تتناول حنين الصايغ بلغة شاعرية من خلال شخصية أمل أبو نمر المنتمية لطائفة الدروز، («ميثاق النساء»، وهو عنوان مستعار من إحدى رسائل كتاب الحكمة لدى طائفة الموحّدين الدروز) فعل التفكيك الاجتماعي والديني بجرأة، وتُسقط ورقة التوت عما يُسبّب السكوت عنه تعاسة جماعية.
جمعت بين الشيء ونقيضه: بين الرضوخ المُتوارَث والمجتمع القروي والسلطة الأبوية، يقابلها نقيضها: الدراسة في الجامعة الأميركية ببيروت، والانعتاق، والحق في تقرير المصير، وحرية الجسد من أشكال انتهاكه.
امتدد السرد عبر الأجيال من الجدّة فالأم والعمّة، إلى البطلة الشابة وطفلتها، فكان بمثابة سلسلة عذابات كان لا بدّ من كسرها، وإن كلّفت المحاولة الثمن الباهظ.
تُعكّر الرواية الراكد على صفحات العقل، بأحجار تُرمى من العمق، لا من الضفاف، لتُحدث ضجة وتُزعج، فأمل انعكاس للصوت الغائب والصرخة المكتومة. ظلّت طوال فصول السرد، تُقدِم وتتراجع، تبني وتسقط الأشياء فوق رأسها. شخصية حيّة جداً، مُفرطة في الواقعية، مُحمّلة قهر المرأة المُتربّص في أعماقها صوت رجل يؤنّب دائماً. تخوض معارك العالم الخارجي بجانب معاركها الداخلية. وكلاهما مكلف، نتج عنه إبرام الصفقات مقابل المعاشرة الزوجية، والعراك والجدال والابتزاز العاطفي، والاستباحة الجسدية في مختبرات التلقيح الاصطناعي من أجل حَمْل تحقق من تلقائه بعد فشل محاولَتي الإنجاب بالقوة.
تعلي الرواية قيم التعدّد والاتّساع، أمام سردية اجتماعية تردّد المحفوظ من دون مساءلته، وتصدّق المفهوم بلا إخضاعه للنقد. هدير الحب بين أمل وحامد، يشفي الجروح ويُهدئ الآلام.