"أنبئوني؛ ماذا عليّ أن أفعل لترضى عني حياتكم هذه؟! أنا لم أدّخر جهدًا من أجل رضاها، فإلى متى يدوم سخطها؟! "
إلي متي يدوم سخطها؟
إلي متي يستمر قهرها؟
إلي متي سنتحمل قسوتها؟
أسئلة كثيرة تطرحها هذه الرواية المؤلمة و لكن الأكثر إيلاماً إنها ملهاش إجابات...
وادي الفراشات...رواية للكاتب العراقي المبدع أزهر جرجيس ودي تعتبر الرواية الثالثة له بعد النوم في حقل الكرز و حجر السعادة دة غير المجموعات القصصية صانع الحلوي و فوق بلاد السواد.....
تدور أحداث الرواية حول عزيز ذلك الشاب العراقي الذي يحاول بكل جهده و بكل ما هو متاح له من إمكانيات أن يعيش حياة كريمة في بلد قائم علي الرشوة والواسطة و حتي الشهادة الجامعية فيه ليس لها أي قيمة...
في كل الرواية تتوالي خيبات عزيز أو كما يقول المثل المصري كل ما يطلع من حفرة يقع في دحديرة..مع إنه كل اللي كان بيتمناه بيت لائق و وظيفة تقدر توفر له حياة سعيدة مع زوجته و في وسط كل محاولاته البائسة يجد نفسه داخل وادي الفراشات ..
ذلك الوادي الغريب الذي يمتلئ بمنبوذين ماتوا ودفنوا من غير مراسم تشييع وكان كلما دفن أحدهم طارت من قبره فراشة وظلّت تحوّم فيه...
هل وادي الفراشات حقيقة أم خيال..
هل كان يقصد به الكاتب أطفال الزنا في العراق؟
هل كان وجوده سبب أن يجد عزيز لحياته معني؟
كل دة حتكتشفه بنفسك عند قراءة هذه الرواية الممتعة...
الرواية مقسمة إلي ٥٠ فصل و كلها فصول صغيرة الحجم مما جعل قراءتها سلسة و بسهولة ممكن تخلص معاك في قعدة واحدة...
السرد مشوق علي الرغم من قتامة الأحداث و قلم أزهر جرجيس كالعادة فيه سحر ما بيخليك مش عارف تبطل قراءة...
الرواية ممكن تبان عادية خصوصاً في نصفها الأول لكن بعد كدة حتبدأ يكون ليها شكل مختلف و أعمق بكتير مما كنت أتصور في البداية... لم أجد الكوميديا السوداء اللي متعودين عليها في كتب أزهر ودي حاجة أفتقدتها شوية الصراحة...
شخصية الخال جبران شخصية ثرية و مميزة جداً و كنت حاسة إنها محتاجة مساحة أكبر في الكتاب...
اللغة ممتازة كالعادة و النهاية كمان كانت رائعة...
قرأت كل كتب أزهر جرجيس ..يعني مفيش رواية أو مجموعة قصصية معدوش عليا :)
وبما إني قارئة طماعة شوية فأنا أكيد في إنتظار المزيد من الأعمال المميزة اللي حقيقي بقينا نفتقدها في هذه الأيام لأن كما قال الكاتب...
"و ما الحياة إلا كتب وحفنة أصدقاء.."❤️