إن أبا حامد الغزالي لما أحسَّ دُنُوَّ أجله قال لبعض أصحابه: ائتني بثوب جديد.
جدد حياتك > اقتباسات من كتاب جدد حياتك
اقتباسات من كتاب جدد حياتك
اقتباسات ومقتطفات من كتاب جدد حياتك أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
جدد حياتك
اقتباسات
-
مشاركة من Beero Fouad
-
حياة تعدُّ حياتنا هذه لَهْوًا وَعَبثًا إلى جانبها؛ ولذلك يعبِّر القرآن عنها بلفظ أكبر في مبناه ليكون أوسع في معناه في قول:
﴿وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (٦٤)﴾ [العنكبوت: 64] .
مشاركة من Beero Fouad -
«لقد شربتُ النبيذ على ظهر السفينة ودخنتُ السيجار، وأكلتُ ألوان الطعام كلَّها، حتى الدَّسم المحظور منها، وتمتعتُ في هذه الفترة بما لم أتمتع به في ماضي حياتي» ثم ماذا؟ ثم يزعم «ديل كارنيجي» أنَّ الرجل صحَّ من علَّته، وأنَّ الأسلوب الذي سار عليه أسلوب ناجع في قهر الأمراض ومغالبة الآلام… لقد أيقن الرجل أنَّ ساعته حانت فلم تفزعه رهبة الموت، وبنى مسلكه - عقب تكشُّف مصيره له - على انتهاز كل لحظة للعبِّ من المتع الميسّرة فإذا هو بما عراه من سرور مذهل يتغلَّب على القرحة المعوية ويستعيد عافيته الأولى ونحن لا ننكر آثار الانتعاش النفسي في هزيمة
مشاركة من Beero Fouad -
في هذه الحياة سوى أمد قصير، فلماذا لا أستمتع بهذا الأمد على أكمل وجه، لَطَالما تمنَّيت أن أطوف حول العالم قبل أن يدركني الموت، فها هو ذا الوقت الذي أحقق فيه أُمْنِيَّتي. وابتاع تذكرة السفر، فارتاع أطباؤه وقالوا له: إننا نحذِّرك، إنك إن أقدمتَ على هذه الرحلة فستدفن في قاع البحر، لكنه أجاب: كلا، لن يحدث شيء من هذا، لقد وعدتُ أقاربي ألاَّ يُدفن جثماني إلا في مقابر الأسرة.) وركب «هاني» السفينة، وهو يتمثََّل بقول الخيّام:
مشاركة من Beero Fouad -
ولقد قصَّ علينا «ديل كارنيجي» قصة رجل أصابته قَرْحة في أمْعائه بلغ من خطورتها أنَّ الأطباء حدَّدوا له أوان وفاته، وأوعزوا إليه أن يجهِّز كفنه. قال: (وفجأة اتَّخَذَ «هاني» - اسم المريض - قرارًا مدهشًا. إنَّه فكر في نفسه إذا لم يبقَ لي
مشاركة من Beero Fouad -
انعَمْ أقصى النعيم بما ملكت يداك
قبل أن توسَّد اللحد فلا شيء هناك
سوى تراب من تحتك وتراب من أعلاك
فلا شراب ولا غناء ولا نهاية بعد ذاك
مشاركة من Beero Fouad -
والإيمان الحق يجعل الرجل صُلْب العود، لا يميل مع كل ريح، ولا ينحني مع أي خَلَّة. وإذا أحصينا الرجال الذين لا يأخذهم الدّهَش أمام المفاجآت عرفنا أن لهم من أنفسهم ما يهوِّن عليهم أي مفقود وما يسلِّيهم عن كل فائت، وبهذا الشعور يمكنهم أن يقتحموا كل حصار تضربه عليهم الليالي الكوالح.
مشاركة من Beero Fouad -
إنَّ الينبوع الذي تسيل منه مخايل الرجولة الناضجة هو الذي تسيل منه معاني اليقين الحيّ.
وإذا وجدت الصبر يساوي البلادة في بعض الناس فلا تخلطنَّ بين تبلُّد الطباع المريضة وبين تسليم الأقوياء لما نزل بهم.
وأول معالم الحرية الكاملة ألاَّ يضرع الرجل لحاجة فقدها.
مشاركة من Beero Fouad -
" إن المجد والنجاح والإنتاج تظل أحلامًا لذيذة في نفوس أصحابها، وما تتحوّل حقائق حية إلا إذا نفخ فيها العاملون من روحهم، ووصلوها بما في الدنيا من حسٍّ وحركة.. "
مشاركة من Lona Qudeih -
ببُؤْسَى ونُعْمَى والحوادث تَفْعَلُ
فما ليَّنَتْ منَّا قنَاةً صَليبَة
ولا ذلَّلَتْنا لِلَّتي ليس تَجْمُلُ
ولكنْ رَحَلْنَاها نُفُوسًا كرِيمةً
تحمَّلُ ما لا يُسْتطاعُ فتَحْمِلُ
وَقَيْنَا بحسن الصَّبْرِ منَّا نفُوسَنا
فَصَحَّت لنا الأعراضُ والنّاس هُزَّلُ
مشاركة من Beero Fouad -
ومنطق الإيمان يوجب نسيان هذه المصائب جملة، واستئناف حياة أدنى إلى الرجاء وأحفل بالعمل والإقدام.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١٥٦)﴾ [آل عمران: 156] .
وفي ضوء هذه الآية تُدْرِكُ قول القائل:
فإنْ تَكُن الأيام فينا تبدَّلت
مشاركة من Beero Fouad -
وبدلًا من أن يحاولوا بناء آمالهم من جديد يخوضون معركة مريرة مع الماضي، وينساقون مع القلق الذي لا طائل تحته»).
والتحسُّر على الماضي الفاشل، والبكاء المجهد على ما وقع فيه من آلام وهزائم هو - في نظر الإسلام - بعض مظاهر الكفر بالله والسَّخط على قَدَره.
مشاركة من Beero Fouad -
«أعدّوا أنفسكم لتقبل الحقيقة فإن التسليم بما حدث هو الخطوة الأولى في التغلب على المصائب». وهذه الحكمة ل«وليم جيمس» فسرها الفيلسوف الصيني «لين يوتانغ» بقوله: «إن طمأنينة الذهن لا تتأتى إلا مع التسليم بأسوأ الفروض، ومرجع ذلك - من الناحية النفسية - أن التسليم يحرِّر النشاط من قيوده. قال: ومع ذلك فإن الألوف المؤلفة من الناس قد يحطِّمون حياتهم في سَوْرة غضب؛ لأنهم يرفضون التسليم بالواقع المر، ويرفضون إنقاذ ما يمكن إنقاذه،
مشاركة من Beero Fouad -
فالمؤمن الراشد يفترض أن أسوأ ما يقلقه قد وقع بالفعل، ثم ينتزع مما يتبقى له - بعد هذا الافتراض - عناصر حياة تكفي، أو معاني عزاء تشفي ، على نحو ما قال الرسول ﷺ: «لَتُعَزِّ المسلمين في مصائبهم المصيبةُ في َّ، إنَّهم لن يُصابوا بمثلي».
مشاركة من Beero Fouad -
ولا شك أنَّ الرجل الذي يضبط أعصابه أمام الأزمات، ويملك إدارة البصر في ما حوله هو الذي يظفر في النهاية بجميل العاقبة.
وتأمل في قول قَطَرِيٍّ:
أقول لها وقد طارت شَعاعًا
من الأبطال ويحك لن تُراعي
فإنَّك لو طلبتِ بقاء يومٍ
على الأجل الذي لك لن تُطاعي
وقول الآخر:
أقول لها وقد جشأت وجاشت
مكانك تُحمدي أو تستريحي
مشاركة من Beero Fouad -
«وتأبط شرًّا» في هذه النصائح يشرح ما قاله المهندس الأمريكي «ويليس كاريير»: (إنَّ شرَّ آثار القلق تبديده القدرة على التركيز الذهني، فنحن عندما نقلق تتشتَّت أفكارنا، ونعجز عن حسم المشكلات واتخاذ قرار فيها، ولو أنَّنا قسرنا أنفسنا على مواجهة أسوأ الاحتمالات، وأعددناها لتحمل أيِّ النتائج؛ لاستطعنا النفاذ إلى صميم الواقع، ولأحسنّا الخلاص منه).
مشاركة من Beero Fouad -
إذا المرء لم يَحْتَلْ وقد جدَّ جِدُّه
أضاع وقاسى أمرَه وهو مُدْبِر
ولكنْ أخو الحزم الذي ليس نازلًا
به الخطبُ إلا وهو للقصد مُبْصِرُ
فذاك قريعُ الدهر ما عاش حُوّلٌ
إذا سُدَّ منه منخر جاس منخر
مشاركة من Beero Fouad -
والذين لا يَشْكون الحرمان - لأنهم أُوتوا الكثير - قلَّما ينتفعون بما أوتوا إذا هم فقدوا الطاقة النفسية على استغلال ما معهم والإفادة مما حولهم. هذه حقيقة يؤكدها النبي الكريم مطلع كل صباح فيقول: «ما طلعتْ شمسٌ قطُّ إلَّا بُعِثَ بجَنْبَتَيْها ملكان يُسمعان أهل الأرض إلا الثقلين: يا أيها الناس، هَلُمُّوا إلى ربِّكم، فإنَّ ما قلّ وكفى خير مما كثر وألهى. ولا غربتْ شمس قطُّ، إلَّا وبُعث بجنبتيها ملكان يناديان: اللهمَّ عجِّل لمنفق خَلَفًا وعجِّل لمُمْسك تَلَفًا» [الترغيب والترهيب].
مشاركة من Beero Fouad -
وبعض الناس يستهين بما أولاه الله من سلامة وطمأنينة في نفسه وأهله، وقد يزدري هذه الآلاء العظيمة، ويضخِّم آثار الحرمان من حظوظ الثروة والتمكين. وهذه الاستهانة غَمْط للواقع ومَتْلفة للدين والدنيا. روي أن رجلًا سأل عبد الله بن عمرو بن العاص: ألستُ من فقراء المهاجرين؟ فقال له عبد الله: ألكَ امرأة تأوي إليها؟ قال: نعم. قال: ألكَ مسكن تسكنه؟ قال: نعم. قال: فأنتَ من الأغنياء.. قال: فإن لي خادمًا. قال: فأنتَ من الملوك [رواه مسلم].
مشاركة من Beero Fouad -
وسيرة رسول الله ﷺ تلفتنا إلى صحة هذه الطريقة في تجزئة الحياة، واستقبال كل جزء منها بنفس محتشدة وعزم جديد.
مشاركة من Beero Fouad