اقتباسات من كتاب أنا قادم أيها الضوء

«لقد استنفد السرطان حياتنا، غزا خيالاتنا، شغل ذكرياتنا، وتغلغل في ثنايا جميع أفكارنا ومحادثاتنا. وإذا كنا ـ نحن الأطباء ـ قد وجدنا أنفسنا منغمسين في السرطان فلابد أن مرضانا وجدوا حياتهم مأخوذة به تماما».

‫ أتمنى لو كانت بعض كلماتي طيبة، وقد انغرست في أماكن لا أدري عنها شيئًا، وقد تلامس فروعها السماء يوما ما.

ذات يوم، لم يكن بجيبي جنيه مصري واحد، وذات يوم آخر، كان حسابي البنكي عامرا بعشرات الآلاف من الدولارات في أوقات، حاولت شرح أفكاري لفلاحين في قريتي بصعيد مصر، وفي أخرى كنت أشرح الأفكار ذاتها لأنطونيو جوتيرش؛ أمين عام الأمم

لم أرَ الضوء في ذلك اليوم..

الكتابة هي محاولتي لمغالبة الزمن والموت

اسعدوا بكل يوم طبيعي.

‫ بالطبع اطمحوا واسعوا بأقصى الجهد للأفضل، لأنفسكم، وأسركم، وبلادكم، لكن إن لم يحدث فلا بأس. كل يوم من المعافاة هو إنجاز عظيم.

وكذا غدر نوائب الدهر، وعجز الإنسان، فلا أمان لتصاريف الأقدار، ولا اطمئنان لتقلبات الأحوال، فتأمل..



أما أنتم يا من وصلتم في القراءة إلى هنا، فأحسب أن المعنى واضح: ‫ اسعدوا بكل يوم طبيعي ‫ بالطبع اطمحوا واسعوا بأقصى الجهد للأفضل، لأنفسكم، وأسركم، وبلادكم، لكن إن لم يحدث فلا بأس كل يوم من المعافاة هو إنجاز

أنا متشبث جدًا جدًا بالحياة لآخر نَفَس،

كل يوم صباحًا أستيقظ فأفكر أني على سريري، ويمكنني الذهاب بنفسي لحمامي: مبروك يا محمد، ربحت يومًا شبه طبيعي آخر! حدث رائع يشعرني بسعادة حقيقية.

‫ أعرف أني مهما عشت فإن حياتي، والعالم كله، كذرة غبار لا تُرى على شاطئ ذلك الكون الفسيح. لكن الكتابة قد تجعل ذرتي ألمع بين باقي الذرات على الأقل.

وما المعنى؟

‫ لا أعرف المعنى في ألمي، لكني أعرف المعنى في مقاومته..

حتى تلك اللحظة كنت أجد في الأمر متعًا أعرفها وأتوقعها ‫ متعة أن يكبر إنجازك أمام عينيك ‫ متعة الاستغراق في تفاصيل البحث والتعلم والعمل، حتى تنسى كل شيء آخر ‫ متعة المساهمة في قضية كبيرة جدًّا بأثر ضئيل جدًّا

رغم كل ذلك، يبدو أن جزءًا مني يتمسك بشدة بأمل كبير أن كل هذا سينتهي، ستتدخل يد ما طبية أو إعجازية لإنقاذي في اللحظة الأخيرة، وهكذا تتجدد الصدمة التي يفترض أني تجاوزتها.

بين ليلة وضحاها تغيرت تجاربي كلها كل يوم أغرق في تجارب أنواع الطعام والشراب، والمسكنات، والمكملات العذائية، ثم دخولي هذه «التجربة» الدوائية الأخيرة التي تساوي نتيجتها حياتي حرفيًّا ‫ لم يعد بإمكاني التخطيط لشهر قادم، بل ليوم قادم ‫ وكذا

‫ لا وجود للتحكم الكامل، ولا إحباط من غيابه لأن هذه طبيعة وجودنا.

يمكن الاعتماد على الذات لأقصى مدى، لكنَّ له سقفًا، وفي الوقت ذاته طلب المساعدة.

يمكننا تحفيز أجسادنا ونفوسنا، والتحايل عليها، لكن مع إدراك حدودها ‫ الخطط والحيل كلها من «النسيان العمدي» إلى «صيد الدوبامين» مفيدة، لكن توضع في حجمها وحدودها ‫ لا وجود للتحكم الكامل، ولا إحباط من غيابه لأن هذه طبيعة وجودنا ‫

وضعت قائمة بمطاعم أريد تجربتها أو توديعها.

أنا أيضًا لو غبت عنك يا بني بعد عشرين يومًا أو شهرًا أو عشرين عامًا فثق أني سأكون في مكان ما أنظر إليك. لعلي في نسمة هواء أو تراكم قطرات الندى، أو في أصغر وردة بيضاء تذكرني بأمك.