اقتباسات من رواية الغواص: أبو حامد الغزالي

‫ أغمض عينيه، ونام ليلته، أو لم ينم. قال لنفسه إن الحقيقة مرتبطة باليقين، وكل العلوم لديه اليوم بلا يقين. حتى المنطق والرياضيات لا تكفي لتشرح هذا العالم وكل تغيراته. هو الخيال ما يؤرقه. خداع الحواس لا شيء بالنسبة لخداع العقل. ما هي حقيقة العلم؟ وماذا تعلم؟ «كل علم لا نتيقنه، فهو علم لا ثقة به ولا أمان

هذه المرة لم يتردد، كان يريد أن يطفئ الظمأ حتى ولو استمع لأي شخص. لا تخيفه الآراء، ولا الكلمات، ولا حتى زندقة الزنديق وإلحاد الملحد، ولا باطنية الباطني، ولا فلسفة المتفلسف.

‫ جلس واستمع. كلها أسئلته. تناقشوا، وتجادلوا، أصبح لكل سؤال عشر إجابات، وبعد يومين أصبح لكل سؤال مائة إجابة، وبعد ثلاثة أيام أصبح كل سؤال بلا إجابة.

❞ الخوف عبارة عن تألم القلب واحتراقه بسبب توقع مكروه في المستقبل» ❝

«لا تشغل قلبك بمواقع الخلاف ما لم تفرغ من جميع المتفق عليه»

«فكذلك ينبغي أن يفهم أن السعادة لا ينالها إلا من أتى الله بقلب سليم، وسلامة القلب صفة تُكتسب بالسعي، كفقه النفس وصفة الإمامة من غير فرق».

ما الذي يستعصي عليك يا فتى؟

‫ -المعاني.

‫ -لكنك تتقن الكلمات.

‫ -ليت الكلمات توصل إلى المعاني دومًا، كانت الدنيا ستصبح بلونين لا أكثر.

‫ -وعندما تتقن فهم المعاني ماذا ستجد؟

‫ -اليقين.

‫ يا نفس، الدنيا كالقصاب الذي يسمن ليذبح لا ليمنح.

لأن من لا يريد شيئًا سيمتلك كل شيء، وستتبعه القلوب حيثما نظر. توقع الأسوأ.

فقال الغزالي: «آمنت بصدق موسى ومحمد، لا بشق القمر ولا بقلب العصا حية فقط، فإن

لو كنت تحكم قبل القراءة فالأفضل ألا تقرأ.

من يريد هزيمة الأيام لا بد أن يثبت لها،

«لا وصول إلى سعادة لقاء الله في الآخرة إلا بتحصيل محبته والأنس به في الدنيا، ولا تحصل المحبة إلا بالمعرفة، ولا تحصل المعرفة إلا بدوام الفكر، ولا يحصل الأنس إلا بالمحبة ودوام الذكر».

‫ الغزالي

«واعلم يقينًا أن أسرار الملكوت محجوبة عن القلوب الدنسة بحب الدنيا».

ابحثوا في الكتب عن الإجابة، وعن معنى القبيح والحسن، وتوقفوا عن الفتوى عندما لا تعلمون، أو تختلط عليكم الأمور، ففي التوقف علم، وفي الفتوى في كل شيء جهل.

❞ -لو كان في المناظرة منفعة كنت ناظرت، ولكن العِلَّة لها أسباب؛ إما حسد وفي هذه الحالة لا علاج له، وإما جهل مُتعمد وفي هذه الحالة لا علاج له، فإن عيسى عليه السلام قد أحيا الميت وعجز عن معالجة الأحمق. من ❝

❞ الباب السابع

‫الغواص

⁠‫العلماء المتجردون لتعلم السباحة في بحار المعرفة، القاصرون أعمارهم عليه، الصارفون وجوههم عن الدنيا والشهوات، المعرضون عن المال والجاه والخلق وسائر اللذات، المخلصون لله تعالى في العلوم والأعمال، العاملون بجميع حدود الشريعة وآدابها في القيام بالطاعات وترك المنكرات، المُفَرِّغون ❝

‫ -هو السبب نفسه دومًا. إحساسك بعلو قدرك. تجد لنفسك مقامًا فتغضب لتجرُّؤ غيرك عليك سواء بالكلمة أو باليد أو حتى بالسرقة. تقول كيف يجرءون على التعدي على أرسلان؟ تذكر أنك عبد للملك لا فرق بينك وبينهم.

هل أخبرتك يا محمد أني كنت أحبك أكثر من أبي وأمي

الشرعُ بداية الطريق، وصفاءُ القلب غايته.

‫ -هو يحكم بظاهر الأمور، والله يحكم على القلب، ولا يترك ظلمًا بلا عقابٍ.

يا محمد، من يصاحب السلاطين كراكب الأسد.