اقتباسات من رواية الغواص: أبو حامد الغزالي

«أعلم أن الرضا ثمرة من ثمار المحبة، وهو من أعلى مقامات المقربين».

‫ الغزالي

التقت أعينهما، قرأ الأخ قلب أخيه، ثم استلقيا على الرمال، ووجهاهما في اتجاه النجوم، يحدقان فيها، ثم يغمضان أعينهما، ويمسك الأخ بيد أخيه. كانا وسط الصحراء مثل شعاعين من الشمس، يلتقي الرأسان ويبتعد الجسدان، كنور الشمس المنتشر. حينها يسبح العقل خارج هذه الأرض، ويسبح معه الجسد، يطوفان مع الخيال، ولا يغرقان قط، فهذا بحر بلا أمواج ولا دوامات. قال أحمد بعد حين: محمد، هل التقيت بالسحاب والنجوم؟

‫ فهمس: دومًا أفعل.

«واعلم يقينًا أن أسرار الملكوت محجوبة عن القلوب الدنسة بحب الدنيا».

‫ الغزالي

«والشوق وإن كان ألمًا ففيه نوع لذة إذا انضاف إليه رجاء الوصال، فإن الرجاء لذيذ، واليأس مؤلم، وقوة لذة الرجاء بحسب قوة الشوق».

أحيانًا نحتاج إلى بعض الضعف حتى نصبح أقوى، وإلى بعض الهزيمة حتى نتمكن من النصر،

❞ كلنا نبيع الثلج يا معصري، هي أشياء نقتنصها كل حين ثم تذوب بين يديك قبل أن يرتد إليك طرفك. ❝

❞ مثل الدنيا مثل ظل إذا رأيته حسبته ساكنًا، وهو يمر دائمًا. ❝

❞ ذو البصيرة علم أن الموت يعتقه، والحياة تسرقه، وأن الإنسان وإن طال في الدنيا مكثه فهو كخطفة برق لمعت في أكناف السماء، ثم عادت للاختفاء». ولكن الإدراك غير الشعور. ❝

❞ إن شهوة الزهو أعتى وأقسى من شهوة النكاح والطعام. ❝

كم كان صعبًا عليَّ التَّرك، واليوم أصبح هينًا! كم كان مستحيلًا التخلي، واليوم أصبح تكليفًا! كم تمسكت

أنقذني من ضعفي بقوتك ومن عجزي بقدرتك.

الإدراك إذا لم يصاحبه إحساس بالعجز لا يكون إدراكًا.

هذا القلب كما الذهب، النار تشكله، ولكنها لا تغيره.

❞ صاحبني المعصري ليذكرني ربما أن كل البشر بين محن وفتن، وأنني لو كنت أبغي قربه فكل من حولي يبتغونه أيضًا، وأنني وإن كنت أرى لنفسي شأنًا فكل من حولي يرون لأنفسهم الشأن نفسه. ❝

❞ في الحياة الدنيا يظهر لنا بين الحين والآخر إنسانٌ كما النار وقت الصقيع، يضيء ويدفئ ثم يخمد ويتلاشى. ❝

❞ هذا كتاب… حياة لمن مات…إحياء علوم الدين…سيشتمل على «أربعين كتابًا، يرشدك كل كتاب إلى عقبة من عقبات النفس، وأنها كيف تقطع، وإلى حجاب من حجبها، وأنه كيف يرفع». ❝

❞ رددت لنفسي كل يوم:

⁠‫«وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد». ❝

❞ ولكنها دودة القز ما هزت الأحشاء والجوانح. ها هي دودة القز تفنى فيما غزلته، ثم تصير لها أجنحة. كنت أروم إلى مصيرها هي فقط. أريد الحرية والتحليق، سئمت الزحف على الأرض وهوان القرب من الدنيا. ❝

❞ إنما أبغي أن أصلح نفسي وغيري»، يا حكيم، انتزعني بحكمتك من نفسي، أرني الحقيقة وعلمني من بحار علمك الذي لا ساحل له، أيقظني من غفلتي. كيف لي أن أساعد غيري وأنا بلا قلب؟! ❝

❞ جامع دمشق، كان هو ما أبغي. تركت نعلي على الباب، خلعته وأنا أحاول أن أخلع عن نفسي الدارين؛ الدنيا والآخرة، كنت أقصده هو فقط، لا أردت دنيا ولا جنة. كنت أحاول أن أصدق معه هو فقط، أن أخلص له هو ❝