اقتباسات من رواية وادي الفراشات

❞ ــ بالمناسبة، أنا لست وحيدًا كما تظن، حولي الكثير من الأحبة.

⁠‫حينها ترجّل قائلًا:

⁠‫ــ احتفظ بهم كي لا تقف عاريًا في الريح. ❝

❞ ذات مرة مازحه واحد من رفاقه واصفًا إياه بحطب جهنم، فردّ عليه بثقة عالية: «القرّاء لا يدخلون النار، وإن كان لا بد للّٰه من سؤالهم يوم القيامة، فلن يكون أكثر من سؤال واحد: ما آخر كتاب قرأته؟» ❝

❞ شرع يحدثني عن نيّته نقل المكتبة إلى شارع المتنبي. كان يشتكي من هجرة النساء لشارع السعدون، والمكتبة برأيه قائمة على وجود النساء.

⁠‫فركت فروة رأسي، فقال:

⁠‫ــ نعم نعم، لا تستغرب، فلولا النساء لقتلنا الجوع. ❝

❞ وقال إنها لوائح غير قابلة للتجاوز. ثم راح يتحدث عن الحجز المسبق وكأنها رحلة طيران لا حفلة أنس. تنبّهت لحركاته الرخيصة، ووضعت في جيبه بخشيشًا، فبال على اللوائح وشرّع الأبواب. ❝

❞ أفضل ما حصل في بغداد أن الخمر ظلّ كالكلب وفيًا لأهله؛ لم يغب عن الحانات ولم يرتفع سعره. ❝

❞ وفي الغد حملنا الكراكيب على ظهر بيك أب، وسكنا هذا المنزل الشبيه بالعراق من حيث المناخ المدوّن في كتاب الجغرافية؛ حار جاف صيفًا، بارد ممطر شتاءً. ❝

❞ ــ ربما، لكن إياك أن تصدّق كاتبًا يدّعي الكتابة لنفسه، لو كان صادقًا، لاحتفظ بها وما كلّف الطبيعة شجرة.. إنهم يكتبون لنا. ❝

❞ ــ لولا الكتابة لانتفى فعل القراءة. الكتابة هي الأساس، المسألة بديهية.

⁠‫ــ إنما تقول ذلك لأنك انزلقت خلف السطور، أنت لست قارئًا نقيًا، بل قارئًا مشوّشًا بنزوة الكتابة. ❝

❞ ــ لا شيء، لكن الهجرة حرام.

⁠‫ــ الهجرة حرام؟ يا رجل! النبي هاجر.

⁠‫ــ أقصد الهجرة إلى بلاد الكفر، حرام، هذا يسمونه في الفقه التعرّب بعد الهجرة. ❝

❞ ستة أشهر وحسب هي المدة التي احتاجها صاحبي ليمسي فقيهًا، فهل ما زلتم تشكّون في عظمة هذه البلاد؟! ❝

❞ وشيئًا فشيئًا نسي الناس ما حلّ بهم من جوع وضياع وانشغلوا في شأن الآخرة. ❝

❞ كان يحلو له وصف نفسه بآخر عزّاب بغداد. يؤمن بمشقة الزواج، ويردد مقولة مالك بن دينار، كلما سئل عن سر عزوفه عن الزواج: «لو استطعتُ لطلّقتُ نفسي.» ❝

❞ ــ لا تنسَ أن الفشل أساس النجاح يا خال.

⁠‫ــ ومتى تنتهي من تشييد الأساس، يا بعد خالك؟ ❝

❞ أجمل ما في ذلك الزمان هو الخيال. كان خيالنا خصبًا إلى حدّ احتمال النجاح في بلد قائم على الرشوة والواسطة. ❝

فوجدت أن للموت فضيلة لا تُنكر، وهي أننا حين نموت يموت لدينا الشعور بالهوان. لكني في الوقت ذاته تساءلت ماذا لو كان الموت جسرًا لحياة ثانية، فهل ننعم بالعتمة كما نرغب، أم يفضحنا الضياء؟

رأي حصيف،

‫ ــ بشرط ألا يكونوا حطبًا لمعارك المصير.

❞ قال إنه مشروع للتثقيف الجنسي؛ نبيع بالسر أفلامًا «ثقافية» تنفّس كبت الشباب وترفّه حيواتهم. ❝

❞ عزمت على وضع النقاط على الحروف؛ ذهبت خاطبًا تمارا من أبيها، فتم طردي بهدوء. ❝

❞ ــ يا غبي، الممثلات من أين يتخرجن؟ من كلية الزراعة مثلًا؟ طبعًا من كلية الفنون.

⁠‫ــ ما أدراني! عادل إمام خريج زراعة. ❝