لا يمكن أن تكون قد نامت. نادية لا تنامُ بسرعة؛ إنها مليئة بالهواجس، أفكارها مُعوجّة ومنبعجة ومرضوضة. إنها آخر من ينام، وأولُ من يستيقظ.
السندباد الأعمى : أطلس البحر والحرب
نبذة عن الرواية
تدور الرواية حول حادثةٍ عرضية واحدة، تشكّل تحولًا جذريًا ونهائيًا لمصائر شخصياتٍ كانت تتّسمُ بالاكتراثِ والحلمِ والتفاعل، فتؤول بعدها إلى مسوخٍ لا تشبه بداياتها أبدًا. هذه رواية عن الحب والصداقة والخيانة، عن الالتزام السياسي والحرب، عن سقوط الشعارات وعن التناقضات في عالمِ فقد نقاءه إلى الأبد، حيثُ تنتهي تلك العناوين العريضة الى حيوات عبثية في عاديّتها. إنها رواية عن هؤلاء الذين ظنوا بأنهم مختلفون، ومسكونون بالالتزام والعقائدية، فإذا بحادثةٍ واحدة تقلبُ المشهد رأسًا على عقِب.عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 334 صفحة
- [ردمك 13] 9789921775044
- منشورات تكوين
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية السندباد الأعمى : أطلس البحر والحرب
مشاركة من Fatma Sharnoby
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
إبراهيم عادل
في روايتها "السندباد الأعمى أطلس البحر والحرب" تحدثنا بثينة العيسى عن الحب الضائع عن الخيانة و"جرائم الشرف" كما يقال عنها، ولكنها في مستوى آخر تتحدث عن البحث عن الهوية، عن ضياع الأحلام في الأوطان التي لايمكن الناس من التعبير عن أنفسهم فيها، تأتي السياسة على خلفية الحدث الرئيس للرواية ولكنها تأتي مؤثرة كل التأثير، فالأمر ليس اعتقالاتٍ أو مظاهرات أو مطالبات بالحرية، بل نحن الآن إزاء بلد يصحو مواطنيه ليجدوا أنفسهم في دولة محتلة، ومن هذه الصدمة تبدأ استعادة علاقتهم بأنفسهم وبالآخرين، حتى يتمكنوا من تحرير بلادهم.
تبدأ الرواية بحدث فتح السجون عشية غزو العراق للكويت في صيف 1990 ثم تعود بنا عامًا للوراء لنتعرّف على أبطال الرواية، وما الذي دفع بواحدٍ منهم إلى أن يكون سجينًا في ذلك الوقت، نتعرّف على "نواف" وعلاقته الملتبسة بزوجته "نادية" وصديقه "عامر"، وبينهما فتاة صغيرة تجاهد لكي ترى وتسمع "مناير" تلك الشخصية التي تنمو بين سطور الرواية تدريجيًا، حتى نفاجئ بها في الفصل الأخير (وبعد ثلاثين عامًا) وقد أمسكت دفة السرد وقادته إلى نهايته.
نتعرف على شخصيات الرواية من خلال المواقف والأحداث مباشرة، سجين يجد حريته فجأة، زوجة ذات أحلام ضائعة في الكتابة والحب، حبيب حائر ضعيف لا يقوى على المواجهة، ثم الحدث الصادم/ المفاجأة، الغلطة التي تتقوّض من أجلها الحياة كلها والعلاقات بين عائلتين، وتأتي بعدها مباشرة ذلك الحدث الأكبر الغزو العراقي للكويت، وما يتركه من آثار على نفوس شخصيات الرواية.
من خلال مقاطع الرواية القصيرة نتعرّف على شخصيات العمل واحدًا واحدًا، ومن خلال مشاهد منتقاة بعناية نعرف ما يعتمل في صدورهم، وما يريدون أن يكتموه في دواخلهم، ولكنه رغمًا عنهم يطفو إلى السطح، ويمزق ويدمر ويغيّر مصائر وحياة كل أفراد الرواية.
لعبة الصمت والكلام
قديمًا قال العرب "تكلم حتى أراك"، ومنذ بداية الرواية يحضر أثر الكلمة التي تغيّر المصائر كلها، كلمة سعت نادية للتعبير بها عن نفسها في البداية (يجب أن نتكلم) فتنغيّر بها مصيرها، كلمة أخرى لم يبح بها نواف لابنته فبقيت تؤرقها طوال حياتها، بل وكلمة أخرى أطقلتها الطفلة "مناير" ببراءة كادت أن تودي بحياة بأسرها، كلمات قد تكون كما تعبّر عنها الكاتبة (طفولية وغاضبة، أمضت السنين تنحتها، تدبب أطرافها وتبرّد مخالبها، جاش باطنها فجأة، وأحسّت أنها عاجزة عن مواصلة التظاهر أنها بخير) ولكن هل يغيّر الكلام شيئًا؟
هكذا تتساءل هدى، وهكذا تواجه بنت أخيها بعد سنوات، وتواجهنا الكاتبة في نهاية الرواية، ماذا بعد كل هذا الكلام وكل هذه الكتابة؟! هل انتهت المشكلة، هل بردت النار؟ هل يمكن أن تزول الآثار بمجرد زوال العدوان؟ هل هناك ما يسمى بالتحرير فعلاً؟! أم أننا نبقى أسرى لأفكارنا وهواجسنا، ومن الأفضل أن نترك الأيام تمر، ويبقى السندباد أعمى لا يرى ابنته صغيرة ولا كبيرة، كما لم يرى أمها رغم كل محاولاتها، وكأنه راضٍ بذلك الدور، لا يواجه ولا يعرف ولايعترف!
(بدت نائية على نحوٍ خاص، تتسرّب من بين أصابعه كخيوط الرمل. لا يستطيع أن يراها ولا حتى داخل رأسه، لايدري ما الذي يجعلها تأرق، وتتهرّب من المضاجعة، وتبدو أنفاسها وكأنها تنتزع من العالم انتزاعًا)
التفاصيل البناءة/المؤثرة
تشحذ بثينة العيسى الرواية بعدد من التفاصيل التي تبدو للقارئ لأول وهلة عابرة وثانوية ثم يفاجئ (وتكون مفاجأة جميلة طبعًا) أن هذه التفصيلة التي أثارت حنقه ـ ربما ـ قد بني عليها مشهد مهم جدًا في الرواية، بل وتحوّلت من بعده مسار الأحداث، لعل أكثر هذه التفاصيل حضورًا في ذهني الآن هو اسم القطة الذي احتارت "مناير" فيه في البداية، ثم وجدته بعد ذلك، وتفاصيل أخرى عديدة تؤكد أن هذا البناء الروائي محكم، وأن كل شيءٍ فيه مقدرُ وموضوع بحساب، لامجال هنا للثرثرة المجانية، نحن إزاء قضية هامة وشائكة، ومصائر أبطال نشعر أنهم أصبحوا جزءًا من عالمنا بالفعل، بل نكاد نسمع صرخاتهم ونشيج بكائهم مرة وضحكاتهم وتكبيراتهم وفرحهم في مراتٍ أخرى!
(ألم تجدي لها اسمًا بعد؟ سأل فواز وهو يداعب أذن الهريرة في حضن مناير. "لأ" فمن أصعب الأشياء أن تسمي قطة، خاصة وأن مناير تريد أن تطلق على الهريرة أجمل اسمٍ في العالم، لولا أنها لا تعرف ماهو؟)
تقوم الرواية كلها من خلال الراوي العليم، رغم أنها تمارس في البداية والنهاية (بشكل محسوب تمامًا أيضًا) لعبة الإيهام بعدم المعرفة، لاسيما في أسماء أبطال الرواية إذ تقول (ليكن اسمه نواف) (ليكن اسمها هدى) والتي سندرك في الصفحة الأخيرة من الرواية لماذا كان ذلك الإيهام. ولكن ثمة مقدرة عالية على البناء، وتوزيع الأدوار بين أبطال العمل الأساسيين والثانويين (هل هناك بطل ثانوي؟) باحتراف، وتقسيم المشاهد وفقًا لتصاعد الأحداث.
(تعرف نادية، وعلى نحوٍ غامض، أنها تريد أن تكتب رواية تشبه قصة الحلق، رجل وامرأة، حبٌ وخطيئة، طوفانٌ وفلك، قيامة وحساب. تريد أن تكتب القصة التي يكتبها جميع الكتّاب، لأنها قصة مقدسة، كلاسيكية، تشبه ذوقها)
يمكننا أن نتوقف طويلاً أيضًا عند بناء الشخصيات، وكيف يتم اختيار المواقف والأحداث التي يتم تقديمهم من خلالها، عامر، وفواز كيف يتم رسم كل واحدٍ منهما منذ بدايات الشباب حتى مواجهة الحياة والمسؤولية، كذلك الجدة تلك العقبة القوية التي تقف وتوجه بكلمة وإشارة، ولكن يبقى أثرها باقيًا حتى بعد وفاتها، وبقية النسوة فاطمة وهدى، الصراع الداخلي بين دور الأم والأدوار الأخرى، لكل واحدٍ منهم حكاية وشخصية ومحاولة للتغلب على ما يفرضه عليهم الواقع من تحديات.
وعلى عادة الروايات التي تحمل قضية كبرى، وتتحدث عن الاضطهاد الذي يمارسه المجتمع (بكل أطيافه) على المرأة، وكأنها الآثمة الوحيدة، وكأنه لايمكن أن يتخلص من الذنب إلا من خلالها، حتى بعد مرور السنين (30 عامًا) وبعد أن اجتاح العالم ذلك الوباء اللعين الذي غيّر الكثير من الأشياء والأحياء، بقيت المرأة النقطة الأضعف، يخشاها الجميع ويسعون لإسكاتها! كان يمكن للكاتبة والراوية أن تنتصر أخيرًا لقضيتها وروايتها، لاسيما أن ثمة مناسبة سبقت ذلك (تحرير الكويت مثلاً)، كان يمكن للنهاية أن تكون رومانسية وحالمة، بأن يعترف طرفٌ للآخر بالخطأ وربما يعتذر عنه أيضًا، وربما يندم على ما فعل (ولو مرة) ولكن هل هذه الحقيقة؟ هل يحدث هذا في واقعنا؟ أم أننا نبقى أسرى لأسئلتنا التي لانجد إجاباتها حتى لدى أقرب الناس إلينا.. (لماذا وكيف؟) لذا آثرت الرواية أن تنحاز لهذه الحقيقة حتى وإن كانت قاسية، وللواقع المؤلم لأنه كذلك .. ليس ثمة نهاية .. النهاية محض تلفيق!
-
Shimaa Allam
#قراءات_٢٠٢١
#الكتاب_الثامن_والسبعون
رواية السندباد الأعمى أطلس البحر و الحرب للكاتبة بثينة العيسى.
من إصدار منشورات تكوين.
السندباد الأعمى ... و السؤال الأصعب هل ما نراه هو حقًا ما حدث؟
للحقيقه ألف وجه و للحديث مائه تفسير كلٌ منا هو رد فعل لما رأي من الحدث.
الحدث جريمة قتل يستحق مرتكبها العقاب ، لكنها جريمة شرف إذن فالقتل مبرر و لتكن العقوبة ثلاث سنوات حبس !!!
نواف ... الزوج العليل المصدوم المتألم من يستحق الدعم والكثير الكثير من كلمه رجل ، أخذ قصاصه و إن كان ناقصًا ... فهل أحس بالراحة أم تحول لمسخ بارد متلاشي في الحياة؟
( تساءل ما الذي عليه فعله لكي يعود إلى الاكتراث ، ليس بشأن ابنته فقط ، بل و السياسة ايضاً. لقد انتزعت حقيقته منه تقريباً ، حتى وجد نفسه طافيًا خارج السياقات العام منها و الشخصي ايضاً )
نادية ... الزوجة الآثمة الخائنة من تستحق القتل ... لكن ربما يكون هناك مبرر لما فعلت ، فهي لم تُحب قط ، لم يحبها زوجها كما أرادت كانت مرئية لكنها غير مسموعة ، لا أحد يعرفها على حقيقتها و لا حتى هي. فهل تكون استعادة المرء لحقه في الحقيقه و الحياة خيانة؟ و هل تصلح الخيانة كوجه آخر للمقاومة؟
( لقد زج بها الرجل الذي تحبه في حياة لن يقدر على منحه لها و سمي الأمر بطولة )
( لقد حافظا على صورة مخادعة للسعادة ؛ ناديه و نواف كادا يُخدعان بها ايضاً و قد خدعونا جميعًا ربما لم يحبها نواف فعلاً لكنه غير مدرك للأمر. )
عامر ... الصديق المحب الخائن ... الحبيب الأول المتظاهر بعدم الحب ثم المشجع و الشاهد على الزواج ، يمسك العود ليغني حكايته غير المنطوقة عن الحبيبة و عن صعوبه الحصول عليها. يرى نفسه بطلًا حتى ضعُفت نفسه و وقع المحظور ... لكنه عاش وكانت الخطيئة كلها من نصيب نادية.
( لقد رأته قبل أيام ، رأته كله ، رأت الذنب الذي لا يغتفر ، لطخة الظلام في البؤبؤين الجريحين. وصمة الخزي القاني ، الندم الفاقع. )
( وجه عامر هو أرشيفًا لا نهائيا للخسائر.)
مناير ... الابنة الورطة كما يراها الأب ، أو بالأحرى الابنة الشفافة كما ترى نفسها .... اختفت أمها من حياتها فجأه دون أن تحصل على تفسير فالجميع آثر الصمت ، فستكبر و تنسى ... نعم كلنا ننسى ، غاب الأب و عاد دون تفسير ايضاً ، اختفت حياتها الماضية كأنها لم تكن ، كشخص استيقظ من حياته ليجد انها كانت محض تزوير و كأنها لم تكن موجودة اصلًا.
فلتتعايش و لتسعي لتنال اهتمام ابوها و لتكن جديرة بحبه ، ربما تكون اعتذارًا له علي خطأ لم ترتكبه ... فهل نجحت أم ظلت متجاهلة غير مرئية تماماً طوال الوقت وكأنها صاحبة الذنب؟
( مناير أم قلب لكنها في الحقيقة بلا قلب ، تجوب العالم بصدر مجوف لو طرقت على سطحه ستسمع في رجع الاصداء فصاحة الفراغ )
استغرقت ثلاثون عامًا لتكون قادرة على مواجهة أبيها ، تريد منه اعترافًا ندمًا ، انتهاءًا للتظاهر بأننا لا نعرف الحقيقة و أنه ما من شئٍ قد حدث لكن من جديد ليس ثمة نهاية.
فواز ... ابن عم مناير رفيق الطفولة و زوج المستقبل ، من حاول طوال حياته ترميم ما بداخلها من دمار ، أحبها أم أشفق عليها ؟ أحبته أم لا يوجد غيره يقبل بها ؟ هل نجح في رأب الصدع داخلها أم زاد فراغ روحها و قلبها؟
( ان من حق الضحية ان تحصل على صك الشرعية لألمها ، أن تقول هذا ما حدث لي و هذا ما أنا عليه )
في خلفية الأحداث نرى الصدع الأكبر والخيانة الأكبر ، ليكون يوم ذكرى مرور عام على الحدث الأساسي بالرواية هي ليلة احتلال العراق للكويت و ما تحمله شهور الاحتلال من أثر خفي علي شخصيات و أحداث العمل.
عمل كُتب بسلاسة و نعومة فياضة سرد مختلف ننتهي منه و لا تنتهي بداخلنا التساؤلات ... من يستحق اللوم؟ و هل للخيانة مبرر كما للقتل؟ هل الخيانة واحدة كنت رجلًا أم امراة؟ و لماذا دائماً يدفع الأبناء ثمن أخطاء الآباء؟
( كلنا نعرف حقيقة ما حدث ، و نتظاهر بأننا لا نفعل )
قراءة اولي للكاتبة و بالتأكيد لن تكون الأخيرة.
سعدت بقراءة العمل علي تطبيق Abjjad | أبجد و الاستفادة بمميزاته من تغيير شكل و حجم الخط و التظليل و مشاركة الاقتباسات.
#ريفيوهات_مكتبة_وهبان
#االسندباد_الأعمى
#تجربتي_مع_أبجد
-
محمد إبراهيم أبوالنجا
هناك روايات بعد الانتهاء منها لا تستطيع كتابة حرف عنها وخصوصا لو كنت من محبين الكاتب وهذا حالي مع جميع روايات السيدة بثينة العيسي
الحكاية بدأت بخرائط التيه تلك الرواية المؤلمة ومن بعدها حارس سطح العالم وكل الأشياء
أنت في حضرة شخص قادر علي تحويل القصة الي حكاية عظيمة و أن يأخذك الي عالمه بكل هدوء والاستمتاع بكل تفصيله
السندباد الاعمي
أطلس البحر والحرب والحب
نبدأ الرواية بدخول القوات العراقية لدولة الكويت الشقيقة وتنقلب أحوال الدولة رأسا على عقب لاحداث تلك الحرب لا يصدق المواطنين مايحدث أحداث قتل وسرقة هروب مساجين أوامر بالالتزام بعدم مغادرة البيوت صعوبة في التنقل بين الشوارع بدون هوية عمليات اعتقال وقتل
لكن هناك حرب أخري تدور في بيت نواف ونادية زوجين لديهم طفلة جميلة
نادية تعيش حياة غير مستقرة لاتعرف هل تحب زوجها هل يحبها كما هي تريد، تتمني تحقيق رغبتها البسيطة بكتابة رواية وان يحترم زوجها تلك الرغبة واحترام أفكارها
نواف كغيره من الرجال لايعرف الحب الا من وجهه نظر الرجال هو لا يحب ناديه فقط بل يعشقها ولكن بطريقته لا بطريقتها في كل محاولة للتقرب منها تزيد مسافات البعد أكثر
عامر جار لهم وصديق العمر لنواف وكذلك كان صديق نادية في الدراسة تربطه علاقه قويه بالأسرة متواجد بينهم دائما يتحدثون عن السياسة يلعب مع الطفلة يتناولون الطعام سويا يغني ويعزف لهم علي عوده
نتيجة لذلك القرب تلعب الظنون في صدر نواف لتلك العلاقة القديمة بين الزوجة وصديقه هل بينهم شيء هل يخونه صديق العمر هل زوجته ستتخلي عن حب دام لعشر سنوات ام كل ذلك تهيأت وظنون خاطئة
في وسط كل تلك الحروب تدور حرب أشد هي حرب نوارة الطفلة مع نفسها هي طفلة مظلومة تتحمل عواقب أخطاء غيرها خطأ صدام والجنود والأب والام والجدة
طفلة لم يعتني بها أحد لم يهتم أحد بتلك الرسومات البسيطة التي ترسمها ولا الاصداف التي تجمعها من البحر لا احد يجيب علي اسئلتها تعيش علي الهامش
تلك الحكايات تتذكرها بعد ثلاثين عاما بعد أن تزوجت وأصبحت ام وهي تحكي لنا قصة السندباد الاعمي
بين صفحات الرواية نجد تفاصيل الحرب بداية من استعداد القوات العراقية علي حدودها ودخول الكويت والسيطرة على التلفزيون والإذاعة ثم عمليات السرقة التي قام بها الجيش العراقي للأماكن التجارية أو المحلات البسيطة
ايضا عمليات الاعتقال للمواطنين ومنهم من تم ترحيلهم للعراق وعمليات الإعدام بدون محاكمة
لن أتحدث عن اللغة تكفي أنها لغة السيدة بثينة حتي الحوارت التي كانت باللغة الكويتية لم اجد اي مشكلة
الغلاف مميز جدا
في انتظار كل جديد منك وبالتوفيق دائما 🌷
-
غ.نبيلة
لو كان السندباد أعمى، لتخبط بين كل السواحل "
ولما رسى بأي منها. "
العنوان: السندباد الأعمى
تأليف: بثينة العيسى
دار النشر: منشورات تكوين
عدد الصفحات: 332 صفحة
=========
بثينة العيسى تضرب لنا خير مثال عن فن تحويل حكاية عادية إلى رواية غير عادية، فقد يراها البعض مجرد رواية تتحدث عن جرائم الشرف حيث تجد زوجة وقد ضبطها زوجها بينما تخونه مع صديق عمره، فانتقم لشرفه عبر سيناريو محفوظ، وكيف أثّرت تلك الواقعة عليه وعلى أسرته وأهله وأسرة الصديق الخائن، بينما تدور حول حرب الخليج واحتلال العراق للكويت في الخلفية، قد تراها هكذا، لكنا للأمانة رؤية ظالمة..
لأنني أراها رواية عن الغربة في المطلق، بل من أذكى الروايات التي تحدثت عنها: غربة الزوجة المفتقدة للحب من زوجها والعالقة في روتينية علاقة زوجية كالرمال المتحركة كلما حاولت الفرار من قيودها غاصت فيها أكثر حتى الغرق؛ عن غربة الإنسان داخل وطنه المُحتل، وغربته خارج وطنه بحثًا عن الأمان أو لقمة العيش أو هربًا من ماضٍ أليم يطارده بكوابيسه آناء الليل وأطراف النهار؛ وعن غربة الإنسان عن نفسه، ألًا يكون مرئيًا وسط أهله وناسه، أن يدفع ضريبة خطأ لم يرتكبه فتصير حياته كلها غلطة يتمنى أن تنتهي، ولا تنتهي.
رواية عن هشاشة الإنسان، خواء الروح، جفاء القلب، قسوة الواقع، وما تفرضه علينا قيود المجتمع وألاعيب السياسة من بؤس؛ رواية غنية التفاصيل محكمة السرد مكتوبة بلغة عذبة رشيقة لا تكاد تشعر بالوقت معها من فرط الخفة، رغم أن أثرها ليس خفيفًا على القلب والروح على الإطلاق
-
Gulnar
كانت الكويت بداية القرن الماضي هي رائدة الثقافة في منطقة الخليج العربي ،حيث الدويلات الجديدة الناشئة.
فقد بدأت الحركة الأدبية والثقافية في الكويت في عهد الشيخ مبارك الصباح حين تأسست المدرسة المباركية والجمعية الخيرية.ثم في عهد الشيخ أحمد الجابر حيث تم افتتاح المكتبة الأهلية والنادي الأدبي.
وكان لطبيعة الحياة البسيطة في الكويت آنذاك أثر كبير في تشكيل الجانب الأدبي فيها.
حيث كان السكان يحترفون الصيد والسفر عبر البحر للتبادل التجاري مع الهند وشرق آسيا وأفريقيا وبلاد فارس فاختلطوا بالثقافات المختلفة وادخلوا الكثير من مفردات هذه البلاد إلي اللهجة الكويتية .
وكان البحارة أثناء السفر ينشدون أناشيد مقفاة خاصة بالبحر ، بالإضافة للأهازيج الشعبية في المناسبات المختلفة.فكان الشعر هو الصورة الأدبية السائدة ،سواء شعر عامي لأهل الحضر أو الشعر بلهجة أهل البادية وشبه الجزيرة العربية وهو مايطلق عليه الشعر النبطي.
أما أول رواية فكانت رواية ( آلام صديق) للكاتب فرحان راشد الفرحان عام 1948.
وظهرت الأقلام النسائية في مطلع الستينيات متمثلة في رواية (الحرمان ) لنورية السداني و رواية (قسوة الأقدار) لصبيحة المشاري.
وبدأ التطور في الأدب الروائي حتي تسارع إيقاعه وانطلق بداية الثمانينيات ،ثم انتقل نقلة نوعية أوائل التسعينيات بعد الغزو العراقي للكويت.
وبالنظر إلي تاريخ الكويت يتضح لنا وجود فاصلين زمنيين أو مرحلتين مهمتين اختلف فيها المجتمع الكويتي إجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً.
واختلفت وتشعبت القضايا والمشاكل الاجتماعية والحياتية ما بين قبل وبعد.
المرحلة الاولي هي قبل اكتشاف النفط وبعده.
أما المرحلة الثانية فهي قبل الغزو وبعده.
مما أدي إلي الثراء أو مايمكن أن نسميه الإنفجار الأدبي الروائي لتوثيق هذه التغيرات المجتمعية الحادة.
فكان الغزو كخامة عريضة يمكن استخدامها لتشكيل الكثير من الأحداث والحبكات الروائية.
ولذلك من بداية التسعينيات لا تخلو رواية كويتية من ذكر هذا الحدث الأهم كمحرك للأحداث أو كأساس تبني عليه الرواية.
ومن هذه الروايات ،هذه الرواية الرائعة للمبدعة بثينة العيسي.
الرواية تأخذنا إلي عمق المجتمع الكويتي بعاداته وموروثاته،أفكاره ومتغيراته.
نتعرف علي مناير ،هذه الطفلة الصغيرة وعائلتها المكونة من الأب والأم ،العم وزوجة العم وولدهما ،وهم من الشباب المستنير،تلقوا تعليمهم الجامعي وأصبح لكل منهم شخصية وثقافة ورأي خاص .ثم الجدة والتي تمثل الرعيل الأول المحتفظ بكل العادات والتقاليد القديمة .تتداخل هده الأسرة مع أسرة الجيران وأصدقاء الطفولة والشباب.
وتنمو بذور العشق ولكنها لا تجرؤ علي شق التربة لتري الشمس،تمنعها قيود اجتماعية فصلت الدين إلي سنة وشيعة، فصلت الوطن الواحد إلي بدو وحضر ،وقيمت الإنسان بلون أوراقه الثبوتية ،فهذا ابن البلد الأصيل وذاك بدون.كل تلك الفوارق أثرت أكبر الأثر في الكثير من العلاقات الإنسانية في المجتمع الكويتي .وتعتبر مشاكل متأصلة جاري البحث لها عن حلول.
نعود إلي بذرة العشق، خمدت في منبتها.
وتزوج نواف ونادية.ليطرحا ثمرة واحدة هي (مناير)ثم تجف أوراقهما.
علاقة هشة ،لامعة ومغرية عند النظر إليها،معيبة مليئة بالشروخ عند لمسها وتفحصها.
تبدأ الأحداث عام قبل أغسطس 90
وتنتهي بعد الغزو بثلاثين عام ،عندما بدأ غزو آخر ،غزو الڤايروس اللعين (الكورونا).
وخلال هذه الفترة الطويلة عاشت شخصيات الرواية الحب والانتقام،الاحتلال ،الخوف،التحرير،الميلاد والموت.
تحولت مناير من طفلة شاهدة علي الأحداث-أثرت وتأثرت -بها إلي امرأة روحها كخيوط العنكبوت .تبحث عن الحقيقة والحب.
كانت هي الضحية.
أما الأعمي فأعتقد أنه الأب نواف.عمت بصيرته عن رؤية حب عامر ونادية.
وعمي قلبه عن إسعاد زوجته،وعمي بصره عن رؤية ابنته وهي حوله،وكأن جداراً فولاذياً يفصل بينهما .
** الرواية ذات حبكة درامية رائعة.
**تتنقل الكاتبة بين أحداث الماضي والحاضر بطريقة مشوقة.
**اللغة فصحي سلسة ،يتخللها حوار وتعابير ،أسماء أكلات وحيوانات باللهجة الكويتية.يحتاج من لايعرف مفرداتها للبحث عن معناها .
**أسلوب الكتابة به ثراء في الاستعارات والتشبيهات والمحسنات البديعية مما أعطي براعة في الوصف ودقة في التفاصيل ،فقد نشم رائحة البحر،ونري اختلاف ألوان السماء ،أو نشعر بملمس الرمل.
**الشخصيات ثرية جداً،ذات بناء قوي،يمكن تحليل كل منها في صفحات وصفحات.
**لي فقط ملاحظة وحيدة وهي أن ملائكة الرب الذين حرروا الكويت لم يكونوا فقط ذوي شعور صفراء وعيون خضراء وقامات طويلة ،ولكن كان هناك أبطال ذوي العيون العسلية والسواعد السمراء والقلوب الصادقة.
رواية رائعة تستحق القراءة.
شكرًا بثينة العيسي .
-
نشوى عبدالمقصود
حينما تود ان تقرأ عن ثنائية الرجل والمرأة..الحب والخيانة..ان تعرف من انت وان تتوه فى غياهب الدنيا
حينما تود ان تقرأ عن عالمنا العربى من المحيط إلى الخليج عن تفاصيله الواحدة رغم اختلاف اللهجات إنها نفس القصة المكررة دوما
من هو المحب حقا هل الرجل الذى بادر وسعى ام الذى تخاذل وانطوى
وهل هى خائنة ام انها كانت تسعى فقط لتكتشف من هى وماهو الحب حقا
هل الزمن يعيد نفسه ويكرر حكاياته بإختلاف الأشخاص والأماكن ام اننا نحن الذين لم ولن نتعلم الدرس أبدا
كما كتبت بثينة على الغلاف الخارجى للرواية على لسان إحدى الشخصيات..نادية.. "تريد ان تكتب رواية تشبه قصة الخلق رجل وأمراة حب وخطيئة طوفان وفلك قيامة وحساب تريد أن تكتب القصة التى يكتبها جميع الكتاب لأنها قصة مقدسة كلاسيكية تشبه ذوقها"
حقا إنها القصة الكلاسيكية المكررة
تعاطفت مع كل الشخصيات قليلا كل حسب مواقفه وتعاطفت مع مناير كثيرا فهى الضحية
إنها تحاول النجاة...ادعو لمن هم مثلها ان يعرفوا من هم حقا ان يشعروا بأنهم مرئيون
بأن يجدوا الطريق..بأن يستريحوا من عناء البحث
-
balsamkhuzama
"تَمَّت" ولكن لم تنتهي، لا شيء ينتهي.
أُقسِمُ أني تخيلتُ الرواية بحذافيرها! كأنها مسلسل تلفازي قصير يُعرضُ أمامي، أو كأنني شَهِدتُ الأحداث التي حصلت مع الشخصيات بأمِّ عيني، شَمَمْتُ فيها رائحة البيوت والشوارع والديوانيات، سَمِعتُ أنغام العود والعدنيات، تذوقتُ معهم اللحم المنتوف والدقوس، لقد كانت جميع نهايات الفصول تحمل كمّا كبيرا من الشّجن وبعضها معقّد لا تقوى على الإحاطة بتفاصيله.
أعجزُ عن التعبير عن تأثري في الرواية، لكنني حزين، لا أدري أهو حزن لنهاية الرواية أو حزن لما آلت إليه الأحداث.
لغة الرواية جميلة وفيها الكثير من الصور الفنية التي تعكس الجو النفسي الذي تحمله الحكاية.
السندباد الأعمى: أطلس البحر والحرب رواية مدهشة وأقولها بقلب جسور وتترُك في رأسك غابة من الأسئلة.
-
أميرة
رواية مؤلمة للغاية
لن تكف مجتمعاتنا عن اثارة غثياني.. قصة مناير ونادية تحدث يوميا ويحدث ماهو أسوأ.. اللعنة على جرائم الشرف والافكار المتعفنة التى تحصر الشرف فى صورة واحدة
اللعنة على الغباء وتحجر القلوب، وعلى كل من يعطي الذكر حق الانغماس فى الخطيئة دون عقاب، وحق معاقبة الانثى على كل شئ وأي شئ، حتى الذنوب التي لم تقترفها.
رواية مثقلة بالقهر، ما بين حرب بين دولتين، وحرب بين صديقين، وبين الانسان ونفسه، ترسم بثينة العيسى ملامح قصتها. بخفة ورشاقة كلماتها تصف الصور والأحداث، تتفنن فى وصف الخواطر، والمشاعر والمشاهد حتى تشعر كأنك تكاد ترى الاشخاص أمام عينيك. نهايتها الواقعية لا ترضي القلب ولكنها تعبر عن الواقع، فلا شئ ينتهي بالفعل.
-
Zainab Bahaa
رواية السندباد الاعمى للكاتبة الكويتية بثينة العيسى
رواية احدثت ضجيج في عقلي لم يتوقف الى الان جميع شخصيات الرواية ضحايا ومذنبون في ان واحد كيف لهذا ان يحدث عامر ونادية وحتى نواف جميعهم أخطأوا بحق بعضهم وضحايا لعصرهم نادية التي كانت تحلم بشيء وتحقق شيء اخر …. اما مناير بقيت عالقة معها هناك مع الهريرة خاصتها وكيف كانت شفافة في عين والدها الذي لم يشعرها انها ابنته ولو لمرة واحدة مناير الضحية الاكبر بين سطور الرواية ….و هدى زوجة عم مناير التي اخذت على عاتقها العناية بطفلة غير مرئية
فواز الذي كنت في حيرة من امري تارة معه وتارة اخرى ضده ..لن اتكلم عن تلك العجوز لانني لم احبها قط …✨
-
Khaled Zaki
زواية تمتد علي اكثر من خمسين عام وتؤرخ بالأخص لاحتلال العراق للكويت والخروج منها تحت وطأة الحرب وقد تناولت كذلك أحداث مضغوطه عن وباء كرونا
كما تعالج من خلال الأشخاص بالروايه قضية زنا الأزواج او كما يروق لهم التسميه الخيانة الزوجيه واختلاف نظرة المجتمع لخيانة الزوج عن نظرته لخيانة الزوجه قدر الاختلاف بين الموت الحياة
وان كنت اري أن تلك أفكار عفا عليها الزمن
لكن لا أعلم لم احب الروايه مطلقآ مليئه بالحشو
وكأنها تقيم بعدد ألأوراق حتي قضيتها الاساسيه
لم تدلي برأي فيها له احترام انما كانت كمن شخص
الداء ولم يصف دواء غير أحمال المريض
-
Khaled Essam Al-Esawy
اعتقد أن الشيء الوحيد اللي خلاني أكمل الراوية هو تعلقي بكل ما يكتب عن اجتياح صدام للكويت، أجد حياة في كل التفاصيل المروية عن تلك الفترة حال الكويت، المعتقلات، تغير العملة، تغير القوانين، الترحيل للعراق، الملاجىء.
لكن الرواية نفسها مملة في كثير من أجزائها محشوة بتفاصيل كثيرة عن الأسرة الكويتية، الحدث نفسه غير مميز، والنهاية كذلك.
لغة الرواية كالمعتاد جميلة ومميزة.
-
DrYara Ebrahim Nada
الصورة مؤلمة عندما تُرى بعيون الضحايا، رواية رائعة جعلتني أعايش الحرب والدمار في النفس والوطن ، أسرتني شخصية مناير وهدى ،أبكتني القطة العمياء ،شخصيات كُتبت جميعًا ببراعة ،رائعة هي كتابة بثينة العيسى ،شاعرية وصادقة .
-
mohannad foudeh
ابداع اخر من الكاتبة بثية .. متلازمة الحرب و الحب .. ثم الدمار والخيانة .. رواية سلسة وجميلة
-
Rudina K Yasin
الكتاب رقم 24/2023
السندباد الاعمى: أطلس الحب والحرب
بثينة العيسى
"كانت قدماها تغوصُان في الرّمل الدافئ، وهي عائدة إلى الشاليه، والبحر من ورائها. أمضت السَّاعات الأخيرة تبحث عن القواقع والأصداف، القنافذ السوداء وأسماك الزوري، نجمات البحر والقبقاب والحلزين. كان جلدها قد تحمَّصَ وتقشّر، وقلبها يرقصُ من جمال الدُّنيا"
"وقد بدت لهُ الذاكرة مثل حقلِ ألغام، وكان كل ما يريدُه هو أن يوقفَ عقله عن قصفهِ بالذكريات. لقد صار يعرفُ، منذ سنةٍ على الأقل، أن للذكريات صوتَ الضُّباحِ وحدّة السكاكين"
"انتابها منذ ذلك اليوم عطل أبدى، وظلت لسنوات لاحقة يراودها بين الفنية والأخرى ذلك الشعور الحلميّ المتموج وهي تتساءل إن كانت موجودة فعلاً، أم أنها مجرد حلم يقظة لشخص أكثر حقيقة منها"
كله كان اعمى وكله لم يرى الاخر ولم يحاول اكتشافه نواف لم يرى الحب في عيون صديقه فوقعت الخيانة والعراق سقط ضحية التجاذبات فكان الاحتلال والمجتمع كان أيضا ضحية لانه لم يحسن التفريق والخيانة كانت متكررة لكنها وقعت كل ذلك في 325 صفحة ناقشت الكاتبة خلالها كافة التجاذبات السياسية من خلال طفلة عليها تعلم مصطلحات الخيانة والحرب والقصف وكل الأمور وتجاذبات مجتمع.
لو كان السندباد أعمى، لتخبط بين كل السواحل ولما رسي بأي منها. فهل كان المجتمع يعاني من حالات العمى المتكررة فهل تدور الرواية في ثلاث محاور أساسية هي الصداقة والخيانة، والحب والوحدة، والوطن والاذى.
تبدأ الرواية بخليط عجيب بين المحاور الأربعة من خلال نواف فنحن الان في 02/08/1990 عندما غزت العراق الكويت حيث فتحت السجون وخرج جميع السجناء من السجون ومن ضمنهم نواف الذي يعيش أكثر من سجن داخل بعضهم البعض سجن الزوجة المقتولة بجريمة الشرف حيث قام بقتل زوجته "نادية" بعد خيانتها له مع صديق العمر "عامر"، وعلاقته بابنته وهي فتاة صغيرة تجاهد لكي ترى وتسمع "مناير" تلك الشخصية التي تنمو بين سطور الرواية تدريجيًا، حتى نفاجئ بها في الفصل الأخير (وبعد ثلاثين عامًا) وقد أمسكت دفة السرد وقادته إلى نهايته.
نتعرف على شخصيات الرواية من خلال المواقف والأحداث مباشرة، سجين يجد حريته فجأة، زوجة ذات أحلام ضائعة في الكتابة والحب، حبيب حائر ضعيف لا يقوى على المواجهة، ثم الحدث الصادم/ المفاجأة، الغلطة التي تتقوّض من أجلها الحياة كلها والعلاقات بين عائلتين، وتأتي بعدها مباشرة ذلك الحدث الأكبر الغزو العراقي للكويت، وما يتركه من آثار على نفوس شخصيات الرواية. ما يعتمل في صدورهم، وما يريدون أن يكتموه في دواخلهم، ولكنه رغمًا عنهم يطفو إلى السطح، ويمزق ويدمر ويغيّر مصائر وحياة كل منهم مناير الطفلة الصغيرة ستصاب باللعنة فهي ستزوج ابن عمها وستنفصل لنفس السبب الخيانة لذلك سترث التعاسة والتلاشي غير المكتمل من أمها، وستتحول لنسخة باهتة تماماً من امرأة لم تكتمل صورتها غير المرئية بشكل كامل لأنها ستموت حينما تُلامس جسد رجل آخر وتقع عيون زوج ها عليها ويراها لأول مرة، ليس كامرأة تعيسة أو غير محبوبة؛ ولكن كامرأة خائنة.قبل أن يقتل والدها أمها كانت مناير طفلة سعيدة تجمع القواقع وتحفظ أسماءها، تتلذذ بلعبة القرش التي يمارسها عامر صديق والدها معها، عامر الذي ستعرف فيما بعد أن الحكاية بدأت وانتهت من خلاله، ليس حكاية اختفائها وانعدام رؤيتها، ولكن حكاية ولادتها لتكون ابنة نواف رغم شعوره بالاستحقاق بأنها من المفترض أن تكون ابنته هو، لأنه لو حدث هذا كانت ستعيش مع أمها سعيدة ولم يكن سيتسلل ذلك الشعور القاتل بعدم الوجود الذي سيغتالها.
وان عدنا لسبب الخيانة نجد الإهمال والتجاهل، ولعشر سنوات يتعمد فيها الرجل الذي سيتحول من حبيب إلی صديق زوج وعم طفلة وحيدة تُسمی "مناير" علی رؤية المرأة بلا أي تفاعل، بلا حب أو كره في محاولة بائسة لدحض شعوره في الزواج منها وبناء أسرة كبيرة معها بسبب اختلاف المذاهب الدينية. ستتم خيانة نادية ولكن لن يحدث أي شيء جلل، لن يعتذر زوجها ولن يكفر عن ذنبه، في مقابل عناق واحد بعد 10 سنوات للرجل الذي أحبته، ستتحول نادية لجثة تطفو علی البحر الأزرق. لتنتقل دفة الحكاية والصوت الأنثوي المكلوم من الأم للابنة التي سيحاسبها الجميع علی ذنب لم تقترفه، ولتقع في نفس دوامة المشاعر العنيفة والتي سيكون أهونها الوحدة لتدخل الرواية من مدخل التأريخ لنفق التسجيل، ومن واقع الاحتلال للخيال، والسؤال عن ما قد يحدث داخل البيت الذي تعيش فيها طفلة غير مرغوب في وجودها!سيظل الشعور بالتجاهل يكبر بداخل الطفلة التي لن تعرف أين ذهبت والدتها وهي في عمر 8 سنوات إلا بعد أن يتضاعف عمرها ليصير 16 سنة، لتفهم أن الشخص غير المرغوب فيه ليس هي، بل ذكری أمها وأثرها الذي لا تعد مناير إلا امتداداً له
ان أردنا الحديث عن الاب والام نجد انهم تافهان لا يستحقان الشفقة...لم يفكرا إلا بنفسيهما بعيدا عن ابنتهما التي أصبحت بين ليلة وضحاها تعيش حياة أخرى مظلمة لا ضوء فيها هي الضحية برأيي لأنها تحملت وزر غيرها. صُبغت بحياة آخرين لا ذنب لها سوى أنها ابنتهما...لم تتمكن من الاندماج مع الغير بيسر وسهولة لأن ثمة ماض يحوم حولها ويقيد حركتها ويخنق روحها لان حدثان لطفلة صغيرة عليها ان تعيش بهم وتربط بينهم بين الاجتياح واثاره وبين جريمة القتل التي شاهدت وعايشت واكتشافها ان اباها أيضا قتل مرة ثانية عامر حيث عاتبتها ابنتها هدى في المستقبل بعد حجر الكورونا وسالتها كيف سكتت على قتل عامر ---- نعم انهم حدثين كبيرين جللين ضربا السلام وأركانها الداخلية وتركاها تائهة على قارعة الطريق تتخبط هنا وهناك باحثة عن الاجابات التي تروي ظمأها لمعرفة ما حدث وإنارة العتمة التي تحف بها من كل جانب صغيرة نشأت ترقب بصمت وتتلهف للوصول إلى الحقيقة التي ستسكت الصراخ الذي يمزقها... وتطفئ النيران المستعرة التي تأكلها دون أن يشعر بها أحد. ولن يشعر بها
-
Salma.Ahmed
ثمة أماكن، وحكايات غير قابلة للنسيان، خُلقت كي تبقى في الذاكرة، كبقعة ضوء صارخة، وماعداها عتمة،
فقد تكون ذُقْت الكثير من المرارات، ولكنك لن تنسى طعم تلك التي أغمضت عينيك حينما تذوقتها قهرًا
وربما صفعت صغيرًا، على وجهك ومؤخرتك عندما أخطأت قصدًا، أو بدافع طفولي ساذج، لكنك ابدا لن تنسى، ولن تشفى من صفعة أحدهم الذي كان بمثابة وطن
وربما جالست الكثير من البشر، واحتسيت أصواتهم، ولكن يظل القلب في جوع للحديث مع أحدهم .
وربما صادفت الكثير في الطرقات وابتسمت للكثير، ولكن يبقى القلب في حالة بحث دائم، يقلّب الوجوه بحثا عن وجه ذلك الغائب
ذلك الذي كان وطنًا
وربما تعرضت للخيانة من أشخاص لا عد لهم، ولكنك لن تنسى خيانة من كان للقلب حبيبًا، الذي فض بكارة القلب، وأشرق الوجود معه وبه
فحتمًا لن تنسى خيانته
محال أن تنسى، ومحال ألا تنتقم إذا ما اتيحت إليك الفرصة، على الرغم من أن الإنتقام حماقة، ولا بد أنك الخاسر.
هكذا كتبت «بثينة العيسى»في روايتها
"السندباد الأعمى" عن كل هذه المشاعر التي ربما مررنا بأحدها ، أو معظمها
وقد تحدثت عن اختيار اسم الرواية والذي كان بعيدًا عن المضمون، أو خارج جسد النص، وان كان يحمل اسم السندباد رمز، ومعنى الترحال، وكثرة المغامرات الأسطورية، والتي أضافت له (العمى) كحالة من التيه والتخبط، ليظل السندباد في الرواية حاضرًا برمزيته هو والبحر، الذي كان مسرحًا للأحداث، وقالت:
استلهمت الفكرة من "إمبرتو"في روايته اسم «اسم الوردة»والتي لم تتضمن أحداثها أي ورود، فأردت اتباع الطريقة نفسها وألا يتضح للقارئ توجيه
.
تحدثت أيضًا عن الغزو العراقي للكويت، والذي كان وجهًا اخر للخيانة، خيانة الوطن من وطن شقيق، وكيف كشف الغزو عن هشاشة المجتمع الذكوري، وأظهر عيوبه التي تغض الطرف والعين على كل جرائم الرجال، ويحاسب النساء عليها ذاتها، بكل قسوة، وبلا رحمة
تحدثت العيسي عن «التابوهات»التي يخشى المجتمع العربي التطرق إليها (الدين..الجنس..السياسة..التعصب الطائفي)
ولكن هل وفقت الكاتبة في تشريح تلك القضية؟
أرى من وجهة نظري أنها اغرقت الرواية في الرمزية، فأصابتها بالترهل والتشويش، لا انكر أن (الرمزية) تفتح باب التأويل والخيال على مصرعيه، لكن الإفراط في الرمزية لا يخدم العمل، بل على العكس.
الشخصيات النسائية في الرواية احتلت الصدارة فكانت «مناير»الإبنة بطل العمل ومحوره والتي كانت ترى نفسها طيلة الوقت شفافة، وغير مرئية للجميع، فتقول في جملة عبقرية في الرواية:
(أن الطفل يصبح لامرئيًا حين يكف والديه عن النظر إليه).
فكانت «مناير» هي «نادية» الأم، وهي الهريرة العمياء، وهي كل فتاة لايراها الجميع إلا من منظور أحمق، وضيق
اصابت بثينة في توظيف شخصية الجدة المستبدة، التي تبصق كل احقادهاوما توارثته من عفن التفكير، وهشاشة الدين في وجه حفيدتها التي لا ذنب لها في أي شيء، فحملتها وزر، لم يكن وزرها
كان من الممكن أن تنهي الكاتبة الرواية دون التطرق لموضوع آخر وهو (الجائحة)الذي أفردت له فصل كامل، كحدث زمني بعد مرور ثلاثون عامًا على الغزو، فكان دخيل على العمل، وان كان من وجهة نظرها بينه وبين الأحداث ترابط.
استخدمت الكاتبة اللهجة العامية الكويتية في الحوارات، فكانت من عيوب الرواية من وجهة نظري، فالروايات تكتب للجميع وليس لمجتمع بعينه، فكان من الممكن استخدام اللغة العربية الفصحى، أو على الأقل التقليل من استخدام الكلمات الغير مفهومة، لغير أصحاب البلد
«السندباد الأعمى»
رواية تستحق القراءة على الرغم من بعض عيوبها التي ذكرتها، فسوف نكتشف في النهاية أن كلنااعمى، أنا، وأنت وغيرنا، طالما ما زلنانعتقد ونؤمن بأن العمى يصيب العين فقط.
اقتباس اعجبني
من مسرحية السندباد البحري
(بلادكم حِلوة حِلوة بس الوطن ما له مثيل)
-
coffee_with_khokha
ما أشبه أيام الغزو بـ أيام كورونا فـ كليهما نكبة مررنا بها وان كانت الأولى خصتنا نحن الكويتيون والثانية عمت العالم لكنهما متشابهين لدرجة مخيفة، كنا بمواجهة عدو أحدهما غير متوقع غدر بنا بعد أن كان جارنا والثاني خفي أتانا من بلاد بعيد ولا نعرف كيف ولماذا فأعتزلنا العالم بكلتا الحالتين، دخلنا حرب الحمدلله نجينا من الأولى بالرغم من الخسائر التي تكبدانها وعادت لنا بلادنا وعلى اعتاب الانتهاء من الثانية بخسائر أفدح وبإنتظار ان تعود لنا الحياة من جديد فالأمان نعمة لا يدركها الا من فقدها.
تخوض بثينة بسردها الجميل معنا ذكريات الغزو العراقي الغاشم على بلدنا الحبيب الكويت وذكريات سنوات قليلة سابقة لتنتهي بأيامنا هذه فالأحداث التي وقعت ليس مهماً من كان بطلها أياً كان اسمه نواف أو عامر أو نادية فالمهم هو الحدث، بدأتها بالأيام الأولى للغزو وهروب المحكومين من السجن المركزي بمن فيهم نواف الذي حُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهمة تستحق الاعدام ولكن جرائم الشرف دائماً تنصف الرجل للأسف في بلدي
والبلدان العربية وان كان هو الجاني فـ الرجل شايل عيبه أما المرأه فـ هي مذنبة وان كانت ضحية وبريئة فكانت الضحية هنا الأبنة مناير التي طمسوا هوية والدتها نادية ومحوا كل أثراً لها كأنه لم يكن لها وجود أبداً. نعم كانت مناير طفلة لا تفقه ما يدور حولها، تركوها تربى في كنف الجدة ومع زوجة عمها فعاشت غير مرئية طيلة حياتها بالرغم من وجود الأب حياً، تدور الأيام وتتقدم الجدة بالعمر فتكشف المستور للحفيدة وبالتفصيل بعد أن أصيبت بالزهايمر قبل وفاتها لتترك جرحاً نازفاً لم يبرأ أبد ولم يسعفها على أن تحيا حياة عائلية سعيدة خاصة بها عندما كبرت وأصبحت زوجة وأم فتاهت بعد أن يعيد السيناريو نفسه من جديد وتكرر خيانة الزوج لزوجتة فـ الرجل شايل عيبه وعادي أن يغلط بل يجب على الزوجة أن تصبر وتتغاضى وتغفر له حتى تستمر حياتهم الزوجية وهذا ما لم تقدر عليه مناير .
تفاصيل كثيرة بالرواية بالرغم من صفحاتها القليلة الـ ٣٣١ وما بين السطور كان أكثر وأكثر، تهت في أحداث الرواية قليلاً فكانت هناك علامات تعجب واستفسار تراودني ماذا تريد بثينة ان تخبرنا بهذه الرواية وما وراء هذه القصة بالذات فـ هناك رسالة بالتأكيد كُتِبَتْ من أجلها هذه الرواية وأدركتها بالنهاية.
شكراً جزيلاً بثينة العيسى 👏🏻👏🏻 اصدار رائع وبسعر مناسب للجميع وبـ ست اصدارات في البلدان العربية لتصلنا جميعاً.
راقت لي وتستحق القراءة.
.
.
.
.
.
01-10-2021
-
آيات إبراهيم
••
مراجعة رواية| السّندباد الأعمى
بُثينة العيسى
الرواية الثانية التي أقرأها وتدور أحداثها أثناء حرب الخليج بين الكويت والعراق، والأولى كانت رواية فئران أمّي حصة للكاتب الكويتي سعود السنعوسي - وتجدون مراجعتها في حسابي أنصح بقراءتها بشدة - ولا أقول أنّهما متشابهتان إنّما تألف أحدهما الأخرى في الزمن وقسوةِ الحرب بين بلدين عربيّتين مسلِمتين لا بالقصّة والحبكة.
أمّا عن قصّتنا ..
فتحكي عن خِيانةٍ وحُب، حربٍ وبحر، صداقة وعداوة وتبعاتٍ حزينةٍ وأليمة، وأخرى مجهولة المصير، فبعدَ حادثةٍ واحدة تنقلبُ شّخصيات أبطالنا إلى أضدادها وتتحول إلى هوامش ووحوش لا تشبه نفسها ولا تشبه مجتمعها الذي جاءت منه ولا تُمثله كأنما انقلبت المبادئ رأسًا على عقب فأصبح الحرامُ حلالًا يصفّقُ لهُ ويُشفق على فاعله ويواسى ويُحترم ويُقدّر!
ولا عادَ الماضي الجميل والذكريات الحُلوة التي لولا هفوة لأثمرَت تلك الأيام جيلًا سويًّا مختلِفًا عمّا أنتجته تلك الهفوة التي عوقبت عليها المرأة حسب ما نسمع عنه في مجتمعنا العربيّ والمتداول للأسف أقسى أنواع العقاب بينما الرّجل فيسرح ويمرح ويلهو كما يشاء ولا حساب أو عقوبة على هفواته وزلّاته في مجتمعاتنا العربية! لا أبرر للمرأة خيانتها فالخيانة كريهة في كل الأحوال، ولكن في القصة أيضّا وجهٌ آخرٌ لها ولم يُحاسب الرجل على فعلته أو يُنظر لهُ بعين المخطئ كأن أفعاله دائمًا مُبررة أو مباحة والاعتذار كافٍ لحل الأمور وتسوِيتها!! لم تخلُ الرواية من الانتقادات السياسية بطبيعة الحال فالقصة حدثت تبعاتها أثناء حرب لكنها لم تكن أساسية في القصة فلا بأس أن يقرأ الرواية من لا يجد في السياسة متعةً فهي لم تكن المحور الرّئيسيّ.
• عن أسلوب الكاتبة|
أسلوب بثينة العيسى الرّوائي وتصويراتها جميلة تجذب القارئ للاستمرار في القراءة ومعرفة الأحداث والفضول في معرفة ما ستؤول إليه الأمور ومصائر الشخصيات، أما عن تسمية القصة فلم أفهم ما علاقة سندبادنا المغامر الذي نعرفه في سندباد القصة بعد فسندبادنا بطلٌ مغامر أما هذا فهو مجرم همجي فلم أستطع رؤية الارتباط إلا إن كان سخرية منهُ ووصفه بالأعمى دليلًا على عُمي بصيرته فهذا مناسب.
• اقتباس|
{"مناير أم قلب"، تضاحكت البنات في المدرسة.. لكنها في الحقيقة بلا قلب، تجوب العالم بصدرٍ مُجوّف لو طرقت على سطحه ستسمع في رجع الأصداء فصاحة الفراغ. كانت تلك هديّة أبيها إليها.}
تابعوني على أنستقرام للمزيد من المراجعات: ****
-
Sima Hattab
اسم الكتاب: السندباد الاعمى
اسم الكاتبة: بثينة العيسى
تقييمي:٥/٣
لطالما انتظر رواياتها وجديدها لانها لطالما تدهشني بقلمها وبراعتها في القصص والحديث والرواية
رواية الحرب والحب، رواية تجمع زمنين بقرنين مختلفين تسعينات القرن الماضي وعشرينات القرن الحالي حرب ووباء
تدور احداث الرواية في البدء من سجن الكويت المركزي الذي فتحت ابوابه نتيجة غزو العراق الكويت واحتلال سماءها وماءها وصحراءها في تسعينات القرن الماضي لتبدأ الكاتبة بالحديث عن حدث عرّض حياة عائلتين الى الانقلاب رأساً على عقب ولا تعود الى سابق عهدها حيث ابرزت جوانب العلاقات الانسانية لشخوص العائلتين من حب وصداقة خيانة قتل وكيف ان الحرب التي ملأت شوارع الكويت قد قلبت العديد من الشعارات السياسية والمبادئ التي يؤمن بها الكثير من ابناء الوطن
نادية بطلت القصة التي كانت ترغب في كتابة رواية عندما تصل الاربعين الا ان الحياة والظروف لم تمهلها للكتابة فكانت يد الحكم من زوجها الاسبق لانهاء حياتها نتيجة الخيانة لتنقلب حياة الشخصيات في الرواية بعد هذا الحادث وليبدأ تسلسل الاحداث في حياة عائلتين ضمن ظروف الحرب والاحتلال وابنة نادية التي تنصقل شخصيتها يموت والدتها
عالجت الكاتبة بعض الامور التي ينظر لها المجتمع ويكيلها بمكيالين بين اللنثى والذكر لتكون الانثى دائماً البادئة بالخيانة وبالتالي ابرزت الكاتبة جواتب القصور في المجتمعات العربية في الحكم على اخطاء النساء.
في هذه الرواية اعتمدت الكاتبة على سرد حياة اشخاص عاديين في اسر عادية ولكنها كقاصة محنكة ومبدعة استطاعت تحويلها الى رواية الا انها مليئة ببعض الحشو الذي كان من الممكن الاستغناء عنه
الرواية لغتها بسيطة وانصح بقراءتها بعد كتاب دسم
-
david alromany
رفيو مقارنه بين روايه السندباد الاعمي ودار خوله1- (بين خولة ومناير الإحساس بشفافية الجسد)
انتهيت هذا الأسبوع بقراءة رواية دار خولة و السندباد الأعمي، وسأعقد مقارنة بين الشخصيتين اثأروا إعجابي حيث خولة الأم المصابة بالاغتراب النفسي وشعور بشفافية الجسد من الأبناء ,وبين مناير الحفيدة في سندباد الأعمي التي انكمشت من روية الكبار لها أنها ابنه لقيطة غير مرئية ,تحاول الاتحاد بخيالتها لتنقذها من براثن جدتها التي لا تعرف الانتقام من أمها فتنتقم منها، وتحاول الحفيدة الاختفاء الإجباري خوفا من تجبر الجدة.
2- (الحروب كما ثورات تأكل أبناءها فقط)
المتشابه بين الروايتين اهتمام الكاتبة بمشكلات مجتمع الكويت حيث الأمركة في دار خولة التي قضت عليَّ أبناءها ,وبين القتل من أجل الشرف التي قضت عليَّ زوجات في السندباد الأعمي. وبين محاربة الكاتبة لمشكلة الحرب التي دخلت فيها العراق الكويت في عهد صدام حسين، وكيف أن الحروب كما الثورات تأكل أبناءها.
3-(الغلاف لم يكن يعبر عن حالة الاغتراب)
الغلاف كان يمكن أن يكون أفضل عندما يتم يوضع فيه سمكة كبيرة وبعض الأسماك الصغيرات ،حيث تحاول السمكة الكبيرة أن تاخذ كل الحيز فتبلع كل السمكات، ولا تأكلهم فالشعور بالاغتراب لدي خولة أن يبتلع الإنسان أبناءه لكن يخاف عليهم فلا يأكلهم ولا يتقنيهم .
4- (بين دار خولة والسندباد الأعمي نحت النص السهل ليعجب القاري الذي ترضية الكتابة سهلة التجهيز)
لم يعجبني تكرار الكاتب لتجربة الكتابة ليرض القاري المتعطش لكلماته ,فوقعت الكاتبة في فخ التيمة المستهلكة فشعر القاري أن الوجبة نية، وقدمت له باستعجال
-
Noor Shroukh
لا اعتقد بأنني قادرة على حسم أمري فيما يخص النجوم...
ولدي تقييمان متناقضان تماماً للرواية...
صفر من النجمات للقصة المكرورة الكليشيهية جداً عن ما يشبه "الخيانة الزوجية" لكنها لا تصلها، عن الزواجات والعوائل والمشاعر التي لا تشبهها في خارطتها... عن الذين يحبون اشخاصاً ويتزوجون غيرهم... لا أزال من هذه الناحية "رجعية" ولا اقدر على ابتلاع هذه "اللكاعات"... اذا كنت تحبها فحارب الدنيا وتزوجها... والا فانتزعها من قلبك لو لزم الأمر أن تبتر قلبك كي تخرجها من نفسك... أما لكاعة المراهقين فلا أحبها ولا أحتملها...
أما في كل الباقي فأعتقد أن الرواية تستحق النجمات الخمس بجدارة...
سرد بثينة الرائع البديع يجعلك تستمتع بكل التفاصيل التي تقصها. ما تسترجعه من أحداث غزو العراق للكويت، وتلك الرهبة التي ترافق الذكريات التي نسترجعها مع وصفها...
رسمها للشخصيات راااائع... مناير الصغيرة، بكل براءتها وغفلتها ولا مرئيتها وفوضاها... واقعية بالقبح الذي ورثته من حياتها... وبالضعف الذي تخللها... نواف بجلده السميك عديم الاحساس... أم انه كان كبرياءه الذي يعميه عن كل من وما حوله؟ الجدة... بتقليديتها، وتقديسها لمقدساتها وقسوتها في فرض معتقداتها وسطوتها على العائلة...
أحببت كذلك واقعية غياب الاجابات القاطعة في القصة. في النهاية، أليست تلك حقاً هي طبيعة حياتنا؟ ألسنا فعلياً نعيش، لا بما نعرف وانما، يما نعتقده ونملأ فراغ غموضه بالافتراضات التي في عقولنا؟
-
Esraa Zyada
إنتهيت مغلفة بحنين لأشياء لم أعيشها ، أشعر بحاجتي لضم عودي و الدندنة .. عود لازلت لا أعلم عنه شيئا. نص مربك انهيته و أنا راضية و غير مرئية! أشعر بشوق لوطن و ذكريات . لغة جاذبة و رقيقة تستدعي جرح مكنون لتضمده ربما، كلمات بعينها تجبرك علي التيه في القصة، ان تزور بلد لم تذهب إليه أبدا و تتعرف علي شوارعه و بيوته و يوجعك أوجاع أهله شئ مدهش ربما هذا الشئ هو السبب الأدعي لوجود رواية.
فتره من عمر الكويت نعرف عنها جميعا لكن لم نتوغل بهذا الصدق في الحدث ، بمنتهي السهولة و البساطة من غير تكلف تتأثر ، أول مرة لي مع بثينة العيسي و غرمت باللغة القريبة جدا.. قريبة قادرة علي احتواءك دائما.
مناير .. عزيزتي أنت لست بمفردك فالآلم ممتد ..
الدنيا ظالمة و الإنسانية متلونة و بحر العالم مريع .
..
- للذكريات صوتَ الضُّباحِ وحدّة السّكاكين .
-قلبه يضرب بشدة لتصديه الأعزل لكل الأشياء.
-ضمّت إليها ولديْها وأملت أن يناما وحسب، دون أن تضطر إلى الهدهدة أو قراءة آيات. دون أن تضطر لأن تكون أمًا أكثر مما هي عليه.
-لكنها في الحقيقة بلا قلب، تجوب العالم بصدرٍ مجوّف، لو طرقت على سطحه ستسمع في رجعِ الأصداء فصاحة الفراغ.
-ليس ثمة نهاية، لا شيء ينتهي حقًا.. اللعنة، لا شيء ينتهي.
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
-
Mimi Hamma
من هذه الرواية بالضبط أدركت الفرق الشاسع بين الكتب المترجمة و أن يكتب الكاتب العربي بقلمه العربي و بلغته الأُم ، بثينة قالتها من قبل أنها لا تحب نشر اي عمل لها الا اذا كانت القراءة ستكون ماتعة للقارئ و اللغة رائعة و ليس هذا كلامها الحرفي انما معناه
لغة بثينة ماتعة و كأنها نسخة تبرق بريق جذاب من العربية لا هي بالعُمق العربي الغير مفهوم و العصي على الفهم و ليست هي بالركيكة لا أبداً ، أشبه بكعك لذيذ لا تعرف مكوناته إلا هي
الرواية تتحدث عن الكويت و عن شخصيات و عائلة وحدة بسيطة ليسو أبطالا و لا معروفين ، نواف عامر هدى مناير ندى وغيرهم القليل حياتهم قبل الاحتلال العراقي حياتهم الرتيبة و البسيطة و التي ستتغير فجأة بحادثة ما ، تعرج الكاتبة على حياة العائلة بعد هذه الحادثة و كبف ستكون ندى الصغيرة لا مرئية بعده بالنسبة لوالدها الفظ و المُتسرع
شخصيات الرواية الانثوية لا تخلو من التمرد و من الضياع و كثرة التساؤلات، و الشخصيات الذكورية بين الفظ و اللطيف و المثقف و الصموت و المتسرع حد القتل و غيرهم
رواية ماتعة كما هي بقية أعمال بثينة