"فالموتى كالأحياء لهم حكاياتهم المثيرة للدهشة والفضول، غير أنها تبلغ من الصدق ما يصفع زيف الوجود. (…) لسان الموتى أصدق من شمس النهار، وليس ثمة مخابئ يسترون بها عهر الفضيحة." - وادي الفراشات للعراقي أزهر جرحيس 🇮🇶
ثاني ما أقرأ لجرجيس بعد 'صانع الحلوى'، رواية تقذف بنا في 'المتنبي' و'السعدون' وغيرها من شوارع بغداد التاريخية على خلفية حصار العراق قبل غزوها، وذلك من خلال قصة شاب تعصف به المِحن، شأنه شأن أقرانه، فيبحث عن مَخرج من نفق الواقع المظلم، إلا أن ضربات القدر تطاله أينما حَل.
لجرجيس أسلوب شيق يتميز باختيار لغة الشخوص بما يخدم بناءها الدرامي وإدراج استدعاءات في مستهل القَص تجد صداها لاحقًا مع تتابع الأحداث، إلا أن حبكة هذا العمل تحديدًا قد جانبها التوفيق بعض الشيء، إذ تظل بعض المنعطفات في الرواية بعيدة شيئا ما عن المنطق، وإن كانت خاتمة العمل بديعة في تجريديتها: ليس من مُتسّع للحرية إزاء طغيان الواقع سوى في مدارج المُخيّلة.
الرواية مدرجة في القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية لهذا العام، ولا أراها جديرة بأبعد من ذلك، ولكن لنا في فوز 'حرب الكلب الثانية' بالجائزة قبل سنوات عِبرة. ربما لم أستوعب العمل كما ينبغي.
#Camel_bookreviews