❞ تتالت الضّربات، وتحوّل جسدُه كُلُّه إلى يدين لا همّ لهما إلّا ضرب ذلك الجبل الجاثم أمامه كأنّه يضرب كلّ ما عاشه مُذْ كان طفلًا، يهوي بالمطرقة على سجنه، على غيابه، على اليأس من مُغادرته تلك العتمة، على شوقه الجارف إلى زوجته، على الهدير الّذي يصمّ أذنيه ويمنعه من سماع أيِّ شيءٍ سواه،❞ على العزلة الّتي تمتدّ وتمتدّ، وعلى الفكرة الّتي لا يرغب في مواجهتها… كان غائبًا في غضبه، متّحدًا مع مطرقته في هدم كلّ الجدران الّتي واجهته، وهو الوحيد، الغائب، السّجين، الموجوع، الجائع، العطش… ❝
~٢٠٠~
المؤلفون > زهران القاسمي > اقتباسات زهران القاسمي
اقتباسات زهران القاسمي
اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات زهران القاسمي .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.
اقتباسات
-
مشاركة من Halah Sabry ، من كتاب
تغريبة القافر
-
واستمرّ أهلها يجيئون لزيارتها فيجدونها على تلك الحال: ما إن تنتهي من أعمال بيتها حتّى تجلس أمام مغزلها وتفتح باب الأبديّة في انتظار الخيط الّذي سيأخذها إلى البعيد، كأنّ كُلَّ خيطٍ دربٌ يأخذها لتبحث عن زوجها في الوديان والجبال، بين الأشجار الكثيفة ومغاور الصّحراء والسّيوح الممتدّة، لعلّها تصادف الرجل الّذي احتفظت به في ذاكرتها، الرجل الذي طَالَ النّسيان كلّ شيء فيها إلّا وجهه. ❝
مشاركة من Halah Sabry ، من كتابتغريبة القافر
-
لم يتبيّن كيف تستطيع العتمة أن تحتلّ بصر الإنسان ويصبح أعمى بعينين صالحتين للنّظر ولكن لا يرى بهما، لكنّه في السرداب عرف ذلك، وعرف أيضًا كيف يستطيع أن يرى الأشياء بيديه. ~ ١٦٩~
مشاركة من Halah Sabry ، من كتابتغريبة القافر
-
تقدر توقّف كلّ هذا الوجع. بلاد ما تبغاك اتركها، دور بلاد تعيش فيها بكرامتك لو غريب، ولا تعيش فبلاد كلّ همّها ترميك بأمراضها. ~١٥٢~
مشاركة من Halah Sabry ، من كتابتغريبة القافر
-
ما تقدر تغيّر فساد الناس، لكن تقدر تبتعد عنه. ~١٥٢~
مشاركة من Halah Sabry ، من كتابتغريبة القافر
-
أخبرها القافر بأنّ أهل قريته يستقوون على الضّعيف، يشمتون بمصائب المساكين، لكن لو حدث ما حدث في أحد بيوت شيوخهم وَسَادَتِهم لَمَا نبسوا بكلمةٍ، فهناك يغدو العيب حكمةً والجنون فطنةً ورجاحةً، فالأعمى من أصحاب الجاه بصير بمكانته، والجبان قويّ بماله أو بانتمائه لبيت يعصمه.
~١٤٥~
مشاركة من Halah Sabry ، من كتابتغريبة القافر
-
لكنّه يدرك أيضًا أنّ كلّ حكاية في القرية مهما كبرت ستخبو ذات يوم، وأنّ حكايات أخرى ستأتي فتُنسي النّاس وتشغلهم عن حكايته. ~١٤٥~
مشاركة من Halah Sabry ، من كتابتغريبة القافر
-
فلا أحد في هذه القرية يتحرّك خارج عيون الآخرين. ~١٤٥~
مشاركة من Halah Sabry ، من كتابتغريبة القافر
-
كانت العيون تراقبه من كلّ مكان، عيون صغيرة تيبّس الحلم على حوافها، عيون متعبة، عيون كبيرة، عيون خجولة عيون تبدو جريئةً وظاهرة، وعيون تأتي وتهرب، وهو على حاله مستقبلًا صخرته ولا يكفّ عن الطّرق عليها.
~١٣٨~
مشاركة من Halah Sabry ، من كتابتغريبة القافر
-
بلادك ما بلاد، البلاد اللّي تاكل أموالك بلاد فاجرة، البلاد بو تستغلّك وتاخذك تمرة وبعدين ترميك فلحة ما بلاد، دور على بلاد غيرها، البلاد بو تنكر جميلك ما تستحقّ تعيش فيها ساعة.
~١٣٠~
مشاركة من Halah Sabry ، من كتابتغريبة القافر
-
لكنّها القرى، لا يستجدُّ فيها جديد، فالنّاس فيها كما عهدهم وكما تحدّث عنهم والده عبدالله بن جميّل وأمّه الّتي ربّته كاذية بنت غانم، يَصومون عن الأكل والشرب، وقد يصبرون على الجوع والعطش، ولكنّهم لا يصبرون على الكلام.
~١٠٦~
مشاركة من Halah Sabry ، من كتابتغريبة القافر
-
وسرعان ما تحلّق الجميع حوله، لا يدرون ما يقولون، واجمين مخذولين بعد أن رأوا بعيونهم صدق كلامه، فكيف يحدث ذلك؟ ❞ كيف استطاع هذا الولد الضّعيف معرفة مكان الماء ورجال الخبرة الّذين خبروا الأفلاج حادوا عنه.
~١٠٢~
مشاركة من Halah Sabry ، من كتابتغريبة القافر
-
وجد عبدالله بن جميّل في العمل مع ابنه ملاذًا مريحًا، وجد فيه العزلة الّتي ينشدها بعيدًا عن البقيّة، كان اليأس يلمّ به أحيانًا وهو يرى جهدهم يذهب هباءً ولا يصلون إلى شيء، غير أنّه قرّر مؤازرة ابنه والوقوف بجانبه، وليكن ما يكون. ~١٠١~
مشاركة من Halah Sabry ، من كتابتغريبة القافر
-
أنكروا عليه أمواله وضواحيه، وقالوا إنّ أباه لم يكن يملك مقدار نخلةٍ واحدة في البلاد، كانت كلمتهم واحدة، فلو كانت لديه أموالٌ كما يقول فلماذا سافر عنها وتركها طوال تلك السّنين؟ اتّفقوا جميعًا لأوّل مرّةٍ في تاريخ القرية وردّدوا الكلام ذاته والحجج نفسها، ولإثبات نزاهتهم دلّوه على بيت أبيه المتهدّم واستطاع في فترةٍ وجيزة أن يُصلح من شأنه ويعيش فيه ويستقرّ. ~١٠٠~
مشاركة من Halah Sabry ، من كتابتغريبة القافر
-
سطَوْا على كلّ الضّواحي فلم يعد النّاس يتذكّرون صاحبها، والحكايات الّتي كانت تتردّد في جهات القرية ماتت ودُفنت في المقابر القديمة. ~٩٩~
مشاركة من Halah Sabry ، من كتابتغريبة القافر
-
رأى النّاسُ أملاكَ الرجل تندثر من دون أن يُوجد من يُقيّمها أو يحميها من طمع الطّامعين، فبدؤوا يقتسمونها فيما بينهم مُردّدين «من يُحْيِ الأرض الميّتة فهي له»، أُخذت ضاحية ضاحية، من دون أن يرفّ لهم جفن، ~٩٩~
مشاركة من Halah Sabry ، من كتابتغريبة القافر
-
كانوا ثلاثةً، رجلًا وزوجته يصطحبان معهما طفلًا رضيعًا، ويتّجهون جميعًا إلى صور أملًا في الوُصول قبل فوات الأوان ليلحقوا بالـ«نوخذة» ويسافروا على ظهر مركبه إلى بلاد السّواحل، ومُذ غابوا حيكت حول غيابهم قصص كثيرة. ~٩٩~
مشاركة من Halah Sabry ، من كتابتغريبة القافر
-
إنّه مجرّدُ طفلٍ يتيم فقير مع أبٍ ضعيف لا ضاحية ولا نخلة لديه في هذه البلاد، فقد تقاسموا إرث جدّه ونهبوه نخلةً نخلة، فذهبت كلّ أمواله في بطونهم. ~٩٩~
مشاركة من Halah Sabry ، من كتابتغريبة القافر
-
فهي تخاف من هؤلاء الناس على طفلها الصّغير، وهو لا يُدرك خطورة أن يكون مختلفًا في بلاد كهذه البلاد.
~٥٧~
مشاركة من Halah Sabry ، من كتابتغريبة القافر
-
إنّ كلّ حكاية تظلّ صغيرة ما دامت في قلب المرء، ولكن حالما يكتشفها أهل القرية تنتشر وتكبر شيئًا فشيئًا.
~٥٧~
مشاركة من Halah Sabry ، من كتابتغريبة القافر