اقتباسات من رواية الغواص: أبو حامد الغزالي

«اختلاف الخلق حكم ضروري أزلي». قضاء من الله. «لا تشغل قلبك بمواقع الخلا

«فالمعارف أنوار ولا يسعى المؤمنون إلى لقاء الله تعالى إلا بأنوارهم

«أن يكون حاله مع الله تعالى كحال طفل مع أمه، فإنه لا يعرف غيرها، ولا يفزع إلى أحد سواها، ولا يعتمد إلا عليها، فإذا رآها تعلق في كل حال بذيلها ولم يخلها، وإن نابه أمر في غيبتها كان أول سابق إلى لسانه يا أماه، وأول خاطر يخطر في قلبه أمه»، فهي فقط من يفزع إليها، «فإنه قد وثق بكفالتها وكفايتها، وشفقتها ثقة ليست خالية عن نوع إدراك بالتمييز الذي له، ويظن أنه طبع».

درجته الأولى أن يكون حاله مع الله تعالى والثقة في كفالته كحاله في الثقة بالوكيل. وأنت تثق في الوكيل بعد تفكر وتدبر، وهذه أولى درجات التوكل على الله في كل شيء. هذه حالة تأتي بالعقل والفكر، ثم هناك الدرجة الثانية و«هي

وقلب المؤمن يتوكل على الحي الذي لا يموت، يتوكل على الله ولكن التوكل درجات.

يا رب، لو كان في كلماتي رجاء فأعنِّي عليها، ولو كانت ضلالًا فسامحني عليها، ولكن لا تجعلني عُرضة للسخرية أمام الجموع، أعياني العجز مرة ومرتين. أتيتك بكل همِّتي حتى ولو لم يصفُ القلب بالكُلِّية.. أخلصت في يقيني وحبي. لم تزل الدنيا تنازعني ولكنني أضع كل أملى في رضاك.

-«حضور القلب مع الله تعالى على الدوام أو في أكثر الأوقات هو المُقدَّم على العبادات، بل به تشرق سائر العبادات. من أحب شيئًا أكثر من ذكره».

«القلب مرآة مستعدة لأن ينجلي فيها حقيقة الحق في الأمور كلها».

‫ الغزالي

«ولم يسعني أرضي وسمائي، ووسعني قلب عبدي المؤمن اللين الوديع». «ومن ارتفع الحجاب بينه وبين قلبه تجلت صورة الملك والملكوت في قلبه، فيرى جنة عرضها السموات والأرض، بل أكثر سعة من السموات والأرض، فإن الجنة وإن كانت واسعة الأطراف متباعدة الأكناف فهي متناهية، وأما عالم الملكوت وهو معرفة الحقائق والأسرار الغائبة عن مشاهدة الأبصار المخصوصة بإدراك البصر فلا نهاية لها».

«هيئة الوجود كله فينقلب عالمًا معقولًا موازيًا للعالم الموجود كله، مشاهدًا لما هو الحسن المطلق والخير المطلق، والجمال المطلق، ومتحدًا به، ومنتقشًا بمثاله وهيئته، ومنخرطًا في سلكه، وصائرًا من جوهره».

«العدل قامت السموات والأرض حتى صار العالم كله كالشخص الواحد متعاون القوى والأجزاء، مترتب التقدم والتأخر، بتقديم المقدم الحق وتأخير المؤخر الحق جلت عظمته وعظمت قدرته».

«مقامك من قلبي هو القلب كله

‫ فليس لشيء فيه غيرك موضع»

خشعت الأصوات أمام إبداع الخالق، وخرت الجبال من الجلال، ولوهلة انتفض الصدر واختلج، ولم يكن خوفًا، كان إذعانًا للخالق، وجمالًا لكل ما يخطه بقلمه البديع.

«طباع الناس إنكار ما لم يبلغوه ولم ينالوه حتى إن كل واحد ينكر ما لم يشاهده ولم يحصل له، ولا يؤمن بما غاب عنه. (…) فمن آمن بشيء مما لم يبلغه فقد آمن بالغيب، وذلك هو مفتاح السعادات».

‫***

«إن السفينة لا تجري على اليابس». اخترق بسفينتك البحر، ثم أبحر. ابدأ طريق التوبة، ولا تُكثر الكلمات.

-«العاشق لا يستثقل السعي في هوى محبوبه. فإن كل حب صار غالبًا قهر لا محالة ما هو دونه».

«وأعني بالتصوف ما خُلق الإنسان له من سلوك سبيل القرب إلى الله تعالى».

‫ الغزالي

«والأجل قريب، والسفر بعيد، والزاد طفيف، والخطر عظيم، والطريق سد، وما سوى الخالص لوجه الله من العلم والعمل» ينفع. هذا كتاب عن علم المعاملة، أما علم المكاشفة فلا يوضع في الكتب. هي المعاملة الموصلة إلى القرب، أما المكاشفة فحال لا يقوى أحد على التعبير عنه بالحروف.

«البعث ترجع إلى إحياء الموتى بإنشائهم نشأة أخرى، والجهل هو الموت الأكبر، والعلم هو الحياة الأشرف، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى العلم والجهل في كتابه العزيز وسماهما حياة وموتًا. ومن رقى غيره من الجهل إلى المعرفة.. فقد أنشأه نشأة أخرى، وأحياه حياة طيبة، فإن كان للعبد مدخل في إفادة الخلق بالعلم ودعائهم إلى الله تعالى فذلك نوع من الإحياء، وهي رتبة الأنبياء ومن يرثهم من العلماء».

سلطان، ولن أدعو لسلطان ولا أمير، ولن يخرج من فمي اسمك سوى بإخلاص. أقسم هنا أني لن أجادل أحدًا أبدًا ولن أتعصب لمذهب. لن أصارع بكلماتي فأكسر وأهزم. أدعوك يا رب ألا تجعل علمي عليَّ، بل لي، وأن تتقبل مني حتى وأنا ناقص عليل.