اقتباسات من كتاب أنا قادم أيها الضوء

فقط أعرف أن الواقع الحالي كتوصيف بحت هو أني ببذلتي الحمراء أنظر إلى سفينتي تغرق. تهبط ببطء لكن باستمرار، ولا شيء يسد الثقوب المتزايدة.

⁠‫أحيانا أستسلم تماما للغرق، وأحيانًا، فجأة، أجد يدي «تعزف»..

السعادة والحزن، النسيان والتذكر، الحياة والموت، كلها ثنائيات تتدافع داخلنا دون أن يزول أحدها أبدا.

‫ بالضبط كما يتدافع عبر التاريخ الخير والشر، العدل والظلم. لا لحظة تحقق كاملة أبدا.

لا وجود للتحكم الكامل، ولا إحباط من غيابه لأن هذه طبيعة وجودنا.

يمكننا تحفيز أجسادنا ونفوسنا، والتحايل عليها، لكن مع إدراك حدودها.

أما أنتم يا من وصلتم في القراءة إلى هنا، فأحسب أن المعنى واضح:

⁠‫اسعدوا بكل يوم طبيعي.

⁠‫بالطبع اطمحوا واسعوا بأقصى الجهد للأفضل، لأنفسكم، وأسركم، وبلادكم، لكن إن لم يحدث فلا بأس. كل يوم من المعافاة هو إنجاز عظيم.

اعتدنا الحديث عن كسر المستحيل، لكن واقعيًّا ما ينكسر هو الممكن لا المستحيل.

حقًّا «الأمل توأم اليأس أو شعره المرتجل».

بدأت ليزا سنوات الصمت بالصياح أمام الجبال لتردد الصدى: «وداعا يا صوتي. وداعاااااا».

⁠‫قلت لأصدقائي إني سآكل بأقصى طاقتي لأقول: وداعا يا معدتي.

‫* * *

حقًّا وصدقًا «من أصبح آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها».

اسعدوا بكل يوم طبيعي.

‫ بالطبع اطمحوا واسعوا بأقصى الجهد للأفضل، لأنفسكم، وأسركم، وبلادكم، لكن إن لم يحدث فلا بأس. كل يوم من المعافاة هو إنجاز عظيم.

يصاحبنا الألم الهائل لحظة الولادة، ولحظة الموت، وما بينهما هروب منه.

‫ بالضبط كما يتدافع عبر التاريخ الخير والشر، العدل والظلم. لا لحظة تحقق كاملة أبدا.

‫ حقًّا «الأمل توأم اليأس أو شعره المرتجل».

سواء شفيت قريبا أو بعيدا، سواء عاد المرض أو لم يعد، هي ليست حربا بانتصار أو هزيمة نهائية لأن الصحة والمرض، السعادة والحزن، النسيان والتذكر، الحياة والموت، كلها ثنائيات تتدافع داخلنا دون أن يزول أحدها أبدا.

عجيبة هي الأقدار وألاعيبها؛ كأنما طُويت حياتي وكُثفت، فمنحتني بسرعة كثيرًا من السعادة والتوفيق، كما انهارت على رأسي بنفس السرعة كنت مرارًا أصغر صحفي في صحف وقنوات عملت بها، كما أنني الآن أصغر مقيم في جناح الرعاية الخاصة بمرضى

٢٢ مايو ٢٠٢٢

‫ ملأت السيارة بالشتلات حتى كاد يحيى يختفي بينها. جميلٌ وجهه المبتسم وسط الأخضر.

والرحمة عدوة الألم.

⁠‫ولم أرَ وسيلة أفضل لتوليد الرحمة من أن يحاول كل منا فهم آلام الآخر، أن يضع نفسه مكانه.

لا أعرف المعنى في ألمي، لكني أعرف المعنى في مقاومته..

يصاحبنا الألم الهائل لحظة الولادة، ولحظة الموت، وما بينهما هروب منه.

قد تهبط الكارثة فجأة علينا وقد نحملها داخلنا منذ الميلاد دون أن نعرف لا حيلة لنا في ذلك كما لا حيلة لنا أمام كثير من المآسي؛ الفراق، والضعف، والموت لا حيلة لنا بمشاعرنا لكن لنا حيلة بأفعالنا، أو على الأقل

قد يختار الإنسان أفعالا نبيلة أو شجاعة، لكن المرض ليس اختيارًا، فلا تعني محاولة الشفاء منه بالضرورة إضفاء مثالية ما على المريض، قد تتحول لعبء في حد ذاته.

‫ وما ينطبق على مصارعة النفس، ينطبق على مصارعة الجسد.