اقتباسات من كتاب في صحبة الأسماء الحسنى

يَا رب، خُذ بِقلبي فقد عثر، وارفعني إلى حَيثُ (لا يَخطُرُ على قلبِ بشر).

فإذا رأيتَ الصَّالحين فَقُل: اللهُمَّ اجعلْ لي فيهم نَصيبًا، ولا تجعلني فيهم غَريبًا، وارزقني مقام ﴿ورفعنا لك ذكرك﴾.

يَا بُني، مَا أعلى الآهَ دون الله، يا بني، كُلُّ آمالنا معلَّقةٌ، حتى يأتِي بها الله، ولا يَرفعُ الهَمَّ إلا الرافع الخافض، فقل: يَا رب، مَن كَان في خَفض النعيم فَارفَعه، ومَن سَعى، فلا تَجعل سُدًى أتعابه.

قال الشَّيخ: ﴿خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي﴾، مِفتاحُها السُّؤال، ومن اعتصمَ بالدعاء، حاشَا لله أن يَقع، ومَن لازَم الدعاء، استنارتْ له الأرجَاء!

يا رب جِئناك حُفاة القُلوب، جِياع الفَرَج، حنانيكَ يكفينا ما مَرَّ بنا، جئتكُ طالبًا، فاجعلني واجِدًا.

اللهمَّ عافية إلى الأبد مَع دَوام المدد.

يا رب، أمْري في قبضة التدبير تقبضه وتبسطه، لك التَّصرف في الفعل وفاعله، أصلِحني يا شافي مِن العِلل.

يا بُني، لا يكن سَعيك في اللواحق، وقد كنت قادرًا أن تكون في السوابق.

اللهمَّ عَفوك، اللهمَّ اجعلنا في كرامة ﴿سبَقت لهم مِنَّا الحُسنى﴾، ولا تجعلنا في خُذلان ﴿غلبتْ علينا شَقوتنا﴾.

يا مَن لك مقاليدُ السَّماوات والأرض تبسُط الرِّزق لمن تشاء وَتقْدِر، ابسُط لنا من الرِّزق ما توصلنا به إلى رحمتك.

لا تسأله بصوتٍ يائس، قُل له: يا من قال ﴿وَيَقْدِرُ﴾، أخرِجني مِن لاء العَدم إلى دَيمومة النِّعم، وما كان بعيدًا هناك، اجعله هنا.

سبحانه، يقبضُ بالعدل، وَيبسُط بالفضل، يقبضُ حتى لا طاقة، ويبسُط حتى لا فاقَة، وإذا بسطَ كان أقل ما أعطى كثيرًا، ويخفُّ ما كان مَحمله ثقيلًا، وترى العطايا بُكرة وأصيلًا، يُضنيك الدَّمع وما طَواه، فإذا بسَط رتَّلَت الأسباب: آمِينا!

قال التلميذ: كيف يُنال العلم؟

‫ قال الشَّيخ: لا يُنال العلمُ إلا بالصِّدق في النيَّات، وإذا عَمِل العالم بالعلم؛ استوتْ له قُلوب الخَلق.

‫ يا بني، ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ﴾.

احذروا العابد الجاهل، والعالم الفاسق، فإنَّ فيهما فتنةً لكُلِّ مَفتون.

قال التلميذ: وَما حَقُّ العلم؟

‫ قال الشَّيخ: الزُّهد في موائد الحُكَّام، فإنَّ اللقمة من موائدهم قَد تكون بدينِ الرَّجُل، ولو صدق لنال الوعد ﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾.

سبحانه عليم يجزي العلماء ومَن أدَّى له حَقَّ العلم؛ فُتح له من أبواب الفَهم ما لا يُفتح لغيره.

ويا عليم، لمَّ شتَات قُلوبنا على علمٍّ نافع ننجو به.

كَان دُعاء السَّلف في قُنوت الصُّبح: اللهُمَّ لا تُعقنا عَن العلم بعائق، ولا تمنعنا عنه بمانِع.

فإن للإقبال عليه فتحًا يليق بقوله: ﴿إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾، حتى يَهبك النِّعمة فتراها في طَيِّ المكروه سابغة، والله وحده أعلَم كيفَ يُزجي مِنحةً في طَيِّ مِحنة، ولرُبما أجلى لك المكروه عما يُحمَد!

فإن للإقبال عليه فتحًا يليق بقوله: ﴿إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾