#قراءات٢٠٢٤
#ميثاق_النساء
#حنين_الصايغ
#أبجد
كتبت حنين عن معاناة امل الشابة الدرزية من احدى قرى جبل لبنان في مجتمع ذكوري ما زالت المرأة تكافح فيه للحصول على جزء بسيط من حريتها. حكاية أمل هي حكاية كل شابة لبنانية او لنقل عربية خرجت من بيئة قروية محافظة وسعت لتغيير ظروف حياتها والبحث عن ذاتها، لذلك وجدت تقاطعا كبيرا بين سيرة حياة الكثير من النساء اللواتي أعرفهن وبين قصة أمل التي تعلمت ان تخفض صوتها منذ طفولتها حتى ظنت ان لا صوت لها وساومت بجسدها المراهق حتى تصل لأدنى حقوقها وهو حقها بإكمال تعليمها ولكنها استطاعت ان تكسر شرنقتها وتفرد جناحيها وتتعلم الطيران بحثا عن حريتها واخيرا السعادة التي تستحقها والأهم من هذا كله ان تصل لأن تحب نفسها وتقدر ذاتها...
كتبت حنين بلغة شاعرية عذبة، وابدعت بوصف جمال طبيعة الجبل وخصوصيته التي لا تشبه اي مكان آخر، وتأثير تلك الجبال على نفسية أمل، سلبا وإيجابا. كما أغنت معرفتنا بالكثير من التفاصيل التي يجهلها معظمنا عن طائفة الموحدين الدروز، وضمنت الرواية العديد من الافكار الفلسفية العميقة التي أغنتها وأعطتها أبعادا تخطت كونها مجرد سيرة ذاتية لأمل...
كأمرأة من قرية لبنانية نائية درست الطب في منتصف التسعينيات وكطبيبة نسائية أتعامل مع النساء كل يوم وأحاول احيانا عن أعبر عن بعض من معاناتهن التي أستمع اليها او أكون شاهدة عل بعض فصولها، يمثلني قلم حنين الصايغ ويستفزني حتى أكتب عنهن ولهن!!!
من الرواية:
❞لقد رضيَت أمَّهاتنا باللاشيء، لذلك تحتَّم علينا أن نكون ممتنَّاتٍ للقليل، وأن نشعر أنَّه أكثر من حقّنا، وأنَّنا إن لم نقدِّر القليل سنكون جاحدات. ولكنْ من له الحقّ أن يحدِّد ما هو قليلٌ وما هو كثير، حين نتكلَّم عن الحرِّيَّة؟ هل هو الزمان أو البقعة الجغرافيَّة أو نسبة التعليم، أو المصير الذي رضي به من سبقونا من النساء؟!"❝
❞ربما لا نخسر اصواتنا دفعة واحدة عند حدث كبير او حادثة مأسوية! ربما نخسرها بالتدريج وبالتواطؤ الصامت، في كل مرة نتظاهر ان شيئا لم يحدث لتجنب المواجهة...❝
❞لم يحمني الصمت كما ظننت بل كان محاولة للهروب القصير الذي سيلاحقني طويلاً. لقد خسرت مع كلّ صمتٍ احترامي لنفسي، وغذَّيت ذلك الصوت التي يحقِّرني عبر الاستماع له بشكلٍ يوميّ «كلّ ما نركِّز عليه ينمو» - قرأت هذه العبارة يومًا، وفهمت أنَّني لم أكن وفيَّةً لشيءٍ بحجم وفائي للصوت الذي يكرهني بداخلي، هذا الصوت الذي يعلم أنَّ أحدًا لم يحبّني بحقّ. من أين لشخصٍ لم يتلقَّ حبًّا صافيًا أن يشعر بقيمة ذاته؟ وكيف لشخصٍ لم يحبّ حبًّا صافيًا أن يثق بقدرته على فعل أيِّ شيءٍ بنجاح؟❝
❞ الطلاق يُشبه الوشم الذي نختاره بكامل إرادتنا، ولكنَّنا نضطرّ إلى رؤيته كلّ يومٍ لما تبقَّى من حياتنا. ❝
❞ ربَّما أدركت في تلك اللحظة أنَّ هذا هو «ميثاق النساء» الحقيقيّ. ميثاقٌ من التضامن والفهم والوجع لم يخطّه أحدٌ في كتاب، ولم يفرضه أحدٌ على النساء. ميثاقٌ يجعلنا نتواصل ونترابط على بُعدٍ آخر. بُعدٍ لا علاقة له بالدين والثقافة والجغرافيا.
نحن متَّصلاتٍ كجذور أشجار السنديان العتيقة التي تمتدّ لعشرات
الأميال وتتعانق تحت سطح الأرض. شيءٌ ما يتحرَّك في المرأة حين ترى امرأةً أخرى تعاني، شيءٌ ما يوقظ أنثى الذئب المتوحِّشة في أعماقها فيستيقظ تعاطفها وتتحرَّك أمومتها، حتى لو لم تكن قد أنجبت من قبل.❝