند في الرواية، إلا أنه كان يؤدي وظيفة الظل، عبر الإيحاء برمزية الحكيم والشاهد والعارف والحارس الثقافي لذاكرة المكان العراقي.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق