اقتباسات بثينة العيسى

لا يستطيع المجتمع أن يتفهم المرأة التي تقول بأنها «ليست جاهزة للإنجاب، وقد لا ترغب بذلك أبداً». لا يستطيع المجتمع أن يتفهم الرجل الذي يقرّر بأنه مرتاح في عزوبيته ولا يفكر بالزواج.

كلنا نخافُ أن نغادر السجن. والحقيقة أن العالم مصممٌ على هذه الشاكلة؛ سجنٌ في بطنِ سجن في بطن سجن. وكل إنشٍ تحصل عليه من حريتك سوف تدفع له ثمنًا باهظًا. سوف تجوع، سوف تنزف. هل التحرّر مُجدٍ؟

كان الشوق يعضُّ على قلبه، شوق لم يخطر بباله أنه قادرٌ عليه.

وفكّر بأن هذه بالضبط هي مشكلته؛ أن ماضيه لم يمت. إنه يضربُ بجذوره في صدره وكبده وفصوص رئتيه. إنه ماضٍ حيٌ، ماضٍ حاضر، وهو يحتاجُ أن يجمّده، أن ينظر إليه من وراء زجاجة عرض، دون أن يشعر بالألم.

نكّس رأسه، وبكى.

⁠‫بكى من كلّ قلبه..

⁠‫بكى ميّتًا آخر.

ستسقط نعلهُ أولًا. ثمّ كل الأشياء؛ إيمانه، أحلامه، أوهامه، وأخيرًا روحه.

في تلك الأيّام تجرّع الجميع من كأسِ الأمل المغشوش.

قبل أن أغادر، قالت لي تلك العبارة التي أحملها في داخلي مثل تميمة: شكراً لأنك شربتِ قهوتي، وجلستِ معي، وتحدثنا..

‫ «على الأقل الواحد يحس حالو بني آدم!»

‫ أريدُ أن أتخفَّفَ من الحياة لكي تصير الحياة ممكنة، أريدُ أن أتخفّف من الحياة لكي أحيا.

أحتاج أن أقول للعالم، بأن إحصاء السعرات الحرارية في قطعة البراوني هو تصرّف متعسّف، وأن مشاهدة « البحث عن نيمو» ثلاثة مراتٍ متواصلة في ليلةِ الخميس ليس خيارًا سيئًا البتة، وأن متابعة أخبار العالم ستقضي عليك.

سأنضمُّ إلى معسكر السّخافة وأدافع عن التافه والمضحك، سأدافع عن كلّ ما يجعل الحياة أقل أهمية من أن تؤخذ بجدية، سأدافع، باختصار شديد، عما يجعل الحياة ممكنة في عالمٍ لا يُحتمل.

لكنه هنا الآن، في بغداد يطلُّ على دجلة ويفكّر في ضياع الأشياء يحسُّ بنادية تنبضُ في جبينه مثل عصبٍ متوتّر، مثل خلعٍ في الفك، مثل ضرسٍ منخور

لا يمكن للإنسان أن يقرأ الشعر وأن يبقى عملياً هكذا، باحثاً عن المنفعة المباشرة، وعليهِ فإن اللوحة والقصيدة والأغنية كلها أشياء بلا معنى، لأنها «بلا فائدة» أعجبنا ذلك أم لا، من الضروري أن نعترف بأننا نعيش في عالمٍ لا ينظر إلى الجمال كضرورة.

‫ عندما داست قدمه ترابَ الخارج، ولمسَ ببشرته هواء الفجر، ورأى السَّماء ليلكية إلا قليلًا، والقمر الأحدب آيلٌ للاختفاء، أحسَّ بلذةٍ تعتريهِ، وعرف بأنه لم يرَ عتمة ولا قمرًا لعام كامل وكأنه قد حُكم عليهِ بأن يرى الأشياء في سُطوعها

واحد من أجمل الكتب التي قرأتها. مثال لكل أمراة عانت وتعذبت وبكت وصنعت نفسها من جديد👏🏻

حتى الزاويةِ التي تبدأُ بها ريشة تلوينك ذات مغزى

ما جدوى قول أشياء نعرفها.. وربما، نشعر بها؟

إنهم يتحدثون هنا عن الشتاءِ الطويل المحفز للانتحار.. لكن بحق الله هل جعلتنا شمسنا أكثر سعادة؟

، تلتذّ بكل هذا، تخبطي في السديم، حيث لا شيء مؤكد وكل شيء متحمل، حيث لا تجيء بالحقائق بقدر ما تغرس رؤوس الشكوك المدببة في صدري، وتتأمل عن مسافة كافية عذابَ انتزاعها ورقع ما تخلفه من تشويه

تحاصرني بهذا الشكل المطبق، ليس بجهلي فقط، ولا بثقافتك، ولا بحقيقة تستميتُ لإثباتها كوني أجيء من المكان الخطأ، بل لأنه لم يكن ثمة التقاء بيننا، وهو ما يجعل الغربة تتكاثر مثل حشد نملٍ مسعور.