اقتباسات من كتاب في صحبة الأسماء الحسنى

لا تسأله بصوتٍ يائس، قُل له: يا من قال ﴿وَيَقْدِرُ﴾، أخرِجني مِن لاء العَدم إلى دَيمومة النِّعم، وما كان بعيدًا هناك، اجعله هنا.

سبحانه، يقبضُ بالعدل، وَيبسُط بالفضل، يقبضُ حتى لا طاقة، ويبسُط حتى لا فاقَة، وإذا بسطَ كان أقل ما أعطى كثيرًا، ويخفُّ ما كان مَحمله ثقيلًا، وترى العطايا بُكرة وأصيلًا، يُضنيك الدَّمع وما طَواه، فإذا بسَط رتَّلَت الأسباب: آمِينا!

قال التلميذ: كيف يُنال العلم؟

‫ قال الشَّيخ: لا يُنال العلمُ إلا بالصِّدق في النيَّات، وإذا عَمِل العالم بالعلم؛ استوتْ له قُلوب الخَلق.

‫ يا بني، ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ﴾.

احذروا العابد الجاهل، والعالم الفاسق، فإنَّ فيهما فتنةً لكُلِّ مَفتون.

قال التلميذ: وَما حَقُّ العلم؟

‫ قال الشَّيخ: الزُّهد في موائد الحُكَّام، فإنَّ اللقمة من موائدهم قَد تكون بدينِ الرَّجُل، ولو صدق لنال الوعد ﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾.

سبحانه عليم يجزي العلماء ومَن أدَّى له حَقَّ العلم؛ فُتح له من أبواب الفَهم ما لا يُفتح لغيره.

ويا عليم، لمَّ شتَات قُلوبنا على علمٍّ نافع ننجو به.

كَان دُعاء السَّلف في قُنوت الصُّبح: اللهُمَّ لا تُعقنا عَن العلم بعائق، ولا تمنعنا عنه بمانِع.

فإن للإقبال عليه فتحًا يليق بقوله: ﴿إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾، حتى يَهبك النِّعمة فتراها في طَيِّ المكروه سابغة، والله وحده أعلَم كيفَ يُزجي مِنحةً في طَيِّ مِحنة، ولرُبما أجلى لك المكروه عما يُحمَد!

فإن للإقبال عليه فتحًا يليق بقوله: ﴿إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾

(كَم من كائدٍ نصبَ لك المكايد فَوقاك، كَم من عدوٍّ حَطَّ منك بالذَّم فَرقَاك، كَم أعطشَ من شراب الأماني خَلقًا فَسقاك)!

فطُوبى لعبدٍ جعله الله -عزَّ وجلَّ- مفتاحًا للخير، مغلاقًا للشر!

تعلَّم من ابن الجَوزيِّ الدعاء: (نعوذُ به من خُذلان لا ينفع معَه اجتهاد)، إنَّك إذا أقبلتَ سَلِمْت، وإذا أعْرَضتَ أُسلِمت. نعُوذ بَك أن تسلِّمنا لسواك، سَلِّمنا ولا تُسَلِّمنا!

اللهُمَّ افتح لي بابَ الصَّلاح.

قُل: يَا فتاح، افتَح لي بيدك ما أُغلِق علَيَّ.

يَا فتَّاح، هبْنا مقام ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾.

اللهُمَّ يا فتَّاح، افتَح علينا (بيقظةٍ؛ تُرينا العَواقب، وتكشف لنا الفَضائل والمعايب)

﴿يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ﴾.

فقُل: اللهُمَّ يا فتاح، افتَح لنا في التقوى؛ وقايةً وكفايَة.

فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ.