اقتباسات من كتاب في صحبة الأسماء الحسنى

قال الشَّيخ: حسبُك إنْ ضاقَت بك قوله: ﴿أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ﴾. استَكثروا، فالله أكثَر، (وفي الغَيب للعَبد لطائف ليس يَعلمها، بها جفَّت الأقلامُ وانطَوت الصُّحُف).

قُل: يا وهَّاب، ارزُقنا إجابةً تتلوها إجابة، يَا وهَّاب، هبْنا فَرجًا يليه فَرج، يَا وهَّاب، أنتَ مِلءُ قلبي، فاطْوِ عنِّي كُل هَمي.

إنَّما ينفردُ خُصوص العَطاء لأهل اليَقين،

ومَن كان في الله تَلفه، فعلى الله خَلَفه، ومن انشغَل بمُراد الله، شَغل اللهُ الخَلق بمُراده، ﴿فسخَّرنا لَه﴾!

فإن من إجلال الله، استعلاء الدعاء عَن الأسباب.

فلا تَمنعكَ الأسباب، فإنَّ عطايا الله تعرف الطريق إليك، وعلى قَدر خَلع الحَول يكون التَّأييد.

«لو يعلمُ الخَلْقُ مَا للهِ مِن كَرمٍ لأفنَوا العُمرَ في أفضالِهِ طَلَبا».

وما خُبئ في الضمائر ستكشِفه المصَائر.

سبحانه هو القهار، ومَن دخل بأثوابِ الافتقار نالته عَطايا القهار، ومَن لم يكن الله تعالى في هِمَّته، كان مَنقوصًا مِن الله في حظِّه.

وقل: أنت القاهر، عليكَ بمن أهدى أعيُني دمُوعَها. وإنْ كَان القلب في عَين العناية، فلا خوفٌ ولا نَصَب،

يُمهلُ فيُظهر الفَضل، فإذا أخَذَ رأيت العدلَ، فخَفْ سَطْوَةَ الْعَدْلِ، وَارْجُ كرامة الْفَضْلِ.

يَا بُنيَّ، إذا أحبَّ الله عبدًا ابتلاه، فإنْ صبر اجتباه، وإنْ رضي اصطفاه، وإن سَخط نفَاه وأقصَاه، تلك مَشيئته، لا تَجتمعُ عبوديةٌ واختيار، فإمَّا هو لك، أو أنتَ لنفسك.

سبعُ سنابلَ، أخرجنَ يوسُف مِن السِّجن، ﴿وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ﴾

اللهُمَّ حِبال فَرجك لمن هُم في غياهِب الجُبِّ!

هو القاهِرُ، وقَهره إرادة، ربَّما حكَم عليهم بالذُّل، وهُم في العِزِّ، وحكَم عليهم بالفَقد، وهُم في الوَجد، وضَربَهم بالحاجَة، وَهُم في الغِنى! فقل: أنت القاهِر فأرِنا قهَرك فيمَن سَلب الزيتَ من فانوسِ أحلامنا.

هو القاهِر، وقَهره غَلبَة، إنْ قهرَ، أصابَ ظالمك بحسرةٍ لا تدري لها كيف، حتى تراه في هَمٍّ لا يقبلُ الصَّرف! أسبابه هَيِّنة، ولربَّما قهرَ بِلُقمة يأباهَا الجوف، سبحانه، إنْ قهَرَ، جعلَ كُل الأمنياتِ سوفَ وسَوف! أنت القهار، ازرعها في أدعيتك،

يا بنيَّ، إِنَّ مِنْ إِعْرَاضِ اللهِ عَنِ الْعَبْدِ، أَنْ يَشْغَلَهُ بِمَا لَا يَنْفَعُهُ.

اسمع لقول الصالحين أيها العَبد،

ما آمَن به من نازعه، ولا وَحَّدَه من دَبَّرَ معه،

ولا رضي به مَن شَكا ما أنزل به إلى غيره، ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ﴾، وليس مع تقديره اختيار، تخيَّره ولا تتخير عَلَيهِ، ولربما اختار

اجعل ذِكرك ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْر﴾، ولا تكن بين وبين، بل امْدُد اليدين، ولا تسأل كيفَ وأين، وإنْ طُردتَ عن حِياض الماء، وإن نبَذوك في العراء، وشَاؤوكَ وراءَ الوراء، ﴿قُلِ الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾.

يا بُنيَّ، مَن لم يسأل الخالق، ابتُلي بسؤال الخلْق.