اقتباسات محمد الغزالي

❞ وقال العالم النفساني «وليم جيمس»: (لو قِسْنا أنفسنا بما يجب أن نكون عليه لاتَّضح لنا أننا أنصاف أحياء، ذلك أننا لا نستخدم إلاّ جانبًا يسيرًا من مواردنا الجسمانية والذهنية، ❝

❞ إنَّ المهزلة التي يضحكك افتراضها هي التي وقعت في مجال التديّن نفسه، فقد رأيتُ الغلمان الذي يحتاجون إلى مراحل هائلة من التهذيب والتنقية يقفزون إلى المرتبة الخرافية لبيت «ابن الفارض»:

⁠‫‏ولو خَطَرَتْ لي في سواك إرادة‏

⁠‫‏على خاطري يومًا حكمتُ برِدَّتي!!‏

⁠‫ومن ثَمَّ ❝

❞ ومرَّ المسيح بقوم من اليهود فقالوا له شرًّا، فقال لهم خيرًا، فقيل له: إنهم يقولون شرًّا وتقول لهم خيرًا؟! فقال: كل واحد يُنفق مما عنده. ❝

❞ ونحن نميل إلى تصديق هذه الأقصوصة الطريفة، بل نميل إلى تصديق الخوارق التي تحكيها الصحف عن فقراء الهنود، فإنَّ القوى النفسية الطامحة تصنع العجائب. ❝

❞ والرجل الذي تربو ثقته بنفسه لا يشلُّ إقدامه على الحياة نقصٌ في بدنه، أو عَنَتٌ في ظروفه، بل قد يكون ذلك مثار نشاطه، وشدة شكيمته، كما قال الشاعر:

⁠‫‏إلاّ يكن عظمي طويلًا فإنني‏

⁠‫‏له بالخصال الصالحات وَصُول‏ ❝

❞ عاد النبي ﷺ أعرابيّا مريضًا يتلوَّى من شدة الحمَّى، فقال له مواسيًا ومشجِّعًا: «طهور». فقال الأعرابيُّ: بل هي حمّى تفور، على شيخ كبير، لتورده القبور. قال: «فهي إذن» [رواه البخاري]. ❝

❞ يقولون: «لا جديد تحت الشمس»، وهذه كلمة تصدق على سير الحياة الإنسانية في تاريخها الطويل، من ناحية الطباع والرغبات، والاختلاط والمنازعات، والجَوْر والعدل، والسِّلْم والحرب، وقيام الأمم وانهيارها، وازدهار الحضارات وانقراضها. ❝

❞ فليست الغاية من الطاعات مباشرة رسومها الظاهرة، واعتياد أشكالها، وتقمُّص صورها. كلا، بل الغاية منها أن تزيد حدّة العقل في إدراك الحق، وارتياد أقرب الطرق إليه، وأن تمكن الإنسان من ضبط أهوائه، وإحسان السير في الحياة بعيدًا عن الدنايا والمظالم. ❝

❞ وليس القصد مصادرة الطبع الإنسانيّ في إحساسه بالألم والسرور.

⁠‫وإنما القصد منع الاستغراق المذهل، فإنَّ للفرحة الطاغية نشوة تخرج عن الصواب، وللحزن الجاثم وطأة تسحق الإرادة. ❝

❞ وعندي أنَّ العلَّة الأولى لتخلُّف الأمة العربية والشعوب الإسلامية ما غلب على أحوالها النفسية والاجتماعية من قعود واستكانة وتقاعس. ❝

❞ إنَّ الحق إذا استنفد ما لدى الإنسان من طاقة مختزنة لم يجد الباطل بقية يستمدُّ منها. ❝

❞ قال «أندريه موروا»: كل ما يتفق مع ميولنا ورغباتنا الخاصة يَبْدو معقولًا في أعيُنِنا. أمَّا ما يُناقِضُ رغباتِنا فإنَّهُ يُشْعِلنا غَضَبًا. فهل من المستغرب والحالة هذه أن يصْعُبَ علينا الوصول إلى حل مشكلاتنا، أو لسنا نسخر من الذي يحُلُّ مسألة ❝

❞ لهذا قال الله لنبيه ولكل معتصم بالصدق في مجتمع طافح بالزَّيغ:

⁠‫﴿وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (١١٦) ﴾ [الأنعام: 116] ❝

❞ هناك ألوف الصحف والإذاعات تموج بها الدنيا صباحًا ومساءً، لو غلغلتَ النظر في ما ينطقها ما وجدت إلاّ حقًّا قليلًا يكتنفه باطل كثيف، حقًّا يبرق في خفوت كأنه نجمة توشك أن تنطفئ في أعماء الليل. ❝

❞ وقال مُطَرِّف بن عبد الله: (لأن أعافى فأشكر أحب إليَّ من أن أُبْتلَى فأصبر؛ لأن مقام العوافي أقرب إلى السلامة، فلذلك أختار الشكر على الصبر؛ لأن الصبرَ حال أهل البلاء). ❝

❞ وقد رأيتَ أنَّ النبي ﷺ استغرب قعود الرجل في المسجد، فردَّه إلى الميدان مُزَوَّدًا بدعاءٍ يَفْتَتِحُ به نَهَارَه، ويَبْتَدِِئُ به أعماله بعيدًا عن أغلال الضِّيق النَّفْسي والشَّلَل الْفكْريِّ. وبذلك يَأْمَنُ «غَلَبَةَ الدَّيْنِ، وقَهْر الرِّجَال». ❝

❞ إن من حق الدنيا علينا أن نعمل فيها، وأن ننال من ضروراتها ومرفِّهاتها ما يحفظ حياتها ويسعدها، وقد يكلِّفنا هذا العمل جهدًا شاقًّا يتصبَّبُ معه العرق ويطول فيه العناء، ولكن هذا الحق المقرر، وهذا الجهد المبذول لبلوغه لا يجوز أن ❝

❞ كان الخليل إبراهيم عليه السلام إذا طلع عليه الصباح يدعو: «اللهمَّ هذا خلق جديد فافتحه عليَّ بطاعتك، واختمه لي بمغفرتك ورضوانك، وارزقني فيه حسنة تقبلها مني وزكِّها وضعِّفها لي، وما عملت من سيئة فاغفره لي، إنك غفور رحيم ودود كريم» ❝

❞ والحق أن استعجال الضوائق التي لم يحن موعدها حمق كبير، وغالبًا ما يكون ذلك تجسيدًا لأوهام خلقها التشاؤم، ولو كان المرء مصيبًا في ما يتوقع فإن إفساد الحاضر بشئون المستقبل خطأ صِرْف، والواجب أن يستفتح الإنسان يومه وكأنَّ اليوم عالم ❝

❞ إنَّ البعد عن الله لن يثمر إلَّا علقمًا، ومواهب الذكاء والقوة والجمال والمعرفة تتحوَّل كلُّها إلى نِقَم ومصائب عندما تَعْرَى عن توفيق الله وتُحرم من بركته. ❝